الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي > ميراث الأنبياء والسلف الصالح


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2020-04-30, 10:55 رقم المشاركة : 11
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الصحابة أبجديا - الصحابة - الأعلام


عباد بن بشر

  • ملخص المقال

    عباد بن بشر، أحد البدريين, كان من سادة الأوس, فما هي قصة إسلامه؟ وما أبرز مواقفه مع الرسول والصحابة؟




عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل,
الإمام أبو ربيع الأنصاري الأشهلي، أحد البدريين, كان من سادة الأوس.
عمره عند الإسلام وقصة إسلامه ومن الذي دعاه:
كان عباد بن بشر الأشهلي حين لاح في آفاق يثرب أول شعاع

من أشعة الهداية المحمدية فتى موفور الشباب غض الإهاب, تعرف في وجهه نضرة العفاف والطهر وتلمح في تصرفاته رزانة الكهول, على الرغم من أنه لم يكن إذ ذاك قد جاوز الخامسة والعشرين من عمره.
وقد اجتمع إلى الداعية المكي الشاب مصعب بن عمير فسرعان
ما ألفت بين قلبيهما أواصر الإيمان ووحدت بين نفسيهما كريم الشمائل ونبيل الخصائل وقد استمع إلى مصعب وهو يرتل القرآن بصوته الفضي الدافئ نبرته الشجية الآسرة, فشغف بكلام الله حبًّا وأفسح له في سويداء فؤاده مكانًا رحبًا وجعله شغله الشاغل فكان يردده في ليله ونهاره وحله وترحاله حتى عرف بين الصحابة بالإمام وصديق القرآن.

أسلم عباد قديماً بالمدينة على يد سفير الإسلام مصعب بن عمير وكان إسلامه قبل إسلام أسيد بن حضير وسعد بن معاذ رضي الله عنهما.

ملامح من شخصية عباد بن بشر:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: تهجد النبي في بيتي, فسمع صوت عباد يصلي في المسجد, فقال: "يا عائشة، أصوت عباد هذا؟", قالت: نعم, قال: "اللهم ارحم عباد", وفي رواية: "اللهم اغفر له".
شهد عباد بن بشر مع الرسول مشاهده كلها, وكان له في كل منها موقف يليق بحامل القرآن.
من ذلك أن الرسول لما قفل عائدًا من غزوة "ذات الرقاع" نزل بالمسلمين في شعب من الشعاب ليقضوا ليلتهم فيه.
وكان أحد المسلمين قد سبى في أثناء الغزوة امرأة من نساء المشركين في غيبة زوجها, فلما حضر الزوج ولم يجد امرأته, أقسم باللات والعزى ليلحق بمحمد أصحابه, وألا يعود إلا إذا أراق منهم دمًا.
فما كاد المسلمون ينيخون رواحلهم في الشعب حتى قال لهم الرسول : "من يحرسنا في ليلتنا هذه؟".
فقام إليه عباد بن بشر وعمار بن ياسر وقالا: نحن يا رسول الله, وقد كان النبي آخى بينهما حين قدم المهاجرون على المدينة.
فلما خرجا إلى فم الشعب قال عباد بن بشر لأخيه عمار بن ياسر: أي شطري الليل تؤثر أن تنام فيه: أوله أم أخره؟ فقال عمار: بل أنام في أوله, ثم اضطجع غير بعيد عنه.
كان الليل ساجيًا هادئًا وادعًا, وكان النجم والشجر الحجر تسبح بحمد ربها وتقدس له فتاقت نفس عباد بن بشر إلى العبادة واشتاق قلبه إلى القرآن, وكان أحلى ما يحلو له القرآن إذا رتله مصليًا فيجمع متعة الصلاة إلى متعة التلاوة.
فتوجه إلى القبلة ودخل في الصلاة وطفق يقرأ من سورة الكهف بصوته الشجي الندي العذب.
وفيما هو سابح في هذا النور الإلهي الأسنى تمارق في لألاء ضيائه أقبل الرجل يحث الخطى، فلما رأى عباد من بعيد منتصبًا على فم الشعب عرف أن النبي بداخله وأنه حارس القوم, فوتر قوسه وتناول سهمًا من كنانته رماه به فوضعه فيه.
فانتزعه عباد من جسده ومضى متدفقًا في تلاوته غارقًا في صلاته.
فرماه الرجل بآخر فوضعه فيه فانتزعه كما انتزع سابقه, فرماه بثالث فانتزعه كما انتزع سابقيه، وزحف حتى غدا قريبًا من صاحبه وأيقظه قائلاً:

انهض فقد أثخنتني الجراح. فلما رآهما الرجل ولى هاربًا.
والتفت عمار بن ياسر إلى عباد بن بشر فرأى الدماء تنزف غزيرة من جراحه الثلاثة, فقال له: سبحان الله هلا أيقظتني عند أول سهم رماك به؟!
فقال عباد: كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن أقطعها حتى أفرغ منها, وايم الله لولا خوفي أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله بحفظه لكان قطع نفسي أحب إلى من قطعها.

شجاعة عباد بن بشر وفدائيته:


وكان كبير العذر أبلى يوم اليمامة بلاءً حسنًا وكان أحد الشجعان الموصوفين.
كان عباد بن بشر من فضلاء الصحابة وكان سيدًا كبير القدر, أوجز الذهبي معالم وملامح الإقدام والسيادة في عباد, فقال: "كان أحد الشجعان الموصوفين", شهد عباد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية وتبوك وسائر المشاهد مع رسول الله .
وكان عباد بن بشر موصوفاً بشدة البأس والشجاعة حتى قال عمر لرسول الله في غزوة بني المصطلق: "مر عباد بن بشر فليضرب عنق المنافق عبد الله بن أبي بن سلول".
أما فدائية عباد فكانت شيئاً آخر عبقت به دنيا المغازي وأوردت شجاعته كتب التراجم والسير, ومن أعلام أعماله الفدائية أنه شارك في قتل كعب بن الأشرف اليهودي وكفى رسول الله شر هذا الفاجر الأفاك.
وجاهد عباد يومئذ جموع المرتدين من بني حنيفة وكان له غناء ويلاء لم ير لأحد مثله.
يقال: أنه قتل يومئذ عشرين مشركًا.
شعوره بالمسئولية وتخصصه في الحراسة:
في غزوة الأحزاب تولى عباد حراسة قبة النبي :
قال سعد: وكان عباد بن بشر على حرس قبة رسول الله مع غيره من الأنصار يحرسونه كل ليلة, فكان المشركون يتناوبون بينهم فيغدو أبو سفيان في أصحابه يومًا ويغدو خالد بن الوليد يومًا ويغدو عمرو بن العاص يومًا ويغدو هبيرة بن أبي وهب يومًا ويغدو ضرار بن الخطاب الفهري يومًا.


ولله در القائل في حراسة عباد لقبة النبي :

من ينم عن لهـدم أو محدم *** فابــن بشــر ســاهــر لـــم ينـــم
يحس القبة ما فيها ســوى *** حارس الجيش أو حارس العلم


وفي غزوة تبوك جعل رسول الله عباد بن بشر على حرسه وأوكل إليه هذه المهمة.

أثره في الآخرين (دعوته وتعليمه):
وقد رأى عباد من خلال المعارك التي لم يحقق المسلمون فيها نصرًا يذكر من تواكل الأنصار على المهاجرين وتواكل المهاجرين على الأنصار ما شحن صدره أسى وغيظًا وسمع من تنابزهم ما حشا سمعه جمراً وشوكاً, فأيقن أنه لا نجاح للمسلمين في هذه المعارك الطاحنة, إلا إذا تميز كل من الفريقين عن الآخر ليتحمل مسئوليته وحده وليعلم المجاهدون الصابرون حقًّا.

فلما طلع النهار واستؤنف القتال علا عباد بن بشر نشزًا (مكان مرتفع من الأرض) وجعل يصيح: "يا معشر الأنصار تميزوا من الناس, واحطموا جفون السيوف, ولا تتركوا الإسلام يؤتي من قبلكم".
وما زال يردد ذلك النداء حتى اجتمع عليه نحو أربعمائة منهم على رأسهم ثابت بن قيس والبراء بن مالك وأبو دجانة صاحب سيف رسول الله , ومضى عباد بن بشر بمن معه يشق الصفوف بسيفه ويلقى الحتوف بصدره حتى كسرت شوكة مسيلمة الكذاب ومن معه وألجئوا إلى حديقة الموت.

من كلمات بشر بن عباد:


قال بشر بن عباد الشعر في قتل كعب بن الأشرف:

صرخت له فلم يعرض لصوتي *** ووافي طالعًا من رأس جدر
فعــدت لـه فقــال مــن المنـادي *** فقلــت أخــوك عبـاد بن بشر
فـقـــال محمـــد أســـــرع إلينـــا *** فقـــد جئنــا لتشكــرنا تقــري
وتـرقـدنــا فقـــد جئنـــا سفايـــا *** بنصـف الوسق من حب وتمر
وهــــذي ورعنـــا رهنــــا فخذها *** لشهر أت وفي أو نصف شهر
فقـــال معــاشـــر سغبـوا وجاعوا *** وما عدموا العتي من غير فقر
فأقبـــل نحونـــا يهــوي سـريعـــاً *** وقـــــال لنــــا لقــد جئتم لأمر
وفــي أيماننـــا بيـــــض حــــــداد *** مــدربــــة بهـــا الكفــار تفري
فعانقــــــه ابــن مسلمــة المردي *** بــــه الكفـــــار كالليث الهزبر
وشـــــد بسيفـــه صلتــا عليــــــه *** فقطــــــره أبـــو عبس بن جبر
وصلــــت وصــاحبــــاي فكانـــا *** لما قتلناه الخبيث كذبح رعتر
وجــــاء بـــرأســه نفـــر كـــرام *** هـــــم ناهيـــــك مــن صدق بر
فكــــان الله مـــا دمنــــا فأبـــنا *** بأنعـــــم نعمـــــة وأعــــز نصر

وقال يناجي ربه:
عـذابـــه فيــك عــذب *** وبعـــده فيــك قرب
وأنت عنـدي كروحي *** بـل أنت منها أحب
حسبي من الحب أني *** لمــا تحــب أحـــب


وفاة عباد بن بشر:

في الليلة التي سبقت المعركة الحاسمة رأى عباد بن بشر فيما يراه النائم أن السماء انفرجت له، فلما دخل فيها ضمته إليها وأغلقت عليه بابها. فلما أصبح حدث أبا سعيد الخدري برؤياه وقال: الله إنها الشهادة يا أبا سعيد.
وهناك عند أسوار الحديقة سقط عباد بن بشر شهيدًا مضرجًا بدمائه وفيه ما فيه من ضربات السيوف وطعنات الرماح ووقع السهام حتى إنهم لم يعرفوه إلا بعلامة كانت في جسده.
ويشهد أبو سعيد الخدري لعباد بالشجاعة أيضًا يوم اليمامة وينقل لنا صوته يومئذ وهو يصيح بالأنصار: احطموا جفون السيوف, وتميزوا من الناس, وجعل يقول: أخلصونا أخلصونا، فأخلصوا أربعمائة رجل من الأنصار ما يخالطهم أحد, يقدمهم عباد بن بشر وأبو دجانة والبراء بن مالك رضي الله عنهم.
حتى انتهوا إلى باب الحديقة فقاتلوا أشد القتال، وقتل عباد بن بشر رحمه الله فرأيت بوجهه ضربًا كثيرًا، ما عرفته إلا بعلامة كانت في جسده.
كان من سادة الأوس، عاش خمسًا وأربعين سنة.
استشهد بشر بن عباد t يوم اليمامة.
مناقب بشر بن عباد وما قيل فيه:
عن يحيى بن عباد بن عبد الله عن أبيه، قال: قالت عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلاً كلهم من بني عبد الأشهل:

سعد بن معاذ, عباد بن بشر، وأسيد بن حضير
وعن أنس بن مالك t أن أسيد بن حضير وعباد بن بشر كانا عند رسول الله في ليلة ظلماء، قال: فلما خرجا من عنده أضاءت عصا أحدهما, فكانا يمشيان في ضوئها, فلما تفرقا أضاءت عصا هذا وعصا هذا.





    رد مع اقتباس
قديم 2020-04-30, 11:04 رقم المشاركة : 12
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الصحابة أبجديا - الصحابة - الأعلام


عياض بن غنم

  • ملخص المقال

    عياض بن غنم, وكان من أشراف قريش وهو معروف في فتوح الشام, أسلم قبل صلح الحديبية وشهدها وما بعدها, قاد عدة فتوحات وتولى عدة ولايات
فاتح العراق عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة القرشي الفهري. ويقال: الأشعري وهو ابن عم أبي عبيدة بن الجراح..
وكان من أشراف قريش وهو معروف بالفتوح بالشام.
عمر عياض بن غنم عندما أسلم:

أسلم عياض t قبل صلح الحديبية -والذي كان سنة 6 من الهجرة- وشهدها..
ومات t وهو ابن ستين سنة، فيكون عمره عندما أسلم على فرض أنه أسلم سنة 5 من الهجرة؛ يكون عمره عندها خمس وأربعون سنة.
أهم ملامح شخصية عياض بن غنم :

الزهد والورع معًا:

لما ولي عياض بن غنم قدم عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته ومعروفه فلقيهم بالبشر فأنزلهم وأكرمهم فأقاموا أياما ثم سألوه في الصلة وأخبروه بما تكلفوا من السفر إليه رجاء معروفه فأعطى كل رجل منهم عشرة دنانير وكانوا خمسة فردوها واستخطوا ونالوا منه فقال: أي بني عم والله ما أنكر قرابتكم ولا حقكم ولا بعد شقتكم ولكن والله ما خلصت إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي وبيع ما لا غنى لي عنه فاعذروني قالوا: الله ما عذرك الله إنك والي نصف الشام وتعطي الرجل منا ما جهده أن يبلغه إلى أهله فقال: فتأمروني أن أسرق مال الله فوالله لأن أشق بالمنشار أو أبرى كما يبرى السفن أحب إلي من أن أخون فلسًا أو أتعدى وأحمل على مسلم ظلمًا أو على معاهد قالوا قد عذرناك في ذات يدك ومقدرتك فولنا أعمالاً من أعمالك نؤدي ما يؤدي الناس إليك ونصيب ما يصيبون من المنفعة فأنت تعرف حالنا وأنا ليس نعدو ما جعلت لنا..
قال والله إني لأعرفكم بالفضل والخير ولكن يبلغ عمر بن الخطاب أني قد وليت نفرًا من قومي فيلومني في ذلك ولست أحمل أن يلومني في قليل ولا كثير قالوا قد ولاك أبو عبيدة بن الجراح وأنت منه في القرابة بحيث أنت فأنفذ ذلك عمر ولو وليتنا فبلغ عمر فأنفذه فقال عياض: إني لست عند عمر بن الخطاب كأبي عبيدة بن الجراح وإنما أنفذ عمر عهدي على عمل لقول أبي عبيدة فيّ وقد كنت مستورًا عند أبي عبيدة فقال فيّ وأعلم مني ما أعلم من نفسي ما ذكر ذلك عني فانصرف القوم لائمين لعياض بن غنم.
وكان عياض بن غنم رجلاً سمحًا وكان يعطي ما يملك لا يعدوه إلى غيره لربما جاءه غلامه فيقول ليس عندنا ما تتغدون به فيقول خذ هذا الثوب فبعه الساعة فاشتر به دقيقًا فيقول له سبحان الله أفلا تقترض خمسة دراهم من هذا المال الذي في ناحية بيتك إلى غد ولا تبيع ثوبك فيقول والله لأن أدخل يدي في جحر أفعى فتنال مني ما نالت أحب إلي من أن أطمع نفسي في هذا الذي تقول فلا يزال يدفع الشيء بالشيء حتى يأتي وقت رزقه فيأخذه فيوسع فيه فمن أدركه حين يأخذ رزقه غنم ومن تركه أياما لم يجد عنده درهمًا واحدًا..
ومات عياض يوم مات وما له مال ولا عليه دين لأحد..
الجانب القيادي:

حيث إنه قاد عدة فتوحات وتولى عدة ولايات
قال ابن سعد فقال: شهد الحديبية وما بعدها وكان أحد الأمراء الخمسة يوم اليرموك.
وفي تاج العروس: رُوِيَ في بعض الآثار: أَنّ النَّبِيَّ قال: "رُفِعَتْ لَيْلَةَ أَسْرِيَ بي مدينةٌ فأَعْجَبَتْنِي فقلتُ لجِبْرِيلَ: ما هذهِ المَدِينَةُ؟ فقال: نَصِيبِين. فقلتُ: اللّهم عَجِّلْ فَتْحَها واجْعَلْ فيها بَركةً للمسلمينَ".. فتحها عياضُ بْنُ غنم الأَشعري.
ومن البلاد التي فتحها أيضًا الرهاء بضم أوله ممدود مدينة من أرض الجزيرة ودخل أهل سائر الجزيرة فيما دخل فيه أهل الرهاء من الصلح.
لما فرغ عياض بن غنم من الجزيرة دخل الدرب فبلغ بدليس فجازها إلى خلاط وصالح بطريقها وانتهى إلى العين الحامضة فلم يتجاوزها وعاد فضمن صاحب بدليس خراج خلاط وجماجمها ثم انصرف إلى الرقة ومضى إلى حمص..
وجاء في معجم البلدان: اجتمع الروم فحاصروا أبا عبيدة بن الجراح والمسلمين بحمص فكتب عمر إلى سعد بإمداد أبي عبيدة بالمسلمين من أهل العراق فأرسل إليه الجيوش مع القواد وكان فيهم عياض بن غنم وبلغ الروم الذين بحمص مسير أهل العراق إليهم فخرجوا عن حمص ورجعوا إلى بلادهم فكتب سعد إلى عياض بغزو الجزيرة فغزاها سنة 71هـ وافتتحها فكانت الجزيرة أسهل البلاد افتتاحا لأن أهلها رأوا أنهم بين العراق والشام وكلاهما بيد المسلمين فأذعنوا بالطاعة فصالحهم على الجزية والخراج فكانت تلك السهول ممتحنة عليهم وعلى من أقام بها من المسلمين.
شدة الكرم والسخاء والجود:

فقيل عنه: كان صالحًا فاضلاً جوادًا. وكان يسمى (زاد الركاب) يطعم الناس زاده فإذا نفد الزاد نحر لهم بعيره.
بعض المواقف من حياة عياض بن غنم مع الصحابة :

عن شريح بن عبيد الحضرمي وغيره قال جلد عياض بن غنم صاحب داريا حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه ثم قال هشام لعياض ألم تسمع النبي يقول إن من أشد الناس عذابًا أشدهم عذابًا في الدنيا للناس فقال عياض بن غنم يا هشام بن حكيم قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت أولم تسمع رسول الله يقول من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه له وإنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجترئ على سلطان الله فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى.
بعض الأحاديث التي نقلها عياض بن غنم عن النبي:

عن عياض بن غنم قال: سمعت رسول الله يقول: "من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يومًا فإن مات فإلى النار وإن تاب قبل الله منه. وإن شربها الثانية لم تقبل له صلاة أربعين يومًا فإن مات فإلى النار وإن تاب قبل الله منه. وإن شربها الثالثة أو الرابعة كان حقًّا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال". فقيل: يا رسول الله وما ردغة الخبال, قال: "عصارة أهل النار".
وعنه t أن النبي قال: "لا تأكلوا الحمر الإنسية".
وعنه t عن النبي من أراد أن ينصح السلطان فلا يبدأه علانية ولكن يأخذ بثوبه وليخل به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الحق الذي عليه.
وأخرج ابن مردويه عن عياض بن غنم أنه سمع رسول الله تلا قوله: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ} [التكاثر: 1- 3], يقول: "لو دخلتم القبور, {ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ} [التكاثر: 4], وقد خرجتم من قبوركم, {كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} [التكاثر: 5], في يوم محشركم إلى ربكم {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} [التكاثر: 6], أي في الآخرة حق اليقين كرأي العين {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} [التكاثر: 7], يوم القيامة {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8], بين يدي ربكم عن بارد الشراب وظلال المساكن وشبع البطون واعتدال الخلق ولذاذة النوم حتى خطبة أحدكم المرأة مع خطّاب سواه فزوجها ومنعها غيره".
بعض كلمات عياض بن غنم :

قال عياض بن غنم:

من مـبلغ الأقـوام أن جـمـوعـنا *** حوت الجزيرة غير ذات رجام
جمعوا الجزيرة والغياب فــنفســوا *** عمن بحمــص غيابة القـدام
إن الأعـــزة والأكارم مـعشـر *** فضوا الجزيرة عن فراج الهــام
غلبوا الملـوك على الجزيرة فانتـهوا *** عن غزو من يأوي بلاد الشــام
وفاة عياض بن غنم :

توفي بالشام سنة 20هـ، وهو ابن 60 سنة.





    رد مع اقتباس
قديم 2020-04-30, 11:13 رقم المشاركة : 13
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الصحابة أبجديا - الصحابة - الأعلام



  • كعب بن مالك
  • ملخص المقال

  • كعب بن مالك، شهد العقبة وبايع بها، وتخلف عن بدر،
  • وشهد أحدا وما بعدها، وتخلف في تبوك، وهو أحد
  • الثلاثة الذين تيب عليهم, فما أهم ملامح شخصيته؟
  • نسب كعب بن مالك وفضله :
  • هو كعب بن مالك بن أبي كعب بن سواد بن غنم بن
  • كعب بن سلمة، أبو عبد الله الأنصاري السلمي، ويقال:
  • أبو بشير، ويقال: أبو عبد الرحمن. شهد العقبة وبايع بها، وتخلف عن بدر، وشهد أحدًا وما بعدها، وتخلف
  • في تبوك، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم.
  • ولما قدم على رسول الله المدينة آخى النبي بينه وبين طلحة بن عبيد الله حين آخى بين المهاجرين والأنصار, وكان أحد شعراء رسول الله الذين كانوا يردون الأذى
  • عنه، وكان مجودًا مطبوعًا، قد غلب عليه في الجاهلية
  • أمر الشعر وعُرف به, ولبس يوم أُحد لأْمَة رسول الله وكانت صفراء، ولبس رسول الله لأمته، وجرح كعب
  • أحد عشر جرحًا
  • من ملامح شخصية كعب بن مالك :
  • من ملامح شخصيته صدقه وشجاعته في قول الحق والثبات عليه؛ فقد كانت شجاعة كعب في قوله الحق وصدقه عاملاً أساسيًّا في قبول توبته، مهما أفضت
  • هذه الشجاعة إلى نتائج في بادئ الأمر، غير أنه أصرَّ على أن يقول للرسول الحق، ولم يحاول أن يختلق
  • أعذارًا كغيره من المتخلفين، ولما قَبِل الله توبته
  • عاهد الله ألاَّ يحدِّث إلا صدقًا.
  • بعض مواقف كعب بن مالك مع الرسول :
  • موقفه في غزوة أُحد؛ ففي غزوة أحد ولما أشيع مقتل النبي لم يعرفه إلا كعب بن مالك ، فكان أول من عرف رسول الله ، قال: فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين، أبشروا، هذا رسول الله حيٌّ لم يقتل. فأشار إليه أن اسكت.
  • وكان كعب بن مالك الأشجعي من الذين خُلِّفوا عن غزوة تبوك وتاب الله عليه بصدقه، وقوله الحق لرسول الله ، خلافًا للرجال الذين لم يشهدوا غزوة تبوك، وتعذروا بأعذار كاذبة؛ فقد أصر كعب على أن يقول الحق لرسول الله مهما كانت النتائج؛ لأنه قد قعد عن الجهاد بغير عذر، وكان رسول الله نهى الصحابة عن محادثة هؤلاء الثلاثة (والآخران هما: مرارة بن الربيع العامري، وهلال بن أمية الواقفي رضي الله عنهما)، وتحمَّل كعب ذلك بكل صبرٍ وثبات، حتى إن ملك غسان النصراني أرسل إليه برسالة يقول فيها: بلغنا أن صاحبك قد جفاك، فالحَقْ بنا نُواسِكْ. ولم تثنه هذه الرسالة عن ترك المدينة بل قام بحرقها، وقال: هذا أيضًا من البلاء.
  • وظل كعب وصاحباه رضي الله عنهم على هذه الحال من الضيق والغم طوال خمسين ليلة، حتى ظنوا أن الأرض قد ضاقت عليهم، ولكن الله العليم الرحيم أنزل على نبيه أنه قد تاب عليهم {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لاَ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118].
  • مواقف كعب بن مالك مع الصحابة :
  • موقف سيدنا طلحة بن عبيد الله معه لما تاب الله على كعب ، وذهب إلى المسجد وذهب الناس يهنئونه بالتوبة، فقام إليه طلحة بن عبيد الله مصافحًا ومهنئًا، ولم يقم له من المهاجرين غير طلحة ، فكان كعب لا ينساها لطلحة أبدًا.
  • بعض الأحاديث التي نقلها كعب بن مالك عن النبي :
  • يحدث الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن كعب أنه تقاضى[1] ابن أبي حدرد دينًا كان له عليه في المسجد، فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله وهو في بيته، فخرج إليهما حتى كشف سجف[2] حجرته، فنادى: "يا كعب". قال: لبيك يا رسول الله. قال: "ضع من دينك هذا", وأومأ إليه أي الشطر[3]. قال: لقد فعلت يا رسول الله. قال: "قم فاقضه".
  • وعن ابن شهاب قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يقول: قلت: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقةً إلى الله وإلى رسوله. قال: "أمسك عليك بعض مالك؛ فهو خير لك". قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر.
  • وعن سفيان، عن سعد، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه، عن النبي قال: "مثل المؤمن كالخامة[4] من الزرع تفيئها الريح مرة وتعدلها مرة، ومثل المنافق كالأرزة لا تزال حتى يكون انجعافها[5] مرة واحدة".
  • من كلمات كعب بن مالك :
  • قال كعب بن مالك:
  • يا هاشمًا إن الإلـه حبـاكـم *** ما ليس يبلغه اللسـانُ المِقْصَـلُ
  • قوم لأصلهم السـيادة كلـها *** قدمًا وفرعـهم النبـي المُرسَـلُ
  • بيض الوجوه ترى بطون أكفهم *** تَنْدَى إذا اعتَذَرَ الزمـانُ المُمْحِلُ
  • وفاة كعب بن مالك :
  • قال ابن عبد البر: تُوُفِّي كعب بن مالك في زمن معاوية سنة خمسين. وقيل: سنة ثلاث وخمسين، وهو ابن سبعٍ وسبعين، وكان قد عمي وذهب بصره في آخر عمره.
  • -************************-





آخر تعديل خادم المنتدى يوم 2020-04-30 في 11:21.
    رد مع اقتباس
قديم 2020-04-30, 15:19 رقم المشاركة : 14
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الصحابة أبجديا - الصحابة - الأعلام





معاذ بن جبل

  • ملخص المقال

    معاذ بن جبل، هو معاذ بن جبل أعلم الأمة بالحلال والحرام، فما هي مناقب معاذ بن جبل وكيف كانت حياته وإسلامه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟


معاذ بن جبل إمام العلماء

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، هو أبو عبد الرحمن، وأسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وشهد العقبة مع السبعين وبدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله، وأردفه رسول الله وراءه، وبعثه إلى اليمن بعد غزوة تبوك وشيعه ماشيًا في مخرجه وهو راكب، وكان له من الولد عبد الرحمن وأم عبد الله وولد آخر لم يذكر اسمه.


من مناقب معاذ بن جبل

شهادة الرسول لمعاذ بن جبل بالصلاح:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، وبئس الرجل حتى عدَّ سبعة".
معاذ بن جبل من قُرَّاء الصحابة:

عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت النبي يقول: "استقرئوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل".


معاذ بن جبل أعلم الأمة بالحلال والحرام:

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبيّ بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينًا، وأمين هذة الأمة أبو عبيدة بن الجراح".
صفة معاذ بن جبل

عن أبي بحرية يزيد بن قطيب السكونى قال: دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى حوله الناس، جعد قطط، فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ، فقلت: من هذا؟ قالوا: معاذ بن جبل.
وعن أبي مسلم الخولاني قال: أتيت مسجد دمشق فإذا حلقة فيها كهول من أصحاب محمد وإذا شاب فيهم أكحل العين براق الثنايا كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى، قال: قلت لجليس لي من هذا؟ قالوا هذا معاذ بن جبل.
وعن الواقدي عن أشياخ له قالوا: كان معاذ رجلا طَوَالا أبيض حسن الشعر عظيم العينين مجموع الحاجبين جعدا قططا.


معاذ بن جبل وقربه من الرسول

لزم معاذ بن جبل النبي منذ هجرته إلى المدينة، فأخذ عنه القرآن وتلقى شرائع الإسلام حتى صار أقرأ الصحابة لكتاب الله وأعلمهم بشرعه، وهو أحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله.
عن الصُّنَابحي، عن معاذ بن جبل أنه قال: أخذ رسول الله يومًا بيدي، فقال لي: "يا معاذ، والله إني لأحبك". فقلت: بأبي أنت وأمي، والله إني لأحبك. قال: "يا معاذ، إني أوصيك، لا تدعَنَّ أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أن معاذ بن جبل أراد سفرًا فقال: يا نبي الله، أوصني. قال: "اعبد الله لا تشرك به شيئًا". قال: يا نبي الله، زدني. قال: "إذا أسأت فأحسن". قال: يا رسول الله، زدني. قال: "استقم وليحسن خلقك".


ثناء رسول الله على معاذ بن جبل

عن أنس قال: قال رسول الله : "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل"[1].


معاذ بن جبل إلى اليمن

وعن عاصم بن حميد عن معاذ بن جبل قال: لما بعثه رسول الله إلى اليمن خرج معه رسول الله يوصيه، ومعاذ بن جبل راكب ورسول الله يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال: "يا معاذ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي هذا وقبري"، فبكى معاذ خشعًا لفراق رسول الله ، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال: "إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا".


ثناء الصحابة على معاذ بن جبل

عن الشعبي قال: حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال: قال ابن مسعود: إن معاذ بن جبل كان أمةً قانتًا لله حنيفًا، فقيل: إن إبراهيم كان أمةً قانتًا لله حنيفًا، فقال: ما نسيت هل تدري ما الأمة؟ وما القانت فقلت: الله أعلم، فقال: الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله عز وجل وللرسول، وكان معاذ بن جبل يعلم الناس الخير وكان مطيعًا لله عز وجل ورسوله.
وعن شهر بن حوشب قال: كان أصحاب محمد إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له.


زهد معاذ بن جبل

عن مالك الداري أن عمر بن الخطاب أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام اذهب بها إلى عبيدة بن الجراح ثم تَلَهَّ ساعةً في البيت حتى تنظر ما يصنع، فذهب الغلام قال: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، قال: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال: اذهب بها إلى معاذ بن جبل وتَلَهَّ في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع، فذهب بها إليه، قال: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال معاذ بن جبل : رحمه الله ووصله، تعالي يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأته فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحا (فدفع) بهما إليها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره بذلك فقال: إنهم إخوة بعضهم من بعض.


نبذة من ورع معاذ بن جبل

عن يحيى بن سعيد قال: كانت تحت معاذ بن جبل امرأتان فإذا كان عند إحداهما لم يشرب في بيت الأخرى الماء.
وعن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل كانت له امرأتان فإذا كان يوم إحداهما لم يتوضأ في بيت الأخرى ثم توفيتا في السقم الذي بالشام والناس في شغل فدفنتا في حفرة فأسهم بينهما أيتهما تقدم في القبر.


عبادة معاذ بن جبل واجتهاده

عن ثور بن يزيد قال: كان معاذ بن جبل إذا تهجد من الليل قال: اللهم قد نامت العيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم: اللهم طلبي للجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.


صور من جود معاذ بن جبل وكرمه

عن ابن كعب بن مالك قال: كان معاذ بن جبل شابًّا جميلا سمحًا من خير شباب قومه لا يسأل شيئًا إلا أعطاه حتى أدان دينا أغلق ماله فكلم رسول الله أن يكلم غرماءه أن يضعوا له شيئًا ففعل فلم يضعوا له شيئا، فدعاه النبي فلم يبرح حتى باع ماله فقسمه بين غرمائه فقام معاذ بن جبل لا مال له قال الشيخ رحمه الله: كان غرماؤه من اليهود فلهذا لم يضعوا له شيئًا.


نبذة من مواعظ معاذ بن جبل وكلامه

عن أبي إدريس الخولاني أن معاذ بن جبل قال: إن من ورائكم فتنًا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والصغير والكبير والأحمر والأسود فيوشك قائل أن يقول ما لي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه فما أظنهم يتبعوني عليه حتى أبتدع لهم غيره إياكم وإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان يقول علي في الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على الحق نورًا، قالوا: وما يدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة؟ قال هي كلمة تنكرونها منه وتقولون ما هذه فلا يثنكم فإنه يوشك أن يفيء ويراجع بعض ما تعرفون.
وعن عبد الله بن سلمة قال: قال رجل لمعاذ بن جبل: علمني، قال وهل أنت مطيعي قال: إني على طاعتك لحريص قال: صم وأفطر، وصل ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم.
وعن معاوية بن قرة قال: قال معاذ بن جبل لابنه: يا بني، إذا صليت فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود إليها أبدًا واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين: حسنة قدمها وحسنة أخرها. وعن أبي إدريس الخولاني قال: قال معاذ بن جبل : إنك تجالس قومًا لا محالة يخوضون في الحديث، فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عند ذلك رغبات. رواهما الإمام أحمد.
وعن محمد بن سيرين قال: أتى رجل معاذ بن جبل ومعه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه فقال: إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حُفِظْتَ إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فآثر من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى ينتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت.
وعن الأسود بن هلال قال: كنا نمشي مع معاذ بن جبل فقال: اجلسوا بنا نؤمن ساعة.
وعن أشعث بن سليم قال: سمعت رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال: ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب ولبسن رياط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد.


مرض معاذ بن جبل ووفاته

عن طارق بن عبد الرحمن قال: وقع الطاعون بالشام فاستغرقها فقال الناس ما هذا إلا الطوفان إلا أنه ليس بماء، فبلغ معاذ بن جبل فقام خطيبًا فقال: إنه قد بلغني ما تقولون وإنما هذه رحمة ربكم ودعوة نبيكم، وكموت الصالحين قبلكم، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك أن يغدو الرجل منكم من منزله لا يدري أمؤمن هو أو منافق، وخافوا إمارة الصبيان.
وعن عبد الله بن رافع قال لما أصيب أبو عبيدة بن الجراح في طاعون عمواس استخلف على الناس معاذ بن جبل واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ بن جبل ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز فقال: إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم وشهادة يختص الله بها من يشاء من عباده منكم، أيها الناس أربع خلال من استطاع منكم أن لا يدركه شيء منها فلا يدركه شيء منها، قالوا: وما هن قال: يأتي زمان يظهر فيه الباطل ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر، ويقول الرجل والله لا أدري علام أنا؟ لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة، ويعطى الرجل من المال مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله، اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة، فطعن ابناه فقال: كيف تجدانكما؟ قالا: يا أبانا {الحق من ربك فلا تكونن من الممترين} قال: وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين، ثم طعنت امرأتاه فهلكتا وطعن هو في إبهامه فجعل يمسها بفيه ويقول: اللهم إنها صغيرة فبارك فيها فإنك تبارك في الصغيرة حتى هلك.
واتفق أهل التاريخ أن معاذ بن جبل مات في طاعون عمواس بناحية الأردن من الشام سنة ثماني عشرة، واختلفوا في عمره على قولين: أحدهما: ثمان وثلاثون سنة، والثاني: ثلاث وثلاثون.
-**************************-





آخر تعديل خادم المنتدى يوم 2020-04-30 في 15:33.
    رد مع اقتباس
قديم 2020-04-30, 15:38 رقم المشاركة : 15
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الصحابة أبجديا - الصحابة - الأعلام


وبر بن يحنس

  • ملخص المقال

    وبر بن يحنس, قال ابن حبان: يقال له صحبة, وبعد أن دخل الإيمان قلبه بدأ يدعو إلى الله عز وجل, فقدم على الأبناء باليمن يدعوهم إلى الإسلام

هو وبر بن يحنس الكلبي, قال ابن حبان: يقال له صحبة[1].
قصة إسلام وبر بن يحنس :

كان من الأبناء الذين كانوا باليمن فقدم على النبي r فأسلم[2].
وبعد أن دخل الإيمان قلبه بدأ يدعو إلى الله U, فقدم وبر بن يحنس على الأبناء باليمن يدعوهم إلى الإسلام فنزل على بنات النعمان بن بزرج فأسلمن..
وبعث إلى فيروز الديلمي فأسلم وإلى مركبود وعطاء ابنه ووهب بن منبه فأسلموا[3].
فرضي الله عن الصحابي الجليل وبر بن يحنس.





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 10:37 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd