زرعوا الحقد ضد الاساتذة لدرجة لم يستطع التلاميذ مجتمعين مواجهة المعتدي على الاستاذ. ماحدث للاستاذ المعتدى عليه هي نتيجة حتمية:
للهجمة الشرسة للاعلام والصحافة الماجورة التي ما فتئت تقلل من شان التربية والتعليم وتتصيد اخطاء الاساتذة للتشهير بهم.
لتعطيل مجالس الاقسام واقرار عقوبات متساهلة ضد الجانحين من التلاميذ.
لفتح المؤسسة لكل من هب ودب ليصبح شريكا لها بغض النظر عن قيمته ومستواه المعرفي وقيمة ما يضيفه لمؤسسة.
لتخلي النقابات عن الدفاع عن حقوق الاساذة والتماهي مع سياسة الدولة والتخلي عن قضايا التعليم الكبرى والنضال من اجل تعليم عمومي منصف وعادل.
للادارة الفاشلة للمؤسسات التعليمية التي اصبح همها الاكبر هو اجتناب المشاكل خوفا من تقريع المديريات ومصالحها ولو على حساب السير الطبيعي للمؤسسة.
تماهي الادارة مع السلطات المحلية والتي تعتبر المدرسة مصلحة خارجية تابعة لها تاتمر باوامرها حتى اصبحنا نجد الشيوخ والمقدمين يسالون المدير عمن يحمل شارات الغضب بين الاساتذة ويستجيب لهم بكل وضاعة.
محاباة الادارة غالبا للاباء والامهات في حل مشاكل التلاميذ والمؤسسة فاصبحنا نرى التدخل السافر لجمعيات الاباء حتى في جداول الحصص وسلوك المدرس وانتقال التلاميذ بين الاقسام.
لسياسة الدولة في تقزيم اهمية العلم والمعرفة وتغليب المقاربة الامنية بتجميد التوظيف واعتماد التوظيف بالعقدة في قطاع التربية والتكوين في حين تضاعف من التوظيفات في قطاع الداخلية.
لجهل الاباء والامهات لدورهم في متابعة ابنائهم وتركهم فريسة للشارع وتحاملهم على الاساتذة والمدرسة باعتبارها لا تساهم في التربية ولا يربون ابنائهم على احترام الاستاذ والمؤسسة التعليمية.
لتعليق شماعة تردي اوضاع المنظومة التربوية على الاستاذ الذي براته التقييمات الدولية الاخيرة واشارت لاصابع الاتهام للدولة المتحكمة في القطاع.
الوضع مرشح للتدهور والاتجاه نحو الافلاس النهائي للمدرسة المغربية ان لم تستدرك الدولة وتعي ان تبعيتها للدوائر المالية العالمية التي تفرض عليها السياسات التعليمية الفاشلة لن يزيد الوضع الا سوءا ما لم تتبنى سياسة وطنية مستقلة تجاه التعليم واعتباره فعليا قاطرة للتنمية واقعيا وليس على الاوراق.
محمد ازوض.