2016-11-04, 09:02
|
رقم المشاركة : 6 |
إحصائية
العضو | | | رد: لماذا يعجبنا الإصطياد في الماء العكر والركوب على الأحداث ؟ | حذاري، قتلوا السماك ليهيج البحر لحسن الجيت الأربعاء 02 نونبر 2016 - 17:38 قتلوه أم لم يقتلوه أو حاولوا أن يستغلوا مقتله المهم أن يهيج لهم البحر، ولن يهيج أو من المفترض ألا يهيج. فالشعب المغربي قلبه على وطنه مهما جارت نوائب الدهر، وهو أكبر من أن يلعب به أو يعبث بوطنه. ولا أدل على ذلك والد المرحوم محسن فكري وهو مكلوم أظهر جانبا كبيرا من الحكمة والتعقل ونكران الذات بعد أن وجه صرخة المواطن الغيور إلى الجميع مؤكدا أن ابنه انتقل إلى جوار ربه لكن الوطن يبقى فوق الجميع . هذه رسالة واضحة ومعبرة للقاصي والداني ولكل من تسول له نفسه أن يعبث بهذا البلد من الداخل ومن الخارج. ومن الصعب عليهم جدا أن يفهموا عقلية لإنسان المغربي، يضعوها في قوالبهم وفي مختبراتهم ويهيأ لهم أن ما انتهوا إليه من مخططات قد يجري وينطبق على الحالة المغربية. لا يختلف اثنان حول مقتل المناضل من أجل لقمة العيش محسن فكري واعتبار ذلك جريمة نكراء لا يقبل بها لا شرع الله ولا شرائع هذا الكون. ندين هذه الجريمة وندين من كان من ورائها. لكن علينا أن نلتزم الحيطة والحذر في التعامل مع هذا الجرم الذي أرادوا له أن يكون بهذه البشاعة مستفزا للرأي العام المغربي. لم يقتلوه بشكل عادي ولو فعلوا لكان أهون، بل أفرموه فرما وكان قصدهم أن يكون للجريمة صدى مدويا في ربوع مملكتنا وأن يهتز الشارع المغربي من أقصاه إلى أقصاه وأن يحدث انفلات أمني يتجاوز حدود الجريمة إلى تهديد أمن واستقرار البلاد. ونحن كمغاربة لا ينبغي أن نكون تحت تأثير الصدمة والمشهد المروع لننزلق إلى ما هو أخطر. فالمطالبة بتطبيق القانون وملاحقة المجرمين والأيادي الخفية مطلب وطني بامتياز، وتقديمهم إلى العدالة في محاكمة شفافة مفتوحة في وجه الإعلام الوطني والدولي أمر ضروري لإفشال المخطط. فالتنكيل بالجثة وتشويه آدمية البشر مع سبق الإصرار والترصد لا يوازيها سوى التشهير بالمجرمين والمدبرين لفعلتهم النكراء أمام الرأي العام المغربي. فالقضية على ما هي عليه من حالة تذمر وغليان شعبي، تسلتزم من السلطات المعنية أن تكون على قدر كبير من الشفافية والوضوح والحزم والصرامة. فالشعب المغربي يطالب بمعرفة الحقيقة ولا مجال لغيرها. فالأمر في غاية الأهمية ليس فقط للتنفيس عن الاحتقان بل لإعادة الكرامة للإنسان المغربي فمحسن فكري رمز لهذا الإنسان، ومن جهة أخرى لتفويت الفرصة عن أولئك الذين كانوا يخططون لإحراق المغرب، على غرار ما فعلوه في ليبيا وسوريا، بل حتى تونس ومصر حيث مازال البلدان يتلمسان طريقهما نحو الاستقرار. فاليوم قتل محسن فكري، ولا ينبغي أن يمر مقتله مرور الكرام مثلما مر مقتل "مي فاطمة" بمدينة القنيطرة. قلناها ونعيدها وسنعيدها يجب على العدالة أن تأخذ مجراها لكي لا يقتل الوطن. وإن شيعناه كما شيع في سوريا وليبيا فغدا سيموت فينا يوميا آلاف من نظراء محسن فكري. ستغتصب زوجتك وأختك وأمك وسينتهك عرضك وتنتهك الحرمات وتقتحم البيوت بدون إذن رغما على أصحابها، وسيشمت فيك الأعداء. فهل المغاربة يريدون لأنفسهم هذا المآل. لقد استطاع المغرب، مهما كانت هناك شوائب وهي عديدة، أن يكون الاستثناء في عالم عربي موبوء. وإن كان قد أفلح في تجاوز مطبات 2011 على الرغم من ضبابية التحولات المغرية في العالم العربي، فكيف يسمح لنفسه أن يسقط في ذات المطبات بعد أن اتضح له وللمغاربة قاطبة المشهد المأساوي في أعقاب ما كان يعد به ذلك الذي سموه بالربيع العربي. وعلى المغاربة أن يكونوا على قدر كبير من الوعي ومن الوقوف مع الذات بكل تبصر ووعي لمصالح الوطن بدلا من الانجرار وراء الأهواء. ومقتل محسن فكري يجب أن يكون محطة هامة في بناء الوطن وليس مناسبة للإجهاز على المكتسبات التي لا نشك في أنها غير كافية. فالإصلاح يتم في الاستقرار وليس في الفوضى التي لا تجلب إلا الخراب والدمار. وقد انطلقنا ويجب أن نستمر في ذلك بأدوات حضارية واعتماد الأساليب الديمقراطية. ولنكن على درجة من الوضوح والصراحة، فمغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم. والتحولات التي حصلت في المغرب أشاد بها العدو قبل الصديق. ولربما تلك التحولات في اتجاه دمقرطة الحياة السياسية باتت موضع استفزاز لبعض الدول التي لا تريد خيرا لهذا البلد، بلأن بعض الأنظمة لا ترى بعين الرضى ما يحدث في المشهد السياسي المغربي من تحولات وتتوجس من تداعيات ذلك على أوضاعها الداخلية . أما الدول التي تحمل للعالم رسائلها في الديمقراطية وتبني على ذلك لتنفيذ مخططاتها في الدول المستهدفة، إنما تريد فقط زعزعة أمن واستقرار تلك الدول تحت غطاء حماية حقوق الإنسان ودمقرطة الأنظمة العربية. نحن مع احترام حقوق الإنسان ومع المبادئ الكونية والحق في العيش بما يحفظ كرامة االإنسان: حقه في السكن وفي الشغل وفي التطبيب وفي التعبير عن آرائه بالأساليب المتحضرة، ولكن في نفس الوقت ضد الحاجة الفقر وضد العنف من أي كان وضد التخريب وضد الفوضى وضد التسيب أكان من الأفراد أم من السلطة. لا نريد دروسا من أحدن نريد نموذجا مغربيا صرفا يعيش فيه المغربي في وئام وفي تعايش مع الذات ومع الغير. شعوب كثيرة هي غرر بها وعانقت شعارات الحرية والعيش الرغيد إلا أنها وجدت نفسها قد ضربت موعدا مع الخراب ومع التشرد ومع الفقر. يكفينا أن نقف على هذه الحقائق في مدن وقرى المغرب وأزقتها وشوارعها وطرقاتها حينما نرى أشقاء لنا من سوريا وهم يتسولون على جنبات الطرق. من كان منهم يتوقع أن ترمي به عاتيات الزمن إلى هذا المصير المجهول. عفوا نريد التغيير ونطالب به. ولكن لسنا في عجلة من أمرنا. فالتغيير المفاجئ والمتسرع سرعان ما ينقلب على صاحبه وتكون النتائج عكسية وكارثية . فلا ينبغي في لحظة الانفعال أن نفقد جادة الصواب ونصبح على ما فعلنا نادمين. فالمغرب الذي يراهن على التغيير التدريجي أبان بالفعل عن مدى صوابية المقاربة وهو حاليا يجني ببطئ ثمار ذلك. ولنا من الأدوات السلمية ما يمكن أن يفي بالغرض . فالكل أصبح مكشوفا ولم نعد معزولين عن بعضنا ولا مع المسؤول الذي كان يعيش في برج عاجي . مسؤولية الحفاظ على الوطن لا تقف عند حدود المواطن العادي ودعوته إلى التحلي بالحكمة والصبر بل في الحفاظ على كرامته وتمكينه من حقوقه في الشغل والسكن والصحة والعدالة ورفع الظلم والقمع عنه،وهذه من مسؤوليات الدولة. وليعلم أنه بعد اليوم مع هذه الرسائل القوية والخطيرة أن أي تهاون قد ياتي على الأخضر واليابس. ومن لم يعتبر ويأخذ ما يجري في الواقع على محمل الجد ، فالشطط سيستمر والفتنة آتية ولا تنفع معها لعنة الله بعد أن يصبح الوطن في خبر كان. وصيانة المواطن من صيانة الوطن. | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |