الزراد: الحسيمة تعاني عزلة قاتلة .. والجرة لا تسلم كل مرة هسبريس - أيوب التومي (صور: منير امحيمدات) الجمعة 04 نونبر 2016 - 23:20 حذر عمر الزراد، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، من تصاعد حدة الاحتقان الاجتماعي بمنطقة الحسيمة بعد الأحداث الأخيرة التي عرفتها المدينة بمقتل بائع السمك محسن فكري، قائلا: "ليس كل مرة تسلم الجرة..الاحتقان وسط ساكنة أهل الريف بدأ يكبر مع توالي مثل هذه الأحداث ككرة ثلج". وقال النائب البرلماني، الذي يمثل "حزب الجرار" بمنطقة الحسيمة، في حديث له ضمن ندوة نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام تحت عنوان: "وفاة محسن فكري..الملابسات والأسباب والدروس المستفادة"، إن "مدينة الحسيمة في عزلة قاتلة..ومقومات الدمج الاجتماعي غير حاضرة، وما أنجز على مستوى قطاع التعليم والصحة والتعليم لا يستطيع أن يعوض ما افتقدته الجهة في سنوات خلت". وحمل الزراد مسؤولية العزلة التي تعيش على وقعها الحسيمة والمناطق المجاورة إلى الحكومة والدولة، في ظل "عدم إقامة برامج اجتماعية واقتصادية"، مضيفا أن "الجماعات القروية بالمنطقة لا تمتلك في الوقت الراهن الإمكانيات اللازمة للإجابة على إشكالات الساكنة"، قبل أن يزيد: "الحكومة تتحمل مسؤولية عدم إنجاز الطريق بين تازة والحسيمة، الذي كان منتظرا أن يتم الانتهاء منه قبل شهور". المدينة التي خرج أبناؤها للتنديد بمقتل سماكهم "سحقا" في عربة لنقل النفايات، أكد النائب البرلماني ذاته أن ساكنتها تعيش فقرا مدقعا بسبب غياب فرص الشغل وانعدام خدمات التعليم والصحة والنقل، وزاد موضحا: "أهل الريف لا يملكون في الواقع شيئا سوى كرامتهم"، قبل أن يستطرد: "في مثل هذا الوضع ماذا ستنتج الحسيمة غير الاحتقان والاحتجاجات؟". وطرح المتحدث ذاته، في كلمة له ضمن الندوة التي نظمت بمقر جريدة هسبريس بالرباط، إشكالية التعامل بمنطق التساهل في تطبيق القانون بالمنطقة قائلا: "لا يجب للجانب الرمادي أن يستمر. ولا يمكن أن يبقى التغاضي عن القانون سائدا في المناطق المعزولة.. ومقتل فكري يطرح أسئلة عديدة حول مدى تطبيق القوانين في تعامل السلطات مع البضائع التي تخرج من الميناء". وأضاف برلماني "حزب الجرار" أن "المرحلة الحالية تتطلب من الحكومة أن تسائل الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة، وإيجاد إجابات على المشاكل الحقيقية للساكنة"، مقترحا على الحكومة التفكير في إيجاد سبل لتشجيع الاستثمار، من قبيل منح الأراضي مجانا للمستثمرين بغية خلق فرص شغل لأبناء المنطقة. الهروب من الوضع الحالي بالمدينة التي وصفها بـ"الجزيرة المعزولة" أكد الزراد أنه "لم يعد متاحا عبر الهجرة إلى الخارج كما كان يحصل سابقا"، وأردف بالقول: "على شباب الحسيمة أن يسائلوا بدورهم الوضع وأن يعبروا عن حاجاتهم".