... لن تغيب شمس العاشق للنزهة بين أحضان مكناس الحبيبة ، ولن يحس المتجول بالإرهاق و التعب نتيجة شساعة المسافة بين المآثر الخالدة للمدينة العتيقة و الجديدة .... وعلى ذكرالجديدة ، فصاحبنا مولوع بالبحث عن بعض البنايات الفرنسية التي نجت من التدمير و إعادة الهيكلة بالمدينة الجديدة ، وهي اليوم أصبحت قليلة و تتعرض لهجوم سماسرة العقار على الدوام ، ولا ترحم لا سينما ، ولا حديقة ، ولا عمارة ، ولا شارع ، ولا ............

وحتى لا نخلط أوراق صاحبنا ، سنظل رفقته وهو يحتفي بالزيارة الميمونة لفخر أزيد من أربعة قرون من الإرساء الإسماعيلي لمدينة (عاصمة ) شاسعة ورائعة الهندسة ..وحين وجد نفسه في مسار شارع سراك الطويل ، بدأ يتمنى نهايته لكونه عبارة طريق (للسيارات ) بجانبه الأيمن سور عال جدا جدا ، وماهو إلا سور للقصر الملكي الإسماعيلي ( والحالي أيضا) و به أبواب محروسة على الدوام ، وفي الجانب الأيسر سور مثله تماما ، لكن هو عال جدا لإخفاء أحياء سكنية عتيقة مثل حي سيدي اعمر و قاع وردة و الستينية ....وفي نهاية الشارع الطويل ، وجد صاحبنا نفسه أمام أقواس خادة تدخل بالزائر مباشرة نحو ساحة " المشور " وهو ذلك البهو الواسع الذي يظهر به الباب الرسمي للقصر الملكي الإسماعيلي و الحالي أيضا ...

في مجرى هذه الساحة البهو ، الزائر يمر بتلقائية ودون التفات نحو مدخل القصر ، وهو يسرع ليصل نحو الفضاء الجميل ، فضاء صهريج السواني...