منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   اللغة العربية (https://www.profvb.com/vb/f330.html)
-   -   روعة وجمالية الخط العربي :متجدد من تجميعي (https://www.profvb.com/vb/t166354.html)

صانعة النهضة 2016-04-06 19:43

رد: روعة وجمالية الخط العربي :متجدد من تجميعي
 

صانعة النهضة 2016-04-06 19:47

رد: روعة وجمالية الخط العربي :متجدد من تجميعي
 

صانعة النهضة 2016-06-12 13:04

رد: روعة وجمالية الخط العربي :متجدد من تجميعي
 
الجمال في الخط العربي بقلم حسن المسعود


الجمال في الخط العربي القديم يشــبه موجات البحر الهائج، فما تـلبث أن تقـترب الموجة من الشاطئ، حتى تـتكسـر قبل الوصول إليه. ومن بعيد تأتي موجات أخرى وموجات.

فـفي كل قرن كان الجمال متغـيرا.

منذ بداية الخط للكـتابة العربية البســيطة قـبل أربعة عشـر قرنا ولحد اليوم. طريق طويل، هو طريق الخط عبر الفضاء والزمن الذي اخترقه. تجوّل في بلدان عديدة ما بين ســمرقـند وقرطبة.


أشكال الخطوط في البداية لم تكن سوى كتابة واضحة تـُعمل من أجل القراءة. فيما بعد أصبحت الحروف في حوار مع أشكال الزخارف المحيطة بها.
ومع أشكال المعمار التي تحتضنها. وكذلك مع الحاجيات التي يصنعها المهنيون، وهذا التلاقي جعل لكل هذه الفنون علاقة عائلية، إذ يتأثـر شكل الخط بشـكل الفنون الأخرى التي يقترب منها.

عند البحث عن أسباب تغير وتطور أشكال الخط العربي على مدى القرون، نرى أن هنالك أسباب عديدة منها تطورالوعي الجمالي للبشر. وأسباب أخرى تعود للمواد التي استعملت للخط، بسبب الموقع الجغرافي أو تغير سلالة الحكم. وحتى حلم خطاط.
الجديد كان هو الجميل دائما. بعد أول خطوط كوفية بســيطة للقرن الثامن الميلادي، فكم هي جميلة الخطوط الكوفية للقرن التاسع. والتي كانت تبدو كهياكل عالية ـمبنية في الفضاء. نعجب برؤيتها رغم أننا لا نعرف ماذا تمـثل بالضبط.

كل مشـاهد يتحســسها على طريقـته. كان السـطرالأول يبدو وكأنه يُرفع من قبل الألفات واللامات للسطرالثاني. وعند القراءة لهذه النصوص، يشـتبك في ذهن القارئ معنى النص وإيحاءات أشكال الحروف. وكأنما توجد هنالك صور مخفية خلف السطور لا تبيح عن نفسها بسهولة.

في القرن العاشر أُبدل الخط الكوفي لكتابة القرآن بخط النسخ. لأن المجتمع العباسي المتطور والمترف لا تلائمه الحروف الكوفية الثـقيلة. وهكذا أصبح الجمال هذه المرة في حروف أسلوب النسخ المدورة والناعمة.


بعض الخطاطين أرادوا إعطاء الخط الكوفي نفساً جديداً ورشـاقة أخرى. فقرروا عدم خطه بالقصبة في الكتب، إنما رُسـمت حدود الحروف بخطوط ناعمة، ثم أضافوا إليها الألوان. وهكذا وُلدت طرق جديدة للخط الكوفي.

لكل إقليم من الأقاليم الإسلامية طراز خاص في المعمار. وأسـاليب مختـلفة في الخط. وتـتميز فـنون كل منطقة بما اكتـنزته من تأثـيرات الثـقافة المحلية السابقة. فأن الخطوط الكوفية لجامع الزيتونة في تونس لا تشـبه الخطوط الكوفية في محراب الجامع الكبير في قرطبة.
ا
لخطوط الكوفية لجامع قرطبة لم يعد فيها فراغ بين الكلمات. وكان هذا تجديدا ًبالنسبة لما كان قبله من خطوط. فأصبح السـطر كله كتلة واحدة.

ولعمل هذا المحراب استـغل الخلـيفة الحكم الثاني في القرن العاشر كل علاقاته الدبلوماسية مع إمبراطور بيزنطة، كي يرسل له باخرة محملة بالأحجارالملونة، وعمال يساعدون عمال البناء المسـلمين لعمل هذا المحراب الرائع والذي لا زال يبهر الزوار بجماله لحد اليوم.
كان هذا الخط بالفســيفســاء هو الجميل بالنســبة لما قـبله من الخط المحفور على الحجر في جامع الزيتونة.


يتبع



صانعة النهضة 2016-06-12 13:06

رد: روعة وجمالية الخط العربي :متجدد من تجميعي
 

مع تحول الزمن وتغيره، تطور الخط وتغير أيضا، كانت الخطوط الكوفية الاولى وحتى القرن التاسع الميلادي تعكس اجواء الفضاء الصحراوي. بنقائها وقوتها وبساطة الأشكال، كالخيام السوداء التي تـُصنع من شعر الماعز على الرمل الذهبي وفي الهواء الطلق.


ولكن الحضارة التي دخلت بغداد وقصورها المترفة وحدائقها الغنـّاء في القرن الثامن الميلادي. فرضت على الخط التـفاعل مع الجمال الجديد. فانتـقل الخط العربي من الكتل الصافية المبنـية برصانة في الخط الكوفي إلى ما يشـابه الأغصان في أساليب الخط المرنة. بل حتى أن الخط الكوفي هو نفسه تزين بالأغصان والأوراق.






تيار آخر قاد الخط الكوفي إلى بناء الحروف بشكل آخر متأثرا بالمعمار، فخلق الكوفي الهندسي.



تبعت الخط أخته الزخرفة والتي استعـملت في اكثر الأحيان بهدف تزيـيني لملئ الفراغ ولخلق أجواء جديدة. لخلق حديقة أبدية ساكنة على الجدران. خلق الجنة.
في خطوط قصر الحمراء بالأندلس، ترقص على الجدران كلمات شاعر القصر في ذلك الزمن وهو ابن زمرك بخط أندلسي متماوج. حفرت حروفه على الجبس و بألوان دافئة.
وعلى الأبواب وأعلى النوافذ خطت استـقامات الحروف الكوفية المضفرة النحيفة والأنيقة.



بينما خط الفاطميون في مصر الكوفي المشــجر على خلفيات مورقة، وعند تأمله نشعر وكأننا نتجول في غابة غطيت بوفر الشتاء ولكنها من الجبس الأبيض.
أما خطوط المصاحف السلجوقية فقد طولت فيها الألفات واللامات وصعدت للأعلى بحروف رفيعة. مما جعل السطور في كل صفحة لا تتجاوز الخمسة سطور.
وهكذا أن للجمال حضور متغير في كل مكان.



منارة الملك مسعود الثالث في غزنة بأفغانسـتان القرن 12 نـُحتت عليها الخطوط الكوفية من الطين المفخور.


نحت بارز للكلمات في سطورعالية حول المنارة. وأضاف الخطاط للحروف زخارف هندسية ملتصقة بها أو كامتداد لها. فولد خط كوفي جديد . خط مدهش لان الخطاط اخذ من الارض الطين وعمل منها تحفة لاتثمن.
وهكذا عندما نقول الخط الكوفي لابد من الإدراك أن للخط الكوفي القديم أولاد وأحفاد.



إنها حقا ً لسلالة نمت وتطورت بمرور الزمن، اتخذ كل أبنائها اسم الخط الكوفي ومن كوفي المصاحف الأول سنجد أن كل بلد وكل زمن ابتكر الكوفي الذي يلائمه.



أحيانا يضاف له اسم فرعي كالكوفي المشجر أو المظفر أو القيرواني أو الهندسي.






ابتداءاً من القرن الرابع عشر، بدأت محاولات أكثر جرأة في جماليات الخط العربي. ففي بعض التكوينات لم تعد الكلمات تكتب على شكل سطور، بل على شكل هياكل وكـتل تصعد للأعلى كالتماثـيل التجريدية في الفضاء. فأخذت الحروف تــتـشــابك فيما بينها، تشابكاً مدروساً للحروف وللفراغ المحيط بها. ومن الأكثر حبا وابتكارا لهذه التـشابكات في البداية هم المماليك.

صانعة النهضة 2016-06-12 13:09

رد: روعة وجمالية الخط العربي :متجدد من تجميعي
 
من هم هؤلاء المماليك؟

أصلهم قبائل رحل من التركمان، استوطنوا آسيا الصغرى. وكان من عادة الحكام المسلمين آنذاك شراء أرقاء من هذه البلدان، ثم يقومون بتربيتهم على الفنون العسكرية لحراستهم. وبالتدريج أخذ هؤلاء الأرقاء الحكم في سورية ومصر منذ القرن الثالث عشر وحتى السادس عشر. بعد ذلك حكموا بشكل متـقطع.


وترك لنا هذا العهد المملوكي معالم معمارية غاية في الرشاقة والخفة. تمثـل نهضة في الفن المعماري. وزينت هذه المعالم بخطوط وزخارف أكثرها محفورة على الحجر. خطوط امتزجت فيها الحروف و الكلمات ولا يـبدو لعين الناظر، إلا جمال الإيقاعات الموسـيقية الآتية من الحروف. موسيقى تبعثها للعين خطوط مستقيمة واقفة، كالألفات واللامات. وأخرى مدورة في عناق أبدي.


كما ترك لنا عصر المماليك الكثير من الحاجيات المعدنية المستعملة في الحياة اليومية. حاجيات تغلفها خطوط عملت بمعادن مختلفة الألوان على غاية من الروعة والجمال. وتوجد الكثير من هذه التحف الآن في المتاحف العالمية. وللمماليك نهضة بالعلم والشعر.


كنت في عام 1980 أصور بعض الخطوط في معالم القاهرة. وأنا أ ُحضّر كتابا عن الخط العربي. فصعدت على سطوح بعض هذه المعالم. رغم خطورة السلالم العتــيقة. كنت أريد الاقـتراب من القباب وتصوير خطوطها عن قرب، لأن الحروف لا ترى بوضوح عن بعد. مُسِحَت السطور بسبب مرور قرون من الزمن عليها، وهي تـتحدى العواصف الرملية التي تغزو القاهرة من وقت لآخر. فكانت الخطوط تبدو تارة موجودة وتارة أخرى غائبة في الحجر، ولم يتـبق منها إلا الأثر.


كرر الخطاط في هذه الجداريات الألفات واللامات متجاورة. وأنزل كل الحروف الباقية للكلمات في الأسفل. فبدت السطور للمشاهد وكأنها غابات من القصب العالي، أو جذوع نخيل متناغمة في البساتين. الآثار الباقية لهذه الخطوط القديمة توحي بقدرة الخطاط الفنية العالية آنذاك، وبذوقه المرهف الذي كان يجعل الحجر يوحي بالأنغام.






داخل مسجد السلطان حسن في القاهرة، وفي أعلى الجدران توجد خطوط كوفية غاية في الروعة والمتانة. حروف عمودية متلاصقة على الرخام الرمادي . فأعطت المادة الصلبة للصخر هيبة لأشكال الحروف وبناءً فريداً للكلمات. أشكال الحروف تبدو كالبناء، أو كمعالم معمارية. وقد عرف الخطاط في ذلك الوقت كيف يوظف المادة الصلبة في عمله الفني. ورسم الحروف بشكل جمالي يخترق الزمن إذ لازالت هذه الخطوط رائعة في نظرنا لحد اليوم. ولا أعتقد انه يمكن أن نضيف الآن لهذه الخطوط شيئاآخر. إنها جمال خالد.



ولو ننتــقل إلى مدن آسيا الوسطى كسمرقند وخيفا وبخارى . وإلى معالم إيران والعراق وتركيا. لنجد أن أسلوب خط الثلث هو المهيمن على الجدران والقباب، لقدرته على التطاوع مع المساحات المعطاة للخطاط.



لعمل خطوط تدور حول القباب، ولكي تغطي الجدران للمساجد والأضرحة والمدارس القديمة.


اتجه الخطاط في الماضي لعمل تشـكيلة بخط الثلث تخضع لخلفية هندسية لا مرئية. كسّر الكلمات وأعاد ترميمها وبناءها من جديد، لكي تدخل ضمن المساحات المعطاة له أو المساحات التي يريدها هو نفسه. غير آبه لعدم إمكانية قراءة ما يكتبه. فأنه يضع الكلمات كفن و بهدف جمالي بحت، وليس بهدف قراءة النص. انه حقا ً لتطور جريء في الخط يعطي حرية واسعة للخطاط في الابتكار.



تـُـحاط السطور في اسلوب الثلث دائما ً بزخارف نباتية وهندسية، فيتكامل الخط مع الغصون المرسومة حوله. في بعض الأحيان تظهر الزخارف بألوان متعددة خلف الخطوط فتعطي بذلك إيحاءً بالعمق.
ولدت أشكال جديدة للألفباء العربية في مناطق جغرافية متعددة، ومنها خط التعليق الذي ولد في إيران في القرن الرابع عشر نتيجة حلم خطاط كما يقال. إذ رأى حروفاً تكتسب أشكالها من البط الطائر. ورسمها بعد ذلك على الورق، فاكتسبت بعض الحروف شكل الجناح وأخرى شكل البطن أو المنقار. والهيئة العامة للخط تجعل منظر الحروف معلقا. وهكذا سمي هذا الخط ب تعليق

لازال هذا الخط يستعمله الخطاطون لحد اليوم . وهو لا يشابه الخطوط التي سبـقـته، بسبب مظهره الفضائي. إن خط شكل بعض الحروف في أسلوب التعليق يتطلب قدرات فنية عالية لإنجازه. فمثلا أن حرف السين الطويل، والذي يعمل كخط أفقي مستـقيم ينتهي بنصف دائرة. يتطلب خطه وضع منقار القلم في بداية الخط بانحناءة 40 درجة تقريبا ويستمر أفـقياً نحو اليسار ثم يلتوي برهافة على نفسه، لينتهي بدرجة 90 للهبوط من أجل خط كأس السين.


يتبع


الساعة الآن 20:03

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd