توطئة :
تتمة لما جاء في الدرس السابع (( علامات إتقان الاستخارة )) ، فقد تم إفراد هذه العلامة بموضوع مستقل لتعم الفائدة بإفرادها ولتيسير الوصول في حال تراكم الصفحات إذا كان في نفس الدرس ، وما خاب من استخار ، وذلك الدرس متاح على الرابط :
http://www.profvb.com/vb/t153152.html#post784433
1) مما ينبغي أن يعلم أن علامات وثمار زيادة الإيمان تتداخل في بعضها بعضا بحيث قد يصعب في كثير من الأحيان معرفة فقه تسلسل الأسباب والنتائج فيها _ الأصل الثالث: فقه علاقة تسلسل الأسباب بالنتائج ، درس أصول مكاشفة النفس .

2) قال سبحانه :
(( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )) " العنكبوت : 69" .
فمجاهدة النفس علامة من علامات المراقبة – أن تعلم أن الله يراك - ، والمراقبة شطر الإحسان ، والإحسان أعلى مرتبة في الدين – الإحسان ، الإيمان ، الإسلام – وبما أن الاستخارة تجدد الإيمان ، ومبنية على التوكل والرضا وغيرها من الأعمال القلبية ، فأنها حتما ستعمل على إصلاح عمل القلب" 1" ، الذي بدوره سيصلح عمل الجوارح ، لذا لا يمكن حصول ذلك دون كثرة مجاهدة النفس من الأهواء ، ومجاهدة كيد الشيطان من الإغواء ؛ لذا فكثرة الاستخارة تجعل المستخير دائما ما يجاهد نفسه من أهوائه وكيد إغواء الشيطان ، وبذلك تكون كثرة المجاهدة علامة على إتقان الاستخارة .

3) "]وكذلك يصعب تصور أن يكون مكثرا من الاستخارة ثم لا يجاهد نفسه والشيطان .وكذلك إذا كان مقلا من الاستخارة ، فيصعب تصور أن تكون فيه نعمة المجاهدة الحقيقية التي مفتاح الوصول لمرتبة الإحسان .

4) إضاءة :
أولى علامات الإحسان : الحرص على العمل الأنفع للمسلمين والأرضى للرب ، وإن لم يكن له فيه هوى لفعله ، وأيضا علامة من علامات الإخلاص ،وهذا لايمكن إدراكه إلا من خلال استخارة المولى سبحانه )) .

.. والحمد لله رب العالمين ..