الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى أصناف وقواعد وأصول التربية > التربية الصحية


التربية الصحية خاص بمواضيع الصحة المدرسية و الصحة العامة من أجل وعي صحي وثقافة صحية إيجابية ...


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2015-02-12, 15:27 رقم المشاركة : 21
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: ملف كامل عن علم المناعة :جهاز المناعة في جسم الإنسان


قد درسنا حتى الآن تنامي الخلايا البائية كما لو كان سبيلا تتبعه الخلايا كلها حتى نهايته بمجرد أن تسلكه. وفي الحقيقة فإن واقع الحال ليس كذلك. فعندما أحصى <C.D.أوزموند> (الذي يعمل حاليا في جامعة ماك گيل) عدد الخلايا سليفات وطليعات البائية في نقي العظم عند الفئران، وجد أن نصف الخلايا أو أكثر يموت ـ على ما يبدو ـ في مرحلة طليعة البائية.

لقد نظَّر الباحثون أن الخلايا طليعات البائية تموت ما لم تتلقَّ إشارة البُقْيا survival signal، وهي نوع من المراسيل الجزيئية يصدر عن الخلايا المجاورة، وربما تترابط «قبلة الحياة»(2) بمستقبل يظهر على سطوح المرحلة الأخيرة للخلايا طليعات البائية. ويتألف هذا المستقبل من سلاسل ثقيلة مقترنة بما يسمى معقد بديل السلسلة الخفيفة surrogate light-chain complex. وخلافا لمستقبلات المستضد التي تنتجها الخلايا البائية الناضجة، فإن الجينات التي تكوِّد المعقد البديل لا تحتاج ـ من أجل التعبير عن نفسها ـ إلى إعادة تراتب.

وعندما حال <D.كيتامورا>وزملاؤه (في جامعة كولونيا) دون التعبير عن هذه المستقبلات، وجدوا أن إنتاج الخلايا البائية قد انخفض إلى أقل من عُشْر مستواه السوي. وربما تكون الخلايا البائية التي استطاعت البقاء على قيد الحياة، هي تلك التي أعادت تراتب جينات سلاسلها الخفيفة باكرا، منتجة بذلك سلاسل خفيفة غير بديلة في مرحلة مبكرة تكفي تلك السلاسل لأن تأخذ مكان المستقبل المفقود.

أما الخلايا البائية الأخرى، فإنها تموت ليس لأنها لم تتلق «قبلة الحياة»، ولكن ـ على الأصح ـ لأنها تحمل «قبلة الموت». إذ يؤدي بعض أنواع إعادة تراتب شُدف جينات الخلايا البائية إلى اصطناع أضداد تتفاعل مع خلايا الجسم نفسه، إن مجرد وجود السلالات التي تحمل هذه الأضداد يستوجب التخلص منها.





تحدث الاستجابة المناعية في العقد اللمفية، مكان تجمع الخلايا البائية والخلايا التائية. وتقدم الخلايا التغصنيةُ المستضداتِ للخلايا التائية (في الوسط). وتتآثر هذه الخلايا التي تسمى بالخلايا التائية المساعدة مع خلايا تائية وبائية أخرى، لتنتج الخلايا التائية القاتلة (في اليسار)، التي تغادر العقد اللمفية بحثا عن النسج المخموجة، ولتُشكِّل كذلك الپلزميات (في اليمين) التي تفرز الأضداد.

وتبدأ سيرورة الانتقاء السلبي negative selection process، عندما تتآثر الخلايا البائية حديثة التشكل لأول مرة مع بيئتها. وبسرعة، تصادف الخلايا ذاتية التفاعل self-reactive cells كمياتٍ كبيرة من المستضدات التي تستطيع أضدادها الترابط بها ـ وهذه هي الجزيئات الموجودة على سطوح الخلايا المجاورة.



فإذا كان هذا الترابط قويا بما فيه الكفاية، فإن الضد المستقبل يرسل إشارات ضمن الخلية تؤدي إلى انتحارها فيما يعرف باسم موت الخلية المبرمج (الأپوپتوزيز) apoptosis. أما الخلايا البائية غير الناضجة التي لا تتفاعل بشدة مع مستضدات الذات فإنها تبقى وتنضج. ويمكنها أن تستجيب لاحقا للتنبيه المستضدي من جزيئات الغير (السِّوى/ اللاذات) nonself. ولقد أمكن البرهان على هذا المبدأ العام لأول مرة في الدجاج والفئران التي عولجت بأضداد مضادة للمستقبلات من النمط IgM الموجودة على سطوح الخلايا البائية غير الناضجة : إن المعالجة المبكرة بأضداد المستقبل أدت إلى إجهاض تنامي هذه الخلايا، في حين أدت الجرع التي أعطيت فيما بعد إلى تنبيهها. ففي مراحل التنامي المبكرة، تحرض الإشارات التي يرسلها الضد المستقبل على موت الخلية المبرمج بتنشيط الإنزيمات التي تشطر دنا النواة. وهكذا، فإن الخلايا البائية ذاتية التفاعل (تتفاعل مع الذات) لا يمكنها عمليا أن تبقى حية لتصل إلى مرحلة النضج.

أما النسائل التي تتخطى هذه السيرورة الانتقائية، فيمكنها أن تهاجر إلى النسج اللمفانية المحيطية. وتستطيع هناك أن تباشر الطور الوظيفي من تاريخ حياتها. وأخيرا عندما يتم تنبيه هذه الخلايا بوساطة كل من المستضدات والخلايا التائية، فإنها قد تعود إلى نقي العظم لتعاني فيه نضجها النهائي إلى خلايا پلزمية مفرزة للأضداد.

أما سبيل نضج الخلايا التائية، فهو ـ إلى حد ما ـ أكثر تعقيدا. فالخلايا الجذعية في التوتة التي تلتزم هذا الخط من التنامي قد تنضج في نهاية الأمر لتشكل أنواعا عديدة من الخلايا التائية، بما في ذلك الخلايا المساعدة والخلايا القاتلة.

تمر الخلايا التائية في أثناء تناميها عبر عدد من نقاط الغربلة (التَّذْرِيَة). ويختبر التحدي الأول قدرتها على تعرف المستضدات التي تقدمها لها خلايا أخرى ـ وهي خاصية أساسية لانتقاء الخلية المناعية الوظيفية. فجزيئات ما يعرف بمعقد التوافق النسيجي الكبير major histocompatibility complex MHC تمسك بشُدف من المستضدات البروتينية لتقدمها إلى الخلايا التائية. وتقسَّم جزيئات المعقد MHC إلى نمطين: الصف (الصنف) الأول class I، والصف الثاني. وتمسح الخلايا، خلال تناميها في التوتة، بيئتها لتحدد ما إذا كانت ستتعرف أيا من جزيئات معقد الذات MHC (أي الشُّدف البروتينية المرتبطة بجزيئات المعقد MHC). فإن استطاعت [وكانت الشدفة من الغير (اللاذات)] فإنها تبقى حية، وإن لم تستطع فإنها تموت. كما أنها تموت أيضا إذا كان جزيء المعقد MHC يمسك بشدفة من بروتينات الذات.

وحالما تجتاز الخلايا التائية في أثناء نضجها هذا التحدي، تكون الخطوة التالية تدمير الخلايا التي تحمل مستقبلات تتفاعل بقوة مع نسج الجسم نفسه (تماما كما هي الحال فيما يتعلق بالخلايا البائية). وفي النهاية تبقى فقط الخلايا التائية ذات المستقبلات التي تتعرف كلا من المستضدات الغريبة وجزيئات معقد الذات MHC، حيث تغادر التوتة وتسكن شتى أنحاء الجسم.

وفي محاولتهم لاكتشاف تفاصيل هذه الصورة، بدأ علماء المناعة باقتفاء خط النسب من الخلية الجذعية إلى الخلية التائية المهاجرة. وحتى يتمكن الباحثون من اختبار العلاقات السليلية lineage relationships، فقد استخدموا خلايا جذعية وذراري تحمل واسمات يمكن تعرُّفها بوضوح. وأدخل الباحثون هذه الخلايا، في مراحل مختلفة من نضجها، في توتات(3) فئران لا تحمل خلاياها هذه الواسمات. وإثر انقضاء ساعات أو أيام، تمكن العاملون من تحديد ما أنتجته غرائسهم transplants من الأنسال (الأعقاب) offsprings.

وعمليا لا تعبر الخلايا التوتية المغروسة، في أبكر مراحل تناميها، عن أي من الواسمات العامة للخلية التائية التي تعرضها عادة على سطوحها، فهناك قلة أو لا شيء من البروتين تميم المستقبل co-receptor المعروف بالواسمة CD4، كما لا يوجد أي من بنى مستقبل الخلية التائية، ولا بروتين تميم المستقبل المعروف بالواسمة CD8 (تترابط الواسمة CD8 بجزيء المعقد MHC من الصف الأول، في حين تترابط الواسمة CD4 بالصف الثاني منه). إلا أنه بعد مرور يوم على الاغتراس، توالدت هذه الخلايا الضخمة، وأعطت خلايا أخرى ضخمة تحمل الواسمة CD8، ولكن ليس الواسمة CD4 أو المستقبل TCR (تقوم خلايا التوتة البشرية في هذه المرحلة من تناميها بالتعبير عن الواسمة CD4، وليس عن الواسمة CD8 أو المستقبل TCR). وتنقسم هذه الخلايا بدورها لتعطي نتاجات تحمل الواسمتين CD8 و CD4 وقليلا من المستقبل TCR. وفي هذه المرحلة ولأول مرة تعبّر الخلايا السليفة عن المستقبل TCRعلى سطوحها. إن التعبير عن الواسمة CD4 في هذه المراحل المبكرة من التنامي قد يفسر سبب استنفاد الخلايا التائية من قبل الڤيروس HIV الذي يغدو في هذه المرحلة شديد الفوعة (الحِدّة) virulent، إذ يعتقد بأن الڤيروس يترابط بجزيئات CD4، حيث قد يهاجم عندئذ هذه الخلايا التوتية السليفة والبدائية، قاطعا بذلك الطريق على كامل نتاجها الخلوي [انظر: «الإيدز والجهاز المناعي» في هذا العدد].

وبينما تواصل هذه الخلايا الانقسام وتبديل بروتيناتها السطحية، فإنها تعيد أيضا تراتب جيناتها لإنتاج مستقبلات الخلية التائية. ففي الفأر، على سبيل المثال، يبدأ تجميع سلاسل TCR والتعبير عنها على سطح الخلية عند أو قبل المرحلة التي تعبر فيها الخلايا عن CD4 و CD8 كليهما. وتمتلك هذه الخلايا السليفة المقدرة على التآثر مع الخلايا التي تحمل المعقد MHC في التوتة. وستصبح معظم الخلايا التي تترابط بجزيئات المعقد MHC من الصف الأول خلايا قاتلة، في حين تتنامى تلك التي تترابط بالصف الثاني بصورة أساسية إلى خلايا مساعدة، هذا على الرغم من أن بعضها يتحول أيضا إلى خلايا قاتلة (الخلايا التي لا تترابط بأي من جزيئات المعقد MHC تنكمش وتموت).

وبمجرد أن تلتزم الخلايا أحد المسارات، فإن خلايا المراحل الوسيطة توقف إنتاج الواسمة التي لن تستخدم بعد الآن (سواء CD4 أو CD8)، لتعبر عن المزيد من TCR. كما تكتسب هذه الخلايا «مستقبلات المبيت» homing receptors التي تمكّنها من مغادرة مجرى الدم ودخول الأعضاء اللمفانية المحيطية. وأخيرا تغادر هذه الخلايا التوتة بلا رجعة.

وبطبيعة الحال، لا تُتِمّ كل الخلايا التائية الكامنة مسار التنامي هذا. فبعضها يعاني الانتقاء السلبي، حيث تتسبب إشارات من خلايا أخرى (تلك الخلايا التي تحمل مستضدات الذات مرتبطة بجزيئات معقد الذات MHC) بحدوث الموت المبرمج. ويفترض أن يكون بوسع الخلايا في التوتة أن تستثير الانتقاء الإيجابي أو السلبي، ويعتمد ذلك على طبقة النسيج الجنينية البدائية التي اشتقت منها الخلايا: وهي الأديم الباطن endoderm والأديم المتوسط mesoderm والأديم الظاهر ectoderm. وتمتاز التوتة عن الأعضاء اللمفانية الأخرى باحتوائها غير العادي على خلايا من الأُدُم الثلاثة كافة.

وعند هذه النقطة، فإن السبل الخلوية كلها ـ التي تفارقت عندما بدأت خلايا جذعية خاصة التمايزَ إلى خلايا بائية أو خلايا تائية ـ تلتقي في النسج المحيطية. إن معظم المراحل المتبقية في تنامي نوعيِ الخلايا كليهما يحدث بمجرد أن تستثار مستقبلاتها عندما تتلاقى مع مادة غريبة.


يتبع








التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2015-02-12, 15:30 رقم المشاركة : 22
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: ملف كامل عن علم المناعة :جهاز المناعة في جسم الإنسان


تستقر الخلايا التائية والخلايا البائية التي نضجت، ولكن لم تتورط بعد في استجابات مناعية، في مجالات domains مختلفة داخل الأعضاء اللمفانية. وبعد أن يتم تنبيه الخلايا المناعية بالمستضدات، تمر الخلايا التي ستشارك في إنتاج الأضداد بمجموعة معقدة من التآثرات لتشكيل بنى جديدة تعرف بالمراكز المنشئة (المنتشة) germinal centers.

وتحتشد في هذه المراكز المنشئة الواقعة في المنطقة البينية بين المجالات التائية والبائية، ثلاثة أنواع من الخلايا هي: الخلايا التائية المساعدة المنشَّطة activated، والخلايا البائية، والخلايا التغصنية dendritic cells (وهي نمط من الخلايا مقدمة المستضد antigen-presenting cells). وتتكاثر قلة من الخلايا البائية استجابة للمستضد، وسرعان ما تشكل نسائلها السواد الأعظم من جمهرة هذه المراكز.

وبينما تتكاثر الخلايا البائية، فإنها تتمايز وتَطْفُر mutate. إنها تقوم بتحوير الدنا DNA في شُدفها الجينية لصنع أضداد مشابهة لتلك التي ترابطت بالمستضد المعني (وربما كانت أكثر تفاعلية منها). وتتآثر بعض الخلايا البائية مع الخلايا التائية المساعدة لتعطي خلايا پلزمية. وهناك أنواع عديدة من الخلايا الپلزمية، كما أن الأضداد التي تولدها هذه الخلايا تتفاعل كلها مع المستضد نفسه، بيد أنها تستثير استجابات مناعية مختلفة. وعلاوة على ذلك، فإن خلايا بائية أخرى تتحول إلى ما يعرف بخلايا الذاكرة memory cells. إن هذه الخلايا لن تشارك مباشرة في الدفاع عن الجسم، بل على الأصح تحتفظ بسجل جزيئي للغزاة السابقين كي تسرّع الاستجابة مستقبلا.

وعلى الرغم من أن تنسيق الاستجابة المناعية يتم داخل الأعضاء اللمفانية، فإن الخلايا اللمفية (اللمفاويات) لا تقطن هناك لمجرد انتظار استدعائها. ففي عام 1959 بيّن <L.J. گوانز>وزملاؤه (من جامعة أكسفورد) أن الخلايا المناعية تجول بشكل مستمر ما بين مجرى الدم والأعضاء اللمفانية. وتزود هذه الحركة كل عضو لمفاني باعتيان سريع rapid sampling من الخلايا اللمفية كلها التي قد تمتلك مستقبلات للمستضدات الغريبة التي تستثير في هذه اللحظة انتباه الجسم.

تدخل الخلايا اللمفية الجائلة الأعضاء اللمفانية عبر أوعية دموية متخصصة تدعى الوريدات البطانية العالية (رفيعة التخصص) high endothelial venules HEV (سميت هكذا بسبب السطوح المُحصِرة لجدرانها). وتستطيع الخلايا اللمفية فقط عبور هذه الوريدات، ذلك أنها تعبّر عن مستقبلاتِ مبيتٍ تتوافق مع مستقبلات مقابلة على جدر الوريدات HEV. وعلى ما يبدو، فإن هناك نوعين من هذه المستقبلات: يبيت النوع الأول في العقد اللمفية، بينما يتوافق النوع الآخر مع جزيئات سطحية تُعبِّر عنها الأعضاءُ اللمفانية الموجودة في السبيل المعدي المعوي.

عندما يتم تنشيط الخلايا البائية والتائية، فإنها تتوقف فورا عن إنتاج جزيئات مستقبلات مبيتها الاعتيادية، وترتد لصنع إنتگرين integrin آخر كانت تنتجه في مراحل مبكرة من تناميها. ويرتبط هذا الجزيء بجزيء التصاق الخلايا الوعائية vascular-cell adhesion molecule VCAM-1 (الذي يظهر أيضا على سطح الخلايا السَّدَوِيّة في نقي العظم والخلايا الظهارية في التوتة). ونتيجة لذلك فإن هذه الخلايا لا تستطيع المرور عبر جدر الوريدات السوية HEV للأعضاء اللمفانية عندما تُطلَق في مجرى الدم. وبدلا من ذلك، فإنها تبيت في الأوعية الدموية االتي تغذي النسج المخموجة infected والملتهبة inflammed والنسج حاملة المستضدات. ذلك أن أوعية تلك المناطق الملتهبة تعبّر عن الجزيئات VCAM-1، في حين أن أوعية المناطق الأخرى لا تعبر عنها. وبالعودة إلى التعبير الخلوي لمراحل تناميها المبكرة، فإن هذه الخلايا تكون قد أنجزت مهمتها النهائية.

إن هذه الرواية المبسطة لكيفية تنامي جهاز المناعة ونضجه لا تنبئ بالقصة كاملة. فعلى سبيل المثال، يشترك عدد من جزيئات التصاق أخرى في التآثر (التأثير المتبادل) بين الخلايا اللمفية والخلايا البطانية أو السدوية. وبالفعل، مازال هناك الكثير أمام الباحثين ليتعلموه عن كيفية تلقي الخلايا الإشارات التي تدفعها إما إلى الموت المبرمج، أو إلى استمرار بقائها حية، أو إلى النمو والتمايز.

وأحد الأسئلة المهمة هو: كيف تختار الخلايا الجذعية بين أن تستولد نفسها وبين إنتاج أنسال تلتزم خطا سليليا خاصا. إن هذه المعضلة مهمة ليس من حيث النظرية فقط، فإذا ثبت أن الخلايا الجذعية مفيدة في إصحاح العوز المناعي الولادي أو المكتسب، فإن طرائق إكثار هذه الخلايا ـ سواء في أنبوب الاختبار أو في الجسم ـ قد تحسن من فرص شفاء هؤلاء المرضى. أضف إلى ذلك، أن الخلايا الجذعية تشكل هدفا واضحا للعلاج بالجينات، إما باستبدال الجين المعيب أو بمنح نتاجات الخلايا المقدرةَ على البقاء حية في بيئة معادية، كالجسم الذي يحمل الڤيروس HIV.

إضافة إلى هذا، فإنه مع تزايد فهم الباحثين لتفاصيل المسار من الخلايا الجذعية إلى الخلايا البائية أو التائية المنشَّطة، فإنهم سوف يحرزون تقدما في معالجة الأمراض الناجمة عن التنامي الخطأ والخَطِر. فالعيوب الوراثية أو المكتسبة في الجينات الأساسية لنمو وتمايز الخلايا ذات الأهلية المناعية immunocompetent تتسبب في حدوث العوز المناعي أو الخباثات اللمفانية.

فبوسع العيوب الوراثية أن تُحصِر تنامي الخلايا البائية أو التائية في مراحل مختلفة، وهذا يتوقف على نتاج الجين المعنيّ. فمثلا، يسمح العيب في الجين الذي يكوّد (يرمّز) إنزيم دي أميناز الأدينوزين adenosin deaminase ADA ، بتراكم نواتج استقلاب سامة في نقي العظم والتوتة، مما يمنع اللمفاويات (الخلايا اللمفية) من تركيب الدنا ومن الانقسام. إن الأطفال المصابين بهذا العيب (الخلل) الوراثي يفتقرون إلى الخلايا التائية والبائية، فلا يستطيعون بالتالي الدفاع عن أنفسهم ضد الخمج (ومن هنا جاء التعبير: «داء العوز المناعي التضامي (المشترك) الوخيم» severe combined
immunodeficiency diseaseواختصارا SCID. وبناء على فهم صحيح لوظيفة الخلايا الجذعية، بيّن<A.R.گود> وزملاؤه (من كلية طب جامعة مينيسوتا) أنه من الممكن علاج المرض SCID بغرس نقي عظم متوافق compatible bone marrow مأخوذ من قريب سليم، غير أن معظم المرضى ـ لسوء الحظ ـ يفتقرون إلى المانح (المتبرع) الملائم. بيد أن <R.M.بليز>وزملاءَه (من المعهد الوطني للسرطان) نجحوا في غرز جين الإنزيم الوظيفي ADA في الخلايا التائية المعيبة، فأصلحوا بذلك شعبة أساسية من شعب الجهاز المناعي.

لقد عثر الباحثون خلال النصف الأول من عام 1993 على الجينات المسؤولة عن حدوث أمراض ثلاثة أخرى من العوز المناعي. وتوجد هذه الجينات كلها على الصبغي (الكروموسوم) X وتصيب الصبية (لامتلاكهم نسخة واحدة فقط من المعلومات الوراثية الموجودة على ذلك الصبغي)، ولكن يسبب كل جين منها إجهاض تنامي جهاز المناعة في مستوى مختلف. ففي واحد من هذه الأمراض، تسبب طفرة في الجين المكود لأحد إنزيمات كيناز البروتين protein kinase، (وهو إنزيم أساسي لنقل الإشارات إلى الخلايا طليعات البائية كي تنمو وتتنامى) عجزا فادحا في الخلايا البائية الناضجة وفي الأضداد التي تفرزها. وينجم العوز الثاني عن طفرة تصيب الجين المكود لإحدى السلاسل الثلاث المشكلة لمستقبل عامل النمو المعروف بالإنترلوكين-2. ويخرب هذا العيب تنامي الخلايا التائية المساعدة، وهذا يمنع بدوره نضج الخلايا البائية إلى خلايا پلزمية. أما الاضطراب الثالث الذي يتوجب إيضاحه، فينجم عن عيب في الجين الذي يكود الجزيئات السطحية التي تتآثر من خلالها الخلايا التائية والبائية. فالصبية المصابون بتشوه في الجزيء CD40 أو مستقبله ينتجون الأضداد IgM فقط، لأنهم يفتقرون إلى الإشارة التي تسبب انقسام الخلايا البائية وصنعها أضدادا عالية الألفة من الصفوف (الأصناف) الأخرى.

وربما أدى تعرف هذه الجينات إلى العلاج باستبدال الجينات gene replacement therapy بغية تصحيح هذه العيوب. وقد اكتشفت الجينات الثلاثة المسؤولة عن هذه العيوب في وقت واحد تقريبا، من قبل مجموعات مختلفة من الباحثين. وربما تكون معلوماتنا عن تنامي جهاز المناعة وعن وظيفته قد بلغت مستوى يتيح أيضا إمكان كشف الأساس الوراثي للاضطرابات المناعية الأخرى في القريب العاجل. وسينجم عن ذلك أن فوائدها العلاجية ستتراكم بسرعة.

ومع أن الخباثات(4) اللمفانية تنشأ أيضا عن خلل وظيفي وراثي، فإنها تختلف عن أمراض العوز المناعي من أوجه عدة، أهمها هو أن الخباثة تتطلب تراكم عدد من الطفرات التي تحابي النمو المفرط للخلايا وكذلك بُقْياها (بقاؤها على قيد الحياة) على حساب نضجها وموتها الطبيعي. لهذا فقد طورت الكائنات المعقدة عديدة الخلايا نقاط مراقبة كثيرة لضبط نمو الخلايا وبُقياها.

ولكي تتغلب على هذا الدفاع المعقد، فإنه يتوجب عادة على تسلسل الطفرات الخبيثة أن يبدأ في الخلية الجذعية أو في نتاجاتها المُنسّلة clonal progeny المباشرة، كي يُسمح بالتطور التدريجي لنسيلة خبيثة من الخلايا تستطيع تضليل آليات المراقبة كافة. فحتى ولو ورث فرد ما جينا يؤهب للخباثة، فإنه يتعين على الخلية المصابة أن تكتسب طفرات إضافية خلال حياتها كي تصبح خلية خبيثة. ومع ذلك، فبمجرد حدوث طفرة تحابي نمو الخلية أو بُقياها، فإن الأرجحية تتزايد في بُقيا الخلية مدة تكفي لتعاني طفرة أخرى تحض على النمو، فطفرة ثالثة، أو رابعة.

ويمكن ملاحظة هذا المبدأ في الورم اللمفي الجريبي follicular lymphoma، فهو خباثة نموها شديد التباطؤ، تصيب الخلايا البائية في المراكز الإنتاشية. وعمليا تحوي الأورام اللمفية الجُريبية كلها انتقالا في جين يدعى bcl-2 وينتج مرسالا يمنع موت الخلية المبرمج ـ ويتعطل هذا الجين عادة عندما تعجز خلية بائية منشطة عن تعرف المستضد، أو عندما تعيد خلط جيناتها المنمنمة (المصغرة) mini-genes بحيث تنتج أضدادا ذاتية التفاعل. أما في خلايا الورم اللمفي الجريبي، فإن هذا الجين يقبع بجوار أحد جينات الأضداد العاملة في الخلايا البائية، وبذلك يبقى ناشطا لأمد غير محدود.

إن هذا المسار عديد المراحل نحو الخباثة يفسر أيضا لماذا تكون أورام الخلايا البائية أكثر شيوعا بأربع مرات من خباثات الخلايا التائية. فالخلايا الجذعية في نقي العظم تنتج خلايا بائية طوال حياة الفرد (وبذلك تتيح لها السنوات الكثيرة إمكان تراكم الطفرات). وبالمقابل، تتشكل معظم الخلايا التائية في المراحل الباكرة من الحياة، وتذبل التوتة مع تقدم الإنسان في العمر، تاركة عددا متناقصا من الخلايا الجذعية وأنسالها (ذراريها) كي تطفر.

وعندما يتمكن علماء البيولوجيا التطورية والبيولوجيا الجزيئية من فهم الإشارات التي توجه الخلايا الجذعية والمسارات المعقدة لنتاجاتها، فقد يصبح بوسعهم منابلة manipulation تنامي الجهاز المناعي عن بعد. وسيصبح بمقدور (الأطباء) السريريين تقوية الاستجابة المناعية ضد الغزاة، وتخفيف الضرر الذي تسببه الخلايا المناعية للذات (للجسم الذي يعيلها)، وتقويم أو إزالة تلك السلالات الخلوية التي قد تحض، إن بقيت، على نمو أنماط مختلفة من الخباثات.




المؤلفان
Irving L. Weissman - Max D. Cooper


قضى المؤلفان أكثر من 25 عاما في دراسة تنامي جهاز المناعة. يدرس وايزمان ـ وهو أستاذ في علم الأمراض والبيولوجيا التطورية في جامعة ستانفورد ـ اللمفاويات البائية والتائية، وهي الخلايا الرئيسية في جهاز المناعة. وكان مختبرُه الأولَ في عزل الخلايا الجذعية عند الفئران، ليشارك لاحقا في عزل الخلايا نفسها لدى الإنسان. حصل على البكالوريوس من جامعة مونتانا ستيت عام 1961، وعلى الدكتوراه في الطب من ستانفورد عام 1965. أما كوپر فهو باحث في معهد هوارد هيوز الطبي بجامعة ألاباما في برمنگهام، حيث يقوم بوضع مخطط تنامي جهاز المناعة عند الفقاريات في مراحله المبكرة، ويمارس في الوقت نفسه المناعيات السريرية. حصل كوپر على البكالوريوس من جامعة مسيسپي عام 1954 وعلى الدكتوراه في الطب من جامعة توولين عام 1957.






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2017-10-24, 10:47 رقم المشاركة : 23
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: ملف كامل عن علم المناعة :جهاز المناعة في جسم الإنسان





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 19:56 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd