2014-11-09, 13:55
|
رقم المشاركة : 33 |
إحصائية
العضو | | | رد: يوما كنا أمة عظيمة...دعوة للمشاركة | بيوتاً غير مسكونة
فكرة الفنادق أو الخانات كانت سبق فكرى واجتماعى للدولة الإسلامية وبداية إنشائها غير محددة لكن الكتب تتحدث عنها منذ القرن الثالث الهجرى .. وأعنى هنا بداية البناء لا الفكرة فالفكرة فى حد ذاتها مذكورة فى القرآن الكريم (ليس عليكم جناح ان تدخلوا بيوتا غير مسكونة) سورة النور الآية 28
والآية الكريمة تدل على جواز استخدام المساكن المهجورة
وقد عَلَّق الإمام الطبري على هذه الآية الكريمة بقوله: "ليس عليكم أيها الناس إثم وحرج أن تدخلوا بيوتًا لا ساكن بها بغير استئذان، ثم اختلفوا في ذلك، أيّ البيوت عنى؟ فقال بعضهم: عنى بها الخانات والبيوت المبنية بالطرق التي ليس بها سكان معروفون، وإنما بُنيت لمارَّة الطريق والسابلة، ليأووا إليها، ويُؤووا إليها أمتعتهم"
أما الفنادق أو الخانات فكانت بمثابة دور للضيافة وكانت مجانية حينها ويتم إنشاؤها على الطرق التى تربط بين المدن وخاصة التجارية منها ويقيم فيها عابرو السبيل والمسافرون خاصة من التجار وطلبة العلم حيث يجدون فيها المأوى من الحر أو البرد
ويقوم على خدمة النازلين شخص يدعى الخانى ويوفر لهم الطعام والشراب وكان مصدر الاموال المستخدمة فى ذلك هى الدولة -بيت المال- كنوع من انواع الوقف المتعددة
وكان يُلحق بالخانات مكان لحفظ الأمانات والودائع ويقوم عليه رجل لحراسته ولا يسلم الأمانة او الوديعة إلا لصاحبها بشخصه الذى قد يكون من النازلين بالفندق أو من غيرهم
أى أنها كانت تحل محل البنك حالياً!
فى الدولة المملوكية اتسع الامر وتطور فكانت هناك فنادق خاصة للجاليات الصغيرة الموجوده فى مصر والشام كالتجار والرّحالة الغربيين بل وصل الامر لتخصيص الفنادق لفئة معينة من التجار فمثلاً كان فى مدينة القاهرة فندق يسمى طرنطاى وكان مخصصا لتجار الزيت الشاميين!
طبعا كان من أثر ذلك تنشيط التجارة وتسهيل أمر التنقل بين المدن خاصة لطلاب العلم
من ناحية أخرى –تهمنى جدا تلك الناحية- فقد خلت المدن وغيرها فى الدولة من المشردين وأطفال الشوارع!
فمن ضمن مصارف أموال الوقف فى الدولة: إقامة دور أيتام للأطفال فيتربون ويتعلمون ويعيشون فيها .. كالمدارس الداخلية الآن وطبعا كانت مجانية كالفنادق
هذا كله له دلالة .. أن أمتنا العظيمة بحضارتها المتقدمة كانت تقوم على دعامة واحدة .. الأخلاق
حضارات كثيرة على مر الأزمان لم تصل لنصف ما وصلت اليه حضارتنا فى إنسانيتها .. أن تبنى دولة قوية مترامية الأطراف بقوة اقتصادية شىء .. وأن تبنى دولة أساسها الأول هو احترام الإنسان وآدميته والعناية به وبحياته وصحته وحتى بمشاعره شىءٌ آخر
حتى الأساطير لم تفِ الإنسان حقه كما فعلت حضارتنا
لأن هذه الإنسانية استقيناها من منبع ربانى لا ينضب أبد الدهر ..
| التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |