2014-01-14, 23:17
|
رقم المشاركة : 3 |
إحصائية
العضو | | | رد: أجوبة الزرقاء على مسابقة السيرة النبوية العطرة | أجوبة اليوم الثالث: الجواب الأول: استقر قرار رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحبشة لبعد نظره وحكمته فقد فكر قبلها في مناطق قريبة لكن عيوبها كانت أكثر من محاسنها، فاختار الحبشة لأن محاسنها أكثر من عيوبها: اختارها للأسباب التالية: أولاً: عدل حاكم الحبشة قال رسول الله لأصحابه: "لَوْ خَرَجْتُمْ إلى الْحَبَشَةِ؛ فَإِنَّ بِهَا مَلِكًا لاَ يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ". فلم يعلق رسول الله على شيء في حياة هذا الرجل ولا دينه، إنما فقط علق على عدله. ثانيًا: أهل الحبشة هم أهل كتاب فقد كان المسلمون يشعرون بقرب من النصارى؛ حيث إنهم أهل كتاب أيضًا، وقد ظهر ذلك جليًّا في تعاطف المسلمين مع الروم في حربهم ضد فارس الوثنية، وقد شعر رسول الله والمؤمنون أن قلوب النصارى ستكون أقرب إلى الدعوة من غيرهم. ثالثًا: الحبشة بعيدة عن مكة ومع أن هذا يعدّ عيبًا؛ لأن البعد عن مكة يجعل الاتصال بين الرسول وبين المهاجرين صعبًا وشاقًّا ومكلفًا إلا أنه في ذات الوقت يوفر جانبًا كبيرًا من الأمن للمهاجرين بعيدًا عن بطش أهل الباطل في مكة وما حولها من الأماكن التي يمتد إليها نفوذهم. رابعًا: الحبشة بلد مستقل كانت الحبشة مملكة مستقلة ليس لأحد عليها سلطان، ورغم أنها كانت تتبع الكنيسة المصرية في الإسكندرية، إلا أن هذه التبعية كانت تبعية دينية وليست سياسية، فليس هناك خطورة إذن من أن يملي قيصر الروم أو كسرى فارس أو غيرهم رأيًا على أهل الحبشة. خامسًا: الحبشة بلد قوي في المنطقة وعليها ملك عظيم فقد كان للحبشة اسم قوي في ذاك الزمن، وكان أهل مكة يعظمون ملكها كثيرًا، وكان بينهم وبينه سفارات ومراسلات وهدايا، ومثل هذا الأمر كان من الممكن أن يكون عيبًا لكن في حال إذا كان ملك الحبشة ظالمًا، أما وإن اتصف بالقوة والعظمة مع العدل؛ فهذا يوفر حماية كبيرة وأكيدة للمهاجرين. وإن هذا ليضع على عاتق قريش أن تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على غزو الحبشة لمطاردة المهاجرين منها كما فعلت بعد ذلك في المدينة في غزوة الأحزاب، فكانت قوة الحبشة وقوة ملكها إضافة إلى حاجز البحر وبُعد المسافة من العوامل المهمة التي تحول دون هذا التفكير في الغزو، وكان أقصى ما يمكن أن تفعله قريش هو أن ترسل سفارة رسمية تطلب فيها تسليم المهاجرين، وإن كان الملك عادلاً فإنه -ولا شك- سيرفض تسليم زوّاره وضيوفه. سادسًا: الحبشة بلد تجاري وصاحب قوة اقتصادية كانت الحبشة في ذلك الوقت ذات قوة اقتصادية معقولة، ولا يخشى عليها من حدوث أزمات اقتصادية، وذلك نتيجة قدوم المهاجرين، وهذا - ولا شك - سيعمل على توفير الأمان والاستقرار للمؤمنين، وفي ذات الوقت فلن يغير من نفسيات أهل الحبشة؛ فهم لم يشعروا بأزمة تذكر نتيجة هجرة المسلمين إليهم. لهذه الأسباب مجتمعة -وقد يكون لغيرها- كان اختيار الحبشة اختيارًا موفقًا جدًّا، وقد بدأ المهاجرون بالفعل يتجهون إلى هناك، ليبدأ ما يسمى في السيرة بالهجرة الأولى إلى الحبشة. الجواب الثاني: **بعد توالي الأحداث الأليمة طوال عام الحزن أبى الله إلا أن يواسي رسوله الكريم خصوصا بعدما شكا ضعف قوته ...(الحديث)
وهو أعز من قائل: إن بعد العسر يسرا
سلا الله قلبه عاجلا بعد خروجه من الطائف مطرودا ،ومحتميا ببستان لأخوين من الطائف أشفقا عليه فأرسلا له غلامهما وهو نصراني ببعض من العنب(اسمه عداس) فإذا بشآبيب الخير تتنزل عليه مع حبات العنب التي يأكلها باسم الله، وامتدت به يد النصراني عدّاس، وكأنما تجسدت الإنسانية كلها في صورة عدّاس تعتذر له وتطيب خاطره.
ثم يستمع إليه نفر من جن نصيبين وأسلموا ثم ولوا إلى قومهم منذرين ودعاة إلى الله. وهذا ملك الجبال الذي سخره الله له، قال له: إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال صلى الله عليه وسلم: "بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا". لعل أكبر ماحزن عليه الرسول الكريم هو احساسه بتقصيره في الرسالة وما كلف به، كان هذا الحزن يفوق ألم فراقه لزوجته رضي الله عنها وعمه ، لهذا نزلت آيات تخفف عنه وتسلو قلبه منهاسورة الأنعام الآيات 33-34-35) ((قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35))) والواضح أن رحلة الإسراء والمعراج كانت أيضا يسرًا بعد عسر، وجبرًا بعد كسر، وإعزازًا بعد استشعار هوان على الناس، وتسرية بعد عام حزن، ورحلة بعد عناء وضنى، وترحيبًا ربانيًّا علويًّا بعد ردّ غير كريم لأفضل زائر وأكرم ضيف. **تعرض رسول الله عليه أفضل الصلوات إلى أذى المشركين في مكة وكذا في الطائف لما عرض عليهم دعوته فأعرضوا عنها ورفضوها ،ولم يتوقفوا عند ذلك بل سبوه وأهانوه ، وسلطوا عليه السفهاء والصبيان، فضربوه بالحجارة حتى دميت قدماه الشريفتان. الجواب الثالث: ضعُف فريق من الرماة أمام إغراء الغنيمة ; ووقع النزاع بينهم وبين من يرون الطاعة المطلقة لأمر رسول الله [ ص ] وانتهى الأمر إلى العصيان . بعد ما رأوا بأعينهم طلائع النصر الذي يحبونه . فكانوا فريقين:فريقا يريد غنيمة الدنيا , وفريقا يريد ثواب الآخرة . وتوزعت القلوب فلم يعد الصف وحدة , ولم يعد الهدف واحدا . وشابت المطامع جلاء الإخلاص والتجرد الذي لا بد منه في معركة العقيدة . فمعركة العقيدة ليست ككل معركة . إنها معركة في الميدان ومعركة في الضمير . ولا انتصار في معركة الميدان دون الانتصار في معركة الضمير . إنها معركة لله , فلا ينصر الله فيها إلا من خلصت نفوسهم له. الجواب الرابع: نقضت قريش وأحلافها بنود صلح الحديبية، وذلك بعد هجوم بنو الديل أو الدؤل من بني بكر بن عبد مناة أحلاف قريش على بني خزاعة ابن أمية وحويطب بن عبد العزي ومكرز بن حفص. ولما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة وقتلوا منهم من قتلوا وأصابوا ما أصابوا، خرج عمرو بن سالم الخزاعي حتى قدم على رسول الله (ص) المدينة فحدثه بما حدث وطلب نصرته فقال له النبي (ص) قد نصرت يا عمرو... تمّ فتح مكة وتوجه رسول الله إلى مشركي قريش بعد النصر فقال: ماتظنون أنني فاعل بكم ......(الحديث) والعبرة أن المسلم الحق من يعفو عند المقدرة ،وبهذا ضرب الرسول الكريم مثلا في التسامح والنبل. الجواب الخامس: من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأسرى أنه كان يحث على إكرامهم والإحسان إليهم، مقتدياً بهدي القرآن: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) [الإنسان:8]. وقد ورد عنه في ذلك حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فكوا العاني وأجيبوا الداعي، وعودوا المريض". رواه البخاري. وأسرى الحرب على قسمين: الأول: النساء والصبيان والشيوخ غير القادرين على القتال، والذين لا رأي لهم في الحرب. الثاني: الرجال البالغون المقاتلون. وقد جعل الإسلام للحاكم فعل الأصلح بين أمور ثلاثة في أسرى الرجال البالغين المقاتلين: المنُّ أو الفداء أو القتل. والمن هو: إطلاق سراحهم دون مقابل. والفداء قد يكون بالمال، وقد يكون بأسرى من المسلمين، ففي غزوة بدر كان الفداء بالمال، وروى أحمد والترمذي عنه عليه الصلاة والسلام أنه فدى رجلين من أصحابه برجل من المشركين من بني عقيل. قال تعالى: (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) [محمد:4]. وروى مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق سراح الذين أخذهم أسرى، وكان عددهم ثمانين، وكانوا قد هبطوا عليه وعلى أصحابه من جبال التنعيم عند صلاة الفجر ليقتلوهم. كما أنه يجوز له قتل الأسير إذا كانت المصلحة تقتضي قتله، كما ثبت أنه قتل النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط يوم بدر، وقتل أبا عزة الجمحي يوم أحد. والله أعلم. تحيتي والتقدير | |
| |