رد: قصة و عبرة - رثاء و ذكرى حلقة 14( البداية في المشاركة 82 صفحة 17) يا أمي، اهنئي داخل مرقدك، و اطمئني بجنتك، و انعمي بفردوْسك، فقد خلّفتِ مع زوجك المكلوم، الذي ما فتر لسانه منذ رحيلك عنه، عن ذكر مناقبك، وسرد محاسنك، و التعبير عن الجرح الذي خلفه لديه فراقك، و عن الدور الكبير الذي كنت تلعبينه في حياته، خلّفتِ معه ذرية صالحة تدعو لك، و تسير طوع نهجك، و تنتصح بنصحك، و تتصرف وفق تعليماتك، فتأكدي أننا لن ننساك، و لن نتوقف عن استحضار ذكرياتك، و العمل بوصاياك، و الاستعانة بآرائك، و ممارسة تعاليمك الدينية، و انتهاج مبادئك الأخلاقية، التي ستبقى منارا لدربنا و قدوَة في تعاملنا و إسوة لنا في تحركاتنا، لن نحيد أبدا عن الطريق الذي رسمت لنا، و نحن على ذلك العهد باقون، إلى أن نلتحق بك و نلقى رب العالمين، رحمكِ الله و جعل مثواك الجنة، و منحك مرادك بجعلك في رفقة الأنبياء و المرسلين، و الصحابة و الأخيار من عباده و الصدّيقين، و الشهداء و الأولياء و الصالحين، و بوّأك مقامك الذي بقيتِ تدْعين و ترغبين في بلوغه، و هو الفردوس الأعلى، و جعل الله رضاك غطاء لنا في كل حين، و وقاية لنا من كل شر، و حفظا لنا من كل أذى، وسِترا لنا في كل خلوة، و نجاحا لنا في كل خطوة، و رَزقنا الله الصبر و السلوان على فراقك، و حفظ الله لنا والدنا من كل أذى و من كل شر، و وقاه كل مكروه، و شافاه الله و منحه الصحة و العافية و طول العمر، و أقدره على التغلب على آلام فراقك، و رزقه الصبر على لوعة غيابك. |
رد: قصة و عبرة - رثاء و ذكرى حلقة 15( البداية في المشاركة 82 صفحة 17) حفظكَ الله لنا يا والدنا العزيز، و أبقاك لنا ذخرا و ملاذا، و سراجا منيرا، و جعل لنا فيك العوَض على هذا الرزء العظيم و البلاء الكبير، و المصاب الأليم، الذي نشترك فيه جميعا، و لا تختلف درجات آلامنا و أعماق جروحنا، إلا بالنسبة لك حفظك الله، نظرا لاعتبارات تفوق فهمنا، و يعسر إدراكها على أذهاننا. |
رد: قصة و عبرة - رثاء و ذكرى حلقة 16 ( البداية في المشاركة 82 صفحة 17) يا أمي الحنون، و يا ولية نعمتي، و يا.. و يا ... لا أريد، لو وجدتُ إلى ذلك سبيلا، و لم تخني العبارات، و تنتهي من قاموسي الكلمات، أن أتوقف عن مخاطبتك، فإني أجد في ذلك راحتي و أنال بغيتي، و أحقق شفائي و دوائي و مرادي، عسى أن أستطيع تضميد جراحي، و نسيان واقعٍ، أحاول الهروب منه، و كابوسٍ أود الاستيقاظ منه، هذه مشاعر و خواطر، أملتها علي حالتي النفسية، و عكست معاناتي الفكرية، و دفعني إليها اشتياقي لك و إلى تقبيل راحتيك، و سماع صوتك، و التملي بطلعتك، و ضمك إلى صدري لأشم رائحتك العطرة و ريحك الطيبة، أرجو أن تصلك و تقبليها مني، راجيا السماح لي إن كان فيها تقصير أو سهو أو نسيان، فالخواطر من طبيعتها لا تخضع لمنطق و لا تحتاج إلى برهان، و لا يكون بها تنميق و لا زخرفة و لا ترتيب في الأفكار، و لا يسري عليها نظام، و لا يحدها بحر شعر من البحور أو البحار، أو التزام بقواعد بلاغة أو عروض أو ميزان، علما بأنك كنت لا تقبلين إلا ما هو رائع و راق و مُتقَن، و قد كنتِ مثالا في الذوق الرفيع، و مرجعا في الاختيار الصحيح، فرغم ما كان يطبعك من جدية، و تتسمين به من رزانة، و عدم تردد في الابتعاد عن كل ما يتصف بالهزال و تطبعه الميوعة و الابتذال، فهذا لم يمنعك من حب الفن الراقي و تتبع أعماله الهادفة، و الاستمتاع بالروائع التي أبدعها رواده من الأجيال السالفة، فعسى أن ترقى خواطري لمستوى ما كنتِ تريدينه، و تأشّرين على جوازه و قبول التعامل به، أردتُ بها و سعيتُ من خلالها، إلى التعبير عن حبي و امتناني، و شكري و اعترافي بكل ما قدمته لي خلال حياتك، و سيسري علي مفعوله إن شاء الله ما بقي في العمر بقية، فرحمكِ الله و غفر لكِ و جعلكِ في أعلى عِلّيين مع الأنبياء و المرسلين، و من قيل عنهم: "و حسُن أولئك رفيقا" و إنا لله و إنا إليه راجعون |
رد: قصة و عبرة - رثاء و ذكرى كما أشرت إلى ذلك سابقا، فقد كتب أخي الأكبر و عزيز الأسرة كلمات هي قصة محكية بأسلوب بديع راق من طبيب أديب فنان طلبت منه أن أدرج بعض فقراتها في المنتدى تكون عبرة للمطّلعين عليها و تخليدا لذكرى والدتنا و استجلابا للرحمات و الدعوات. كما أتمنى أن تكون حافزا لمن لم تزل أمه أو أبوه على قيد الحياة لاغتنام الفرصة العظيمة التي قد يغفل عنها الناس و هم في متاهات الحياة و انشغالاتها لقد قسّمتها إلى 16 حلقة و حذفت منها خصوصيات الأسرة و بعض التفاصيل حتى تبقى نافعة للمطالعة العامة إن فيها مقاطع مؤثرة مبكية و سردا أدبيا أقرب للشعر، مطالعة شيقة و عبرة نافعة إن شاء الله البداية في المشاركة 82 الصفحة 17 |
الساعة الآن 07:55 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd