2013-12-05, 19:34
|
رقم المشاركة : 90 |
إحصائية
العضو | | | رد: قصة و عبرة - رثاء و ذكرى | حلقة 8( البداية في المشاركة 82 صفحة 17)
و دون أن أتعمد الانتقاص من قيمة ما بذله الإخوان الأعزاء من جهود، و أقدموا عليه من مبادرات، و أسهموا به من إمكانات، يلتمسون من خلالها، البحث عن مخرج لأزمة الوالدة، و شفاء لمرضها، و فرَج لكربتها، أستسمحهم في أن أخص بالذكر و الإشارة، ما قامت به أختنا الوحيدة وشقيقتنا الفريدة، من مجهودات عظيمة و تضحيات جبارة، خلال كل فترة رقدة الوالدة.
حيث كانت في شبه إقامة مستمرة دائمة بغرفة نوم المرحومة، لا تغادرها إلا لتعود إليها بعد دقائق معدودات، مضحية بالغالي و النفيس، و مستهينة براحتها، و غير عابئة بباقي مشاغلها، و تحولت كما أشار إلى ذلك والدنا حفظه الله، إلى ممرضة، و طبيبة. حملت على عاتقها فوق ما يتحمله الإنسان العادي، و كان ذلك يصطدم بما تخلفه لديها كل مرحلة من آلام و حسرة و خدش لعاطفتها، كانت ترى ما لا نرى، وكانت تتحمل ما لا نتحمل حتى سماعه أو ذكره،
كانت الوالدة أمامها في تدهور مستمر و انتكاسة متزايدة مسترسلة، فكانت تكتم ذلك علينا أحيانا، محتفظة به لنفسها دون إشراكنا، تفاديا لإيلامنا، و كانت تهوّن من فظاعته، و أحيانا أخرى كانت تدق ناقوس الخطر، حين تلاحظ أن الأمر اشتد و تعقد و تفاقم. كانت أعزها الله، الحبيبة العزيزة الغالية على أمها، و كاتمة أسرارها، و خزّان آلامها، و المحسة بمعاناتها، و المقدّرة لوَضعها، و المتفهمة لحالها،
فمهما قلنا، و مهما شكرنا، و مهما دعوْنا و تمنينا، لن نفيها حقها، أو نكون منصفين لها، فلا يسعنا إلا أن نوكل ذلك إلى الباري عز و جل، فهو وحده قادر أن ينيلها الأجر الأكبر، والجزاء الأوفى على ما قدمته من تضحيات جسام، و يحفظها و يرعاها و يطيل عمرها، و يبارك لها في عشها السعيد، المكوّن من زوجها العزيز و أبنائها الكرام. | التوقيع | | آخر تعديل بالتوفيق يوم 2013-12-05 في 20:23. |
| |