2013-12-05, 19:50
|
رقم المشاركة : 98 |
إحصائية
العضو | | | رد: قصة و عبرة - رثاء و ذكرى | حلقة 16 ( البداية في المشاركة 82 صفحة 17)
يا أمي الحنون،
و يا ولية نعمتي، و يا.. و يا ...
لا أريد، لو وجدتُ إلى ذلك سبيلا، و لم تخني العبارات، و تنتهي من قاموسي الكلمات،
أن أتوقف عن مخاطبتك،
فإني أجد في ذلك راحتي و أنال بغيتي، و أحقق شفائي و دوائي و مرادي،
عسى أن أستطيع تضميد جراحي، و نسيان واقعٍ، أحاول الهروب منه، و كابوسٍ أود الاستيقاظ منه،
هذه مشاعر و خواطر، أملتها علي حالتي النفسية،
و عكست معاناتي الفكرية، و دفعني إليها اشتياقي لك و إلى تقبيل راحتيك،
و سماع صوتك، و التملي بطلعتك، و ضمك إلى صدري لأشم رائحتك العطرة و ريحك الطيبة،
أرجو أن تصلك و تقبليها مني، راجيا السماح لي إن كان فيها تقصير أو سهو أو نسيان،
فالخواطر من طبيعتها لا تخضع لمنطق و لا تحتاج إلى برهان،
و لا يكون بها تنميق و لا زخرفة و لا ترتيب في الأفكار،
و لا يسري عليها نظام، و لا يحدها بحر شعر من البحور أو البحار،
أو التزام بقواعد بلاغة أو عروض أو ميزان،
علما بأنك كنت لا تقبلين إلا ما هو رائع و راق و مُتقَن،
و قد كنتِ مثالا في الذوق الرفيع، و مرجعا في الاختيار الصحيح،
فرغم ما كان يطبعك من جدية، و تتسمين به من رزانة،
و عدم تردد في الابتعاد عن كل ما يتصف بالهزال و تطبعه الميوعة و الابتذال،
فهذا لم يمنعك من حب الفن الراقي و تتبع أعماله الهادفة،
و الاستمتاع بالروائع التي أبدعها رواده من الأجيال السالفة،
فعسى أن ترقى خواطري لمستوى ما كنتِ تريدينه،
و تأشّرين على جوازه و قبول التعامل به،
أردتُ بها و سعيتُ من خلالها، إلى التعبير عن حبي و امتناني،
و شكري و اعترافي بكل ما قدمته لي خلال حياتك،
و سيسري علي مفعوله إن شاء الله ما بقي في العمر بقية،
فرحمكِ الله و غفر لكِ و جعلكِ في أعلى عِلّيين مع الأنبياء و المرسلين،
و من قيل عنهم: "و حسُن أولئك رفيقا"
و إنا لله و إنا إليه راجعون | التوقيع | | آخر تعديل بالتوفيق يوم 2013-12-05 في 20:20. |
| |