الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التكوين المستمر > منتدى منهجيات وطرائق التدريس


منتدى منهجيات وطرائق التدريس هنا تجد كل ما يفيدك في مجال الديداكتيك وطرائق التدريس ومنهجيات تدريس المواد بمختلف الأسلاك والمستويات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2013-08-25, 18:43 رقم المشاركة : 101
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الرسول المعلم صلى الله عليه و سلم


نظام التربية والتعليم الإسلامي ودوره في التنمية

نظام التربية والتعليم الإسلامي ودوره في التنمية
يتفق المربُّون جميعًا أن نظام التربية والتعليم ضرورة لتوجيه الأفراد، وصياغتهم صياغة اجتماعية منضبطة ملتزمة، حتى يكونوا لبِنات صالحة قوية في بناء المجتمع القوي المفكر المنتج، غير أنَّهم يختلفون في المناهج التي تقود عمليَّة التَّربية والتعليم حسب نظام ذلك المجتمع، أو حسب نظريته الحضارية التي تقود حركة التنمية والتطور.

ولا شكَّ عند المربي الإسلامي أن المبادئ العامة للتربية والتعليم الإسلامي تنبثق من المذهبية الإسلامية في الوجود كله في العالم المادي وخالقه والإنسان والمجتمع.
وبناء على ذلك فإن أول مبدأ من مبادئ المذهبية الإسلامية صياغة الإنسان الموحد الذي يعرف خالقه معرفة يقينية قائمة على النظر والدليل، كي يعبده ولا يعبد أحد سواه، لأن الإيمان العقلي المجرد لا يكفي لتكوين السلوك المستقيم الملتزم، إذ لا بد بجانب ذلك من عبادة الخالق الواحد الأحد وعدم الشرك به.

ولقد استطاع الإسلام أن يوحد وجهة الإنسان المؤمن في إيمانه بالخالق الواحد، من أجل إسلام الوجه إليه كله، وليتلقى المنهج كله منه فيعبده، ويطيع شريعته الكونية التي هي سننه التي أودعها بمن في الوجود، بتسخيرها لصالحه في النماء الحضاري، ويتبع شريعته الاجتماعية، كي تضبط له حركته في ذلك التسخير.
ولقد أدرك المسلم في ظلِّ عقيدة التوحيد الواضحة حقيقة الألوهية التي ينفرد بها الله سبحانه وتعالى، وجوهر العبودية التي يشترك فيها الناس جميعًا.

وكانت النتيجة الحتمية لذلك تحرر المسلم من عبادة ذاته، بعدم اتباع هواه الذي يعبر عن النفس الأمارة بالسوء التي لم تتهذب، وتَهتد بِهداية السماء، فإنَّها لا مناصَ من أن تقود إلى الهلاك واضطراب الحياة؛ لأنَّها تُعْمِي صاحِبَها عن معرفة الحقِّ، وتسد عليه سبل المعرفة اليقينية كلها.
ولم يتحرَّرِ المسلم من عبادة نفسه فحسب، وإنَّما تحرَّر من عبادة غيره؛ لأن في عبادة غيره إلغاء لعقله وروحه، وتعطيلاً لطاقاته المادية، وتجسيدًا للتسخير غير المشروع في المجتمع الإنساني، ورفعًا للمسؤولية الاجتماعية.

وتحرر كذلك من عبوديته لمظاهر الحياة المادية، وأوثانها المتعددة من المال والأشخاص والمصالح، فعبادة تلك المظاهر تؤدي إلى الاصطدام والصراع العنيف بين أبناء البشر، فتنتج عنه الانحرافات الفردية والجماعية، والحروب المدمرة، وتتلاشى أمامه القيم والحقائق والمثل الإنسانية، ويكون المعيار الوحيد حينئذ لتقويم الأشياء هو الحصول عليها بأكبر كمية، وأية وسيلة دون منهج إلهي ضابط يشرع الهدف والوسيلة بحسب الفطرة، وفي ضوء مصالح العباد.
ومن مبادئ المذهبية الإسلامية أن الإنسان خليفة في الأرض؛ كما سبق شرح ذلك، كرمه الله - عز وجل - على كثير مِمَّن خَلَقَ، وكلَّفه بأمانة تعمير الأرض، وإقامة المجتمع الفاضل عليها، ولهذا فإنَّهُ يتميَّز على الحيوانات بِما خلَقَ اللَّهُ تَعالى فيه من السُّموِّ الرُّوحي، والاستعداد للارتقاء العقْلِيِّ والاجتماعي.

والمذهبِيَّة الإسلاميَّة تدعو إلى موازنةٍ دقيقة في كيان الإنسانِ بين جوانِبِه كلِّها؛ النفسيَّة والعقلية والروحية، بِحَيْثُ لا يَجوز أن يَطْغَى جانبٌ على جانبٍ آخَر؛ لكي يحصُلَ التَّوافُقُ المطلوب لأداءِ واجب الأمانة على الوجه الأفضل.
وهذه الجوانب لها استعدادٌ دائم للرقي، إذا ما وُجِّهَتْ توجيهًا شاملاً يأخذ بعض أجزائها برقاب البعض الآخر، فالنفسيَّة يوجهها الإدراك، ويضبطها الشعور، وانحراف العقل يقومه الوجدان، والروح يربِّيه الوحي الإلهي، فيَصِلُ به إلى حالة الاستقامة والتقوى، والتقوى هي الكشاف الذي ينير الدرب أمام الإدراك والشعور والوجدان.

ومن مبادئ المذهبية الإسلامية، أنها تنظر إلى الكون نظرة شمولية من غير فصل بين أجزائه، وهذا يتحقق بتوظيف العلوم الطبيعية في إيمان الإنسان، لأن تلك العلوم تكشف له عن حقيقة آيات الله في الكون.
ومن هنا فإن الحضارة الإسلامية لم تشهد الفصل بين ما هو ديني وما هو دنيوي، وإنما انطلقت من النظرة الموحدة إلى الوجود كلِّه باعتبارِه مَجموعةً من السُّنَنِ الإلهيَّة تتعاوَنُ وتتآزَرُ، لتنتج نظرة واحدة متكاملة، تقود الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى.

وهذه هي حقيقةُ وحدة المعرفة التي تدعو إليها التربية الإسلاميَّة؛ لأنَّها توظِّفُ العلوم الطبيعية في إيمانِ الإنسان وسعادته المادِّيَّة والروحيَّة، وتوظِّفُ العلوم الاجتماعية والإنسانية في تطوير البيئة الملائمة للإنسان كما يراها الإسلام، كلُّ ذلك من خلال أصول الإسلام وقواعده ونظرته إلى الكون والحياة، والمجتمع والإنسان، التي تداخلتْ في كتاب الله تعالى تداخُلاً يستحيل الفصل بينها، كما حصل في المنظومة الحضاريَّة الغربيَّة الحديثة، ومنها انتقلتْ إلى العالم الإسلامي، فأدَّى إلى الفصل التَّامِّ بين الدين والعلم، أو بين الدين والدنيا.

إنَّ مفهوم التربية الإسلامية يتلخَّص في صياغة الفرد صياغةً حضارية، وإعداد شخصيته إعدادًا شاملاً ومتكاملاً؛ من حيث العقيدة، والذَّوق، والفكر، والمادة، ليتحقق فيه الفرد الذي يكون الأمة الوسط، وبذلك يصبح المسلم منذ طفولته، وعبر شبابه وكهولته صاحب رسالة، كل حسب موقعه ومركزه، ويحرص كل الحرص على إتقان ما يعمله، والإبداع فيه، ليزود أمته دائما بالمبتكر الجديد، استجابة لأمر الله تعالى في وجوب الإعداد الدائم ما استطاع من مظاهر القوة المتنوعة، ومن **** شامل على أصعدة الحياة كلها.

وإذا انتقلنا من هذا المجال العام إلى المجال الخاص في دراسة التربية الإسلامية، وجدنا أن أسسها يمكن أن تلخص على الوجه الآتي:
- تربية تكاملية شاملة للروح والعقل والجسد: ((إن لبدنك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقه))[1].
- تربية متوازنة تجمع بين خطي الدنيا والآخرة؛ يقول الله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[2].
- ليست تربية نظرية؛ وإنما هي تربية سلوكية، تهيئ الإنسان العملي الذي يلتزم بنظام واقعي في الأخلاق والسلوك، يقول تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ العَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لآمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[3].

- تربية فردية على الفضائل، وجماعية على التعاون، يقول تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[4]، ويقول الرسول الكريم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))[5].
- تربية لضمير الفرد ليكون رقيبًا على السلوك والأفعال، يقول الرسول الكريم: ((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن))[6].

- تربية للفطرة وإعلاء لها، ووضعها على خط الاعتدال؛ بحيث لا إفراط ولا تفريط: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [7].
ويقول الرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام -: ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة؛ فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يُمجِّسانه))[8].
- توجيه الإنسان نحو تحقيق الخير والعدل لنفسه، ولأسرته، ولمجتمعه، وللإنسانية جميعًا، قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}[9].

يقول الإمام الغزالي: "إن جلب المنفعة، ودفع المضرة مقاصد الحق، وصلاح الخلق في تحصيل مقاصدهم، لكننا نعني بالمصلحة على مقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم، وأنفسهم، وعقلهم، ونسلهم، ومالهم، فكل ما يتضمن هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول الخمسة فهو مفسدة، ودفعها مصلحة"[10].
- التربية الإسلامية تربية مستمرة لا تقف عند حد معين، ومنافذها متنوعة في البيت والمجتمع والمدرسة والمسجد.

- وهي تربية أصيلة ومعاصرة مفتوحة على الأساليب الحسنة، كلها في التوجيه والتعديل ((الحكمة ضالة المؤمن؛ أينما وجدها فهو أحق الناس بها))[11].
- وهي تربية إنسانية عالمية، لا تعرف الحدود، ولا تعرف الطائفية الضيقة، ولا العنصرية الالالييسياسيب خعاععهالالبغيضة وإنما هي في خدمة الإنسان أينما كان، تعمل لخيره وتبذر البغيضة، وإنما هي في خدمة الإنسان أينما كان، تعمل لخيره، وتبذر بذور المحبة بين أبنائه، أي إن الإسلامي يربي أبناءه المؤمنين به على الإنسانية، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[12].

وهذا هو مفترق الطريق بين التربية الغربية والتربية الإسلامية، لأن الأولى في أعلى مستوياتها تقوم على الإخلاص للوطن لا للإنسان، بدليل أن الإنسان الغربي في بلده يربى على عدم السرقة، والنهب، والغصب، والكذب، والغش؛ بينما في خارج بلده، في المستعمرات مثلاً هو مثال الأنانية البغيضة، والجشع الكريه، والغش والخداع، والكذب والدسيسة، والغصب والسلب والنهب، وإيثار صالح القوم والوطن على كل القيم الرفيعة[13].

وإذا عرفنا أسس التربية الإسلامية فحينئذ ستكون أهدافها واضحة، نستطيع أن نلخصها على الوجه الآتي:
- الإسلام في مبادئه وشريعته يخطط لتربية الإنسان تربية ربانية شاملة، عن طريق صياغته صياغة إيمانية في حدود سلوكه الإنسان الفطري، كي يندمج في حياة عملية مستقيمة ونظيفة توجهها الاستقامة، وإذا وصل الإنسان بتوجيه التربية الإسلامية تلك إلى درجة التقوى، دخل في طريق العلم الحق الذي ينور حياته ويوصله بحركة الوجود الذي حوله، وفي هذا يقول سبحانه وتعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ}[14].
- وهب الله تعالى الإنسان عقلاً مدركًا للتمييز بين الأشياء؛ من أجل الإبداع في المهمة التي وكل بالقيام بها، وهي الخلافة في الأرض، ولذلك فإن القرآن الكريم يدعو الإنسان بإلحاح إلى استعمال العقل، للوصول إلى التفكير.

السديد، وربط السبب بالمسبب؛ تمهيدًا للكشف عن حقائق الوجود، وما أكثر ما نجد في القرآن الكريم: {لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، و{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}، و{إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}، و{فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}.
ومن المعلوم أن الإنسان الذي يفكر بعقله المنطقي يرفض الخرافة واللاسببية في الوجود، وهذا المنهج التربوي بحد ذاته يربي عقلية علمية تقود إلى الحضارة والتقدم في الحياة.

- إن الإيمان الصادق بالله وعبادته وحده لا شريك له، لا بد أن يؤدي إلى الأعمال الصالحة التي تملأ جوانب الحياة فضيلة وقيمًا وسعادة، وغاية التربية الحقة أن تكون أعمال الإنسان صالحة تعبر عن إنسانية الإنسان، وتبعده عن الصراع الغريزي الحيواني الذي ينتهي به إلى مجتمع شبيه بمجتمع الغابة.
ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف الجليل، يقرن القرآن الكريم الأعمال الصالحة بالإيمان دائمًا، من ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً}[15]، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً}[16].
والعمل الصالح كما ينبع من الإيمان الصادق، ينبع كذلك من الاستقامة في السلوك الذي جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإتمامه في قوله: ((إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق))[17].

- إيصال الإنسان إلى أعلى درجة ممكنة من الكمال وذلك:
أولاً: بتربية الفرد الصالح في ذاته من النواحي الروحية، والانفعالية، والاجتماعية، والعقلية، والجسمية.
وثانيًا: بتربية المواطن الصالح في الأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم.
وثالثًا: بتربية الإنسان الصالح للمجتمع الإنساني الكبير[18].

وإذا حصل الكمال للإنسان تحصل له السعادة في الدارين؛ في الدنيا بتكوين أفراد عاملين مؤمنين منضبطين مضحين، وفي الآخرة بالحصول على رضا الله - سبحانه وتعالى - والفوز بالدرجات العلى في جنة النعيم.
- توجيه الفطرة الإنسانية في إطارها الذي وضعه الله تعالى لها، كي تتحرك في داخله حركة متوازنة، دون إفراط ولا تفريط؛ لأن خروج الفطرة من مسارها الصحيح إفساد للجبلة الإنسانية، وانحراف بها عن الغاية الأساس التي خلقت من أجلها، وكل انحراف لا بد أن يؤدي إلى انحرافات أخرى، وبذلك يفسد الفرد وتفسد معه الحياة، فالتربية الإسلامية في مراحلها كلها تحاول المحافظة على الفطرة الإنسانية منذ الطفولة إلى أن يتحصَّن الإنسان بتقوى الله سبحانه وتعالى.
- إن تكوين الأمة الواحدة المؤمنة المتآزرة القوية هدف من أعظم أهداف التربية الإسلامية، وذلك بتربية أفرادها على عقيدة واحدة هي عقيدة الإسلام، وبالتوجه في العبادة إلى إله واحد وقبلة واحدة، وبالتخلق بأخلاق واحدة.

وهكذا يمتزج الأفراد بعضهم ببعض، ليشكلوا في النهاية الأمة التي قال عنها سبحانه وتعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}[19]، وقال: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}[20].
ومجمل القول أن الباحث المنصف إذا درس المبادئ التربوية الإسلامية، وصل إلى أنها بمجموعها تشكل منهجًا متكاملاً في التربية والتعليم، وأن لها أهدافًا وأسسًا واضحة تنطلق من أصول الإسلام العامة وقواعده ومذهبيته الكونية والاجتماعية، التي توقف الإنسان في حدود إنسانيته دون أن تحاول أن تجعل منه ملكًا، أو تسمح له بالانحدار إلى الحيوانية الهابطة، وإنما تحافظ كما ذكرنا على توازن عجيب، يتصل بأعماق دوافعه الملحة.
وهذا النظام التربوي هو الذي نفتقده بين المناهج التربوية المعاصرة، التي تهتم بالجانب العقلي والجسمي دون الالتفات إلى الجانب الروحي، الذي هو الجانب القوي المهيمن.

يقول الدكتور إسحق الفرحان: "إن النمو الروحي للفرد حاجة أصيلة في أي إنسان، ويخطئ علماء النفس إذ يعتبرون أن أبعاد النمو أربعة وهي: النمو الانفعالي، والاجتماعي، والعقلي، والجسمي، فالحاجة إلى النمو الروحي أقوى من الحاجة إلى أي نوع من أنواع النمو الأخرى" [21].
وهذا هو جوهر القضية التربوية التي أشار إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((ألا وإنَّ في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))[22].

[1] قاله سلمان لأبي الدرداء - رضي الله عنهما - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((صدق سلمان))؛ رواه البخاري، انظر "رياض الصالحين" للنووي: ص 103.
[2] القصص: 77.
[3] المؤمنون: 1 - 11
[4] المائدة: 2.
[5] رواه مسلم : "مختصر صحيح مسلم" للحافظ المنذري، حديث 1774.
[6] رواه الترمذي، وقال: حديث حسن، "جامع العلوم والحكم" لابن رجب: 2/ 141.
[7] الروم: 30.
[8] البخاري: 6/ 143.
[9] آل عمران: 104.
[10] "المستصفى": 1/ 139، 140.
[11] "التربية الإسلامية: أصولها وتطورها في البلاد العربية" د . محمد منير مرسي: ص38 وما بعدها، ط 1981 - القاهرة.
[12] الحجرات: 13.
[13] "منهج التربية الإسلامية" محمد قطب" ص 40، ط دار الشروق - بيروت.
[14] البقرة" 282.
[15] الكهف: 30.
[16] الكهف: 107.
[17] حديث صحيح: "صحيح الجامع الصغير وزيادته الفتح الكبير" للألباني، حديث 2345.
[18] "التربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة" د. إسحق أحمد الفرحان، دار الفرقان للنشر والتوزيع، ط1/1402 - 1982م.
[19] آل عمران: 110.
[20] الأنبياء: 92.
[21] التربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة: ص 33 – 34.
[22] متفق عليه .






    رد مع اقتباس
قديم 2013-08-25, 18:49 رقم المشاركة : 102
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الرسول المعلم صلى الله عليه و سلم


دعـــوة نـبـــويــــة إلـى الـتـعـلـيــــم و الـتـعـــلــــم

إن أقدم دعوة اجرائية الى التعليم والتعلم نستمدها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلممن رواية ابن أبزى /ض/ قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلمذات يوم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم خيرا ثم قال : ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم ؟ وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ، ولا يتفقهون ، ولا يتفطنون ؟ والله ليعلمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويامرونهم وينهونهم ، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتفطنون ، أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا ...فبلغ ذلك الأشعريين / وكانوا قوما فقهاء ، ولهم جيران جفاة من أهل المياه والأعراب ../ فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يارسول الله ، ذكرت قوما بخير وذكرتنا بشر ، فما بالنا ؟ فقال : ليفقهن قوم جيرانهم وليفطننهم وليأمرنهم ولينهونهم ، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفطنون ويتفقهون ، أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا ، فقالوا : يارسول الله أنفطن غيرنا ؟ فأعاد قوله عليهم / ثلاثا / فقالوا : أمهلنا سنة ، فأمهلهم سنة ليفقهوهم ويعلمومهم ويفطنوهم ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ، لبيس ما كانوا يفعلون .
أورد الحديث كل من الحافظ المنذري في الترغيب تحت عنوان : باب الترهيب من كتم العلم ، والبحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد تحت عنوان : باب تعليم من لا يعلم .
يتضمن الحديث النبوي الشريف دعوة صريحة الى التعليم والتعلم ، كما يشمل حقائق تربوية هامة منها :
* ليس الجوار مجرد ضرورة سكنية تجمع بين شخصين فأكثر في الحضر أو السفر ، وانما هو فضلا عن ذلك رسالة تربوية تفوق الحقوق الاجتماعية الأخرى .
* ان التربية والتعليم والتعلم في الاسلام عملية شاملة تتعدى مستوى المدرسة لتقتحم الأحياء والأسواق والنوادي والمقاهي ومقرات العمل ، فالمجتمع انطلاقا من هذا الحديث عبارة عن مدرسة متنقلة ، عبارة عن خلية تربوية تتعدد مجالاتها وأهدافها يتقدمها التعليم والتعلم .
* يعتبر التقصير في التعليم والتعلم جريمة اجتماعية قبل أن تكون فردية ، يستحق مرتكبوها العقوبة في الدنيا ، ناهيك عن الأخروية من العذاب الأكبر وما اليه .
* موقف الاسلام من العلم والتعلم لم يسبق اليه تاريخ من قبل ومن بعد بهذا الالحاح النبوي الرباني ، فالعلم والتعلم بهذا المفهوم الزاميان بالنسبة للفرد والجماعة .
* التقصير في التعليم والتعلم يدخل ضمن ارتكاب المنكر الموجب للعقوبة التعزيرية فما فوقها في الدنيا ، فما بالك في الآخرة ؟ مثله في ذلك مثل اهمال الواجبات الدينية والدنيوية . فاذا قصر العالم في واجب التعليم والتعلم ، أو قصر الجاهل في تعلم القدر الواجب من الدين بالضرورة ، استحق كل منهما التعزير فما فوقه بسبب تقصيره في ذلك ، لأن طلب العلم فريضة لقوله عليه الصلاة والسلام : العلم فريضة على كل مسلم / رواه ابن ماجه / ولفظ المسلم هنا يشمل الرجل والمرأة ، لأن الحكم منوط بصفة مشتركة بينهما وهي الاسلام .
* يقرر الحديث البعد التربوي للجوار بمختلف مستوياته حتى لا يصبح عبارة عن مخالطة روتينية يملأها اللغو والقيل والقال وكثرة السؤال كما هو ملاحظ بين جيراننا . فكل جوار لا يقوم على هذه الأسس التربوية من تعلم وتفقه وتفطن وأمر بمعروف ونهي عن منكر ، ينتهي حتما الى القطيعة والغربة التي بتنا نشاهدها ليس فقط في المجتمعات الغربية وانما في أوساطنا العربية والاسلامية جميعا حتى داخل العمارة الواحة بل وداخل البت الواحد ، ولا حول ولا قوة الا بالله .
* ارتباط الجانب النظري في التربية بالجانب السلوكي العملي ، فالحوار الدائر بين المعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المتعلم / الأشعريون / انتهى الى سلوك عملي اساسه التنفيذ لحظة التعليم والتفقيه والتفطين وذلك بعد سنة / أمهلنا سنة / وهو رقم قياسي ، حصل ذلك كله دون تردد أو مجافاة .
* يقرر الحديث مبدأ التعلم الجماعي وهو ما يشبه عندنا بمحو الأمية والتربية غير النظامية ، أو التربية المستدامة ، التي لا هوادة ولا تراجع عنها .
* ان أهداف الرسالة التربوية التي يتضمنها الحديث قابلة للتطبيق ، فبعد سنة تمكن الأشعريون من تنفيذ خطتهم بحيث أصبح جيرانهم يتعلمون ويتفقهون ويتفطنون ، ويعلم بعضهم بعضا .
* تتميز الحقوق التربوية التي يرشد اليها الحديث النبوي بطابعها الاسلامي التعبدي والتي لا يرقى الى مستواها حق من الحقوق الوضعية المعروفة بحقوق الانسان ، اذ بامكان صاحب الحق أن يطالب بحقه فيعطاه بكفالة ربانية ولا يمكن أن يتنازل عنه كما في الحقوق الوضعية ، لأن الحق في الاسلام بمنزلة فريضة تعبدية في حق طالبها لا خيتار له في التنازل عنها ، لأن حق التعليم والتعلم في حق المسلم ، والعالم والمتعلم شريكان في الأجر والا أثم الجميع ، وعوقب من قصر في ذلك دنيا وأخرى .

***********************************






    رد مع اقتباس
قديم 2013-08-25, 18:52 رقم المشاركة : 103
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الرسول المعلم صلى الله عليه و سلم


التعليم في الإسلام

الخطبة الأولى:
أمّا بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوَى الله، قال الله - تعالى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
التّعلّم: طلب العلم والمَعرفة، والتعليم: إيصالُ العِلم والمعرفة وبذلُهما للآخرين. العِلم في الإسلام لا حَدَّ له ولا نهايةَ، قال الله - تعالى -: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) [الإسراء: 85]. ومَن أمعنَ النظرَ وأحسَن التفكير وتتبَّع الأسبابَ المبثوثةَ في الكونِ دلّه الخالق - سبحانه - على بعضِ أسرار خلقِه، قال - تعالى -: (عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق: 5]، وقال - سبحانه -: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) [فصلت: 53]، وقال - سبحانه -: (وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا) [الزخرف: 48]. وكلُّ علمٍ نافع فهو مطلوب شرعًا.
كان الرّسول –صلى الله عليه وسلم- أوّلَ من سعَى لمحو الأمّيّة حين جعَل فداء أسرى بدرٍ أن يعلِّم كلٌّ منهم عشرةً من المسلمين القراءةَ والكتابة[1]. ومهما كان مقامُ الإنسان عاليًا ومنصبُه ساميًا فإنّه لا يستغني عن التّعليم، فهذا نبيّ الله داود - عليه السلام - مع حصوله على الملك والنبوّةِ لم يستغنِ عن تعليم الله إيّاه، قال الله - تعالى -: (وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ) [البقرة: 251]. وموسى - عليه السلام - يلتمِسُ من العبدِ الصالح مرافقتَه ليتعلّمَ منه، قال - تعالى -: (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) [الكهف: 66]، وطلبَ منه المزيدَ: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) [طه: 114]. قال سفيان بن عُيينة - رحمه الله -: "أوّل العلم الاستماع، ثمّ الفَهم، ثمّ الحِفظ، ثمّ العمَل، ثمّ النّشر"[2].
ميدانُ التربية والتعليمِ من أهمِّ الميادين، أثرُه كبير في تنشِئَةِ الأجيال الذين هم قاعِدةُ بناءِ المجتمعات والدّوَل، ولما كان التّغيير في المجتمعاتِ والأمم يسيرُ حسب سنّةٍ لا تتبدّل: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11]، فإنّ ميدانَ التغيير للتربيةُ والتّعليم، وجيلُ المتعلِّمين اليومَ هم قادةُ مجتمَع الجيل القادم.
ولقد صارتِ التربية والتعليم في الواقعِ التاريخيّ للأمّة فكانت وسيلةَ هدايةٍ وطريقةَ خير للفردِ والمجتمع والنّاس أجمعين، فقد كان الرّسول –صلى الله عليه وسلم- هو المعلّم الأوّل للأمّةِ، (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [الجمعة: 2].
التّربيةُ في الإسلام تؤسَّس على قِيَم الأمّةِ ومبادئها، وبهذا نعلَم أنّه لا يمكن لأمّةٍ من الأمم أن تستعيرَ مناهجَها التعليميّة من أمّةٍ أخرى.
التّربية الإسلاميّة تغدِّي العقلَ بالحقائقِ والمعارف، والنفسَ بالتربية والأخلاق، فنحن أمّةُ نبيٍّ بُعِث بمكارِم الأخلاق.
وفي عصرِنا يظهر جليًّا أنّ التعليم بلا تربيةٍ ضررُه أكثر من نفعِه، فالتقدّم التقنيّ في الأطباق الفضائيّة مثلاً سُخِّر للعُريِ الماجن والمُجون الفاضح وقتلِ الحياء، ووأد الفضيلة وتلويثِ العقول بالأفكار المنحرِفة، وكذا التقدّم العلميّ في الحضارةِ المادّية المعاصرة ولّدَ قوى عُظمى، لكنّها قوى همجيّة، لا أخلاقَ تردَعُها، ولا قيَم تهذِّبها، قوَى سيطرةٍ واستبدادٍ وامتصاصِ ثرواتِ الضعفاء وسَحق الأبرياء. هذه الحضارة المادّيّة ولّد عِلمُها الذي لم يهذِّبه دينٌ ولم يقوِّمه خُلقٌ جيوشًا جرّارة، ترتكِب المذابح، وتنحَر السلام، وتغتصِب الفتيات، ونَشأت في أحضانِ هذا العِلم عصاباتُ الاتِّجار بأعضاءِ البشر باعتبارها قِطَع غيارٍ عالميّة. إنّه علمٌ يجعلُ المنتمين له سَكرى، لا وازعَ لهم ولا حيَاء.
الثّورةُ العلميّة المادّية لم توفِّر للناس طمأنينةَ القلب وسكينةَ النفس وهدوءَ الأعصاب والأمنَ الشّامِل والسلامَ العادل، فالعالم ينزِف من ويلاتِ القتل الجماعيّ والتدمير الإباديّ والتفجير الذي ينشُر الأشلاء، العالَم يئنّ من موتِ الضمير وفقدانِ الأخلاق، فالسّرقة والاختلاس والغشّ والرّشوة والترويجُ والخيانات وغيرها شاعَ أمرُها وفشَا ضررُها في العالَم، والسّبَب هو غِياب التربية مع التعليم.
هذه مفاجأةُ ما يُسمَّى بالتّربية الحديثة، لا تقيم وزنًا لدِينٍ أو خلُق، تحرّكها المصلحةُ والمنفعة، تشعَل حروبٌ وتدمَّر قرًى من أجل المصالح والمنافع، إنّها قِوى لا تهتدِي بنور الله.
أمّا التعليم في الإسلام: فأنموذجٌ فريد وتكاملٌ بديع مع التربيّة الإيمانيّة الراسخة، إنها تنشِئ جيلاً ربّانيًا، يعمِّر الحياة، يبني الأرضَ، يقيم العقيدةَ في القلب والمشاعِر والجوارح، يقوم بدَور الخِلافة لتحقيق العبوديّة لله –تعالى-، ولتكونَ سمةُ المُخرجات جسدًا طاهرًا، قلبًا مؤمنًا، عِلمًا نافعًا وحضارةً تستنير بهدَى الله.
التّعليم في الإسلامِ: هو المنهَج الوحيد الذي يربِّي الفرد وينميّ شخصيتَه، ويجعله يطلُبُ التعليمَ ويسعى للنّبوغ والرّيادةِ للبناء لا للهَدم، للخير لا للشرّ، للفضيلة لا للرّذيلة، إنه لا يعتدِي، لا يفسِد، لا يدمّر، يخشَى مِن إراقة قطرةِ دمٍ فضلاً عن تدميرِ قُرًى وبيوتٍ على الأطفال والنّساء والأبرياء كما تفعلُه جرّافات أدعياءِ التقدّم والحضارة.
إخوةَ الإسلام: أوّلُ خُطوات التعليم في الإسلامِ تهيئةُ القلب، تأديبُه بأدبِ النبوّة في الأمانةِ والصّدق والاستقامة والعَدل والإخلاص وصلاحِ الظاهر وطَهارةِ السريرة إلى غير ذلك من المثُل العُليا، والمناهجُ والنّصوص مهما كانت سامِيةً لا يكون لها تأثيرٌ فعّال إلاّ إذا تحوّلت إلى واقعٍ متحرِّك وترجمةٍ عمليّة في التصرّفات والسلوكِ والمشاعر والأفكار، فحاجتُنا إلى القلوبِ العامرة بالإيمان ليست دونَ حاجتنا إلى الرؤوس المشحونةِ بالمعلومات.
يخطئ كثيرًا من يحصُر التعليمَ في تكثيفِ المناهج وحشوِ المعلومات، ومع أهمّيّة ذلك إلاّ أنّ تقدّمَ الأمم يُقاس بقَدر التزامِها بالقيَم وتشبُّعها بالمبادئ وتمثُّلها بالأخلاقِ. إنّ أيَّ حضارةٍ وأمّةٍ لا تقوم مؤسَّساتها التعليميّة على التربيةِ الرشيدة واقعًا عمليًّا وسلوكًا واقعًا في محاضِن التربيةِ والتعليم لا يمكن أن تسيرَ طويلاً مهما ارتفَعت وتفنّنت في الوسائل والتّقنية، والذي يُعمِّق الأسى ويُفجِّر الحزنَ تتبُّع بعضِ أبناء المسلمين جُحرَ الضبِّ الذي نُهينا عنه وعدمُ الاعتبار بمآسي التعليم المادّي الذي لم يُصبَغ بنور الإيمان وهداية القرآن. وواقعُ الأمة يقتضِي تغذيةَ المناعةِ وتحصينَ الأجيال حذرًا من أخطار محدِقة بالعقيدة والفِكر والسلوك، وهذا يتطلّب من القائمين على التربيةِ والتعليم تقييمَ مسارِنا التربويّ لصناعة الشخصيّة المسلمة السّويّة، والإهمالُ في تقويم السلوك أعظمُ خطرًا وأشدُّ فتكًا من الإهمال في تقويمِ المعارف والعلوم، ذلك أنّ السلوكَ المنحرِف يتجاوز ضررُه الفردَ إلى المجتمع كلِّه.
هذه أمٌّ سفيان الثوري –رحمها الله- مربّية واعيَة تجلّي لابنها وللأجيالِ الهدفَ من التعليم وقيمةَ التّربية، تقول أمّ سفيان الثوريّ الذي غدا في عصره علَمًا وبين أقرانه نجمًا ساطِعًا: "يا بنيّ، خذ هذه عشرة دراهم، وتعلّم عشرةَ أحاديث، فإذا وجدتها تُغيِّر في جلستِك ومِشيتك وكلامك مع الناس فأقبِل عليه، وأنا أعينُك بمِغزلي هذا، وإلاّ فاتركه، فإني أخشَى أن يكونَ وبالاً عليك يومَ القيامة"[3].
هذه المرأةُ المسلمة تؤسِّس في التربيّة والتعليم قاعدةً كبرى: لا نفعَ للعِلم بدون عمَل، ولا قيمةَ له بدون أثرٍ في السّلوك. نعم، إنّ الأمّة العظيمةَ وراءها تربية عظيمةٌ.
إخوةَ الإسلام: أساسُ التربيةِ والتعليم القرآنُ الكريم تفسيرًا وفهمًا وتجويدًا وحِفظًا، فهو النّبع الذي لا ينضَب والسعادةُ التي لا حدَّ لها والعِزُّ المشِيد والرقيّ الحميد، لم ترفعِ الأمةُ رأسًا إلا بالقرآن، ولم تنَل العزِّةَ والمنعةَ إلا بتطبيقِ أحكامه، وحريٌّ بأمّة الإسلام أن ترفعَ شأنَ القرآن في مناهِجها وتُعليَ قدرَه ومِقداره، تنتخِبُ له أكفأَ المعلِّمين وأفضلَ الأوقات.
لا يُتصوَّر - يا أمّةَ الإسلام- أن تكونَ مادّةُ القرآن جافةً جامدة لا روحَ فيها ولا أثرَ لها في الفكر والسلوك والأخلاق، والأدهَى أن نشهدَ ضعفًا عامًّا في القراءةِ والتلاوة، فضلاً عن الفهم والتدبّر.
عن عبد الله بن مسعودٍ –رضي الله عنه- قال: "كان الرّجل منّا إذا تعلّم عشرَ آيات لم يجاوزهُنّ حتى يعرفَ معانيهِن والعملَ بهنّ"[4]، وقال الحسن البصريّ: "والله، ما تدبّرَه من حفِظ حروفَه وأضاع حدودَه حتى إنّ أحدَهم ليقول: قرأتُ القرآنَ كلَّه ولم يُرَ للقرآنِ عليه في خُلُقٍ ولا عمَل"[5]، وقال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-: "والذي نفسي بيدِه، إن حقّ تلاوته أن يحِلَّ حلالَه ويحرِّم حرامَه ويقرأَه كما أنزَله الله"[6]. وهنا نريد من طلاّبِ العِلم أن يزِنوا حالَهم على ضوءِ هذه النّصوص؛ أينَ موقِعهم من فَهم القرآن؟ وما هو حضُّهم مِن هدايتِه؟
ما أجملَ - إخوةَ الإسلام- أن تُربَط كلُّ العلوم في الإسلام بالقرآنِ الكريم، لتعيشَ الأجيال قلبًا وقالَبًا مع القرآن وقريبًا منه في كلِّ منهَجٍ شرعيّ أو عِلميّ، قال - تعالى -: (أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً ...)الآية [الحج: 63]، وفيها إشارَةٌ إلى علم الفلَك والخلق البديع. وقال - تعالى -: (فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا...) [فاطر: 27]، وفيها إشارةٌ إلى علمِ النبات شكلاً ولونًا وحجمًا. وقال - عز وجل -: (وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ)[فاطر: 27]، وفيها إشارة إلى عِلم طبقاتِ الأرض وما يتّصل به. وبهذا تُغذّي المناهجُ على مختلفِ تخصُّصاتها القلوبَ بعظمةِ الله وخشيتِه وإجلاله في كلّ وقتٍ وحينٍ وساعَة، قال - تعالى -: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) [فصلت: 53].
إخوةَ الإسلام: التعليمُ في الإسلام يجعَل للمرأةِ تميّزًا في المناهج، يتلاءم مع فطرتِها وأنوثتِها ووظيفتها، قال - تعالى -: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى) [آل عمران: 36].
فإعدادُ الفتاة ليس كإعدادِ الفتى، المرأةُ لم تعَدَّ لتصارِعَ الرجل في المصنَع والمتجَر، ولتكونَ كادحةً ناصِبةً. إعدادُها بما يناسِب طبيعتَها ولينسجِمَ مع وظيفتِها. إعدادُها لتكونَ زوجةً تجعَل بيتَ الزوجية جنّةً وارفةَ الظلال، تتفيّأ ظلالَها أسرةٌ سَعيدة، وأُمًّا تغدِق حنانَها على أطفالها وتحسِن تربيةَ أولادها، وأيُّ خدمةٍ للأمّة والوطنِ أجلُّ وأعظم من صنعِ الرجال وتربيةِ الأجيال؟! فهذه هي الثّروة الحقيقيّة للأمّة.
تجاهلَت بعضُ المجتمعات طبيعةَ المرأة وتناسَت الفرقَ بين تركيبها وتركيبِ الرجل، فأودَى بها ذلك في مهاوِي التفكُّك والانهيار، نزَلت المرأةُ إلى ميادينِ الرجال، زاحمَته في ميادينِ العمل، تخلّت عن تربيةِ الأطفال، غفَلت عن أنوثتِها، ففسَد المجتمَع، وفسَد المنزِل، وتتشرّدَ الأطفال، وضاعَ الزوج، وتفكّكت عُرَى الأسرةِ، وساءتِ الأحوال، وفي هذا يقول ربّنا- تبارك وتعالى -: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب: 33].
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونَفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكرِ الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانِه، والشكر له على توفيقِه وامتنانه، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه وإخوانِه.
أمّا بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوَى الله.
اللغاتُ من أعظمِ شعائرِ الأمم التي بها يتميّزون، ولغتُنا العربيّة رمزُ عِزِّنا وعنوانُ مجدنا وأصالتِنا وسيادَتنا، واللسانُ العربيّ شِعار الإسلام لارتِباطه بأهمّ مقدّساتِ المسلمين الكتابِ والسنة، واعتيادُ اللغةِ الفُصحى له أثرٌ على العقلِ والدّين والخلُق كما ذكر ذلك العلماء.
ويعاني جيلُنا المشهود ضعفًا لغويًّا، وهذا مظهرٌ من مظاهِر تخلّف الأمة، وحين تتهاوَى اللغة تسقُط معها أسُسُ العقيدةِ ومعالم التاريخ وسيادَة الأمّة، واللغة العربية مهدَّدٌ إشراقُها مع فشُوِّ العامّية وتعدُّد اللهجاتِ وسيطرة الإعلامِ الفضائيّ غير العربيّ ومزاحمة غيرها من اللغات.
والعلاجُ تعزيز اللّغة في مناهج ومحاضِن التعليمِ وإحياءُ محبّتها في نفوس الناشئة، مع أهمّية المساندة الإعلاميّة، ولن تعجزَ أمّةٌ حملت حضارةَ العالم أربعةَ عشر قرنًا ومهّدت لحضاراتٍ معاصرة، لن تعجزَ هذه اللغةُ عن تدريسِ العلوم كلِّها بلغتِها في مدارسها وجامعاتها، وتعريبُ التعليم أسلمُ للُغةِ الأمّة وأحفَظ لكرامتها وسيادتها، وما زال السّلف يكرهون تغييرَ شعائر العَرب حتى في المعاملات، ومنه التكلًُّم بغير العربيّة إلاّ لحاجة، بل قال الإمام مالك - رحمه الله -: "من تكلَّم في مسجدِنا بغير العربية أُخرِجَ منه".
ألا وصلّوا -عبادَ الله- على رسولِ الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابِه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهمّ صلّ وسلّم على عبدك رسولك محمّد، وارضَ اللهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين...
----------------------------------------
[1] روى أحمد (1/247) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء، فجعل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة)، قال الهيثمي في المجمع (4/96): "رواه أحمد عن علي بن عاصم وهو كثير الغلط والخطأ، وقد وثقه أحمد"، لكن تابعه خالد بن عبد الله عند البيهقي في الكبرى (6/124، 322)، وصححه الحاكم (2621).
[2] رواه أبو نعيم في الحلية (7/274)، والبيهقي في الشعب (2/289).
[3] رواه البيهقي في المدخل إلى السنن (528)، والسمعاني في أدب الإملاء والاستملاء (ص109).
[4] رواه البيهقي في الكبرى (3/119) نحوه، وانظر: سير أعلام النبلاء (1/490)، وتفسير ابن كثير (1/4).
[5] رواه عبد الرزاق (3/363-364)، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (4/34).
[6] رواه الطبري في تفسيره (1/519، 520، 521).






    رد مع اقتباس
قديم 2013-08-27, 04:50 رقم المشاركة : 104
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: الرسول المعلم صلى الله عليه و سلم




بارك الله فيكم







    رد مع اقتباس
قديم 2013-11-08, 17:13 رقم المشاركة : 105
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الرسول المعلم صلى الله عليه و سلم


************************
طرح قيم، موضوع راااائع،انتقاء مفيد
شكرا جزيلا لك
تحياتي
****************************






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 22:33 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd