2013-08-25, 18:49
|
رقم المشاركة : 102 |
إحصائية
العضو | | | رد: الرسول المعلم صلى الله عليه و سلم | دعـــوة نـبـــويــــة إلـى الـتـعـلـيــــم و الـتـعـــلــــم إن أقدم دعوة اجرائية الى التعليم والتعلم نستمدها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلممن رواية ابن أبزى /ض/ قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلمذات يوم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم خيرا ثم قال : ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم ؟ وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ، ولا يتفقهون ، ولا يتفطنون ؟ والله ليعلمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويامرونهم وينهونهم ، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتفطنون ، أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا ...فبلغ ذلك الأشعريين / وكانوا قوما فقهاء ، ولهم جيران جفاة من أهل المياه والأعراب ../ فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يارسول الله ، ذكرت قوما بخير وذكرتنا بشر ، فما بالنا ؟ فقال : ليفقهن قوم جيرانهم وليفطننهم وليأمرنهم ولينهونهم ، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفطنون ويتفقهون ، أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا ، فقالوا : يارسول الله أنفطن غيرنا ؟ فأعاد قوله عليهم / ثلاثا / فقالوا : أمهلنا سنة ، فأمهلهم سنة ليفقهوهم ويعلمومهم ويفطنوهم ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ، لبيس ما كانوا يفعلون .
أورد الحديث كل من الحافظ المنذري في الترغيب تحت عنوان : باب الترهيب من كتم العلم ، والبحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد تحت عنوان : باب تعليم من لا يعلم .
يتضمن الحديث النبوي الشريف دعوة صريحة الى التعليم والتعلم ، كما يشمل حقائق تربوية هامة منها :
* ليس الجوار مجرد ضرورة سكنية تجمع بين شخصين فأكثر في الحضر أو السفر ، وانما هو فضلا عن ذلك رسالة تربوية تفوق الحقوق الاجتماعية الأخرى .
* ان التربية والتعليم والتعلم في الاسلام عملية شاملة تتعدى مستوى المدرسة لتقتحم الأحياء والأسواق والنوادي والمقاهي ومقرات العمل ، فالمجتمع انطلاقا من هذا الحديث عبارة عن مدرسة متنقلة ، عبارة عن خلية تربوية تتعدد مجالاتها وأهدافها يتقدمها التعليم والتعلم .
* يعتبر التقصير في التعليم والتعلم جريمة اجتماعية قبل أن تكون فردية ، يستحق مرتكبوها العقوبة في الدنيا ، ناهيك عن الأخروية من العذاب الأكبر وما اليه .
* موقف الاسلام من العلم والتعلم لم يسبق اليه تاريخ من قبل ومن بعد بهذا الالحاح النبوي الرباني ، فالعلم والتعلم بهذا المفهوم الزاميان بالنسبة للفرد والجماعة .
* التقصير في التعليم والتعلم يدخل ضمن ارتكاب المنكر الموجب للعقوبة التعزيرية فما فوقها في الدنيا ، فما بالك في الآخرة ؟ مثله في ذلك مثل اهمال الواجبات الدينية والدنيوية . فاذا قصر العالم في واجب التعليم والتعلم ، أو قصر الجاهل في تعلم القدر الواجب من الدين بالضرورة ، استحق كل منهما التعزير فما فوقه بسبب تقصيره في ذلك ، لأن طلب العلم فريضة لقوله عليه الصلاة والسلام : العلم فريضة على كل مسلم / رواه ابن ماجه / ولفظ المسلم هنا يشمل الرجل والمرأة ، لأن الحكم منوط بصفة مشتركة بينهما وهي الاسلام .
* يقرر الحديث البعد التربوي للجوار بمختلف مستوياته حتى لا يصبح عبارة عن مخالطة روتينية يملأها اللغو والقيل والقال وكثرة السؤال كما هو ملاحظ بين جيراننا . فكل جوار لا يقوم على هذه الأسس التربوية من تعلم وتفقه وتفطن وأمر بمعروف ونهي عن منكر ، ينتهي حتما الى القطيعة والغربة التي بتنا نشاهدها ليس فقط في المجتمعات الغربية وانما في أوساطنا العربية والاسلامية جميعا حتى داخل العمارة الواحة بل وداخل البت الواحد ، ولا حول ولا قوة الا بالله .
* ارتباط الجانب النظري في التربية بالجانب السلوكي العملي ، فالحوار الدائر بين المعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المتعلم / الأشعريون / انتهى الى سلوك عملي اساسه التنفيذ لحظة التعليم والتفقيه والتفطين وذلك بعد سنة / أمهلنا سنة / وهو رقم قياسي ، حصل ذلك كله دون تردد أو مجافاة .
* يقرر الحديث مبدأ التعلم الجماعي وهو ما يشبه عندنا بمحو الأمية والتربية غير النظامية ، أو التربية المستدامة ، التي لا هوادة ولا تراجع عنها .
* ان أهداف الرسالة التربوية التي يتضمنها الحديث قابلة للتطبيق ، فبعد سنة تمكن الأشعريون من تنفيذ خطتهم بحيث أصبح جيرانهم يتعلمون ويتفقهون ويتفطنون ، ويعلم بعضهم بعضا .
* تتميز الحقوق التربوية التي يرشد اليها الحديث النبوي بطابعها الاسلامي التعبدي والتي لا يرقى الى مستواها حق من الحقوق الوضعية المعروفة بحقوق الانسان ، اذ بامكان صاحب الحق أن يطالب بحقه فيعطاه بكفالة ربانية ولا يمكن أن يتنازل عنه كما في الحقوق الوضعية ، لأن الحق في الاسلام بمنزلة فريضة تعبدية في حق طالبها لا خيتار له في التنازل عنها ، لأن حق التعليم والتعلم في حق المسلم ، والعالم والمتعلم شريكان في الأجر والا أثم الجميع ، وعوقب من قصر في ذلك دنيا وأخرى .
*********************************** | |
| |