عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-08-25, 18:49 رقم المشاركة : 102
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: الرسول المعلم صلى الله عليه و سلم


دعـــوة نـبـــويــــة إلـى الـتـعـلـيــــم و الـتـعـــلــــم

إن أقدم دعوة اجرائية الى التعليم والتعلم نستمدها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلممن رواية ابن أبزى /ض/ قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلمذات يوم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم خيرا ثم قال : ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم ولا يعلمونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم ؟ وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ، ولا يتفقهون ، ولا يتفطنون ؟ والله ليعلمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويامرونهم وينهونهم ، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتفطنون ، أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا ...فبلغ ذلك الأشعريين / وكانوا قوما فقهاء ، ولهم جيران جفاة من أهل المياه والأعراب ../ فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يارسول الله ، ذكرت قوما بخير وذكرتنا بشر ، فما بالنا ؟ فقال : ليفقهن قوم جيرانهم وليفطننهم وليأمرنهم ولينهونهم ، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفطنون ويتفقهون ، أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا ، فقالوا : يارسول الله أنفطن غيرنا ؟ فأعاد قوله عليهم / ثلاثا / فقالوا : أمهلنا سنة ، فأمهلهم سنة ليفقهوهم ويعلمومهم ويفطنوهم ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ، لبيس ما كانوا يفعلون .
أورد الحديث كل من الحافظ المنذري في الترغيب تحت عنوان : باب الترهيب من كتم العلم ، والبحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد تحت عنوان : باب تعليم من لا يعلم .
يتضمن الحديث النبوي الشريف دعوة صريحة الى التعليم والتعلم ، كما يشمل حقائق تربوية هامة منها :
* ليس الجوار مجرد ضرورة سكنية تجمع بين شخصين فأكثر في الحضر أو السفر ، وانما هو فضلا عن ذلك رسالة تربوية تفوق الحقوق الاجتماعية الأخرى .
* ان التربية والتعليم والتعلم في الاسلام عملية شاملة تتعدى مستوى المدرسة لتقتحم الأحياء والأسواق والنوادي والمقاهي ومقرات العمل ، فالمجتمع انطلاقا من هذا الحديث عبارة عن مدرسة متنقلة ، عبارة عن خلية تربوية تتعدد مجالاتها وأهدافها يتقدمها التعليم والتعلم .
* يعتبر التقصير في التعليم والتعلم جريمة اجتماعية قبل أن تكون فردية ، يستحق مرتكبوها العقوبة في الدنيا ، ناهيك عن الأخروية من العذاب الأكبر وما اليه .
* موقف الاسلام من العلم والتعلم لم يسبق اليه تاريخ من قبل ومن بعد بهذا الالحاح النبوي الرباني ، فالعلم والتعلم بهذا المفهوم الزاميان بالنسبة للفرد والجماعة .
* التقصير في التعليم والتعلم يدخل ضمن ارتكاب المنكر الموجب للعقوبة التعزيرية فما فوقها في الدنيا ، فما بالك في الآخرة ؟ مثله في ذلك مثل اهمال الواجبات الدينية والدنيوية . فاذا قصر العالم في واجب التعليم والتعلم ، أو قصر الجاهل في تعلم القدر الواجب من الدين بالضرورة ، استحق كل منهما التعزير فما فوقه بسبب تقصيره في ذلك ، لأن طلب العلم فريضة لقوله عليه الصلاة والسلام : العلم فريضة على كل مسلم / رواه ابن ماجه / ولفظ المسلم هنا يشمل الرجل والمرأة ، لأن الحكم منوط بصفة مشتركة بينهما وهي الاسلام .
* يقرر الحديث البعد التربوي للجوار بمختلف مستوياته حتى لا يصبح عبارة عن مخالطة روتينية يملأها اللغو والقيل والقال وكثرة السؤال كما هو ملاحظ بين جيراننا . فكل جوار لا يقوم على هذه الأسس التربوية من تعلم وتفقه وتفطن وأمر بمعروف ونهي عن منكر ، ينتهي حتما الى القطيعة والغربة التي بتنا نشاهدها ليس فقط في المجتمعات الغربية وانما في أوساطنا العربية والاسلامية جميعا حتى داخل العمارة الواحة بل وداخل البت الواحد ، ولا حول ولا قوة الا بالله .
* ارتباط الجانب النظري في التربية بالجانب السلوكي العملي ، فالحوار الدائر بين المعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المتعلم / الأشعريون / انتهى الى سلوك عملي اساسه التنفيذ لحظة التعليم والتفقيه والتفطين وذلك بعد سنة / أمهلنا سنة / وهو رقم قياسي ، حصل ذلك كله دون تردد أو مجافاة .
* يقرر الحديث مبدأ التعلم الجماعي وهو ما يشبه عندنا بمحو الأمية والتربية غير النظامية ، أو التربية المستدامة ، التي لا هوادة ولا تراجع عنها .
* ان أهداف الرسالة التربوية التي يتضمنها الحديث قابلة للتطبيق ، فبعد سنة تمكن الأشعريون من تنفيذ خطتهم بحيث أصبح جيرانهم يتعلمون ويتفقهون ويتفطنون ، ويعلم بعضهم بعضا .
* تتميز الحقوق التربوية التي يرشد اليها الحديث النبوي بطابعها الاسلامي التعبدي والتي لا يرقى الى مستواها حق من الحقوق الوضعية المعروفة بحقوق الانسان ، اذ بامكان صاحب الحق أن يطالب بحقه فيعطاه بكفالة ربانية ولا يمكن أن يتنازل عنه كما في الحقوق الوضعية ، لأن الحق في الاسلام بمنزلة فريضة تعبدية في حق طالبها لا خيتار له في التنازل عنها ، لأن حق التعليم والتعلم في حق المسلم ، والعالم والمتعلم شريكان في الأجر والا أثم الجميع ، وعوقب من قصر في ذلك دنيا وأخرى .

***********************************






    رد مع اقتباس