الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى الثقافة والفنون والعلوم الإنسانية > الفكر و التاريخ و الحضارة


شجرة الشكر2الشكر
  • 1 Post By mustapham
  • 1 Post By mustapham

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2009-12-14, 03:57 رقم المشاركة : 1
mustapham
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية mustapham

 

إحصائية العضو








mustapham غير متواجد حالياً


وسام المراقب المتميز

افتراضي مقالات و مواضيع للمفكر المصري: جمال البنا



دعوة لإعمال العقول

في كل مناسبة التقي فيها بمجموعات من المواطنين علي اختلاف مستوياتهم ألمس ظاهرة تدعو للأسى هي العزوف عن إعمال العقل والانصراف عن استخدام الفكر وإيثار النقل وتقبل الأمر الواقع علي سوءه. دون بذل أي محاولة تغيره من مكانه بالله كيف يمكن تغيير أو تطوير أو تجديد والله تعالي نفسه يقول "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
إن عامة المسلمين بما فيهم من وصل إلي مستويات ثقافية عالية ونال درجة الدكتوراه يؤثرون تقبل "ما ألفينا عليه آباؤنا" علي "ما انزل الله" دون أن يتبينوا الخسران المبين والتخلف الشنيع في مثل هذا المسلك. ان ألف عام من إغلاق باب الاجتهاد (ولا تصدق من يقول انه ليس مغلقا. إنه مغلق بالضبة والمفتاح كما يقولون) قد ألقى، غشاوات كثيفة متوالية بتوالي القرون حوتي أصبحت الغشاوات سداً سميكا يحول دون أن يصل شيء إلى فكرهم، ولا أن يأتي فكرهم بشيء، فهم يقولون إن أئمتنا قد افنوا أعمارهم. جيلا من جيل. في خدمة الإسلام. واتصفوا بالنبوغ والورع وعمق الإيمان وأن فنون التفسير والحديث والفقه. وقد بلغت الغاية. وأن هذا هو ذخرنا وكنوزنا وتراثنا والذاكرة الجمعية اللامة، وأننا إذا تجاوزناه، تهنا. وضعنا وتوزعتنا الطرق وتشعبت بنا المسالك.
كلا أيها الاخوة ليس الأمر كذلك فإن ما خلفه آباؤكم لا يخلو من القصور لأنهم ليسوا ملائكة وليست لهم عصمة من الضعف والخطأ، وأن عصرهم كان عصراً مظلماً مستبداً، وأن أدوات البحث كانت محدودة في الكتاب المنسوخ باليد والاتصال بالشيوخ في وقت لم تتيسر فيه وسائل هذا اللقاء. لهذا جاءت بعض محاولاتهم ساذجة يري فيها الخطأ بالعين المجردة ودون تدقيق.. علي أنه حتى لو كان هذا التراث قد بلغ غاية الكمال. فهل معنى هذا أن نقصر عقولنا على درسه واتباعه وتطبيقه.
ألا يعني هذا أننا لا نعمل عقولنا، وأن عدم إعمال العقول يصيبها بالصدأ في عصر كل شيء يسير بل يجري، بل يطير بالعلم. كل ساعة وكل دقيقة تنهمر فيوض من المعرفة من أركان العالم. من أمريكا، من ألمانيا، من فرنسا، من موسكو، من لندن... الخ التي تقدمها الصحافة والإذاعة والقنوات الفضائية والكمبيوتر، فأين أنتم من هذا كله وكيف تغفلون عنه أو تتصورون أن ما وضعه أسلافكم منذ ألف عام يضاهيه؟
ولو فرضنا جدلاً أن تراثنا بلغ النهاية وأدرك الغاية أفلا يكون تقليدنا له إغفالا لملكة العقل والفكر؟ إنه لأفضل ألف مرة أن نفكر ونبدع ونقع في أخطاء عديدة من أن ننقل ونقلد لأن هذا التقليد ينزل بنا من صفة الإنسان إلي صفة القرود ويحول دون أن نشارك في حضارة العصر، بينما أننا سنتعلم من أخطائنا فلا نخطئ ثانية.
منذ ألف وأربعمائة سنة قال القرآن لمشركي قريش "إنما تعبدون من دون الله، أوثانا، وتخلقون افكاً" هل تريدون أيها الاخوة أن نقولها لكم. فأنتم لا تفترقون عن المشركين الذين جاءهم القرآن بالحرية والعلم والفكر و"اقرأ" وفضلوا علي كل هذا ما وضعه آباؤهم من إفك وأوثان.
عندما نقول لكم إننا علينا أن نبدع فقها جديداً. وأن علينا أن نعيد الأسس التي بني عليها المحدثون صحة ومصداقية الأحاديث، وان علينا أن نجاوز تفاسير القرآن التي وضعها الطبري والقرطبي وابن كثير.... الخ وما فيها من أساطير وإسرائيليات. فإننا ننقذكم، وننقذ الإسلام. وننقذ أمم الإسلام التي أصبحت في ذيل الأمم. نحن ننقذكم من إهمالكم إعمال العقل حتى تتبينوا الحقيقة من الخرافة وننقذ الإسلام من كثير مما حفلت به كتب التراث من خزعبلات وأباطيل وننقذ أمم الإسلام من تخلفها ونوقظها من سباتها الطويل: سبات ألف عام!
لا تقولوا تنقية التراث "ليس لدينا وقت لتنقية التراث. التراث أشبه بعرق ذهب داخل جبل ممرد واستخلاصه يتطلب وقتاً وجهداً ومالاً يفوق ما سيأتي به ثم هو في الوقت نفسه يحول نشاطنا الفكري من اتجاه إبداعي إلي اتجاه إتباعي، إن الأزمة الحقيقية التي تمسك بخناقنا وتحول دون تقدمنا هي أننا من ناحية لا نعمل عقولنا وأننا من ناحية أخري أصبحنا مسبوقين بقرابة ربعمائة سنة عن سير الدول الأخرى وكل عام تزيد هذه الفجوة شيئاً ما لأننا عندما نسير مترا إلى الأمام يكونون هم قد قطعوا كيلومترا وليس لدينا خيار، فإما أن نعقد العزم علي أن نكون أكفاء لهذا التحدي فنتخلص من هذا الحمل الثقيل من تراث الأسلاف الذي يثقل سيرنا ويعرقل خطونا ويحول دون أن نسلك الطريق المستقيم. وإما أن نقبل الذلة والعار وأن نكون في ذيل الأمم القوية الناهضة المسلحة بالعلم والمعرفة والقوة.








: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=52670
التوقيع


هل جلست العصر مثلي ... بين جفنات العنب
و العناقيد تدلـــــــــــــت ... كثريات الذهب

آخر تعديل mustapham يوم 2009-12-14 في 04:01.
    رد مع اقتباس
قديم 2009-12-14, 03:59 رقم المشاركة : 2
mustapham
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية mustapham

 

إحصائية العضو








mustapham غير متواجد حالياً


وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: دعوة لإعمال العقول


الإسلام دين وأمة وليس ديناً ودولة

لعل أقوى ما يجمع بين العلمانية والإسلام هو ما انتهى إليه اجتهادنا أخيراً من إن الإسلام دين وأمة وليس دينا ودولة، فالمعروف أن حقيقة العلمانية هى الفصل ما بين الدولة والدين، وهذا الاجتهاد الأخير يتلاقى مع جوهر العلمانية .
وقد بنينا هذا الاجتهاد على أساس مبدأ محورى هو أن السلطة تفسد الأيدلوجيا. ولما كانت خصيصة الدولة هى السلطة، فإنها ما أن تعالج الإسلام حتى تفسده. وقد حدث هذا عندما حولت الخلافة الراشدة إلى مُلك عضوض فيه كل ما فى الملك من سوءات .
وهذا أمر ليس مقصوراً على الإسلام، بل هو يشمل كل القيم كالمسيحية، والاشتراكية، وفى الكتاب الذى أصدرناه عن هذا الموضوع عرضنا فى فصل مسهب كيف حولت السلطة المسيحية وهى دين الحب والسماحة إلى محكمة تفتيش رهيبة. كما خصصنا فصلاً أبرزنا فيه كيف أن السلطة حولت الاشتراكية، وهى أمل العمال إلى نقمة على العمال وإلى دولة شمولية هى التى وضعت أسس الحكم الشمولى وتتلمذ فيها هتلر وموسولينى، فهو مبدأ عام. وقد كانت العلمانية محفة عندما ارتأت الفصل بين الدين والدولة .
ولكن ليس معنى هذا أن الدولة فى أمة مسلمة تكون علمانية. لأن عدداً كبيراً من العوامل تفرض نفسها، وتجعل موقف الدولة يختلف نسبياً عما هو الحال فى الدول فى الغرب .
فلا شك فى أن الإسلام وضع أصولاً اقتصادية وسياسة واجتماعية لصلاح المجتمع. ولكنه لم يتقدم بها إلى الدولة التى لم يذكرها القرآن ولكن إلى الأمة التى ذكرها فى قرابة خمسين موضعاً .
ففى السياسة حرم الظلم والطغيان وأمر بالعدل والشورى وفى الاقتصاد وحرم الربا والاكتناز والاستغلال وأمر بالزكاة وفى المجتمع أفترض المساواة، ولا فخر لعربى على عجمى إلا بالتقوى وأمثال هذه كثير .
ومن المسلم به إن الدولة الديمقراطية هى التى تتجاوب مع شعبها وتحكم بإرادة جمهورها، فإذا كان هذا الشعب مسلماً فيجب أن يكون هناك تجاوب وتعاطف خاصة وأن الإسلام يشغل منزلة مكينة فى نفوس المؤمنين به ويصبح من غير المتصور أن تقف الدولة موقفا حياديا. فمع أن الدولة لا يجوز لها أن تحمل صفة الإسلام أو تمارس مهاماً إسلامية، إلا إنها تظل مع هذا غير علمانية. لأنها لا يمكن أن تكون محايدة إزاء عواطف الشعب .
وإنما استطاعت الدولة فى الغرب أن تكون غير علمانية لأن الدين لا يشغل منزلة عميقة فى نفوس الأوربيين الآن ولأن المسيحية لم تعن بشئون الحياة الدنيا، أو تضع خطوطاً عريضة كالتى وضعها الإسلام عندما أوجب الزكاة وعندما ندد بالظلم والطغيان وعندما أوجب الحكم بالعدل وعندما حرم الربا الخ… بل أكثر من هذا يمكن أن نقول إن الديانة العميقة التى هى فى جذر المجتمع الأوروبى/ الأمريكى هى الوثنية التى كانت عليها الحضارة اليونانية/ الرومانية وهى أعظم مكونات الحضارة الحديثة. فالدولة فى أوروبا، وإن كانت علمانية، إلا إنها تحكم بالدين الذى هو فى جذر إيمان الأوروبيين وهو تأليه الإنسان. ومن أجل هذا كانت متسقة مع نفسية شعوبها. وأخيراً فيمكن القول إن الدولة فى أوروبا وأمريكا متعاطفة مع الكنيسة وإن كانت مستقلة عنها. لأن الاستقلال لا يعنى الحياد. والمحاولات التى تناصر فيها الدولة فى أوروبا وأمريكا الكنائس عديدة… بل أكثر من هذا إنها تقف موقفا عدائيا – وليس محايداً – من دعوات أو أديان أخرى وأنها تناصر قضية الصهيونية حتى على حساب حرية الفكر، وهى حجر الزاوية فى الدولة الديمقراطية العلمانية .
إن بعض الكتاب يريد أن يعطينا انطباعاً أن الدولة فى الغرب علمانية تماماً مائة فى المائة، ولكن الحقيقة هى ما أشرنا إليه .
ومن ثم فنحن لا نستطيع أن نطلق على الدولة – لأمة مسلمة – وصف العلمانية. ولكن "المدنية" فدولة الأمة الإسلامية دولة مدنية لا تدعى الإسلام، ولا تمارس مهاماً إسلامية. ويكون جوهر دورها هو المهام المدنية من تعليم ورعاية وخدمة.. ونهضة بالاقتصاد والتنمية، وهى لا يمكن أن تتجافى عن إرادة شعبها وعندما يريد شعبها تطبيق توجيهات إسلامية معينة فعلينا عندئذ أن تنصاع لإرادة شعبها. لأن الأمة – وليس الدولة – هى مصدر السلطات .
ولأن هذا هو المسلك الديمقراطى الذى لا مناص منه .
إن تعبير الدولة المدنية يحل لنا الإشكال بين العلمانية التى تشئ بموقف محايد من الدين، وبين الدولة الدينية التى تسخر الدنيا للدين. وفى الوقت نفسه فإنه لا يحيف على المبدأ الأساسى فى الديمقراطية وهو أن تكون الأمة – وليس الدولة – هى مصدر السلطات .
إذا كان الأمر كذلك فقد يكون من الخير أن يخلص الدستور من النص على "الإسلام دين الدولة" أو أن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع لأن هذه يمكن أن تفتات على طبيعة "المدنية" المطلوبة للدولة، وأنها يمكن أن تستغل من قبل فئات إسلامية تفسر الإسلام تفسيراً يفرض على الدولة ما يعارض حرية العقيدة، وما يخالف مقتضيات التطور والمصلحة العامة فضلاً عن أنه يمكن أن يثير حساسية الأقباط. وهذه كلها مخاطر حقيقية يمكن أن تشل "مدنية" الدولة. وقد نشأت عن الوهم العميق فى الفكر الإسلامى عن أن الدولة هى حامية العقيدة. وهو أمر لا ينفرد به المسلمون، فقد كان الأوروبيون يؤمنون به أيضاً، ونجده فى بعض التعبيرات التى تجعل الملك (أو الملكة) حاميا للعقيدة. ولكن الأوروبيين تعلموا درس التطور فى حين لا يزال المسلمون فى وهمهم القديم .
وقد أوضحنا فى كتابنا "الإسلام دين وأمة وليس ديناً ودولة" أن من الخير للإسلام أن تكف الدولة يدها عن دعوى حمايته، لأنها لن تحقق من هذا إلا شراً مستطيراً .


من كتاب " موقفنا من ( العلمانية - القومية - الاشتراكية)"





التوقيع


هل جلست العصر مثلي ... بين جفنات العنب
و العناقيد تدلـــــــــــــت ... كثريات الذهب

آخر تعديل mustapham يوم 2009-12-14 في 04:03.
    رد مع اقتباس
قديم 2009-12-14, 04:00 رقم المشاركة : 3
mustapham
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية mustapham

 

إحصائية العضو








mustapham غير متواجد حالياً


وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: دعوة لإعمال العقول


ليس في الإسلام مشكلة.. المشكلة في حكام المسلمين وفقهائهم

من الأحاديث المعروفة أن الإسلام دين الفطرة، وأنه يتسم ببساطة خاصة ورثها من ظهوره في صحراء متفتحة لا تعرف الأبواب أو السدود، تهب بها الرياح ليل نهار. وبين قوم لم يخضعوا لنير الملوك والأباطرة وأحكام الدولة المركزية، ولا كان في حياتهم الساذجة أي صورة من صور التعقيد.
ومعروف أيضاً أن الإسلام ليس له كنيسة، وانه حارب الأحبار ورجال الدين الذين يقيمون أنفسهم بين الناس والله، وجعل تشريع هؤلاء وتحريمهم وتحليلهم نوعاً من الشرك كما يوضحه الحديث بين الرسول وعدي بن حاتم الذي كان يتدلى من رقبته صليب وقال للرسول إننا لم نعبد الكهنة دون الله فرد عليه الرسول أليس كانوا يحرمون ويحللون فلما أجاب بالإيجاب قال إن ذلك نوع من العبادة لغير الله.
كان يفترض والأمر كذلك أن لا تكون هناك مشكلة في الإسلام. ولكن الواقع غير ذلك فما أكثر المشاكل وما أكثر الأسئلة، وما أكثر الفتاوى وما أكثر الأوضاع التي تنافي الإسلام.
ليس في الإسلام مشكلة إذا قلنا إن الإسلام هو الله والرسول. هو القرآن والسُنة الثابتة، ولكن ما أكثر المشاكل التي يثيرها الفقهاء، وما أكثر البلاوي التي يهيلها الحكام على رؤوس المسلمين ليثقلوا بها ظهرهم فلا تعود فيهم قوة أو همة لمعارضة أو مطالبة وليجعلوهم ضياعاً كالأيتام في مأدبة اللئام .
ولسائل أن يسأل كيف لا يكون هناك مشكلة في القرآن والسُنة وهذه التلال "المتلتلة" من الشروح والحواشي عن التفسير والفقه والحديث؟ .
نقول إن هذا هو بيت القصد، ولو أننا ضربنا صفحاً عنها. كائنا ما كان الاسم الذي تحمله.. ورجعنا إلى القرآن الكريم نفسه لانحلت المشكلة .
ذلك أن تسعة أعشار القرآن الكريم آيات محكمة، بمعنى أنها واضحة، مفهومة وأنها عادة تتعلق بموضوعات من موضوعات الحياة. ولا يعسر على المثقف ثقافة عادية أن يلم بمعناها. وإذا عجز فيمكن أن يستعين بمعجم ألفاظ القرآن الكريم الذي وضعه الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي وخدم به القرآن خدمة تفوق كل ما قدمه المفسرون نقول: يرجع إليه ليرى مواضع الكلمة التي لم يفهمها في الآيات المختلفة، وسيجد في بعضها بيانا وتفصيلاً. وحتى لو لم يفهم نصف ما قرأه، فليس مفروضا على كل مسلم أن يلم بكل ما بين دفتي المصحف. وما كان الصحابة أنفسهم يحفظون إلا سوراً معدودة. بل كان بعضهم إذا قرأ عشر آيات لم ينتقل إلى غيرها حتى يعلم ما فيها من العلم والعمل. والقرآن الكريم ليس كتاباً كالكتب الأخرى تقرأ فيه الفصل الأول الذي يمهد للفصل الثاني والفصل الثاني الذي يرتبط به الفصل الثالث الخ، بحيث لا يفهم الكتاب إلا إذا ألم بفصوله، ولا هو برواية لا يعرف كل أحداثها وخاتمتها إلا عندما يقرأها كلها. القرآن أشبه بثوب قماش يكفي أن تقطع فيه "قصقوصة" في مثل عشر أو عشرين سنتيمتراً لتعرفه. تعرف لونه ونسيجه ولحمته وسداه. لأن القرآن يكرر معانيه في كل آياته فإذا ألممنا بعشر آيات أخذنا فكرة عما يريد القرآن بصفة عامة.
ويجب أن نعلم أن القرآن كتاب هداية وليس كتاب معلومة بمعنى أن غرضه هو هداية النفس والتأثير فيها بحكم صياغته، ونظمه، وقيّمه من خير أو عدل أو مساواة الخ. وهذا ما يحدث عندما يقرأ الإنسان القرآن بفكر مفتوح وقلب سليم وبروح خاشعة تلتمس الهداية. إن هذا يحدث نتيجة للانطباع كما يحدث في النفس سماع "سيمفونية"، إن هذا يحدث تلقائيا دون تفسير وقد كان هذا هو شأن المسلمين الأول في عهد الرسول، الذين ما إن سمعوا القرآن حتى آمنوا به .
وقد دعانا القرآن مراراً وتكراراً لأن نتدبر، هذا التدبر هو الذي سيؤكد لنا أنه من عند الله. فالقرآن لا يخشى التدبر، إنه يدعو إليه.. ]أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا[. 28 النساء.. ]أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَي قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا[. 24 محمد.. فضلاً عن آيات لا عداد لها تأمر بالتفكر وأمرنا _ حتى بالنسبة لآيات الله أن لا نخر عليها صما وعميانا .
ومن هنا فيجوز لنا إذا وجدنا نصاً قرآنيا أنزل لحكمة معينة كانت قائمة عندما أنزل ثم انتهت هذه الحكمة، فلا تثريب علينا إذا لم نعملها لانتفاء العلة التي من أجلها أنزلت، وهذا هو ما فعله عمر بن الخطاب عندما أوقف مصرف المؤلفة قلوبهم من مصارف الزكاة، وعندما لم يقسم الأرض المفتوحة وتقسيم الأنفال والرقيق الخ.
وقد نجد في القرآن الكريم آيات عديدة تبدو متعارضة أو مختلفة. وحيرت هذه الظاهرة الأسلاف وجعلتهم يأخذون بمبدأ النسخ _ تعالى القرآن عنه _ ولم يفهموا أن الحكمة من وجود آيات مختلفات إنما أريد به التيسير على الناس والسير مع التطور وعدم حمل الناس على مثل حد السيف: وهنا أيضاً فيمكن أن نأخذ بأي آية ولا يرد علينا بأن هناك آية مختلفة لأن القرآن يكمل بعضه بعضا، لا يضرب بعضه بعضا. وللناس الحرية في أن يأخذوا بهذه الأمة أو تلك لأنها كما قال القرآن "بدائل" ]وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ[. 101 النحل.. فلا تثريب ولا مشكلة وإنما حرية وسعة .
هذا بالنسبة للآيات المحكمات. أما الآيات المتشابهات ومعظمها عن الله تعالى وصفاته، أو اليوم الآخر الخ، فحسبنا أن نقول كما علمنا القرآن ]هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ[. 7 آل عمران ..فيجب أن يكون موقفنا هو موقف الراسخين في العلم الذين يقولون آمنا به كل من عند ربنا" ولا نحاول التعسف في التأويل أو التفسير، ولا يعيبنا أن لا نجهل هذه المتشابهات وأن نكل عليها إلى الله أو أن نأخذ بما استقر في قلوبنا واطمأنت إليه على أن لا نجادل فيه أحداً، فإن كان صوابا، فالحمد الله وإن كان خطأ فلنا حسنة الاجتهاد وحسن النية ..
هذا هو الأمر في القرآن الكريم ...
وكما رأينا فلا مشكلة ...
الأمر أعقد شيئاً ما بالنسبة للسُنة بحيث قد يضيق المجال عن الشرح الكافي، ولكن الرأي الذي انتهينا إليه هو أن السُنة ليس لها تأبيد القرآن. أي أن أحكامها لا تكون في منزلة القرآن وهذا هو الترتيب المنطقي والمعقول، وما يثبت هذا هو أمر الرسول بعدم كتابة حديثه، وأمره من كتب شيئاً أن يمحه، وليس لهذا من معنى إلا أن الرسول لم يشأ أن تكتب فتصبح كالقرآن ولكن أن تبقى بين الصدور يتناقلها الأبناء عن الأباء. حتى يحكمها قانون التطور. وقد تقبل الخلفاء الراشدون ذلك فلم يحاول أحد منهم أن يكتب السنن وأراد عمر ذلك ووافقه الصحابة ثم مكث شهراً يستخير الله حتى خار الله له، فقال إني كنت قد أردت كتابة السنن ثم ذكرت أقواما كتبوا كتبا عكفوا عليها وإني لا ألبس بكتاب الله شيئاً .
ولكي يكون هناك ضابط موضوعي فعلينا أن نحكم السُنة بالقرآن "فما اتفق مع القرآن يمكن الأخذ به وما اختلف مع القرآن يتوقف فيه" وقد يقول أحد وهل يمكن أن يحدث هذا أي أن يتعارض حديث مع آية فنقول له إن الفقهاء أحدثوا هذا عندما أخذوا يما يروونه عن عكرمة أن الرسول قال "من بدل دينه فاقتلوه" فنسخوا عشرات الآيات كلها تأمر بحرية الفكر والعقيدة .
ويجب أن نعلم أن السُنة بعد كل شيء تتضمن دراري وجوامع الكلم.. وكلمات تشع نوراً ولا يشك الإنسان أنها من هداية الله بل نحن نذهب أكثر من ذلك فنقول إن السُنة ليست ملكا للمسلمين يتصرفون فيها كما يشاءون إنها ملك للبشرية كلها لأن الرسول أرسل للعالمين _ وحقنا كمسلمين _ في السُنة هو كحق بقية الشعوب .
من هذا يتضح أن لا مشكلة مع القرآن أو السُنة وإنما المشكلة مع الفقهاء والحكام.





التوقيع


هل جلست العصر مثلي ... بين جفنات العنب
و العناقيد تدلـــــــــــــت ... كثريات الذهب

    رد مع اقتباس
قديم 2010-01-01, 08:45 رقم المشاركة : 4
 
الصورة الرمزية أحمد أمين المغربي

 

إحصائية العضو







أحمد أمين المغربي غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الأولى في المسابقة الرمضانية الكبرى

وسام المركز الثاني في مسابقة الشخصيات

افتراضي رد: مقالات و مواضيع للمفكر المصري: جمال البنا





التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2014-10-06, 15:37 رقم المشاركة : 5
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: مقالات و مواضيع للمفكر المصري: جمال البنا


-************************-
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك...
-************************-






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 00:52 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd