2013-07-10, 15:02
|
رقم المشاركة : 3 |
إحصائية
العضو | | | رد: هكــــــــذا كانــــــــــوا!!!!!! | الوفاء !!! ومن ذلك ما جاء في قصة المثل " إن غدا لناظره قريب " . قال الميداني :
" أي لمنتظره يقال : نظرته أي انتظرته. وأول من قال ذلك قراد بن أجدع ؛ وذلك أنّ النعمان بن المنذر خرج يتصيد على فرسه اليحموم ، فأجراه على أثر عير، فذهب به الفرس في الأرض ، ولم يقدر عليه ،وانفرد عن أصحابه ،وأخذته السماء فطلب ملجأ يلجأ إليه ، فدُفع إلى بناء فإذا فيه رجل من طيئ يقال له حنظلة ، ومعه امرأة له فقال لهما : هل من مأوى؟ فقال حنظلة : نعم . فخرج
إليه فأنزله ،ولم يكن للطائي غير شاة ، وهو لا يعرف النعمان فقال لامرأته : أرى رجلا ًذا هيئة ،وما أخلقه أن يكون شريفاً خطيراً فما الحيلة ؟ قالت : عندي شيء من طحين ، كنت ادّخرته ،فاذبح الشاة ؛ لأتخذ من الطحين مَلّةً . قال : فأخرجت المرأة الدقيق ، فخبزت منه ملة ،وقام الطائي إلى شاته فاحتلبها ،ثم ذبحها فاتخذ من لحمها مرقة مَضيرة ،وأطعمه من لحمها ، وسقاه من لبنها ، واحتال له شراباً ، فسقاه وجعل يحدثه بقية ليلته ،فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال : يا أخا طيئ ، اطلب ثوابك ،أنا الملك النعمان . قال : أفعل إن شاء الله ، ثم لحق الخيل ،فمضى نحو الحيرة ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابته نكبة ، وجهد وساءت حاله ، فقالت له امرأته : لو أتيت الملك ،لأحسن إليك . فأقبل حتى انتهى إلى الحيرة ،فوافق يوم بؤس النعمان ،فإذا هو واقف في خيله في السلاح ،فلما نظر إليه النعمان عرفه ، وساءه مكانه ، فوقف الطائي المنزول به بين يدي النعمان ،فقال له : أنت الطائي المنزول به ؟ قال : نعم قال : أفلا جئت في غير هذا اليوم ؟! قال : أبيت اللعن ، وما كان علمي بهذا اليوم ؟! قال : والله ،لو سنح لي في هذا اليوم قابوس ابني لم أجد بداً من قتله ، فاطلب حاجتك من الدنيا ،وسل ما بدا لك ،فإنك مقتول قال : أبيت اللعن ، وما أصنع بالدنيا بعد نفسي . قال النعمان : إنه لا سبيل إليها . قال : فإن كان لا بد ،فأجلني حتى أُلِمَّ بأهلي ،فأوصي إليهم ،وأهيئ حالهم ، ثم أنصرف إليك قال النعمان : فأقم لي كفيلاً بموافاتك ، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو بن قيس من بني شيبان ، وكان يُكنى أبا الحوفزان ،وكان صاحب الرِّدافة ، وهو واقف بجنب النعمان فقال له : يا شريكاً ، يا ابن عمرو****هل من الموت محالة يا أخا كل مضافٍ ****يا أخا من لا أخا له يا أخا النعمان فك ال **** يوم ضيفا قد أتى له طالما عالج كرب ال **** موت لا ينعم باله فأبى شريك أن يتكفل به ، فوثب إليه رجل من كلب ، يقال له قراد بن أجدع ، فقال للنعمان : أبَيْتَ اللعْنَ ،هو علي . قال النعمان : أفعلت ؟ قال : نعم فضمَّنه إياه ، ثم أمر للطائي بخمسمائة ناقة ، فمضى الطائي إلى أهله ، وجعل الأجل حولاً من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليوم من قابل ، فلما حال عليه الحول وبقي من الأجل يوم قال النعمان لقراد :ما أراك إلا هالكاً غداً ، فقال قراد : فإن يك صدر هذا اليوم ولى**** فإنّ غداً لناظره قريب فلما أصبح النعمان ، ركب في خيله ورجله متسلحاً كما كان يفعل حتى أتى الغريين ؛ فوقف بينهما، وأخرج معه قراداً ، وأمر بقتله ، فقال له وزراؤه : ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه فتركه ، وكان النعمان يشتهي أن يقتل قراداً ؛ ليفلت الطائي من القتل ، فلما كادت الشمس تجِبُ ، وقرادٌ قائم مجردٌ في إزارٍ على النطع ، والسياف إلى جنبه أقبلت امرأته وهي تقول : أيا عين بَكّى لي قراد بن أجدعا****رهيناً لقتل لا رهيناً مودّعا أتته المنايا بغتة دون قومه**** فأمسى أسيراً حاضرَ البيتِ أضرعا فبينا هم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد ،وقد أمر النعمان بقتل قراد ،فقيل له : ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص ؛ فتعلم من هو ، فكف حتى انتهى إليهم الرجل ،فإذا هو الطائي ، فلما نظر إليه النعمان شقّ عليه مجيئه ، فقال له : ما حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل ؟! قال : الوفاء قال : وما دعاك إلى الوفاء ؟ قال : ديني قال النعمان : فاعرضها علي ، فعرضها عليه ؛ فتنصّر النعمان وأهل الحيرة أجمعون ، وكان قبل ذلك على دين العرب ، فترك القتل منذ ذلك اليوم ،وأبطل تلك السُّنة ، وأمر بهدم الغريين ، وعفا عن قراد والطائي ، وقال : والله ما أدري ، أيها أوفى وأكرم أهذا الذي نجا من القتل فعاد ،أم هذا الذي ضمنه ؟! والله لا أكون ألأم الثلاثة، فأنشد الطائي يقول : ما كنت أخلف ظنه بعد الذي**** أسدى إلى من الفعال الخالي ولقد دعتني للخلاف ضلالتي **** فأبيَتُ غير تمجُّدي وفعالي إني امرؤ مني الوفاء سجية **** وجزاء كل مكارم بذّال وقال أيضا يمدح قراداً : ألا إنما يسمو إلى المجد والعلا**** مخاريق أمثال القراد بن أجدعا مخاريق أمثال القراد وأهله **** فإنهم الأخيار من رهط تُبَّعا " (1). فأي أخلاق قومٍ تلك ؟! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ | التوقيع | الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة" | |
| |