2013-06-26, 15:53
|
رقم المشاركة : 6 |
إحصائية
العضو | | | رد: الخجل والكف السلوكي الاجتماعي... | أخي محسن أكرمك الله ورعاك
ما أثار انتباهي في الموضوع هو تقريب مصطلحين مسافتهما بعيدة كل البعد . الخجل/والحياء
فالحياء يعتبر أحد لبنات جمال النفس وتوازنها والمكمل لنقائصها ،والحياء يحمل الإنسان على فعل كل سلوك جميل مرضي وترك كل قبيح ورذيلة،وهو بهذا المعنى الراقي ترك المحرمات واجتناب المنكرات خوفا من محاسبة الله تعالى ومن لوم النفس (النفس اللوامة) ومن لوم الآخرين...
الحياء إذن خلق إيماني رفيع وثمرة طيبة .
أما الخجل الإجتماعي فيمكن اعتباره معيقا لعملية تواصل الإنسان مع محيطه،يجعل الشخص انطوائيا غير قادر على خلق علاقات اجتماعية مع الآخرين.
هنا أعتبر هذا السلوك مرضا نفسيا، خصوصا إذا أحس الإنسان بالتعرق، و احمرار الوجه ، التلعثم ، ارتعاش الصوت ، جفاف الفم، و زيادة في ضربات القلب أثناء احتكاكه بالآخرين .
و يكمن السبب الرئيس في شعور الشخص بهذه الأعراض،نتيجة لزيادة الشعور بالتوتر و القلق ، و يمكن لهذا الشعور بالقلق أن يخلق للشخص مشاكل تنعكس على شكله أمام الآخرين و بالتالي يفقد السيطرة على حركاته و طريقة كلامه، كما أن حدوث هذه الأعراض أيضا تزيد الشخص ارتباكا و توترا، و بالتالي يستحيل، التحكم في النفس.
كما يحدث لبعض التلاميذ عندما يطلب منهم قراءة نص مكتوب مثلا،فتجدهم يفقدون القدرة على النظر وتتداخل الحروف في بعضها البعض ويفشلون في التركيز وتهرب الكلمات...
كما أن الثقة في النفس تلعب دورا كبيرا في هذا المشكل، فالأشخاص الغير الواثقين من أنفسهم و الذين يجدون أنهم يعانون من مشاكل على مستوى جسدهم، فمن الضروري أن يفقدوا اتزانهم أمام الآخرين، و خصوصا عندما ترتكز الأعين عليهم و بالتالي تحدث تلك الأعراض التي أشرت إليها.
هنا يغدو الأمر مشكلة نفسية على صاحبها أن يبحث لنفسه عن حل حتى يتمكن من التوازن النفسي.
ولعلك أخي محسن طرحت أسئلة هامة جدا في حاجة لمناقشتها...منها مدى تدخل عامل التربية في الشعور بالخجل...
أعتقد أن للتربية الدور الأكبر في عقدة الخجل الذي قد يصبح مرضا نفسيا أو اجتماعيا ،ولعل الواقع يبين لنا أن التدليل المفرط للطفل يلعب دورا أساسيا في تركيب عقدة الخجل في الطفل وكذلك الحماية الزائدة التي تجعل من الأطفال تواكليون لا يرغبون في المغامرة ولا يجرؤون على خوض غمار التجارب الحياتية...
فهؤلاء عندما يختلطون بالناس تتركب لديهم عقدة الخجل خصوصا وهم يفقدون المهارات الإجتماعية ،فما بالك إذا عند اضطروا للبدء بالحديث أولا،أو طلب منهم الحديث والتكلم في المناسبات الاجتماعية ،أو داخل القسم أمام التلاميذ...
مما يدفعم للشعور بالإحراج الشديد وقد تظهر عليهم العلامات المذكورة آنفا .
إضافة إلى الأساليب التي تنهجها الأم - بصفة عامة - في تربيتها لأبنائها كقولها:
احشم/
عيب/
حشومة/
فهنا لابد إلى الإشارة أن هناك خلط كبير يقع للأم أثناء تربيتها وتوجيهها للأبناء ،بين ما هو مسموح وما هو غير مسموح ومدى ردة فعل الطفل تجاه هذه التوجيهات،والطقوس ،والعادات ،والأنظمة...
أخي محسن...الموضوع شاسع ،لذلك لي عودة للموضوع ثانية
تحيتي... | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |