2013-05-31, 09:31
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: 10 إصابات و4 وفيات يوميا بالسيدا في المغرب | أخي الكريم...
مبدئي في حياتي أن أجلب السعادة لها ،لذلك أبحث عن حقنة البهجة والفرح كل صباح حتى أتمكن من رؤية أشعة الشمس وأتمتع بإشراقتها...حتى تشرق أيامي...
تعودت ألا أعكر مزاجي في الصباح الباكر ...
ولكنني هذا الصباح سأفتتح كتابتي على موضوع يؤلم القلب ويزلزله ويزعزع معه بريق التفاؤل وشعاع الشمس...
نعم أخي الكريم...السيدا ذاك البعبع الذي يجثم على مجتمع أقل ما يمكن وصفه أنه مجتمع تسري الفاحشة في دماء شعبه صغيرا وكبيرا...(مع كامل احتراماتي لشرفاء هذا البلد رغم قلة عددهم)
أتذكر في يوم من الأيام نشرت على صفحة الأخبار في منتديات الأستاذ خبرا ربما كان عنوانه"طنجة العاهرة" يتحدث فيه الصحفي عن ليلة قضاها بين عاهرات طنجة لا يبحث عن الهوى والزنا،بل يحاورهن ...روبورطاج غاية في الألم تتحدث فيه كل واحدة من هذه النماذج - وهن كثير - عن سبب تواجدها في الشارع أو (البار)(الديسكوطيكا)...تتحدث عن ظروفها التي رمت بها بين أحضان كلاب البشر...
أتذكر يوم نشرت الموضوع،عمدت أختي المشرفة التي أكن لها كل مشاعر الحب والتقدير ...عمدت إلى حذف الموضوع،لم أكن متفقة معها على حذفه ولكنني احترمت قرارها الذي رأته غاية في الصواب على اعتبار أننا بمثل هذه المواضيع وكأننا نسهم في نشر الرذيلة ونعمل لها إشهارا مجانيا...بالتأكيذ سيكون هذا رأي أختي المشرفة...لذلك احترمت قرارها ...
ولكنني أبدا ما تجرأت لأكتب بنفسي موضوعا عن حالات الرذيلة التي تمارس سرا وعلانية في مجتمعنا...يمارسها أناس مثقفون باسم التحضر والإنفتاح والتصدي للظلامية...فتجدهم باسم التحضر يلوثون جسد المرأة ويسقطونه في شباك العفن تحت مسميات منمقة قد يصفق لها الجمهور...
هذه الرذيلة يمارسها رجال يدعون -أو يظهرون - الصلاح والشرف وأغلبهم جاوز الخمسين ...ولربما بسبب المراهقة المتأخرة صار معظمهم يبحث عن فتيات في سن الزهور ليلهبن مشاعرهم الواهنة...ولا مجال للوصف فشرح الواضحات من المفضحات...
ونتيجة الهبة المحمومة التي يقوم بها إعلامنا وإعلام العولمة التي تغلغلت في بيوتنا...نجد اليوم الرذيلة يمارسها أطفال في مراحيض الإبتدائيات...والإعداديات...ويمارسها الشباب خارج جدران الثانويات...أو حتى في السيارات ...وفي كل المرافق التي لا تخطر على البال...
نعم أحبتي...تخلخلت موازين الفضيلة في مجتمعنا...وليس الوقت مناسبا لنناقش الأسباب والحيثيات،ولكنني فقط سأشير إلى مسألة مهمة بل وخطيرة وهي أن الأرقام التي قدمتها المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا - وإنني أشتغل في الفرع التابع للمنظمة في مدينتي تحت موضوع التثقيف بالنظير- قلت هذه الأرقام تبقى بعيدة عن الحقيقة والواقع،ليس لأن المنظمة غير علمية في دراستها،أبدا ولكن ببساطة لأن هذه الأرقام فقط تهم الأشخاص الذين تقدموا للمستشفيات أو جمعيات محاربة داء السيدا أما الذين يحملون الفيروس أو وصلوا مرحلة المرض -في فترة الكمون خصوصا- ولم يتجرؤوا على كشف أنفسهم فعددهم لا يعد ولا يحصى...هناك من يمتنع عن الظهور جهلا ،وهناك خوفا ،وهناك من يسترزق من وراء الجنس -خصوصا العاهرات- فترى نفسها لو عرفوا حالتها ستضيع مصدر رزقها ...
والحالات كثيرة...
شخصيا ...في خلية الإنصات والإستماع تعرض علي حالات من التلاميذ والطلبة (ذكورا وإناثا) الذين يشكون في أنفسهم أنهم ربما يحملون الفيروس...ولكنهم يخافون المواجهة،ويخافون الفضيحة (على حد تعبيرهم) فيفضلون عدم الذهاب للفحص المجاني (يخافون من المتابعة) خصوصا أن أغلبهم مارس الجنس أو تعاطى حقن المخدرات في السر ودون علم الأهل.
أخي الكريم...في كل مناسبة ونحن نتحدث عن التلاميذ وسلوكياتهم أجدني أحذر الإدارة والمدرسين من مراقبة التلاميذ وخصوصا بين حصص الدرس وعدم تركهم يذهبون إلى المراحض ...فهناك يقع ما يقع بين تلاميذ الإبتدائي والإعدادي وحتى الثانوي...
حالات ضبطت في شتى المؤسسات ...
فلننتبه في غياب الوازع الديني ووازع التربية على المبادئ والقيم لدى الناشئة ...وفي حضور الهجمة الإعلامية الشرسة التي تعمل على تحريك الشهوات عند الصغير قبل الكبير,
لي عودة للموضوع لأهميته...بل لخطورته.
فقد آن الأوان لنتعامل مع مشاكلنا بواقعية وجد وحزم بدل إطمار رؤوسنا في التراب.
تحيتي...لمن تقاسم معنا الموضوع...
وتحيتي لمن مر من هنا وبصم بصمته...
وتحيتي لمن مر ولم يجرأ على البصمة...
مودتي... | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2013-06-01 في 17:19. |
| |