2017-12-26, 22:06
|
رقم المشاركة : 6 |
إحصائية
العضو | | | رد: من أنا ومن أكون ؟ |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن الاكرمين
استاذتي الكريمة تحياتي... اعود مرة اخرى الى موضوع"حول سؤال من أنا ومن أكون؟" من أنا ومن أكون؟ البحث عن الانا "الذات" هو تقص مستفيض لتموقع الذات المكاني /الزماني ،فالذات الانسانية كوحدة متكاملة تتأصل في بنيتها التكوينية اوليا بالفطرة الالهية ،ثم تتدخل العوامل الخارجية لتأسيس السلوك الاجتماعي الثقافي كمراقي بانية لسلم القيم....فالنظريات المعرفية - ( الفلسفة/علم النفس/علم الاجتماع ...)- الواردة في هذا المقام تنبني على تصور ترابطي للأشخاص بدلا من تصور الافراد مستقلين ومكتفين ذاتيا ، من تم تتحدد الشخصية بتقابلية مع الآخر وكل خلل وارد فيها – الشخصية - كعامل محايد وطفيلي عن قيم المجتمع السائد يستوجب التأهيل والتصويب... لذا لابد من تحديد مصطلح "التأهيل" ،فما التأهيل ؟ وما يراد به في هذا المقام ؟ التأهيل في حده اللغوي التوضيب / التصويب / اعادة الهيكلة ،فيما يروم التعريف الاصطلاحي الى ان التأهيل هو اعادة التكيف مع المحيط الاجتماعي لخلق اكبر قدر ممكن من الاستقرار والاستقلال النفسي /الاجتماعي كفعل واجب الانجاز في حدود الامكانات المتاحة للمعالجة...من تم يروم مفهوم التأهيل بالحالات الاكلينيكية اكثر من الحالات السوية... وحري بنا عندما نتحدث عن التأهيل ان نسلط الدائرة الضوئية المشعة على تعثر التكيف الاجتماعي بسب خلل ما في وظيفة معينة (عقلية /نفسية/جسدية) مما يخلق حائلا وعجز عن الاداء السوي ... فالوعي بالذات "الأنا" هو ادراك لمتغير الاخر،هو معرفة بسلطة الاخر الضاغط على الذات ،من هنا يسوجب البدأ ، من هو الآخر؟ فقضية الوعي بالذات ليست سببا شرطيا لصحة الذات ولا لعلتها ،لكن اعادة ترتيب بنية الذات بجوانبها النفسية / وبقيمها الاجتماعية ....يستنزل معه اعادة الهيكلة والتشكيل للتناغم مع الفسيفساء الاجتماعية السائدة والمتوافق عليها ، من حيث جوانب الثقة بالنفس ،وامتلاك السلوكيات المدنية ،وضبط متلازمة الحاضر و الماضي ،على اعتبار الحاضر ذلك المجهول الذي ما فتئ يأتي ، والماضي ذلك المعلوم الذي ما انفك يمضي... نصل الان الى عملية نجاح التأهيل ،وهي تكملة بناء الذات وترويض النفس من حيث الوعي بتجليات الماضي/الحاضر بأفراحه ومنغصاته ، مع الدفع نحو اكتساب الثقة كسلوك متمدد ومتحرك لبناء قدرات ذاتية ومهارات تواصلية داخل الخلية الاجتماعية ، ونهج مسلك التحرر من متلازمة القهر النفسي / وعقاب الذات (عذاب الضمير الغائب "الهو").... واستطرد القول بعدم التساهل مع كل من يفرغ الماضي من تجلياته الحضارية ،ومن حضوره التام كمرآة تقابلية تحسن عمل الحاضر وتستشرف افاقه المستقبلية ،فإذا ما الصقنا بالماضي "اوهام ومعتقدات ...غير منطقية " فإننا نعمل كمعول يقوض الاساس وينفي الذات ويلبسها كفن الغريبة ويوطنها بصلاة الغائبة .....ويحولنا الى نكرة تستوجب التعريف ب "ال" او الاخبار بقوة الماضي ...لا ننكر بوجود اوهام تلحق بنا من الماضي ككوابيس منغصة لحاضرنا الآني، ولكننا لا نعترف بالمنطق المطلق ،وأحكام القيمة، ونمطية النمذجة، فالنسبية اولى بالأخذ بها في العلوم الانسانية بدل الحقيقة الجاهزة المطلقة.... ان قوة الذات تتحدد بالتميز، بالاختلاف، وهي تلك الحتمية التي تتأصل على مراقي يتداخل فيها الاجتماعي /السياسي/الديني/ الثقافي... ،لكن في حدها التطبيقي يستوجب ان تكون ممعيرة بمؤشرات تتلون بالإجرائية الواقعية القابلة للتحقق وفق ملمح واضح المداخل /المخارج... ان اكتساب الثقة واعتبار الذات الانسانية كطائر الفنيق الذي يعيد احياء ذاته من رماده (المشكلة /الاشكالية التي تعترض الذات ) له الحل الامثل لشق عصا الطاعة عن كل كبوة نفسية،فالذات بصيغة المفرد لا يتحقق تعريفها الا من خلال التمظهر الجمعي لها ،فبالآخر تتعرف وبه تستقيم /تنحرف، وبه تنجح /تفشل،وبه تتحدى /تقهر... فمطمحنا الجماعي نستوثق منه في ديننا الاسلامي من تكريم الذات الانسانية /النفس ،في ارث الحصيلة الفكرية الواردة علينا وباختلاف منابعها،في خلخلة العقل كبنية ضابطة عارفة منتجة للمعرفة ،في تماسكنا الاجتماعي/الاسري وتمرير اصول القيم الاصيلة لجيل المستقبل،في مكافأة النفس دنويا بملذاتها في حدود المباح ،في عملنا العقائدي /المعاملاتي للآخرة بحتمية موت الذات ،في تقدير الاختلاف وتعزيز قوة الاخلاق وسلوك المواطنة ... انا اثق في نفسي فانا لا احتاج الى تأهيل ،لكني ارتجي دعم المجتمع لي ،فالجسد الواحد اذا تداعى عضو فيه اعلن حالة الطوارئ بالسهر والحمى . فليكن نهجنا بالمعالجة الاستباقية قبل استحضار الدعم النفسي كبديل تاهيلي ،ودون الوقوف على وجوبية التأهيل كوصفة طبية يمكن ان تفيد او يستفحل بعدها الداء بالمرة... أستاذي محسن الأكرمين ...
قد تركت أفكارك...وقناعاتك ...وحروفك ...في الأستاذ فراغا لكنني أجد اسمك حاضرا في المنتدى بين الفينة والأخرى رغم صمتك ...
فهلا أمتعتنا برونق فكرك ؟ وألق حرفك؟ | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |