الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التواصل العام > منتدى النقاش والحوار الهادف



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2013-03-31, 13:21 رقم المشاركة : 1
الشريف السلاوي
مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية الشريف السلاوي

 

إحصائية العضو









الشريف السلاوي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية البرونزية

opinion خرافات الحبّ ..!!




عِفرا - أحمد سليمان العمري

منذ بدء البشرية وكلنا نضارب على الحب, نتسارع لنعيشه, نعاصره وننعم في ظله, منذ الأزل ونحن نعيش حالات شبيهة به, نحمله عبئاً هائلاً من مشاكلنا اليومية ومن إرهاصات نتنبأ بها حوله وجلاً من انتظاراتنا.
منذ أن أحسسنا الحب ونحن نبحث عن تعليل وتبرير لتصرفاتنا كان العقل هو الذي يدرسها ويقيمها ويخرج في النهاية بنتيجة لا علاقة له بها.
ما أكتبه عن هذه الحالة النفسية الجميلة هو كم من التجارب الشخصية ودراسات علمية عدة لعلماء النفس والاجتماع وإحصائيات كثيرة لتجارب واقعية.
ولأن الحب حالة نفسية فأنه من الصعب جداً للبحوث العلمية الوصول إلى نتيجة يتفق عليها الجميع, ولكن هذا لا يعني أن لا نتحدث عن هذه الحالة بصورة إجمالية عامة مع اختلاف الأشخاص والمجتمعات.
الحب نتعرف عليه من خلال التجربة, وهذه التجربة ومعاصرتها لا نستطيع قياسها في المختبرات وأجهزتها, ولكننا نستطيع وصفه وتصويره, ووصفه وتصويره هو أمر نسبي وحيثي من شخص لآخر.
بعد مراقبتي لسنين طويلة لحالات عدة وأشخاص مختلفة أطباعهم وأطوارهم وجدت أن الغالبية العظمى منهم لم يتعرفوا بعد على قدراتهم على الحب أو حجب الوسائل التي تؤدي إلى إحباطه أو وضعه في سجن والحكم عليه بعدم التحرر, وهذا يعود إلى عدم فهم السبل التي تنمي وتطور هذا الشعور الجميل الذي يلعب دورا فعالاً في حياتنا ويجعلنا كلنا عطاءً ونماء.
أنا هنا لا أقصد البتة في هذه المخطوطة تقديم مادة علمية جافة بحته, لا بل إثارة تطور المعرفة المتعلقة بالأشياء التي نحسها وتغيراتها علينا سلبا أو إيجابا ومدى تأثرنا بها أو تأثيرها علينا. ولهذا, سأقدم نقاط وأسميتها خرافات لفهم الناس الخاطئ لها, وأعتقد أن السواد الأعظم منهم يؤمن بصحتها أو لا يعيها ويسيره في كثير الأحيان عقله الباطن - وكم للعقل الباطن من سيطرة علينا – وتعمدت الاختصار في هذا الطرح لأني لو أردت كتابة خرافات كثيرة حول هذا الحس الجميل وفهم الناس الخاطئ له لما كفاني كتاب, إلا أنني طرحت بعضاً من الخرافات التي أشك في كثرة معتقديها, وهي:
الخرافة الأولى: الجنس يحرر النفس.
الخرافة الثانية: الحب في السنوات الأولى مختلف وأقوى.
الخرافة الثالثة: لا حب من غير غيرة.
الخرافة الرابعة: ما الحب إلا للحبيب الأولي.

الخرافة الأولى:
الجنس يحرر النفس.

الحب والجنس عمليتان قد تكونان في أحياناً كثيرة مرتبطتين يبعضهما البعض, إلا أنه من المهم أن لا نخلط بينهما, فالجنس من غير الحب ممكن والحب من غير الجنس يستطيع أن يكبر وينمو, هذا الشيء يعرفه الكثير إلا أنه للأسف يقع خلط في معظم الأحيان بينهم.
سيغموند فرويد, مؤسس التحليل النفسي, أعطى تطور وتحرر الطاقة الجنسية من الناحية الصحية العضوية والروحية اهتماماً كبيرا وذلك لدراسته لحالات كانت أوروبا حينها في بداية غرقانها في الجنس والإباحية مما أثر في النهاية على نتائجه وإعطائه هذا الموضوع كماً كبيرا, فقد كتب أشياء كثيرة قد تكون اليوم لا معنى لها مثل مرور الطفل بحالات جنسية في طفولته وهي التي تمحور حياته الجنسية عندما يكبر.
بعد سيغموند فرويد أتى فيلهلم رايش, ودرس الجنس من الجانب البيولوجي وعلل الضغوط النفسية أو النشاط الجنسي بأنه هو الذي يؤدي إما إلى إرهاق نفسي وبالتالي عضوي أو العكس وهذا لأن الضغوط التي تتسبب في شد عضلي بشكل عام, استمرارها يؤدي بالتالي إلى مشكلة عضوية أو نفسية صعبة مثل الانفصام في الشخصية.
دراسة هذين الباحثين في وقت تشابه من الناحية التاريخية والاجتماعية أودا بهما إلى نفس النتيجة رغم اختلاف وسيلة الدراسة والبحوث, ألا وهي, التحرر الجنسي يعني في النهاية تحرر المجتمع وتلقائياً راحته واستقراره و ارتقائه.
الجنس حالة قد تريح الروح من جانب, إلا أن للروح آلاف الحالات التي تحتاجها وتصبوا إليها النفس وتطلبها, والدليل بأن هناك كثرة هم الذين يمارسون حياتهم الجنسية بانتظام واستمرارية بيد أنهم لا يستطيعون قتل الضغوطات النفسية أو أزماتهم الروحية ولا يجدون السعادة لا بل أحياناً كثيرة تؤدي بهم كثرة العلاقات الجنسية إلى نتائج عكسية صعبة.
إنه من الأجدر بنا أن نبحث عن الحس الجميل ونعيشه ولا نبحث عن من يعلمنا الحياة, بل من يكتشف الحياة معنا.
من طور حياته الجنسية وتجاهل متطلباته الروحية وقدراته على الحب لن يجد الاستقرار النفسي الكامل.
لقد سيطر الجنس على العلاقة قبل الحب, حتى أصبح العامل المشترك بينهم مُتجاهل ولا يريد أحدا معرفته, حتى أن الطرفين ما عادوا عرفوا هل هذا الذي يعيشونه حب أم حالة شبيهة سيطرت الرغبة الجنسية عليها, وهذا الذي يؤدي في كثير من الحالات للإحساس بعدم السعادة والإرهاق النفسي الدائم, فقد كانت الطريقة للبحث عن السعادة عضوية بحتة خاطئة ونهج السعادة روحية نفسية قوامها عقيدة أنا أدين وأذعن قلبي وعقلي لها, الإيمان بقدسية الحب.
قال ابن القيم رحمه الله, بأن النفس تُطلق على الذات بجملتها، كقوله تعالى: ﴿كل نفس بما كسبت رهينة﴾, وهذا دليل قضية لا أنفيها بل أأكدها وهي ارتباط الحالة النفسية بالعضوية والعكس. وتطلق النفس على الروح وحدها، كقوله تعالى: ﴿يا أيتها النفس المطمئنة﴾، أما الروح فلا تُطلق على البدن، لا بانفراده ولا مع النفس. فالفرق بين النفس والروح فرقٌ بالصفات لا فرقٌ بالذات.
وللنفس صفات يسيرها صاحبها، إما بيقينه بأن الجنس ليس هو الطريق الوحيد للسعادة فتطمئن باعتبار طمأنينتها لربها بعبوديته ومحبته وبقدرته على حسه وحبه للأشياء من حوله، أو تلومه لأنها حيناً تأمره لإشباع رغباتها الجنسية بإفراط تعدد علاقاتها, حتى تودي به عوضاً عن السعادة إلى أزمات قد لا يخرج منها.


الخرافة الثانية:
الحب في السنوات الأولى مختلف وأقوى.

إن الرأي الشائع عند الناس بأن الحب في السنوات الأولى وحتى الأربعين أو الخمسين من العمر مختلف وله وجه جميل آخر. رأي لا صحة فيه, خاطئ, لأن الحب ليس مرتبطاً بعمر معين ينتهي في الستين أو في السبعين وحتى الثمانين, إنها حاله روحية تختلف من شخص لآخر ومن تجربة لأخرى, فالتجربة الأولى في بداية العمر تكون جميلة جداً ونحسها بكل مشاعرنا وبقوة وهذا لأننا ما عرفنا هذا الحس الجميل من قبل, فتكون كل الأشياء غير مهمة أمام هذا الحس, فيكون بالتلقائية أجمل منه عند الكبر, وهذا لأن الحب عند كثيراً من الأزواج يتقلص وما عاد الجنس شهياً جميلاً ومثيرا كما كان, تحول إلى روتيناً مملاً معتادا, وعلى الرغم من هذا يتمسكون في العلاقة لقناعاتهم وتنازلهم بأن هذا الشيء تطوراً تلقائياً لأي علاقة.
هل الحب طاقة تتطور أم تنفذ مع الوقت؟ القدرة على الحب هي ذات القدرة على الإحساس في العالم وبأنفسنا وإدراكها, فالحب طفل صغير يكبر ويترعرع في ظلال القلوب ومن يؤمن به بعيداً عن حسابات المنطق والمعقول, ومن ألحد هذا الحس الجميل فإن أطفاله يتيمة - فحبه هي أطفاله - تحبو نحوا حتفها فتموت قبل أن تتنفس الصعداء أو تتبسملِ, وفاز من رعى طفله حتى يكبر ويدرك مدى ارتباط هذه الحالة الروحية الجميلة بسعادته, فلا يتنازل عنها أبدا.
كل الذي ذكر آنفاً يحتاج إلى قوة وعي وإدراك وإرادة, فأحياناً كثيرة لا نعي سيطرة العقل الباطن علينا, وخاصة في المدن الكبيرة حيث المال والاقتصاد يلعبان دوراً فعالاً ومؤثراً في الحياة وبالتالي على الحس, فقد يتغرب عنا لأن الحس في مجتمع مادي كهذا لا يؤخذ بعين الاعتبار, فالانجاز والموضوعية والفهم الحاذق والنجاح هم قوامه, لا بل الشعور والعاطفة تعتبر دماراً ورجعيةً, فنهجرهما. فكر الناس مليء بالمال والاستهلاك والنجاح, كله يدور حول المصلحة المشتركة والحالة الاجتماعية والمضاربة مع الآخرين والتفكير الكبير في ضمان المستقبل والأطفال وعنايتهم. إذا كان الفكر دائماً مليء بهذه الاعتبارات ومراجعتها بشكل يومي, فستتقلص قدراتنا على الإدراك تلقائيا, حتى يحذف الحس من حياتنا ومعه الحب تدريجياً ويختفي ولا يعود له وجود حتى حبنا للطبيعة والأشياء تأخذ طابعا مختلفاً, وشريكة الحياة الحبيبة تصبح في زخم الأفكار التي لا تؤمن بغير الملكية شيئاً من الأشياء التي نملكها ودورها الوحيد الوظائف وإتمام الواجبات.
الأفكار ذات الشكل الواحد لا تؤدي في النهاية إلا إلى التوتر العصبي والإرهاق النفسي المزمن, فنحن لا نحس يوما بعد يوم كيف نخسر بمرارة حيويتنا ونموت روحياً فتموت قدرتنا على الحب معها. وهذا هو السبب يا قارئي الذي يجعل الحب مختلفاً في بداية العمر وعند الكبر, ما عادوا قادرين على فهم هذا الحس الجميل بسبب مللهم وعدم إحساسهم فلا يعود للحب مكان عندهم – كل التعازي الروحية سيداتي وسادتي- وقدراتهم على الحب تتراجع وتتفاقم عدم قدرتهم عليه أو إدراكه أو الإحساس به.
من المهم عندي أن لا يُحمل كلامي على مَحمَلٍ بأن هذا التطور طبيعياً مع الكبر, إنما السؤال الذي يطرح نفسه هو القيادة الحياتية وأدارتها وفلسفتها وكيفية التعامل معها والأسلوب.
شخص في الستين أو السبعين أو حتى الثمانين يحس ويعي ما يدور حوله ويقظته ايجابية وقادر على مواجهة نفسه والآخرين بنظرة مختلفة وقوة إدراك, تكون له القدرة تماما أو أكثر على الحب مِن مَن هم في مقتبل أعمارهم, الشيخوخة شيخوخة الجسد لا الروح, وبقاء شباب الروح مرتبطاً بالحس وقوة التأمل – والتأمل أعظم العبادات- ولهذا, ليس بالضرورة أن يكون الحب في مقتبل العمر مختلفاً عن آخره.
انه من المدهش سماع الذين لطالما بحثوا عن السعادة وما وجدوها, أخذوا الطريق الخاطئ لها, بحثوا عن المال والإنجاز والجاه والسلطة - وأنا أعترف بأن المال عصب الحياة, لكنه ليس كلها- واعتقدوا أن الحس لا دور له فأهملوه, لا عجب أن لا يلتقوا السعادة في طريقهم, فالسعادة نهج وزقاق ومدن رحبة لا يجدها إلا من آمن بالحس والعاطفة وجعلها ديناً له.

الخرافة الثالثة:
لا حب من غير غيرة.

"من باطن الحب تتفجر الغيرة" هذه هي عقيدة المحبين الرائجة, أسمعها دائماً تتبعها أنفاساً صعداء "ما الذي أستطيع فعلة لقتل غيرتي".
الغيرة أمراً دائماً شبه يومي نتعايش معها ولا نحتملها, نعتقد أنها هي ظلال الحب أو وجهه الآخر وهو أمر مسلم به لأنه مرتبط بالضرورة مع العاطفة ولا سبيل لنا للتخلص منه.
هل يمكن التغلب على الغيرة؟ قبل أن أجيب على هذا السؤال أود أن أقدم شرحاً عن أسبابها. إن الكائن المختفي خلف الغيرة هو حس لا يستهان به, الخوف, الخوف من خسارة من نحبهم أو أن لا ننال حبهم, لأن هناك شخص آخر قد يفوز بهم, أو لأسباب أخرى, قد تكون أحلاماً نعتقد أنها لن تتحقق معه أو حياة لن تكون جميلة لقلة ماله أو شهرته أو سلطته.
الخوف من أن أخسر الحب أو كينونته أو بعضاً منه على يد آخر, وكثرة هم من يحاولون السيطرة الكاملة على تفكير من يحبونهم حتى من ممارسته هواية, رياضة أو قراءة أو حب طفل من امرأة أخرى, أو أي شيء آخر غير مشترك بينهم, قد يولد له من خلاله حساً بالسعادة من ليس للآخر علاقة به.
من عنده حس الغيرة, عنده الخوف, الخوف من خسارة من يحبهم إذا كرس وقته أو بعضاً منه لشيء أحبه وهم لا يشاركونه إياه أو فيه, وليس بالضرورة أن يكون متعلق بحس شهواني لشخص آخر. الذي يبدو من الغيرة بجلاء في الدرجة الأولى هي الأنانية والخوف بعدم القدرة على ربط من نحبهم معنا بالصورة الكافية وهذا واضحاً مثل رابعة النهار, الإحساس بالملكية لمن نحبهم ونتعامل معهم بالعقل الباطن وكأنهم أشياء لا أرواح لها حريتها في أن تحب أو لا تحب أو تُقدِم على تصرف أو تتركه.
هذا النوع من الحب يولد الإحساس عند من نحبهم بالقيد وحصر القدرات التي تؤدي لعدم تطور الشخصية إلا في الإطار الذي يسمح لهم به.
عندما يرتبط الحب بالغيرة, أي علاقة الرجل بالمرأة فيبدو طبيعيا لكثرة تواجده ولأننا عرفنا هذا الحس مرة أو مازلنا نحسه, ولهذا السبب يكون هذا النوع من العلاقة عند كثيراً من الناس طبيعيا مسلماً به, فهم عرفوه ولا ينكروه على الآخرين, الغيرة في الحب وهذا الشيء لا شك فيه- حسب رأي العامة.
فلنفكر سوية بشمول ونكتب على ورقة خارجية كل التحيزات حول هذا الحس, سنجد بأن الحب عملية روحية لا ترتبط بالتلقائية مع الغيرة.
إذا أحببت فسأحس بإيجابية وأحس بالعاطفة, الحنان, الاهتمام, والخوف على من أحب والاحترام, إذا أحببت فسأعطي حباً, حباً فقط من غير أن أملكه أو أحاول تغييره أو أحجم قدراته, أحبه كما هو. الحب يبدأ عندما نكون أهلاً للعطاء والتعزيز, فيخلق عندنا كنتيجة تلقائية في انتظار أن ننال ذات الحس الذي أعطيناه لمن نحب وإذا تحقق هذا الشيء عند الطرفين يتولد عندهم الشعور بالحب, وهنا يبدأ عند الغالبية الإحساس بالملكية "أنا أحبه وهو يحبني, إذاً هو لي وأنا له" بدأ الخطأ الأول والأكبر, هذا هو الحس الذي يولد الغيرة فيما بعد, وبالتالي الألم الروحي.
الملكية في المجتمع الرأسمالي الاستهلاكي هو مفتاح التجربة والخبرة لمن يكبر وتتكون شخصيته في جماعات كهذه.
امتلاكه للأشياء شيء طبيعي ومنطقي وانتقال هذا الحس إلى كينونة الحب يحمل ذات الآلية والمفهوم, ولأن الحب قائم على قدرات يتخذوها شخصان ولأن الجماعات امتدادا لهم وبالتالي إلى المجتمع الاقتصادي الرأسمالي الذي لا يدار بالعاطفة بل بالمنطق والمعقول.
أنه من الواضح أن الأصل في الحب وشكله الفعلي لا علاقة له بالامتلاك وطرق الإدارة ووسائلها. الحب في شكله الحقيقي هو الأجمل إذا وقع بين اثنين من غير التفكير بأن يمتلك أحدهم الآخر, أو بربط أحلاماً مادية, أن لا يروا غير أنفسهم مجردين من أي فكرة مادية لا علاقة للحب بها, وأن يتخلوا عن شيئين هما العامود القائم عليه الحب الحقيقي أو هدمه, وهما الخوف أن لا نُحَب بالكم الكافي الذي نتمناه, والآخر امتلاكنا كينونة الحب كجسد مادي ونتعامل معه بموضوعية.
أنا أعي السؤال الذي سيراود الكثير الآن بعد هذا الطرح, "كيف سأتغلب على هذا الحس أو أتقبله إذا كان الخوف وحبي للملكية في تكويني؟"
الإجابة: فالنحب الحب كما هو ولا نعلق عليه ما هو براء منه, الحب لا يقبل بدلاً غير الحب, الحب يخلق عطفاً حناناُ رعاية واهتمام واحترام وتقبل.

الخرافة الرابعة:
ما الحب إلا للحبيب الأولِ.

هذه الخرافة الرابعة في مخطوطتي وليست الأخيرة في عقيدتي. الحب ليس حدثاً قدرياً نادرا أو حالة فريدة من نوعها, بل يجب أن يكون دائماً يومي.
كثرة هم الذين يعتقدون بأن الحب لا يأتـي إلا مرة واحدة في العمر أو مرتين, إذا كنا أهلاً للحب فأننا نعشق ونهوى مراراً وتكراراً ونستطيع أن نحس الحب في العمر مرات كثيرة, بشرط أن تكون لدينا القدرة عليه وعلى استيعابه.
يصحو الآن بالتأكيد سؤال آخر من الغمرة, هل يستطيع أحداً أن يحب اثنين أو ثلاثة في آن واحد؟ الإحساس بالكَلَف والهيام والغرام لمن هو متعطشة روحه إليه يستحوذ على كل حسه واختلجات نفسه مع الحبيب فلا تكون مساحة أبداً لآخر في كيانه, وبعيدا عن هذا الحس المفعم القوي المليء بالتولع والهوى يستطيع أحدا له القدرة على الحب بأن يحب أكثر من شخص في آن واحد بذات الحب وذات الكثافة رغم وجود اختلاف بينهم في الأطوار.
ولأننا نعتقد بالحب الكبير الذي يزعم الكثير بندرته فإنه من الطبيعي أن نصف من يحب اثنين في آن واحد بـ "دونخوان" سيء السمعة, لأن أحداً لا يريد أن يصدق إمكانية حب اثنين في نفس الوقت.
فقط الحب النقي الذي لا يرتبط بالضرورة أو يندمج بالتضافر مدى الحياة وهذا ربط نفسي طبيعي, وليس من الطبيعي تقليدية وعادات شعوب لا يتناسب هذا الفهم مع فكرها.
ولأننا الآن نتحدث عن الحب فلنتحدث عنه أيضاً من الجانب النفسي والدور الفعال الذي يقوم به مستثنيين آراء السياسيين, الشيوخ, الكهنة, المعلمين, الفلاسفة والصحفيين.
من عنده القدرة على الحب ومنفتح على العالم له القدرة أن يحب آخرين بغير حدود بعادات وتقاليد وديانات خارج حدوده. هذه الحالة الروحية تتغلب على كل الحواجز التقليدية التي وضعها البشر لتخدم مصالحهم الشخصية حتى أصبحت اليوم ديناً ومنهجاً ودستوراً ومن لا يذعن عقله وقلبه له خارج عن القانون. إن الحب يخبئ معه سر السعادة في الحياة وأمامه تتلاشى كل الأشياء وتصبح غير مهمة ومعها حتى الفضيلة والإخلاص. من له القدرة على الحب لا يسأل عن الحب الكبير لأنه لا يرى في كل حب يعيشه غير الحب الكبير من غير اختلاف, فالاختلاف هو في شرائح المجتمع والشخصيات التي يحبها, فهو لا يحب الاختلاف بكم وكثافة مختلفين, هو يحب الفرد بحد ذاته وتصرفاته لا يفرق بينهم, ليس هناك الحب الكبير, كل الحب هو حباً كبيراً من غير قيود مع اختلافه وتقلباته في بحار الحياة.
فالنحب الحياة, ونحب الأشياء كلها, نحب الشجر والحجر نحب المدن والعواصم, وأحبها إلي التي يحفها نهر ويتخللها شجرٌ وهمسها في الليل نبضٌ ونسائها ملكت الدرهم والدينار فما عاد يعنيها, فأحبت الحب لأجله. كنت أبحث عن مدينة فاضلة كهذه أحبها لتكون وطني من بين الأوطان وأطلت البحث يتلوه خيبات أمل تجاوزت الناطقين بلسان العربية, وخرجت يوماً والمساء متجهاً نحو الراين وجلست في المقهى المعتاد أمام النهر – فهو دائماً كان يسمعني- أرمي بتجاربي واشكي له همي من نساء الموانئ كنت أحببت جميلة منهن, ما كنت أعرف أنها تنتظر رُباناً تعتقد أنه سيأتي لها بكنوز وجواهر, ما عَرَفَت أنها ستكون عنده قطعة يملكها, فأحبت كل بحّار ترسي مراكبه عند نهديها... وقبل المغيب كعادتي بلحظات عدت كأني ما حزنت يوماً ولا خُدِعت, أسترق البسمات من وجوه المارة والأشياء, فاكتشفت أني قضيت أكثر من نصف عمري أبحث عن المدينة الوطن وإذا بها هي التي منذ أن صحت ذاكرتي على الحب أسكنها.
مازلت أحب, وأعاني أعاصيره وزلازله وبراكينه, لن أتنازل عنه أبدا, لا أمان معه ما دام القلب نابضاً به, ليس هناك جداراً واقياً من رصاصه, سأعشق وأغرم وأحترق وستطفأ ناري وأحترق مرة أخرى وثانية وثالثة وألف مرة, سأستيقظ من جديد وسأحب من جديد وأغرم حتى آخر أنفاسي ليكون آخرها جميلاً مزركشاً بعاطفة ما تركتها يوماً... وكثير القبل. وقتها سأصرح بأني أخذت كل حظي من الحياة كلها وإن بكت عيني وتقرح قلبي كي أعيش هذا الحس, وأعلن أنني متحملٌ مسؤولية عواقب الذي يليه بحب ورضا, ولأني عشت الحب مؤمناً مطمأنة نفسي به, سأموت عليه مستسلماً وروحي هادئة آمنة... وأنتم؟ كما لم ترضوا مالاً بوطن بدلاً, لا تقبلوا عن الحب بغيره بدلاً, ستذكركم كلماتي بأنكم ستسعدون, وحينها تقبلوا مني كل الحب ولا تقبلوا مني بغيره بدلا.







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=634972
التوقيع


" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "
    رد مع اقتباس
قديم 2013-03-31, 14:51 رقم المشاركة : 2
الشريف السلاوي
مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية الشريف السلاوي

 

إحصائية العضو









الشريف السلاوي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية البرونزية

افتراضي رد: خرافات الحبّ ..!!





التوقيع


" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "
    رد مع اقتباس
قديم 2013-03-31, 16:02 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: خرافات الحبّ ..!!


أخي الكريم الشريف...
لله در قلب المحبين كم يحمل من أحاسيس !
ولله در كاتب الموضوع كم فلسف الحب وكم تعب في ربطه بالمنطق!



وما أروعك أخي الشريف حين جعلتنا في حديقة المنتدى نشم عبق الحب ...وننثر أريجه بين السطور!




العلاقة الجدلية بين العقل والقلب
بين المنطق والحس الذي لا يعترف إلا بمشاعره...فالأحاسيس يصعب تقييدها ودراستها وتقويمها لأنها نابعة من الكينونة البشرية التي لا تخضع لأية مقاييس علمية ...فيبقى الحديث عن الحب مجرد تخمينات واجتهادات إنسانية قابلة للخطأ وقابلة للصواب على حد سواء.

الذي يهمني في مناقشة الموضوع أخي الشريف...الحديث عن الحب ذلك الإحساس الراقي الذي به يرتفع الإنسان من مقام الحيوانية البهيمية لمرقى أرفع،الإنسان الذي هو مادة وروح...لن يسعد إلا إذا روى خصائص كينونته بما يشبعها،فالجسد (المادة) يحتاج للإشباع (إشباع الرغبات)عن طريق الجنس ،ولكن الروح لا يشبعها سوى الحب ،والحب كما أحسه في أعماقي...معانيه شاملة ومتعددة: أجد بداخلي حب الله مزروع لا تقتلع جذوره وحب رسوله وحب دينه وكل ما يتعلق به من قيم وأخلاق وسلوك...أجدني أحب الصدق والوفاء والإخلاص وأتفانى في ذلك...هذا النوع من الحب أجده لا يتزعزع ولا يتغيروسيبقى ما دامت الروح باقية...
النوع الثاني الذي أجد بين حناياي:حب الحياة وحب نفسي وذاتي...قد يتهمني أحد بالأنانية ولكنني لن أكذب على نفسي ولا على الآخرين،نعم أحب ذاتي وأحب كياني...أحب استمتاعي بالحياة والسعادة بها وحشو ذاتي بكل ما يدخل عليها البهجة والسرور...لا أدري كيف أصنف هذا النوع من الحب ولكنه حب ذاتي .
النوع الثالث من الحب الذي أشعر به ينساب في دواخلي...حب الوالدين وحب الأبناء وحب كل من له علي فضل وجميل...أحمل لهم في عمقي حبا لو فقدت واحدا منهم لتمزق داخلي تمزقا أعجز حتى على وصفه...

النوع الرابع الذي أحشو به خوالجي ...حبي للحبيب
هذا الحب الذي يرتبط بالعطاء والتقدير والإهتمام وتمني الخير للمحبوب ...شعور أفضل البوح به في قسم الشعر والخاطرة وليس هنا.
لأن الحديث عن الحب بروعة أحاسيسه وفيض مشاعره لن يفهمك ولن يتذوق حديثك عنه إلا من يذوق طعمه مثلك.
فقاسي القلب من لا يحب لا يمكنه الشعور به والإحساس بجماله ورقته مهما صورت له ومهما وصفت له...

أنا لا أتفق مع كاتب الموضوع في أحد الخرافات (التي سماها خرافات) اعتبر أن عمر الإنسان لا يؤثر في الحب ...أعتقد أن الحب يتأثر بسن وعمر الشخص فحب المراهق هو مجرد أحاسيس عابرة ما تزال في طور النمو،لكن العشريني والثلاثيني وكلما اقترب للأربعين ...تقترب معه مرحلة النضج...وأعتقد أن الحب يتأثر بالنضج الوجداني والفكري معا. وكلما نضج الشخص كان حبه ناضجا...هذا اعتقادي .

كما أذكر أن للحب مؤثرات تؤثر فيه وفي عمقه ونضجه فزمن المثاليات والقيم سمعنا عن حب عذري قتل أصحابه...كحب قيس وليلى...وحب جميل...وقائمة الحب العربي طويلة تنم عن أروع قصص الحب العذري المتدفق بل القاتل. لكننا اليوم زمن الماديات وزمن السرعة أصبح الحب سريعا ويتفاعل مع المصلحة تفاعلا رهيبا...نجد العذرية قد تقلصت إن لم نقل انقرضت...صار الحب يتلون بالماديات تتناثر حروفه بين صفحات الانترنيت (الشات على المسنجير والفيسبوك...).

علاقة الحب بالغيرة...أعتقد أن هناك علاقة دقيقة جدا بينهما،وإن كانت الغيرة إجمالا تقتل المعاني الراقية للحب،فالغيرة عذاب للمحبوب،بينما الحب عطاء وتقدير وحماية ...

أخي الشريف ...ما أحوجنا للحديث عن الحب في زمن الماديات ونحن نركض فيه لقضاء مصالحنا


أخي الشريف دمت راقيا...






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2013-03-31 في 18:40.
    رد مع اقتباس
قديم 2013-03-31, 17:59 رقم المشاركة : 4
Abderrahman1
مراقب عام
 
الصورة الرمزية Abderrahman1

 

إحصائية العضو







Abderrahman1 غير متواجد حالياً


وسام 3 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المشارك

افتراضي رد: خرافات الحبّ ..!!


عجيب أمرك أيها الحب.. كيف تسلب القلوب و تحييرالألباب ...و تعطي للحياة معنى ..ألوانا و عطرا ..أنت بنكاهات مختلفة و فصول ...تروي حكاية الإنسان حين يفيض انسانية...باقة أحاسيس مركبة متداخلة عنيفة و هادئة ..بدونها يبقى مجرد فزاعة..لا أكثر .

أنت كلمة ..أروع كلمة إن تغدت من رحيق طيب الإخلاص و الوفاء و سمت قزاحية في عنان الآفاق تداعب خيوط الشمس و ترسم أحلاما سعيدة لا يكدر صفوها رماد لون و لا جفاء .





    رد مع اقتباس
قديم 2013-03-31, 19:33 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: خرافات الحبّ ..!!





قصة الحب العذري






عرفت قبيلة عذرة فى أيام بني أمية بهذا اللون من الحب، ونسب إليها، واشتهرت به وبكثرة عشاقها المتيمين الصادقين في حبهم، المخلصين لمحبوباتهم، الذين يستبد بهم الحب، ويشتد بهم الوجد، ويسيطر عليهم الحرمان، حتى يصل بهم إلى درجة من الضنى والهزال كانت تفضي بهم في أكثر الأحيان إلى الموت، دون أن يغير هذا كله من قوة عواطفهم وثباتها، أو يضعف من إخلاصهم ووفائهم، أو يدفعهم إلى السلو والنسيان.

وقديماً قال رجل منهم : "لقد تركت بالحي ثلاثين قد خامرهم السل وما بهم داء إلا الحب".
وسئل آخر : "ممن أنت؟" فقال : "من قوم إذا أحبوا ماتوا"، فقالت جارية سمعته : "عذري ورب الكعبة".
وليس من السهل أن نحدد تماماً الأسباب التي جعلت هذه القبيلة تشتهر بهذا اللون من الحب ليصبح ظاهرة اجتماعية تعرف بها وتنسب إليها، وإن يكن القدماء قد حاولوا رد هذا إلى رقة قلوبهم وجمال نسائهم.
سئل أعرابي منهم : "ما بال قلوبكم كأنهم قلوب طير تنماث كما ينماث الملح! أما تجلدون ؟
فقال : إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها".
وقيل لآخر : " يا هذا بحق أقول إنكم أرق الناس قلوباً".
ويقول ابن قتيبة : "والجمال في عذرة والعشق كثير".

ولكن هذه المحاولات تبدو غير كافية تماماً لتعليل هذه الظاهرة، إذ تظل معها الأسئلة واردة :

هل كانت عذرة حقا أرق العرب قلوبا وأجملها نساء ؟

ومن ذا الذى يستطيع أن يدعي أنها امتازت من بين جميع القبائل العربية بالرقة والجمال ؟

وإذا صح هذا الادعاء فكيف نعلل ظهور هذا الحب في غيرها من القبائل ؟


عذرة لم تنفرد وحدها من بين القبائل العربية بهذا اللون من الحب، وإنما ظهر أيضاً في غيرها من القبائل كقبيلة بني عامر حيث ظهر مجنون ليلى قيس بن الملوح، وقبيلة بني كنانة حيث ظهر قيس بن ذريح صاحب لبنى.

فالمسألة ليست مسألة عذرة وحدها، والحب العذرى ليس وقفاً عليها دون غيرها من القبائل، ولكنه لون من الحب عرفته البادية العربية مع غيره من ألوان الحب المختلفة مرده الأساسى إلى المزاج الشخصي الذي يدفع بعض الناس إلى اللهو والمجون والشرك في الحب، كما يدفع بعضهم إلى الوفاء والإخلاص والتوحيد فيه، ثم إلى طبيعة الظروف التي تحيط بالعاشق أتدفعه إلى اللهو والعبث أم ترده إلى الطهر والعفاف؟

فالمسألة ليست مسألة عذرة وحدها، ولكنها مسألة المجتمع البدوى العربي في مجموعه، وهذا اللون من الحب هو التعبير العاطفي الطبيعي في هذا المجتمع، حيث تسيطر تقاليد خاصة ومثل معينة على الحياة الاجتماعية فيه، فتخلق هذا اللون المتميز من ألوان الحب الروحي.

فالمسألة ليست مسألة أن "الجمال فى عذرة كثير"، أو أن قلوب أبنائها" كقلوب الطير تنماث كما ينماث الملح"، ولكنها مسألة مجتمع البادية العربية بتقاليده ومثله المسيطرة عليه، في عذرة وفي غير عذرة من تلك القبائل التي كانت تنزل في البادية العربية ، في نجد وفي شمالي الحجاز.

أما انتشار هذه الظاهرة فى عذرة ذلك الانتشار الذي صوره أحد أبنائها بأنه ترك في الحي "ثلاثين قد خامرهم السل وما بهم داء إلا الحب"، فلا يمكن أن يفهم إلا على أساس فهم الظواهر الاجتماعية عامة، فهي "عدوى اجتماعية" جعلت من هذا الحب بدعا بين شباب القبيلة يلعب فيه التقليد دورا كبيرا يدفع كل شاب إلى صاحبة له ليعرف بها كما عرف غيره من شبابها بصاحباتهم، ثم تتدخل الظروف الاجتماعية لتطبع هذا الحب بالطابع العذري المعروف، فالمسألة فى حقيقتها ظاهرة اجتماعية انتشرت كما تنتشر سائر الظواهر الاجتماعية على أساس من العدوى والتقليد.

أما لماذا نسب هذا الحب إلى عذرة دون غيرها من القبائل؟ ففي أغلب الظن أن السبب في هذا يرجع إلى أنها هي التي مثلت هذه الظاهرة الاجتماعية أقوى تمثيل، لكثرة من عرف من عشاقها الذين رأى فيهم الرواة المثل الكاملة لهذا الحب، والنماذج الدقيقة له ، والألسنة المعبرة عنه أدق تعبير وأروعه ،وخاصة عند جميل بثينة الذي يعد بحق أروع مثل له، وأدق نموذج عرفته البادية منه، وأقوى الألسنة تعبيراً عنه، وأشهر من لمع اسمه في تاريخه.

وربما يرجع السبب أيضاً إلى أن أقدم من عرفه الرواة من أصحاب هذا الحب في العصر الأموي، وهو عروة بن حزام، كان عذريا من قبيلة بني عذرة.







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 22:33 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd