2013-03-11, 15:18
|
رقم المشاركة : 9 |
إحصائية
العضو | | | رد: انجاز لوحة تعبيرية حول مناهضة العنف ضد النساء | يشهدعصرنا الحاضر تغير كثير من المفاهيم بفعل تغير ظروف الزمان، وتطور الوعي ، وتنامي دائرة الفكر والمعرفة، و هذا لا يعني ان هذا التغير هو شيء ايجابي بالمطلق او سلبي بالمطلق ، والمرأة في ظل المتغيرات المتسارعة ليست منفصلة عما يحدث حولها، وعما يصدر في شأنها من أفكار تهدف الى صياغة رؤية جديدة لها في ظل عولمة يراد تعميمها ، فالمرأة تشكل بؤرة وجوهر التغيير في المجتمع على اعتبار أنها أحد أهم مكوناته الأساسية ، فقد تطورت مسيرتها وأساليب حياتها بفعل انخراطها في مجالات العلم والعمل فأصبحت إنسانة مختلفة عما كانت عليه سابقا ، لاسيما أنها وصلت مراحل علمية ووظيفية عليا، وأصبحت ناشطة حقوقية وسياسية واجتماعية.... فالمرأة شريك الرجل في كل مناحي الحياة. فالمتأمل لواقع المجتمع اليوم يجد أن موجة التغيير الاجتماعي الذي يرفع شعاره الغرب، قد دبت في جسد المرأة المسلمة، وتشرب هذا التغيير بعض النساء المسلمات ويدعين إليه، ويدافعن عنه. هذا التغيير الذي يسعى إلى تسويق قيم الحضارة الغربية الماديةالتي اخترقت المجتمع الإسلامي وأجهِزت عليه بكل وسائل الغزو الفكري، واستنسخ المرأة المسلمةلأنموذج المرأة الغربية في التفكير والفكر، وفي الاخلاق والسلوك، وفي السفوروالتعري، وفي الشذوذ والتمرد... فظهرت نخبة تتبنى قيم الغرب نمطاً للحياة بديلاً عن نمط الحياة الإسلامية، وقد استطاعت هذه النخبة السيطرة على الإعلام والفكر والكتابة، وأصبحت تسوِّغ للتبعية الفكرية الغربية، ويبدو أن شهية الغرب بدأت تتجه إلى "عولمة الاجتماع والثقافة" فالاجتماع أساسه الأسرة، والثقافة أساسها القيم الدينية. وبشكل عام فإن الغرب تبنى سياسة تفكيك المجتمعات وأعد جندرة تدعو إلى تدمير كل الفوارق الطبيعية بين المرأة والرجل . لتذويب مؤسسة الأسرة والقضاء على الحياة الأسرية واحتدام الصراع بين الرجال والنساء . وبذلك ضرب مواطن القوة التي تحفظ للمجتمع قوته وتماسكه،.حيث باتت المرأة في عصرنا الحالي، أحد المحاور الأساسية التي يدور حولها النقاش، وتحاك حولها المؤامرات، وتلقى على عاتقها تبعات الكثير من الأمور،فإن أخطر ما تواجهه المرأة اليوم هو التنظير لها والكلام عليها بكلام مطلسم يستخدم مصطلحات رنانة .والمرأة المسلمة، بما تحمل من «ثقافة اسلامية»، تواجه تحديا خطيرا من تداعيات « العولمة»، وتتجلى خطورة هذا التحدي في ما تملكه «العولمة» من آليات ووسائل وقنوات وروافد ضخمة وقوية للتبشير بأفكارها وقيمها ومثلها، والعمل بجد وتخطيط من اجل تهميش كل ثقافة مغايرة لثقافة العولمة! وفي ظل هذا الواقع الجديد، فان المراة المسلمة مطالبة اكثر من اي وقت مضى، بالارتقاء الى مستوى التحديات الراهنة، والاستفادة من الفرص الجديدة والمفيدة مع ضرورة فهم الثقافة الاسلامية واستيعابها،والالتزام بثوابتها، ورفض اي منتج ثقافي يتصادم مع ثقافة الاسلام ، و الاستجابة لمتطلبات العصر وتحولاته والانفتاح على ثقافة الآخر مما لا يتعارض مع الثقافة الاسلامية ، واتقان استخدام المنطق والحوار والدليل والبرهان لتركيز وتجذير القيم الاخلاقية والمفاهيم الاسلامية، حتى تتمكن من المحافظة على هويتها الاسلامية. مع ضرورة توعيتها بما يحاك ضدها من مخططات لتغييرها ومسخها عن عقيدتها، ومواجهتها بالخطر القادم نحوها والتصدي لهذا التيار وإيقاف زحفه نحوها،؛ فالنعامة لا ينجيها من براثن الأسد دس رأسها في التراب. فعلى المرأة المسلمة أن تخلق لنفسها نموذجا لائقا بها ترفض فيه التقاليد البالية والظالمة، نموذجا يرنو بها إلى مستقبل يفتح عينيها على كل الجهات "شرقها" و "غربها" دون أي تعصب لتنهل من المكتسبات الجيدة، نموذجا يسعى إلى عالم يتمتع بالأمن وسلامة العيش، عالم خال من الظلم الجنسي والاستغلال الطبقي والفقر والحرمان. فالمرأة اليوم يراد منها الكثير، وتحتاج إلى الكثير أيضاً، كي تستطيع فرض نفسها، كمسلمة أولاً، وكعضو فاعل في الأسرة ثانياً، وكعضو فاعل في المجتمع ثالثاً. فهل تستطيع ذلك ؟ هل تستطيع المحافظة على مكاسبها الشرعية في مواجهة التحديات الجديدة وتثبت على ثوابتها؟ ما هي الأهبة التي تلزمها لتعينها على تحمّل مسؤوليتها في عصر الافتتان.وكيف تخرج من هذه الدائرة ؟! | |
| |