تحية نضالية للأنامل التي ماتزال قادرة على الجهر بالرفض في وجه المتنفدين النقابيين الذين يجسدون بحق أزمة النقابات العاملة بالقطاع على امتداد ربوع الوطن الحبيب.
لقد استهواني هذا النقاش أولا لأنه يمثل ظاهرة عامة تتطلب البحث و التحليل ثم لأن الموضوع يهم جوهر وماهية العمل النقابي.
فبكثير من الموضوعية والتجرد يمكن الجزم بأن نقاباتنا الأكثر تمثيلية انزلقت الى صف الادارة منذ زمن بعيد وباتت تؤدي أدوارا مشبوهة لا تخدم مصالح الشغيلة العاملة بالقطاع .إن هذه الأدوار الجديدة للعمل النقابي تم تغليفها بعبارات منمقة تخفي القبح الحقيقي الذي بات يمارس باسم النضال النقابي. ومن تلك العبارات : التدبير التشاركي-التدبير المتعدد الأطراف -الشركاء الاجتماعين-الفرقاء....
والحقيقة أن ثقافة الحوار و التشاور التي أصبح الجميع يهتف بها ما هي الوجه الحقيقي لثقافة الانبطاح و الاستلام لخيارات الحكومة و التي لم تكن في يوم من الايام خيارات شعبية وطنية .و عليه فمن كان يجلس لطاولة التفاوض تحت يافطة التدبير التشاركي إنما كان يفعل ذلك في أحيان كثيرة للحصول على نصيبه في الكعكة وإلا كيف نفهم أسبقية النقابي في النقل والتنقيل والترقي في السلم والمهام المذرة للربح الحرام و الثروة التي التي ينعم بها بعض المتنفدين في بعض المكاتب النقابية؟