أشكركم جزيل الشكر على هذا الموضوع و الذي يبعث بصيصا من الامل في هذا الجو البئيس الذي يحيط بأسرة التعليم
إن مهنة التعليم هي صنعة و فن
حبّ المهنة يسري في عروق كل ضمير حي لانه يؤمن برسالته و الأمانة السامية و النبيلة التي في عنقه
و هذا الحب و هذا الضمير يولدان الاخلاص و الاجتهاد و البحث عن تحسين المردودية و الفعالية
و إن بمجهودات فردية و تطوعية
لكن الذي يحز في النفس هو انقلاب موازين القيم لدى شرائح من المجتمع و لدى القيّمين و المسؤولين عن الحقل التعليمي و غياب العدالة في الحقوق
و الذي أنتج جوا من الاحباط و اللامبالاة و إلقاء عاتق الأمانة على الغير من طرف بعض الفاعلين في الحقل التعليمي
و أعيد هنا كلمات كتبتها سابقا
إن من يمارس في القسم ليس كمن يجلس على أريكة في مكتب مكيّف
إن من يمارس في القسم ليس كمن ينتقد و ينظّر و يحلّل و هو جالس في مقهى أو في ندوة أو في حوار
إن من يمارس في القسم ليس كمن يكتب التقارير و الدوريات و المذكرات و المراسلات
إن من يمارس في القسم ليس كمن يعطي التوجيهات و يضع المناهج الدراسية
إن من يمارس في القسم أكثر هؤلاء معرفة بالإكراهات و المشاكل و المعيقات
إن من يمارس في القسم أكثر هؤلاء تجسيداً للداء الذي ينخر منظومة التعليم
إن من يمارس في القسم أقدر من هؤلاء على اقتراح حلول عملية و فعالة و مباشرة لكثير من الاختلالات
لكنهم لا يريدون
إنهم يعرفون و يعرفون و يعرفون
و لكن لا يريدون أن نعرف أنهم يعرفون
و لا يريدون أن يعترفوا بأننا نعرف ما يجب أن يفعلون
فانتبهي يا أسرة التعليمكيف يريدون للأستاذ الذي يهينونه أن يعلّم العزة للتلاميذ
كيف يريدون للأستاذ الذي يذلّونه و يحطّون من كرامته أن يعلّم الأنفة و الكرامة و الشخصية المتّزنة للتلاميذ
كيف يريدون للأستاذ الذي يعتبرونه رقما استدلاليا أن يعامل التلاميذ كأبنائه و إخوانه
كيف يريدون للأستاذ الذي ينعتونه بأشنع الصفات بحملة إعلامية ممنهجة أن يكون قدوة و مثالاً للتلاميذ
كيف يريدون للأستاذ الذي يعتبرونه بيدقاً يطبّق الأوامر في المذكرات و المراسلات و تفاصيل المقرّرات أن يعلّم التلاميذ روح المبادرة
و تطوير الشخصية
لكنّنا سنقوم بواجبنا و سنعلّم تلامذتنا حسب جهدنا المتواضع و الفردي
و سندافع عن المدرسة العمومية رغم محاولاتهم الجاهدة لهدمها
و لن نسكت عن حقوقنا
فانتبهي يا أسرة التعليم