2012-10-17, 19:28
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: .☆*☆ (إِنِّـي ذَاهِـبٌ إِلَـى رَبِّـي - رحـلة الحـج - ) ..☆*☆ | قد يقول قائل : " لماذا نتكبد المشاق لنذهب إلى الله في رحلة الحج ؟ لماذا هذه الرحلة المضنية والله معنا, بل هو أقرب إلينا من حبل الوريد ؟ ما الداعي إلى السفر والارتحال لنقف فوق عرفة ندعوه فيها وهو القائل:" إني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" [البقرة: 186] ؟! " فأقول : 1- الحقيقة أن الله (قريب منا) حقاً وصدقاً, ولكننا (مشغولون على الدوام بغيره) .. إنه لا يقيم دوننا الحجب, ولكننا نحن الذين نقيم هذه الحجب : نفوسنا - بشواغلها وهمومها وأهوائها- تلفنا في غلالات كثيفة من الرغبات .. وعقولنا تضرب حولنا نطاقاً من الغرور .. وكبرياؤنا يصيبنا بنوع من قصر النظر, بل والعمى في بعض الأحيان .. فلا نعود - بسبب من ذلك كله- نرى أو نحس بشيء سوى نفوسِنا . 2- إن شد الرحال إلى مكة, وتكبد المشقات والنفقات, هي وسائل مادية للتخلص من هذه الشواغل, وتفريغ القلب لذكر خالقه, وإيقاظ الحواس على حقيقة القرب القريب لله - جل جلاله- . 3- ومن هنا كانت كلمة (عرفة)؛ فبعد رحلة من ألوف الأميال يتيقظ القلب على (معرفة)؛ فهو (يتعرف) على ربه و(يكتشف) قربه, كما (يتعرف) على نفسه و(يكتشف) بعدها عنه تعالى. 4- والحج في معناه (خروج) .. خروج من دنيانا إلى دنيا الله .. خروج من اعتدادنا بأنفسنا إلى الاعتداد به سبحانه .. خروج من العبودية لـ (الأسباب) - من مال وولد وأرض وعقار ومنصب وسلطة ونفوذ وجاه- إلى العبودية لـ (سبب الأسباب) .. خروج من حولنا وقوتنا الموهومتين إلى حوله وقوته المتيقنتين .. خروج من إرادتنا إلى إرادته, ومن رغبتنا إلى رغبته .. " من أسرار الحج - دراسة في فقه الدلالات والمقاصد .. تأليف/ يحيى رضا جاد" | |
| |