إن من يمارس في القسم ليس كمن يجلس على أريكة في مكتب مكيّف
إن من يمارس في القسم ليس كمن ينتقد و ينظّر و يحلّل و هو جالس في مقهى أو في ندوة أو في حوار
إن من يمارس في القسم ليس كمن يكتب التقارير و الدوريات و المذكرات و المراسلات
إن من يمارس في القسم ليس كمن يعطي التوجيهات و يضع المناهج الدراسية
إن من يمارس في القسم أكثر هؤلاء معرفة بالإكراهات و المشاكل و المعيقات
إن من يمارس في القسم أكثر هؤلاء تجسيداً للداء الذي ينخر منظومة التعليم
إن من يمارس في القسم أقدر من هؤلاء على اقتراح حلول عملية و فعالة و مباشرة لكثير من الاختلالات
لكنهم لا يريدون
إنهم يعرفون و يعرفون و يعرفون
و لكن لا يريدون أن نعرف أنهم يعرفون
و لا يريدون أن يعترفوا بأننا نعرف ما يجب أن يفعلون
فانتبهي يا أسرة التعليم
منهجية المناهج الدراسية تنبني على إنتاج:
تلميذ ليس له علم و إنما مزود بمعلومات
تلميذ لا يفكر و إنما يطبق
تلميذ لا يحلّل و يستنبط و إنما يعيد حرفيا ما أُعطيَ له
تلميذ بعيد عن التكوين الهادف القائم على مبادئ العلوم و منطق الأشياء و تدرج المفاهيم و البناء السليم للمعرفة
تلميذ ليس له الشخصية القادرة المتّزنة الواثقة و إنما التّائهة الضائعة المنجرّة لكلّ الموجات التي تصادفه
تلميذ ليست القيم و المبادئ السامية هي قدوته الناجحة في الحياة
تلميذ لا يرى أن التنافس الدراسي الشريف هو أحسن الطرق للنجاح الصحيح
و هذا كله مدروس بعناية و غايته واضحة
فانتبهي يا أسرة التعليم