الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > منتدى المواضيع العامة > منتدى المواضيع المميزة


منتدى المواضيع المميزة لا مكان هنا للمنقول .. خاص بإبداعات الأعضاء من مواضيع حصرية مميزة ..


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2013-06-22, 19:13 رقم المشاركة : 11
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تأملات في عمق الذات


بارك الله فيك أختي أم الزهراء وفي بصمتك الهادفة التي أضافت للموضوع قيمة وأهمية
تحيتي لك ومودتي...






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2013-06-23, 09:37 رقم المشاركة : 12
حميد يعقوبي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية حميد يعقوبي

 

إحصائية العضو








حميد يعقوبي غير متواجد حالياً


وسام المشارك في المطبخ

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

افتراضي رد: تأملات في عمق الذات


الأنانية هي حب الإنسان لنفسه وعشقه للسيطرة والتملك , وهي ( الأنا ) التي تجعل الإنسان لا يرى إلا نفسه ولا يهتم إلا بشخصه هو , وهي غريزة فطرية في كل إنسان إذا كانت في حدود معرفة مقدار الذات ووضعها في موضعها , أما إذا تجاوزت حدود الذات إلى الغرور والتكبر واحتقار الآخرين واستصغارهم وتسفيه آرائهم , والسعي إلى السيطرة عليهم فهنا مكمن الخطورة وأصل الداء .

لذا فإن الشخص الأناني لا يجُبُ الاعتراف بالخطأ ويظن نفسه دائمُ الصواب وأنه من المعصومين عن الزلة والمعصية , وهو يجهل بأن الاعتراف بالخطأ دليلٌ على احترام عقول الناس , ولأن الأناني ليس لديه مُحرمات بل يُحلل لنفسِه كل شي ما دامت مصلحتهُ موجودة، والأنانية هي مرضٌ نفسي يحتاج للعلاج وهي أكبر سببٌ لأداء المُحرمات والأخطاء الشنيعة , والأنانية هي داءٌ مدّمر لصاحبه فالأناني لا يُحبُ أحداً مشاركتهُ أي شيء بل يُحبُ أن يرى غيره يشقى وهو يرتاح ويُحب مصلحته فقط .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَأْخُذُ مِنْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ ، فَيَعْمَلُ بِهِنَّ ، أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا ، ثُمَّ قَالَ : اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا ، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ. أخرجه أحمد 2/310(8081). و\"التِّرمِذي\" 2305.






    رد مع اقتباس
قديم 2013-06-23, 21:47 رقم المشاركة : 13
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: تأملات في عمق الذات


السلام عليكم
لقد ألفنا مواضيع شيقة و هامة و عميقة من طرفكم، بارك الله فيكم و بارك عملكم و زكاه و نماه
عند قراءتي لهذا الموضوع استحضرت شخصية هامة في تاريخنا، علم من أعلام البشرية له إسهامات مهمة في علوم كثيرة من جملتها ما يتناوله هذا الموضوع
إنه الإمام أبو حامد الغزالي
و قد وددت أن أتحدث عنه هنا بمحورين
المحور الأول بسيرته الذاتية لأن فيها عبرة و تعليم
و المحور الثاني ما كتبه حول النفس الإنسانية و أحوالها و أصنافها و المتحكمات فيها

و ذلك في مشاركتين متتابعتين
بالتوفيق





    رد مع اقتباس
قديم 2013-06-23, 21:49 رقم المشاركة : 14
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: تأملات في عمق الذات


المحور الأول

لم يحتمل الإمام الغزالي ـ رحمه الله ـ وطأة القلق النفسي الذي عانى منه نتيجة لشعوره بعبثية الحياة التي يحياها في ذلك العصر المائج بالاضطرابات السياسية والاجتماعية والدينية ، وشعر أن الغاية التي كان ينشدها من وراء الاشتغال بالعلم والتعليم ، شابها الكثير من حب الذات ، وطلب الشهرة واكتساب الدنيا ، وتقلد المناصب ، واللهث وراء الألقاب ، ولم تعد الأعذار التي كان يتخذها لنفسه مقنعة له بعد أن أحس أن نية الدفاع عن الدين ، والذود عن حياض العقيدة ، والعمل على طلب العلم وتحصيله ، قد هزها الشعور بالزهو ، وحب الغلبة ، وتسلط الغرور، والراحة إلى قول الناس : جاء الإمام أو غادر الإمام ؛ مما جعل الغزالي يتوقف كثيراً أمام مسيرة حياته الماضية ؛ ليعيد التفكير في خطرات نفسه ، وتطلعات فؤاده ، ومرادات عقله .
وكان لا بد من الابتعاد عن مواطن الشبهات ، ومواقع الهوى ومساقط الفتنة ، فضرب في أرض الله ناشدا راحة النفس وصفاء القلب ، وهدوء العقل ، وآثر العزلة والخلوة ، مبتعدا عن العلائق التي تشده إلى الأهل والوطن ، متخذا السفر والرحلة سبيلا للمراجعة والمحاسبة .
دفن الغزالي نفسه في أرض الخمول فترة من الزمن ، وبدأ يفتش في ذاته عن ذاته ، مفكرا في النفس الإنسانية : ماهيتها وكنهها ، دوافعها وميولها، فجراتها وغدراتها ، جمرها وثلجها ، نورها ودجاها ، ، كيف تحسد من تحب ، وكيف تبتعد عمن تتمنى قربه ، كيف تحزن ولماذا ، وكيف تفرح ولماذا ، كيف رُكِّبت ، ومن أي شئ رُكِّبت ، كيف تنقلب فيها النوايا بين عشية وضحاها ، وكيف يشوب الخير فيها الشر ، وأين هو ذلك الركن المظلم الذي تتصارع فيه أحابيل الشياطين وأنوار الملائكة .
وبين (كيف ومتى ولماذا) قضى الغزالي خلوته في منارة (الأموي بدمشق) أو في حجرة (قبة الصخرة بالقدس) ليخرج للعالم بعد ذلك سفرا ضخما متفرقا ـ ينتظر من يجمعه ـ عن النفس الإنسانية ، واضعا بذلك اللبنات الأولى لعلم النفس الإسلامي الذي ارتبط ارتباطا وثيقا ـ رغم رفض الكثيرين ـ بالتصوف الإسلامي الحق ، الذي ترتبط فيه معرفة النفس بمعرفة خالقها :
(اعلم أن مفتاح معرفة الله تعالى هو معرفة النفس ..... وليس شئ أقرب إليك من نفسك ، فإذا لم تعرف نفسك فكيف تعرف ربك )
بهذه الكلمات الرائعة هدم حجة الإسلام الغزالي المناهج المادية لعلم النفس الغربي التي جاءت بعده بألف عام ؛ إذ جعل الغاية من معرفة النفس معرفة الله ، وجعل الوسيلة إلى معرفة الله معرفة النفس ، مؤكدا على أن أي نظرية تقف عند النفس الإنسانية فقط دون أن تصلها بصانعها ، هي نظرية لا ترى أبعد من أنفها ، وأنها لا بد أن تصطدم في مسيرتها بسد (الغاية) التي لم تعترف به ، ولم تلتفت إليه .
و يقرر الغزالي أن النفس المسلمة هي التي تتصرف بقوتها ضد رغباتها ونداءات جسدها وغرائزها التي لا تنتهي لو ترك لها الحبل على الغارب ؛ فالنفس طُلعَة .... كلما انتهت من أمر تطلعت إلى ما وراءه ، ولأن يكبح الإنسان جماحها خير له من أن تورده موارد الهلكة ، فتأسره بالغرائز ، وتستعبده بالشهوات .... يقول : (وتعلم أن هذه الصفات لأي شيء ركبت فيك، فما خلقك الله تعالى لتكون أسيرها، ولكن خلقها حتى تكون أسراك وتسخرها للسفر الذي قدّامك، وتجعل إحداها مركبك والأخرى سلاحك حتى تصيد بها سعادتك .)
إن النقاء والطهر مع عدم إغفال النزوات والشهوات والرغبات هو الأساس الذي بنى عليه الغزالي فلسفته النفسية ، فأثبت بذلك الأصل ولم يهمل الفروع ، بل أخذ بيد من وقع في حمأة الرذيلة ، وأوحال الرغبة ليهديهم إلى الأسباب المنقذة لهم ، ويبحث في أعماق نفوسهم عن مواصفات تزكيتها ، وطرائق تنقيتها .
فالأعضاء الظاهرة والجوارح المباشرة والهيكل الجسدي ليس هو الحقيقة الفعلية بل هو جثة هامدة لولا وجود الروح فيه .... إذن فلابد أن تكون الحقيقة نابعة من هذه الروح التي لا يعرف كنهها غير خالقها .... ومن هنا جاء الارتباط الوثيق عند الغزالي بين معرفة النفس ومعرفة الخالق ، فكل الطرق تؤدي إلى الله ، وسيضل من يبحث عن نفسه بعيدا عن طريق خالقها .
وهذه الروح الحبيسة في الجسد الأرضي لا بد لها من علامات على الطريق تهديها وترشدها وتنبهها ؛ ولذلك خلق الله لها العقل ليكون رائدها في مسالك الطريق إلى الله ، فإن اختل العقل وسقط في هوة العلائق والرغبات ضلت الروح الطريق إلى خالقها ، وقيدت إلى الجسد الأرضي بقيود النزوات والشهوات والدوافع الخسيسة .
ولو تأملنا في الكيفية التي ربَّى بها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه لأدركنا أن المنهج الأسمى الذي يمكن أن يصفي النفس ويؤلف القلوب هو المنهج المرتبط بخالق هذه النفس ؛لأنه أدرى بها وأعلم : (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) . ولن أبتعد كثيرا إذا قلت أننا نستطيع أن نستخرج من آيات القرآن الكريم منهجا نفسيا ربانيا لعلاج اضطرابات النفس الحديثة التي تخبط الكثيرون في تحديد كنهها فضلا عن وصف الدواء لها ، ولا أريد أوسع الموضوع لأقول : إن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأعماله تعد مرجعا مهما يجب الرجوع إليه لاستخراج الأمصال المضادة لاضطرابات النفس العصرية الفتاكة





بتصرف من مقال بعنوان

علم النفس عند الإمام الغزالي
نشره: أ علي فريد
موقع النشر
http://www.alnafsy.com/article/566





آخر تعديل بالتوفيق يوم 2013-06-23 في 22:14.
    رد مع اقتباس
قديم 2013-06-23, 21:56 رقم المشاركة : 15
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: تأملات في عمق الذات


المحور الثاني


قال رحمه الله: إن الإنسان مركب من صفات بهيمية و سبعية و شيطانية و ربوبية
حتى يصدر من البهيمية : الشهوة و الشره و الفجور , و من السبعية: الغضب و الحسد و العداوة و البغضاء ,و من الشيطانية : المكر و الحيلة و الخداع , و من الربوبية: الكبر و العز و حب المدح و الإستيلاء .
و أصول الأخلاق هذه الأربعة : و قد عجنت فى طينة الأنسان عجنا محكما يكاد لا يتخلص منها و إنما ينجو من ظلماتها بنور الإيمان المستفاد من نور العقل و الشرع قال تعالى : أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون""
و أول ما يخلق فى الآدمى البهيمية فيغلب عليه الشره و الشهوة فى الصبا.... ثم يخلق فيه السبعية فيغلب عليه المعاداة و المنافسة .... ثم يخلق فيه الشيطانية فيغلب عليه المكر و الخداع و إذ تدعوه السبعية و البهيمية إلى أن يستعمل كياسته فى حيل قضاء الشهوة و تنفيذ الغضب .... ثم يظهر فيه بعد ذلك صفات الربوبية و هو الكبر و الاستيلاء و طلب العلو
ثم بعد ذلك يخلق فيه العقل الذى يظهر فيه نور الإيمان و هو حزب الله تعالى و جنود الملائكة و تلك الصفات من جنود الشيطان
و جنود العقل يكمل فى الأربعين و يبدو أصله عن البلوغ و أما سائر جنود الشيطان ... يكون قد سبق إلى القلب قبل البلوغ و استولى عليه و ألفته النفس و استرسلت فيه الشهوات متابعة لها إلى أن يرد نور العقل فيقوم القتال و التطارد بينهما فى معركة القلب
فإن ضعف جند العقل و نور الإيمان ... لم يقو على إزعاج جنود الشيطان فتبقى جنود الشيطان مستقرة آخرا كما سبق إلى النزول أولا و قد سلم للشيطان مملكة القلب
و هذا القتل ضرورى فى فطرة الآدمي إذ لا تتسع خلقه الولد لما لا تتسع له خلقة الأب و إنما حكى لك حال آدم عليه صلوات الله عليه لتتنبه به على أن ذلك كان مكتوبا عليه و هو مكتوب على جميع أولاده فى القضاء الأزلى الذى لا يقبل التبديل فإذا لا يستغنى أحد عن التوبة

و لا مانع من التوبة إلا الإصرار و لا حامل عليه سوى الغفلة و الشهوة و ذلك مرض القلب و هو أشد من مرض البدن لثلاث أسباب

أحدها : أنه مرض لا يعرف صاحبه أنه مريض و لو أخبره أحد ربما لا يصدقه
ثانيا: ان عاقبه هذا المرض لم يشهدها الإنسان و لم يجربها فلذلك تراه يتكل على عفو الله تعالى و يجتهد فى علاج أمراض البدن غاية الإجتهاد
ثالثا : و هو الداء العضال - فقد الأطباء فإن الطبيب هو العالم العامل و قد مرض الأطباء فى هذه الأعصار مرضا عسر عليهم علاج أنفسهم لأن الداء المهلك هو حب الدنيا
و من أسباب تسويف التوبة العجز عن قمع الشهوات فى الحال - انتبه أن الشهوات هى التى تؤدى إلى طول الأمل و نسيان الموت و الذى أدى إلى الإسترسال فى الشهوات هو البعد عن المنهج الربانى و ذلك ما ذكره الإمام الغزالى أيضا فى الرسالة الواعظية -
فإن كان ينتظر يوما يسهل فيه قمع الشهوات .... فهذا يوم لا يخلق أصلا ,, بل مثله كمثل امرئ يريد أن يقلع شجرة عجز عنها لضعفه و قوة رسوخ الشجرة فيؤخر إلى السنة المقبلة و هو يعلم أن الشجرة تزداد رسوخا و قوته تزداد كل يوم قصورا و نقصانا و ذلك غاية الجهل
و أعلم أن مفتاح معرفة الله هو معرفة النفس و من لم يعرف نفسه و هو يدعى معرفة غيره فهو كالرجل المفلس الذى ليس له طعام لنفسه و هو يدعى أنه يقوت المدينة فهذا محال ( قال سبحانه تعالى : سنريهم آياتنا فى الآفاق و فى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) و ليس شئ أقرب إليك من نفسك فإذا لم تعرف نفسك فكيف تعرف ربك
فإن قلت إنى أعرف نفسى .. فإنما تعرف ظاهرك لا باطنك الذى إذا غضبت طلبت الخصومة و إذا اشتهيت طلبة النكاح و إذا جعت طلبت الخصومة فتأمل ما ذكرناه سابقا ثم اعلم أن الصورة الباطنة لها أركان لا بد من حسنها حتى يحسن الخلق و هى أربعة قوى : قوة العقل- و ينبع منها قوة العلم - وقوة الغضب و قوة الشهوة و قوة العدل بين هذه القوة الثلاثة
أما قوة الغضب فيعبر عن اعتدالها بالشجاعة و إن مالت إلى طرف الزيادة سميت تهورا و إن مالت إلى النقصان تسمى جبنا و يتشعب من كلاهما صفات مذمومة و يتشعب من اعتدالها خلق الكرم و الشهامة و الحلم و كظم الغيظ و الوقار .... ألخ
و أما الشهوة فيعبر عنها اعتدالها بالعفة و إفراطها بالشره و تفريطها بالضعف و الخمود و يتشعب منهما أيضا صفات مذمومة أما العفة فيتشعب منها السخاء و الصبر و الحياء و السماحة و الورع و قلة الطمع
فقوى الشهوة و الغضب ما خلقها الله لتكون أسيرها و لكن لتكون أسراك و تسخرها لسفرك من التراب إلى أعلى عليين فإذا أردت ذلك فاجعل الحضرة الإلهية قبلتك و مقصدك و الآخرة وطنك و النفس مركبك و الدنيا منزلك و العقل وزيرك و الشهوة عاملك و الغضب شحنتك و الحواس جواسيسك تبصر بهم صنائع البارئ جلت قدرته لا لتعصيه بهم حتى لا ينفذ منهم إلى القلب ظلمة و حجاب عن مقصودك قال تعالى : كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون *كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون - نعوذ بالله من حجاب النفس عن فهم كلام العلى العظيم أو أن نكون من المحجوبين عن النظر إلى وجهه الكريم
و قوة العدل هى التى تضبط قوة الغضب و قوة الشهوة بموجب العلم السليم القائم بالعقل المعتدل المستمدان من الشرع و ثمرتهم الحكمة قال تعالى : كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون. و قال تعالى : ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا و ما يذكر إلا أولوا الألباب
أما قوة العقل فيصدر من تفريطها البله و الحمق و البلادة و الانخداع و من إفراطها - مع الإخلال بضوابط الشرع - الخباثة و المكر ...ألخ و يصدر عن اعتدالها حسن التدبير و جودة الذهن و ثقابة الرأى و إصابة الظن و التفطن لدقائق الأعمال و خفايا آفات النفس
و اعلم أن نفس ابن آدم مختصرة من العالم و فيها من كل صورة فى العالم أثر منه لأن هذه العظام كالجبال و لحمه كالتراب و شعره كالنبات و رأسه كالسماء و حواسه كالكواكب و أيضا باطنه صناع العالم لأن القوة فى المعدة كالطباخ و التى فى الكبد كالخباز و التى فى الأمعاء كالقصار- الذى يغسل الثياب - و التى تبيض و تحمر الدم كالصباغ و شرح و تفصيل ذلك يطول و المقصود أن تعلم كم فى باطنك من عوالم مختلفة كلهم مشغولون بخدمتك و أنت فى غفلة عنهم
و لا تغتر و تتكبر و يدخلك الغرور بذلك ..فذلك حماقة .. أرأيت لو أعطاك ملك مفتاح لخزائن نفيسه فبما تعجب أمن إعطائه إياك لها أم من أخذك إيها ؟ و أى فضيلة للأخذ بعد الجود و الكرم !!
بل ربما قادتك غفلتك لأن تخدمهم أنت بكثرة الشراب و الطعام و الشهوات او ربما حماقتك دفعتك لفسادهم من كثرة رغباتك وطول أملك و ضعف بصيرتك قال تعالى فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) و ما أمرت إلا أن ترتقى بالروح لا بالجسد ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
و ما ذكرناه هو بوابة الوصول إلى سعادة الروح بسلوك العلم و المعرفة و أعلاها المعرفة بالله سبحانه و هى سعادة الروح
و قال سبحانه و تعالى : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عـبادي وادخلي جنتي



بتصرف من مقال بعنوان
الإمام أبى حامد الغزالى رضى الله عنه و رؤيته لأصول الصفات الإنسانية و قوة العقل و الشهوة و الغضب و العدل و سعادة الروح

لكاتبه محمد أسامة

موقع النشر


https://www.facebook.com/notes/mohamed-usama/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A3%D8%A8%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%B1%D8%B6%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87-%D9%88-%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%AA%D9%87-%D9%84%D8%A3%D8%B5%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D 8%A9-%D9%88-%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84-/202352126453255







آخر تعديل بالتوفيق يوم 2013-06-23 في 22:25.
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 12:44 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd