اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الورزازي المحمدي الأخت المبدعة المتألقة سعيدة سعد : - العصيان كان وما يزال شعار كبار المبدعين من المَقاول والشعراء والفنانين... : فقد صرخ الشعراء الصعاليك في وجه روتين كثم أنفاسهم ،وتمرد الشعراء الرعاة الإيطاليين ضد اختيار شعري خنق مسام الأوكسيجين في أجسادهم . كما تمرد أبو العتاهية بقولته الشهيرة : أنا أكبر من العروض . وثار أبو تمام ثورته المعلومة ، التي شكلت بداية تغير الذائقة الشعرية العربية ، ضد سائل ، يمثل نموذجا لذوق سائد ، سأله : لماذا تقول ما لا يفهم؟ فكان الرد مزلزلا وداعيا إلى الرقي اللسني والجمالي والفكري بالقول : ولماذا لا تفهم ما يقال؟ وتمرد أبو الطيب المتنبي ضد سلطة الآخر / الممدوح (سيف الدولة الحمداني )،حين أصر شاعرنا على كيل المدح للذات،إلى حد النرجسية ،من خلال الممدوحين في جل قصائده. كما تمرد ضد الجميع حين اعتقد نفسه محور الكون كله . وفعلها أبو نواس بخروقاته في بنية القصيدة وموضوعاتها ، وأبو العلاء المعري بلزومياته. ................................. هي إذن سنة إبداعية إنسانية تتكرر، لدواعي وحاجات ، بين الفينة والأخرى ... لكنها من فعل العباقرة والمتميزين المالكين لأداة / سلاح لا يمكن أن تتحقق في غيابه هي اللغـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة التي ليست سوى أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم كما ذهب إلى ذلك " ابن جني " ... أفلا تكون مبدعتنا سعيدة سعد وريثة هذا الكنز؟ - نصيا / وواقعيا ، ما أكثر الأسباب التي تدعونا وبطل النص إلى العصيان : 1- تحكم الزمن فينا وإصراره على اغتيال راحتنا 2- تقييد الواجب لإمكاناتنا في الحرية والحركة .. 3- الشعور المر القاسي بالغبن والجحود رغم كل التضحيات ... 4- افتقاد لحظة هدوء في وقت نكون في أمس الحاجة إليه . 5- أدران ، تلوث ، إشعاعات سامة أخلاقية / سلوكية وخذلان بلا حدود ... ................................... لكن السؤال الملح : هل يستطيع البطل / البطلة ممارسة تجليات العصيان كما وردت في النص؟ هو اللاشعور / الحلم / الأمل يجْرد عكس الأماني : هو الحلم بأن يكون شعار الجميع : الكد والعمل . هو الأمل يدعونا إلى التوق إلى النظام / التنظيم والسلام . هو الأمل في أجمل وأنظف المدن والقرى المحروسة بأعمدة من نور وبلا عساكر . ...... هي دعوة إلى التحلي بالطيبة واللين ، وإخفاء الشرور مهما دقت وصغرت ، دعوة إلى القيام بالواجب وإلى ارتداء الخلق لحافا ، والترفع عن الأنانية البغيضة سلوكا ، وإلى تحكيم الضمير مراقبا ووازعا . ..... إذن : هي دعوة إلى إبداع الأجمل والأروع والأغرب... وقد أبدعت ِوأمتعتِ بالدعوة إلى التمرد ضد العصيان ... الأخت سعيدة سعد، لك خالص التقديـــــر والاحتـــرام . محمد الورزازي المحمدي كِـرْكـاس كلماتك شاعرنا الكريم ، نزلت برداً وسلاماً على نفسي وأشعرتني بالراحة والطمأنينة . إن كان كل هؤلاء العباقرة قد تمردواْ وأعلنواْ العصيان بجميل القصائد ، فسعيدة سعد تمردت بكلماتها المتواضعة وأبسط عباراتها .المهم أنها تمردت ووجدت القلوب الكبيرة التي استقبلت "عصيانها" . أخي السي محمد ،الغريب في الأمر أننا حين نعبر عن غضبنا ،لا نكتفي بالتمرد ضده وحده بل ننشب في الصفحات والمواضيع ونتذكر المواجع ،ثم نعلنها صرخة ضد كل ما يقلق راحتنا ويفجر غضبنا بدءً من أتفه الأشياء . شكراً أخي الكريم ، مداخلتك جد رائعة ، سافرت بنا عبر محطات تمرد الكبار . وقراءتك الوازنة للنص النثري حددت نقطه المهمة ، ووضحت فكرته المحورية . لك شكري وامتناني أيها الكريم.
