المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن الاكرمين
تحياتي استاذتي حفظك الله...
الفعل القرائي بالمغرب رقم مخيف ، ومحبط بالمقارنة مع المقروئية في الغرب .للسؤال الاولي :بيني وبينك ...هل رجل التعليم يقرا ويطالع؟ انه همس المخاطب السري الذي لا يرتضي فضح الامر المسكوت عنه.اذا السؤال يحمل بين طياته دلالة عدم القراءة من طرف القيمين على الشأن التعليمي...نعترف اوليا ان اكثر من 41% بالمغرب يصنف ضمن سلة الامية الابجدية ، فرغم المجهود المتواصل في محاربة الامية فاننا لم نستطع لحد الان تجفيف المستنقع وعملنا فقط على تزويده سنويا بقفة ثقيلة من المنقطعين والمفصولين والعدد يزداد سنويا والنكوص نحو الامية يحتوينا .....
الخلاصة ان هذه الفئة غير معنية بالسؤال لان وضعها الامي اخرجها بشرف من تهمة عدم القراءة والموت هو الكفيل بحدفها من نسبة الامية . وحتى نستند الى معطيات تتسم بالمنطق فلا بد من طرح سؤال بوجه المخالفة وهو هل كان المغاربة قديما من محبي القراءة ؟ ان الاثر الوارد علينا عبر كتب التاريخ فضلا عن واقع الحال ،فالمغاربة جلهم لم يعيرو القراءة اية اهتمام الا القلة القليلة من ابناء النخبة المالكين لسلطة الحل والعقد ،وكذلك من الاسر العريقة في العلوم الدينية والتي دفعت بالأبناء الى الحلقات المساجد لحفظ القران الكريم والتفقه في العلوم الدينية ،او من الاسر التي تبحث عن الترقي في السلم الاجتماعي عبر الاستثمار في تعلم الابناء.
اعود الى الحقل التعليمي – لا اعم قولي – انتكاسة القراءة انتجت الاستاذ النجيب في قسمه ،معظمنا جرفه تيار ماديات الحياة وانصرف الى في مشاطن يومية ....فأصبح امر القراءة هي تلك القراءة الجهرية التي يلقيها الاستاذ امام التلاميذ، وان سلمت من الاخطاء التركيبية ....
لما اضحى الامر هكذا ؟ فالبحث عن الاسباب الحقيقية ماهي في الحقيقة الا تسويغات لصالح اسرة التعليم، لكن لا بد من الوقوف على :
-مهنيي الحقل التعليمي هم من انصاف المثقفين بحيث تم الانتقال من المهننة الى الحرفة
-دخول مثيرات جديدة من عوالم التقنية الافتراضية بحيث زاحمت الكتاب في عقر داره المدرسة /الجامعة.
-انزواء الشباب نحو اللعب والترفيه بدل القراءة .
-المنهاج الدراسي ونهجه نحو تخطي دور المعرفة والفهم نحو التحليل والتركيب
-الاشتغال بطريقة الاهداف ومدى سطحيتها في تملك القدرة على القراءة والفهم ...واعتبار التسلسل ضرورة منهجية لبناء التعلمات حتى بعدم امتلاكها
-الكتاب ومدى قدرة المستهلك الشرائية
ان رفض القراءة ليس عن طواعية عند اساتذة المنظومة انها ردة فعل مضادة لحكرة / القهر رجال ونساء التعليم ،انها ردة فعل لعملية التنقيص الدوني لهم .لكن المحصلة اننا ادمنا النكوص نحوالامية القرائية، فأصبحنا لانفتح افواهنا للقراءة وإنما نفتحها للمطالبة بالحقوق فقط....
تحياتي
رايي قابل للتعديل والتصويب ،لي عودة الى الموضوع ان شاء الله