عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-05-04, 08:32 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي المفتش بين التربية والسلطة


المفتش بين التربية والسلطة





محمد أزوكاغ

تضم المنظومة التربوية بنية من العناصر المتفاعلة فيما بينها والتي يفترض في تكامل أدوارها أن تقدم للمتعلم/الزبون منتوجا ذي جودة عالية تحقق به الغايات الكبرى المتمثلة في تكوين شخصية ذات مواصفات معينة يحددها الميثاق الوطني للتربية والتكوين بوضوح.

المتتبع للنقاش التربوي في بلادنا خاصة في جانبه الإعلامي، يخرج بخلاصة أساسية مفادها أنه من مجموع المتدخلين في منظومة التربية والتكوين ببلادنا يتم التركيز أساسا على عنصرين اثنين لا غير، الأول تمثله الوزارة باعتبارها المسؤولة الأولى عن التدبير السياسي للقطاع وبالتالي توضع تلقائيا في مرمى سهام منتقدي هذا التدبير. والعنصر الثاني تمثله هيئة التدريس التي يمكن القول، دون لف ولا دوران، أنها تشكل أضعف حلقة داخل هذه المنظومة.

بين من يضع القرار السياسي أي الوزارة، وبين من يجسد السياسات الحكومية في قطاع التربية والتكوين على أرض الواقع أي هيئة التدريس، توجد حلقة رابطة تمثلها هيئة التفتيش التربوي، التي يفترض أن تلعب دور التوجيه والتأطير. لكن كيف هو حال هذا الدور عمليا؟

طبعا التعميم هنا يجانب الصواب ولا يمكن أن يؤدي إلى نتائج موضوعية، ذلك أن هيئة المفتشين تضم على الصعيد الوطني كفاءات تربوية لا سبيل إلى الطعن في كفاءتها نظرا لمجهوداتها الجبارة وإنتاجها التربوي والفكري. لكن في مقابل ذلك، وهي حقيقة لا يمكن القفز عنها، نجد جزءا من هذه الفئة تحصر مهامها في المراقبة ذات الطبيعة السلطوية أكثر من التوجيه والتأطير.

صحيح أن المراقبة جزء لا يتجزأ من مهام المفتش التربوي، لكن يجب أن تندرج هذه العملية في إطار منهجية شمولية تستحضر جوانب المراقبة والتوجيه والتأطير. أما وأن تحصر هذه المهام في مراقبة الوثائق من جذاذة ودفتر النصوص...فقط لا غير وكأن الأمر يتعلق بشرطي مرور، فهذا يعرقل تطوير العملية التربوية أكثر مما يدفع بها في الاتجاه الصحيح، فما معنى أن ينتظر الأستاذ زيارة المفتش سنتين أو أكثر ليسأله عن توفر الجذاذة من عدمه؟ بل ماذا سيستفيد الأستاذ من هذه الزيارة أصلا؟




هيئة التفتيش حلقة هامة ومصيرية داخل المنظومة التربوية وهي المسؤولة أساسا عن تنزيل التصورات والقرارات والمساعدة على تجسيدها على أرض الواقع، لذلك فتكوين هذه الفئة تكوينا تربويا حقيقيا هو أساس إصلاح منظومتنا التربوية.





التوقيع

    رد مع اقتباس