2010-10-08, 22:38
|
رقم المشاركة : 15 |
إحصائية
العضو | | | رد: الضرب كوسيلة تربوية | الضرب كوسيلة تربوية الأصل في التربية فعل و رد فعل، تفاعل بين من يربي و بين من يتلقى مبادئ التربية ، لأنه لا يملكها بسبب حداثة سنه أو قلة تجربته في الحياة (غر) طفل ، يافع ، مراهق ... هي – التربية - محاولة لتقويم اعوجاج سلوكي بآخر بديل يرجى من ورائه أن يقود المستهدف إلى التفاعل الإيجابي مع الذات و مع الغير... ويفترض أن يقود كل فعل/ تفاعل تربوي إلى اكتشاف مكامن القوة، و منابع الطاقة في الإنسان من أجل استثمارها في الفعل الإبداعي ( الإبداع هنا هو كل ما ينجزه الإنسان القادر على استغلال طاقاته، ليخدم به نفسه أو غيره ). - فهل يندرج الضرب ضمن وسائل/أساليب اكتشاف مكامن الطاقة الإبداعية في الإنسان . أعتقد ان الضرب لا يولد إلا المقاومة و الرفض و العنف و العصيان و الكره والغموض .. وهي طاقات معاكسة لكل ما هو خلاق، طاقات مدمرة. و هنا يتحول الضرب إلى أداة تدمير للآخر و إضعاف الضارب الفاشل، و حتى إن أبدى المضروب خضوعا لرغبات الضارب/المربي فهو آني و مؤقت ،لأن الدافع إليه قهري و تسلطي.. و هنا يطرح سؤال آخر ذو صلة : *ألا يخشى على المضروب أن يتحول إلى كائن آلي شرطي لا يتجاوب إلا بالضرب ؟ أعتقد أن الواقع يلح علي أن الجواب بالإيجاب ، فمجال عملي يثبت منطوق السؤال، إذ لاحظت أن تلاميذ إحدى المؤسسات (الثانوي الإعدادي و الثانوي التأهيلي ) لا يتجاوبون ( الالتزام، المواظبة، الفاعلية، الانضباط إلا بالعصا )، وهو أمر اعتاد عليه أغلبهم في الإعدادي فأصبح بذات القيمة في الثانوي التأهيلي: و الإدارة التربوية ،الممثلة في الحراس العامين ،هي من تتولى هذه المهمة بعد أن يحدد الأستاذ "المستحق" للعقاب !! من باب التوالد/ التداعي، بطرح سؤال ثالث: ما نتائج الضرب و الحالة هذه ؟ و ما ردود الأفعال المحتملة من قبل التلميذ المضروب ؟ أعتقد أن الواقع - مرة أخرى – يِؤكد أن رد الفعل الأقرب إلى التطبيق هو العنف انتقاما و احترازا (من التكرار).. و من أهم النتائج المحتملة للضرب أن يتحول إلى سلوك مألوف فتتطورآلياته، فينتقل من وسيلة إلى غاية ؛ و سيلة المربي (الضعيف) غير القادر على ابتكار بدائل تربوية، وغاية من قبل المضروب (الانتقام للذات ومن المجتمع المتسلط القاهر رمز القمع والقهر). - أما من يعتبر إباحة الإسلام الضرب للإناث (من النساء) والممتنع عن الصلاة من الأطفال (في عشر) فهو يمطط النصوص الشرعية و يفصلها عن سياقها ،ولا أعتقد أن القياس هنا ممكن، ودليل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ثبت عنه أن ضرب أحدا في حياته ، ولا ضرب أحدا من أبنائه لأن الضرب وسيلة تربوية فاشلة لا تولد غير العنف، ولا يلجأ إلى العنف إلا الضعاف والفاشلين غير القادرين على الاجتهاد والتضحية،... إن الضرب عنف وتسلط و إهانة لن يؤدي إلا إلى عنف أشرس وتسلط أعظم وإهانة أشد. إن التربية لا يمكن أن تتحقق إلا باللين و الرفق واليسر و الاجتهاد والإبداع... وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ما خير بين الأمرين اختار أيسرهما و الأيسر بين الضرب/العنف والحوار الحكمة واضح. المحمدية في 05/10/2010 | التوقيع | ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه ( أبو الطيب المتنبي ) *********** | آخر تعديل محمد الورزازي المحمدي يوم 2010-10-08 في 22:43. |
| |