عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-08, 22:38 رقم المشاركة : 15
محمد الورزازي المحمدي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية محمد الورزازي المحمدي

 

إحصائية العضو








محمد الورزازي المحمدي غير متواجد حالياً


وسام المركز الثالث في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

وسام المركز الأول في المسابقة الأدبية

افتراضي رد: الضرب كوسيلة تربوية


الضرب كوسيلة تربوية



الأصل في التربية فعل و رد فعل، تفاعل بين من يربي و بين من يتلقى مبادئ التربية ، لأنه لا يملكها بسبب حداثة سنه أو قلة تجربته في الحياة (غر) طفل ، يافع ، مراهق ...
هي – التربية - محاولة لتقويم اعوجاج سلوكي بآخر بديل يرجى من ورائه أن يقود المستهدف إلى التفاعل الإيجابي مع الذات و مع الغير...
ويفترض أن يقود كل فعل/ تفاعل تربوي إلى اكتشاف مكامن القوة، و منابع الطاقة في الإنسان من أجل استثمارها في الفعل الإبداعي ( الإبداع هنا هو كل ما ينجزه الإنسان القادر على استغلال طاقاته، ليخدم به نفسه أو غيره ).
- فهل يندرج الضرب ضمن وسائل/أساليب اكتشاف مكامن الطاقة الإبداعية في الإنسان .
أعتقد ان الضرب لا يولد إلا المقاومة و الرفض و العنف و العصيان و الكره والغموض .. وهي طاقات معاكسة لكل ما هو خلاق، طاقات مدمرة. و هنا يتحول الضرب إلى أداة تدمير للآخر و إضعاف الضارب الفاشل، و حتى إن أبدى المضروب خضوعا لرغبات الضارب/المربي فهو آني و مؤقت ،لأن الدافع إليه قهري و تسلطي.. و هنا يطرح سؤال آخر ذو صلة :
*ألا يخشى على المضروب أن يتحول إلى كائن آلي شرطي لا يتجاوب إلا بالضرب ؟
أعتقد أن الواقع يلح علي أن الجواب بالإيجاب ، فمجال عملي يثبت منطوق السؤال، إذ لاحظت أن تلاميذ إحدى المؤسسات (الثانوي الإعدادي و الثانوي التأهيلي ) لا يتجاوبون ( الالتزام، المواظبة، الفاعلية، الانضباط إلا بالعصا )، وهو أمر اعتاد عليه أغلبهم في الإعدادي فأصبح بذات القيمة في الثانوي التأهيلي: و الإدارة التربوية ،الممثلة في الحراس العامين ،هي من تتولى هذه المهمة بعد أن يحدد الأستاذ "المستحق" للعقاب !!
من باب التوالد/ التداعي، بطرح سؤال ثالث: ما نتائج الضرب و الحالة هذه ؟ و ما ردود الأفعال المحتملة من قبل التلميذ المضروب ؟
أعتقد أن الواقع - مرة أخرى – يِؤكد أن رد الفعل الأقرب إلى التطبيق هو العنف انتقاما و احترازا (من التكرار)..
و من أهم النتائج المحتملة للضرب أن يتحول إلى سلوك مألوف فتتطورآلياته، فينتقل من وسيلة إلى غاية ؛ و سيلة المربي (الضعيف) غير القادر على ابتكار بدائل تربوية، وغاية من قبل المضروب (الانتقام للذات ومن المجتمع المتسلط القاهر رمز القمع والقهر).
- أما من يعتبر إباحة الإسلام الضرب للإناث (من النساء) والممتنع عن الصلاة من الأطفال (في عشر) فهو يمطط النصوص الشرعية و يفصلها عن سياقها ،ولا أعتقد أن القياس هنا ممكن، ودليل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ثبت عنه أن ضرب أحدا في حياته ، ولا ضرب أحدا من أبنائه لأن الضرب وسيلة تربوية فاشلة لا تولد غير العنف، ولا يلجأ إلى العنف إلا الضعاف والفاشلين غير القادرين على الاجتهاد والتضحية،...
إن الضرب عنف وتسلط و إهانة لن يؤدي إلا إلى عنف أشرس وتسلط أعظم وإهانة أشد.
إن التربية لا يمكن أن تتحقق إلا باللين و الرفق واليسر و الاجتهاد والإبداع... وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ما خير بين الأمرين اختار أيسرهما و الأيسر بين الضرب/العنف والحوار الحكمة واضح.


المحمدية في 05/10/2010





التوقيع

ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه
( أبو الطيب المتنبي )
***********

آخر تعديل محمد الورزازي المحمدي يوم 2010-10-08 في 22:43.
    رد مع اقتباس