2010-09-29, 21:38
|
رقم المشاركة : 32 |
إحصائية
العضو | | | رد: الاختلاط في تعليمنا : ضرورة أم خطورة |
بارك الله فيكم أستاذي الفاضل محمد الورزازي المحمدي وبارك في علمكم وأدبكم وجزاكم الله خيرا
واستسمحكم وقبل التطرق الى تساؤلكم الجديد حول كيفية بناء اسس الثقة والاحترام المتبادل بين الجنسين أن اعقب على بعض الردود الاخرى التي لم يسعفني الوقت للتعقيب عليها وسأركز هنا أساسا على الاختلاط في مجال التعليم مادام انه صلب موضوع النقاش
وقبل ذلك أشير أن الاختلاط يمكن أن يكون :
اختلاطا ضروريا
اختلاطا محرما
و
اختلاطا غير ضروري
فالاختلاط الضروري محدد في ميادين معينة ومقنن بضوابط شرعية ونلمسه اساسا في المجالات التي تهتم بالمرأة وخاصة طب النساء على سيبل المثال فهناك اطباء كثيرون من الرجال لهم دراية وعلم واسع بطب النساء وعلاجهن وكثيرا ما يكون لزاما على المرأة الذهاب للعلاج او الولادة لدى طبيب من الجنس الاخر وهذه من الامور الضرورية التي تجعل الاختلاط ضروريا وواجبا
ومن هذا المنطلق اتمنى ان نجد يوما ما نساء طبيبات جراحات بكثرة تغني المرأة عن الذهاب الى غيرهن
وماقيل عن الطب يقال عن مجالات اخرى لها ارتباط بالنساء اكثر من الرجل
أما الاختلاط المحرم فنلمسه في مجالات كثيرة وعديدة اتبعنا فيها عادات وتقاليد ومناهج الغرب وأكتفي بالامثلة القليلة التالية:
عالم الرياضة المختلط وأخص بالذكر على سبيل التوضيح ألعاب القوى التي تكشف فيها العورات وتكثر فيها المنكرات ويختلط فيها الرجال بالنساء في مناظر لاتمت الى الحياء والعفة بشيء وفي مشاهد يستنكرها بشدة كل من له أدنى ذرة من ايمان
وماقيل عن ألعاب القوى يقال عن السباحة والتنس والجمباز وغيرها كثير
كما أن عالم الفنون من مسرح وسينما وموسيقى ورقص و... عالم كله اختلاط فاحش ومجون ومخالفات شرعية واضحة يعلمها من عاشها وخبر اسراراها
كما لايفوتني ان اشير الى انواع كثيرة من الاختلاط المحرم في اداراتنا وخاصة في الادارات التي تعتمد كاتبة او سكرتيرة خاصة تجلس مع المدير ورجال اخرين في مكان واحد مع مايصاحب ذاك الاجماع المختلط من تبرج وسفور واضحين
كما لا انسى العاملات في ميدان السياحة ومضيفات الطائرات وما سار على نهجها مع مايفرض عليهن من نزع لحجابهن قبل ان يتم قبولهن في مثل هذه الاعمال
وهناك ميادين كثيرة اخرى يكون فيها الاختلاط محرما وغير جائز لا ارغب في التطرق اليها لكثرتها حتى لااخرج عن الموضوع الاساسي الذي تم طرحه للنقاش
أما الاختلاط غير الضروي فمن أهم امثلته الاختلاط في مجال التعليم
بل قد يصبح من الضروري الفصل بين الجنسين في مستويات معينة وأخص بالذكر هنا المستويين الاعدادي والثانوي
وأرجع هنا الى فكرتكم المتميزة اختي الكريم فهيمة بخصوص فصل الذكور عن الاناث لأصرح لكم أنني بدأت تجربة هذه الفكرة انطلاقا من الموسم الماضي مع تلاميذ مستوى الثالثة اعدادي واصدقكم القول أن نتائج هذا الفصل كانت جد جيدة وممتازة لدرجة أن 3 تلميذات كن غالبا يحصلن على درجة كاملة في مختلف الفروض التي ينجزونها كما أن غالبية التلاميذ قد حصلوا على معدلات عالية في المادة التي ادرسها لهم وكانت رغبتهم في الدراسة كبيرة جدا بل ويعتبرون وقت حضورهم الى حصص هذه المادة من افضل الحصصص لديهم
ولا اخفيكم سرا انني قبل ان اقوم بفصل الذكور عن الاناث استشرتهم في الامر واخبرتهم بما أنوي القيام به على اعتبار ان الامر غير مألوف لديهم فكانت الموافقة شبه عامة :
جميع الاناث وافقوا
ومعظم الذكور كذلك
وبعد نجاح التجربة الكبير العام الماضي قررت اعادتها هذا العام وبالفعل لما أخبرت تلاميذي بأنني ساقوم بتقسيمهم الى فوجين فوج للذكور وآخر للأناث كان هناك اجماع تام وبفرح كبير من طرف الاناث وكذلك كان من طرف الذكور باستثناء تلميذ واحد - اصيحت علامات المراهقة وحب التميز ظاهرة عليه - والذي طأطأ رأسه وهمهم بكلمات فهمت من خلالها انه غير راض
وأعتقد ان فطرة التلاميذ وتربيتهم تجعلهم يحبذون قرار الفصل بين الجنسين بناء على مبدإ الحياء والشعور بالراحة اكثر عندما يدرس كل جنس مع زملائه من نفس جنسه وهذا ما لمسته عندما قمت التلاميذ فقد اصبحت جميع التلميذات بمن فيهن اكثر حياء يشاركن بشكل عادي وبكثافة ويساهمن بشكل ايجابي في مختلف انشطة الدروس المقررة
ومن هذا المنبر أطلب لو كان ممكنا من اي استاذ يعمل بالاعدادي او الثانوي ان يقترح على تلامذته - دون ان ينفذ اقتراحه - فصل الذكور عن الاناث ثم لينظر ردة فعلهم
وقبل أن اختم اود الاشارة الى ماقيل عن التربية السليمة الصحيحة للتعامل مع الاختلاط لاؤكد أن هذه التربية لابد ان تكون مرتبطة اربتاطا وثيقا بتعاليم ديننا وشرائعه
وهذا ما اشارت اليه كل من الاختين الكريمتين بلابل السلام ونجلاء نجلاء
فالارتباط والرجوع الى شرع ربنا وخالقنا والاعتماد على ديننا من الاولويات التي يجب التركيز عليها عند اية مشكلة او معضلة تواجهنا
كما لايفوتني ان اذكر بقوله تعالى عند اختلافنا في مسالة ما :
وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله
وكذا قوله عز وجل :
وما كان لمومن ولا مومنة اذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم واعتقد ان هذا المرجع من أهم وأعظم اسس بناء الثقة والاحترام المتبادلين بين الناس
تقديري وامتناني ومودتي | التوقيع | جميع من عاش في القرون الثلاثة المفضلة لم يحتفل بالمولد فلم نحتفل نحن ؟ هل نحن أعلم و أفقه منهم ؟ و لماذا غاب هذا الخير عنهم وعلمه من جاء بعدهم ؟ و لماذا لا يتحدث الناس عن يوم وفاته الذي كان يوم 12 ربيع الأول ؟ أغلب الناس الذين يحتفلون لسان حالهم : بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون من كان مستنا فليستن بمن سبق... اللهم أمتنا على السنة..
| |
| |