لكلّ منا كتابه أو رواية حياته ، ولكل منا درجات معدل السعادة و الشقاء التي احتفت بها الصفحات .

وكلنا نتفق أن العبرة بنهاية الرحلة ، فكلما كانت الخاتمة أكثر بهاء و رضى من الله و الوسط ، كلما زدادت النفس غبطة ، واستعدت

للأجل المحتوم دون وجس أو كرب ..

السؤال المطروح : هل نحن على استعداد لاستقبال ملك الموت ، اللحظة و الآن ؟

سؤال غريب ، لكنه يحضرني يوميا ، وأردت أن أتقاسمه معكم.

أستاذ نزيه السلام عليكم

سؤال غريب لأننا نريده أن يبقى غريبا
وأن يبقى غائبا عنا الجواب أو نتغيّبه لرعبنا منه

سؤال كلما حضرنا هربنا بفكرنا منه
اعتقادا مننا أننا لسنا المعنيين بالأمر
وأننا سنعيش عمر نوح أو أكثر
هذا ما تصوره لنا الأذهان وهذا ما نتمناه لتشبثنا الشديد بالدنيا

إنه الرعب لا غير من هذا اليوم وهذه الساعة المحتومة على كل نفس مهما عاشت

-- جوابي عن السؤال أستاذ :

لن أستطيع رد ملك الموت إن حانت ساعة لقاء ربي
وأتمنى أن تكون موازين حسناتي فيها ما يكفي لأنال رضا الرحمن الرحيم
ولكن لأكون دقيقة في الرد :

فإني لست مستعدة للقاء ملك الموت في هذه الساعة أو حتى في ساعة أخرى

لأنني لست مستعدة بما فيه الكفاية
ولأنني أطمع من ربي وأطلب منه سبحانه أن يمهلني العيش فترة حتى أحقق أمورا تنفعني في الدار الآخرة
أمور توجد في مخططي الدنيوي لي فيها الخير في الآخرة ..

وأيضا نحن نحب الحياة ونتمسك بها لهذا نتمنى من ربنا أن يطيل أعمارنا جميعا .. حتى نعمل صالحا وخيرا لدنيانا ولآخرتنا ..

جزاك الله خيرا على سؤالك أستاذ فذكر فالذكرى ستنفعنا جميعا

"فإني لست مستعدة للقاء ملك الموت في هذه الساعة أو حتى في ساعة أخرى"

السلام عليكم ورحمة الله

أحيانا في أحاديثناالعادية بيننا نستدلّ بجزأ من آية لبرهن بها ما يناسبنا ونخفي منها المكمل للفكرة ..

فمثلا نقول دائما لمبرر في أدمغتنا : الرجال قوامون على النساء ))) ونصمت ..
لكي يبرر الرجل أنه صاحب القوامة على المرأة بالمطلق ..
والمرأة المسكينة من كلامه هذا تخضع وتسكت لأن القرآن أعطاه الحق ..
ولكن : أين الباقي من الآية الكريمة ؟ ألم يقل رب العالمين في كااااامل الآية :

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ

إذن القوامة هي ما لوّنتُ بالأحمر .. وليس التشدق بالذكورة فقط ..

وفي الآية الكريمة التالية نقول أيضا :

- يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ))) ونصمت :

سألت شيخا مرة وقد أجابني :

يخرج الحي من الميت :
أي عندما تموت المرأة وهي تلد فيخرج الجنين حيا
أو العكس فيمكن أن يموت في بطنها ويخرج ميتا وهي حية ..

طبعا الشيخ الكريم لو أتم قراءة الآية وتمعن فيها لوجد أن الأمر هنا يتعلق بالأرض ووما تنبت من حبوب بعد تجفيفها وليس بالبشر ..

قوله تعالى : ( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون

صدق الله العظيم ..

طبعا لا مجال لمقارنة ما قلته في ردي السابق بالآيات القرآنية حاشا معاذ الله
وإنما أعطيت مثالا أستاذ نزيح عندما جزأت كلامي لجزأين :
الأول ظهر فيه العجب والجرم وكأنني أرفض أمر الله ..
والجزء الثاني ظهر فيه السبب ..
وإذا حضر السبب أبطل العجب ..


شكرا أستاذي على إضافتك ..
وبارك الله لنا في هذا الجمع الطيب وجمعة مباركة