افتتاحية

د. عبد المنعم دِلـمي

مقاصة

كان يجب مراجعة أسعار المحروقات منذ عشر سنوات. لهذا، يجب الاعتراف بشجاعة وجرأة عبد الإله بنكيران. الحقيقة هي أن نظام المقاصة، بالشكل الذي يتم تطبيقه بالمغرب مدمر وهدام، خصوصا منذ ارتفاع أسعار البترول والغاز في الأسواق العالمية. فالبلاد دخلت متاهة غير متحكم فيها، من شأنها أن تقودها إلى حافة الإفلاس. رغم الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود، مازالت وضعية المالية العمومية مهددة بسبب طبيعة نظام المقاصة. لذلك، فالحكومة مطالبة بالإسراع بمراجعة شاملة لمبدأ صندوق المقاصة وطريقة اشتغاله. فالقيام بهذا الإجراء يبدو أكثر استعجالا، بالنظر إلى أن النظام القائم حاليا يتسبب في المزيد من الهدر والضياع.
لقد أصبحت الدولة تتحكم بشكل كاف في تدبير الشأن العام، ما يؤهلها إلى تعويض نظام المقاصة العام بنظام مساعدات مباشرة وموجهة إلى الفئات المعوزة، من قبيل تعويضات عن البطالة وتعويضات عن الدعم المدرسي. إن آليات الدعم المباشر موجودة ومعروفة، وسبق أن أظهرت نجاعتها في أوربا وأمريكا اللاتينية، وفي المغرب أيضا، حيث تم الشروع، أخيرا، في تنفيذ إصلاحات على منوال دعم التمدرس ونظام المساعدة الطبية «راميد»... ينبغي التحلي بالشجاعة السياسية والجرأة الكافية من أجل الانتقال من نظام المقاصة، المدمر والذي يقود إلى الإفلاس، إلى آلية شفافة تستهدف فئات بعينها، وهي آلية الدعم المباشر. في الحقيقة، اللحظة الأكثر صعوبة هي لحظة الانتقال من منظومة إلى أخرى، لأن المجتمع يحس بضياع النظام القائم أكثر مما يستشعر إيجابيات الخطة الجديدة المتمثلة في المساعدات المباشرة. في أوقات صعبة مثل هذه، من الضروري أن نشرح باستمرار مكامن التطور والتحسن، ومن الضروري أيضا أن نتواصل أكثر وأكثر..

كلام جميل و منطقي
لكن نتمنى ألا يكون مجرد تلاعب بآمال الشعب المغربي .