هنا امتد بي الزمان
ستة أعوام
هنا حملت ضلوعا تقوست من الآلام
هنا تولدت في دماغي
ضجة وأوهام
هنا يصلني الليل كي أنام ..
ولا أنام
هنا ماتت في ذاكرتي أغنية وصوت وأنغام
تمنيت مرة أن أشعل شمعة في الظلام
فكان جسدي الشمع
والفتيل صبري وأحلام
***************
هنا تمزقت في عيوني خيوط شمس صفراء
هنا الغربة غريبة ..
فكيف لي الهناء ؟
هنا الوحدة وحيدة ..فأنى لي البقاء؟
هنا العيون عراء لأفعى لاتعرف الوفاء
هنا الكلب والذئب والهرة سواء
هنا حواء رغيف في السوق..
بلا اشتهاء
خذ ما شئت رخيصا
الجابي أبناء وآباء
تخالهم رعاة البيوت ،
إنما الشغل لحواء
هنا (بهت) يلتوي خجلا ولا تخجل النساء
هنا لاتحزن لحزنه غير عيون الغرباء
*************
آه ،آه مدينة البرتقال
والنبيد الأحمر
الليل كما النهار
أجساد فيك لاتقهر
حسناء ك تزينت بالوحل ولون الجمر
وابن رحمك يعوقك كيف لي أن أبر؟
كيف أحبك
وحبي في (حلالة) مقبر..
حميد يعقوبي

-*(حلالة هي مدينة القنيطرة )

وهنا أتوقف لأقرأ موت الذاكرة ، وعقوق الرحم !

هنا يمتد حرفي لمحاولة كشف أسرار الغربة ، أسرار افتقاد الهناء و السكينة ، وأسرار الوحشة بين أركان الوطن !

وهنا ، بين فجاج الحرف الحزين ، أيقنتُ أن سلال الإشتهاء المعروضة ، سلعة أومأت لشاعرنا بالإنفاق و نبد الشح المقيت !

فكيف - ياترى - كان الإباء ؟؟

وهناك رسم " بهت " خنادق مساره ، و قد اختار اختلاق الشموخ ..في الوقت الذي انزوى المرء إلى ركن التفرج ، والسفر رفقة العهد الكائن !!

وحين نطل - كقراء - على المصب ، على نسمات البحر المحيط ، نتيه بين زقاقات العاصمة " الغربية " .. ليومئ لنا شاعرنا من جديد ، ويوصينا بضرورة أخذ الحيطة و الحذر .. فنحن لسنا بين أدراج البيت العتيق ! ولا تحت ظلال أجنحة الملائكة !!! وهذا نداء لتحمل عبء اختيار العقوق للرحم ...

أخيرا ، اعترف أني عشت لحظات شيقة رفقة النبضات الشاعرية للقصيدة ، رفقة الموضوع الرائق ، و الحرف الفائق ...وهي قصيدة مطواعة تأتي المتلقي دون تكلف ..

دام لك التألق و الإبداع .

الأخ نزيه لحسن
أشكرك على القراءة الجيدة للمحاولة .وقراءتك لأهم محطات القصيدة أكدت أنك قارئ متميز حقا .شكرا لك لمرورك وردك .شكرا لكلماتك المشجعة بصدق .

مالي أقرأ نبرات الحزن تخيم على الصفحة يا من قبر حبه في القنيطرة ؟ هههههههه ، طمئني أرجوك عن حالك اليوم ، هل لازال الحزن يطغى على شعرك ، أم أنك استطعت أن تتحرر منه لتعدني أنك ستأتي بمايزرع في النفس التفائل والأمل والفرحة من جديد ، صدقني أستاذي المبجل اليعقوبي ، أني قد استمتعت كثيرا بنصك هذا ولو أنه " مكهرب " بالحزن والألم والحسرة...شدني نصك كثيرا