ملتقى الطالب موعد سنوي لتعزيز كفاءات التوجيه

الخميس, 26 أبريل 2012 11:33




حضور وازن في الدورة العشرين




أزيد من 750 عارضا وتوقعات بحضور 300 ألف زائر للاطلاع على آخر مستجدات منظومة التوجيه بالمغرب
تنظم مجموعة الطالب المغربي، ابتداء من اليوم (الخميس) وإلى غاية الأحد المقبل، الدورة الواحدة والعشرين لملتقى الطالب بالمعرض الدولي، وهو موعد سنوي يلتقي مع طموح آلاف من الطلبة والتلاميذ
المغاربة لتعزيز رصيدهم من المعلومات والبرامج التوجيهية العامة التي تمكنهم من اختيار أفضل لمستقبلهم التعليمي والجامعي.
من المقرر أن تتميز هذه الدورة بعدد كبير من العارضين يفوق 750 عارضا يمثلون جميع الهيآت والأطراف والمكونات الفاعلة في قطاع التعليم والتكوين والتشغيل من وزارات وجامعات وأكاديميات جهوية للتربية والتكوين ومعاهد ومكاتب تكوين ومدارس عليا ومهنية، في القطاعين الخاص والعمومي، ومؤسسات جامعية وطنية ودولية ومقاولات.
على المستوى الإشعاعي، يحضر الدورة الواحدة والعشرين عدد من الدول التي لها علاقات واتفاقات في مجال التكوين والتعليم مع المغرب، مثل فرنسا وكندا واسبانيا وتونس وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والإمارات العربية وبريطانيا وألمانيا، فيما ستحظى روسيا بضيف شرف الدورة.
ويتوقع أن يستقبل المعرض، هذه السنة، أزيد من 300 ألف زائر يمثلون الطلبة والتلاميذ والأطر التعليمية وآباء وأولياء أمور من مختلف جهات المغرب، للإطلاع على آخر مستجدات منظومة التوجيه بالمغرب، كما ستنظم على هامشه، محاضرات وموائد مستديرة لمناقشة مواضيع آنية، مثل رهانات وآفاق التعليم الخاص بالمغرب والشراكة المغربية الروسية في مجال التعليم العالي وسبل تطويرها والمهن المستقبلية للمغرب، مثل النقل واللوجيستيك والمجال السمعي البصري ومهن الطيران وترحيل الخدمات.
ورغم التطور الكمي الذي حققته دورات ملتقى الطالب، مازالت خدمات الإعلام والتوجيه المقدمة إلى الطلبة المغاربة تشكو ضعفا ملحوظا، بسبب كثرة مسالك التعليم وتعقيدها، والتغير السريع لخريطة المهن وضرورة تكييف كل فرد لكفاياته مع سوق للشغل شديد الحركية، إذ لم تعد تنمية هذا المجال مطلبا للتربية وحسب، بل أضحى ضرورة اجتماعية واقتصادية وسياسية ملحة تتيح تحقيق التنمية المستدامة وتنفيذ متطلباتها.
ولأجل ذلك، يوجد النظام التعليمي والتكويني بالمغرب، اليوم، أمام سؤال المؤهلات التعليمية ومهارات التكوين المكتسبة بسوق الشغل، إذ يشكل الإدماج المهني للخريجين والعلاقة بين التعليم، التأهيلي والجامعي، وسوق الشغل أحد هواجس منظومة التربية والتكوين، لمواجهة التحديات الجديدة المرتبطة بالحاجة إلى الأطر المؤهلة والعنصر البشري الفعال من أجل مواكبة دينامية الأوراش الكبرى التي انخرط فيها المغرب منذ سنوات.
ويعتبر التوجيه، حسب عملية مصطفى فائق، مدير مؤسسة ملتقى التوجيه، عملية تربوية تأخذ بعين الاعتبار التنمية الشخصية والوجدانية للمتعلم بالموازاة مع الهاجس المعرفي، مؤكدا أن التوجيه يعتبر العمود الفقري لكل منظومة تربوية مهتمة بتقويم أدائها وملامسة منتوجها على مستوى الجانبيات وقدرتها على التلاؤم والاندماج في التنمية الاقتصادية.
وقال فائق، في تصريح سابق لـ"الصباح" إن التوجيه مازال يشكو من عدم تضافر الجهود وغياب التكوين الصحيح والملائم لجميع الفاعلين، بالإضافة إلى ضعف التنسيق بين مختلف أسلاك التعليم والتكوين والتعليم العالي وفعاليات التشغيل رغم الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة من طرف الوزارة الوصية من خلال المشروع السابع من المجال الثالث من البرنامج الاستعجالي لإصلاح المنظومة التربوية الذي يروم الارتقاء بهذه العملية.
مجال آخر لا يخلو من أهمية، يتعلق بكلفة التكوين بالمعاهد العليا والجامعات الخاصة التي تتميز بـ»سخونتها» المفرطة، بالنظر إلى جودة الخدمات المقدمة وطبيعة التكوين الذي تقدمه هذه المؤسسات، إذ يتطلب تسجيل الأبناء بهذه الهياكل المؤسساتية التربوية والتكوينية تضحيات من طرف العائلات التي ترغب في ضمان تكوين ذي جودة لأبنائها ليتمكنوا من ولوج سوق الشغل، إذ أن معدل تشغيل الشباب خريجي هذه المعاهد مرتفع، بل هناك بعض الشعب المطلوبة والتي تعاني خصاصا في سوق الشغل بالمغرب.
أما المحظوظون، أو غير المحظوطين، فيحزمون حقائبهم متوجهين إلى أوربا وأمريكا لاستكمال دراساتهم الجامعية، لأسباب مختلفة تجعلهم يفضلون، اختيارا أم اضطرارا، الجامعات الأجنبية عن الدراسة في المعاهد والجامعات المغربية.
وبالنسبة إلى البعض، تعتبر الأقسام التحضيرية المسلك الرئيسي والضروري، الذي يتيح للطلبة ولوج المدارس الكبرى سواء العمومية، أو الخاصة لتكوين المهندسين في مختلف الفروع والتخصصات. وعرفت المؤسسات التي تخول هذا التكوين تطورا ملموسا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد الإعلان عن البرنامج الحكومي لتكوين 10 آلاف مهندس.
يوسف الساكت