2012-04-06, 17:26
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | ماتت و هي.... | لا أدري واللهِ من أينَ أبداُ ، أو كيفَ أبدأ ، فقد دارتْ بي
الأرضُ ، وحُمَّ جسدي ، وزادتْ عليَّ العلّةُ ، واستحكمَ
المرضُ ، وغشيني من الهمِّ والغمِّ ما غشيني ، بعدَ أن
سمعتُ خبراً لو نزلَ وقعهُ على جبلٍ لتضعضعَ ، ولو مُزجَ
في مُستعذبِ الأنهارِ لأحالها كدراً ، ولو سمعَ بهِ أحدُ أسلافِنا
من الرعيلِ الأوّلِ لقضى ما بقيَ من عمرهِ ساجداً ، يحذرُ
ذلكَ المصيرَ المشئومَ ويرجو ربّهُ العافيةَ وحُسنَ الخاتمةِ .
وقعَ بتأريخِ 17/11/1424هـ في الساعةِ الثالثةِ وفي ثُلثِ
الليلِ الأخيرِ ، بمدينةِ الرياضِ ، لفتاةٍ في العشرينَ من عُمرِها
تُدعى س . ح ، واقعةٌ تُلينُ الصُمَّ الصِلابَ ، وذلكَ أنَّ تلكَ الفتاةَ
قد أخذتْ أُهبتها وازّينتْ ، وقامتْ تتهادى وتخطِرُ أمامَ شاشةِ
الحاسبِ الخاصِّ بها ، وتعرضُ ما دقَّ وجلَّ من تفاصيلِ
جسمها ، مُقابلَ مبلغٍ زهيدٍ من المالِ ، على حثالةٍ من الذئبانِ
البشريةِ وسقطةِ الخلقِ ، والتي لا تعرفُ معروفاً
ولا تنكرُ منكراً ، وتعيشُ على هامشِ الوجودِ ، في أحدِ
مواخيرِ البال توك العفنةِ .
وفجأةً في لحظةٍ عابرةٍ وغفلةٍ مُباغتةٍ وأمامَ مرأى الجميعِ وتحتَ
بصرهم ، سقطتْ تلك الفتاةُ مُمدّدةً على الأرضِ ، ووقعتِ
الواقعةُ ، وابتدأتْ قصّةُ النهايةِ ! .
لقد جاءها ملكُ الموتِ الذي وُكّلَ بها وهي تستعرضُ بمفاتِنها
وتُبدي عورتَها ، وقد سكرتْ بخمرِ الشيطانِ ، ولم تستيقظْ
إلا وهي في عسكرِ الموتى .
إنّها الآنَ ميّتةٌ بلا حولٍ ولا قوّةٍ .
لقد ماتتْ وكفى ! .
أصبحتْ جُثّةً هامدةً ، سكنَ منها كلُّ شيءٍ إلا الروحَ ، فقد
علتْ وعرجتْ إلى اللهِ تعالى ، ولا ندري ماذا كانَ جزاءها هناكَ .
إنّها لحظةُ الوداعِ المُرعبةِ .
لم تُلقِ نظراتِ الوداعِ على أبيها وأمّها ، طمعاً في دعوةٍ منهم
نظيرَ برّها بهم ، ولم تلقِ نظرةَ الوداعِ على ورقةٍ من المصحفِ
الشريفِ ، ولم تكنْ لحظةَ وداعها ذكراً أو دعوةً أو خيراً ، بل ليتها
كانتْ لحظةً من لحظاتِ الدنيا العابرةِ ، تموتُ كما يموتُ عامّةُ الخلقِ
وأكثرُ البشرِ .
مـ ن ـ ق ـول | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=544570 التوقيع | فاعلم أنه لا إله إلا الله *********
اللهم اغنني بحلالك عن حرامك
و بطاعتك عن معصيتك
و بفضلك عمن سواك
يا حي يا قيوم. ********** صل من قطعك
و أحسن إلى من أساء إليك
و قل الحق و لو على نفسك | |
| |