منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   التعبير الجسدي و المسرح (https://www.profvb.com/vb/f141.html)
-   -   خمس لوحات تعبيرية (https://www.profvb.com/vb/t9408.html)

أشرف كانسي 2009-11-06 10:31

خمس لوحات تعبيرية
 
بطاقة تقنية للوحات
عنوان النص المسرحي ׃ خمس لوحات عن مأساة شعب .
الشخصيات ׃
الزوج أحمد إيفانوفيش البوسني .
الزوجة إيهان الصربية .
الراوي .
الديكور ׃ بيت من بيوتات مدينة في حلة حرب .
أوكسسوار أساسي : بندقية .
الكورس : يستحسن أن يتكون من ستة أفراد ، ثلاثة منهم ذكور و ثلاثة إناث .
القيمة الحقوقية المحمولة ׃ الحق في العيش بكرامة ، الحق في تقرير المصير .
ملخص المسرحية ׃ تتعرض المسرحية في خمس لوحات لمحاولة شعب البوسنة المسلم في تقرير مصيره ، الشيء الذي لم يرض الكيانات الأخرى التي كانت تكون ما كان يعرف بدولة يوغوسلافية فنشبت إثر ذلك حرب أتت على اليابس و الأخضر مخلفة وراءها سلسلة من الجرائم .
نص المسرحية ׃

اللوحة الأولى
الراوي : ( بعد الإعلان عن بداية العرض يخرج الراوي من بين الجمهور و يتمشى بين الصفوف .)
في يوم من أيام السنوات التي تطل على القرن الواحد والعشرين ،
و في منطقة تتبجح بالديمقراطية و حقوق الإنسان ،
و في نقطة معتمة في خريطة الحضارة و التقدم ،
جلسوا على أرائك مريحة
يتفرجون على محاولة إبادة شعب مسلم
أبى تحت رحمة القنابل و الصواريخ
إلا أن يصمد و يقاوم
أبى أمام عطف الإنسانية و حق تقرير المصير
إلا أن يناضل و ألا يساوم
و هنا وهناك يسيطر صمت رهيب
و هنا وهناك كالفطريات تنبت مقابر جماعية
ودائما في صمت رهيب ...
يرفع الستار على بيت متواضع الديكور و تظهر في جهة من جهاته امرأة تدعى إيهان ، تزاول مهامها البيتية و هي تدندن بكلمات لأغنية . يدخل عليها زوجها أحمد إيفانوفيش مهرولا و الفرح يغطي وجهه .
أحمد إيفانوفيش : ألم تسمعي يا زوجتي العزيزة آخر الأخبار ؟!
إيهان : قل مساء الخير أولا !
أحمد : مساء الخير عزيزتي ( في تلعثم مصدره الفرح )
إيهان : ماذا هناك ؟! ماذا تحمل هذه المرة ؟!
أحمد : ( متسائلا ) ألم تسمعي حقا آخر الأخبار ؟!
إيهان : هل هي مفرحة إلى هذا الحد؟
أحمد : أجل و أكثر .
إيهان : شوقتني تكلم ماذا تحمل ؟!
أحمد : بعد تردد طويل أعلنت البوسنة استقلالها و طلبت انضمامها إلى الأمم المتحدة و هذه الأخيرة قبلت العضوية ؛ لكن ، ( فترة صمت ) الظاهر أن إخواننا الصرب و معهم الكروات لم يعجبهم هذا الأمر ؛ و حتما سينقضون علينا كالنسور الجارحة و من كل جانب .
إيهان : لماذا هذا التشاؤم يا عزيزي ؟! مادام المحفل الدولي اعترف بدولة البوسنة و الهرسك فما على الصرب و الكروات إلا أن يباركوا هذا الاعتراف و أن يعملوا على تحسين علاقات الجوار .
أحمد : تحلمين يا عزيزتي ، أو تتجاهلين نوايا الصرب ؛ ألم تسمعيهم يتحدثون عن الدولة الصربية الكبرى؟!
( بشيء من الغضب و الانفعال )
إيهان : ( تهدأ من روعه ) اهدأ يا حبيبي لا داعي للقلق !
أحمد : كيف تطلبين مني أن أهدأ و الصرب يستعدون للهجوم علينا بعد أن تمكنوا من احتلال بعض الأراضي الكرواتية . أتطمئنني لكونك صربية؟!
ل‘يهان : لا تقل هذا مرة أخرى يا أحمد أنا صربية حقا لكن حبي لك أقوى من انتمائي للصرب . ( تبدو غاضبة )
أحمد : سامحيني حبيبتي لم أكن أقصد . سوف لن أعود مرة أخرى إلى هذا الحديث . إني فقط أكره الحرب ، و المسلمون ليسوا على استعداد للدخول في أية حرب .

الكورس : نحن
كباقي
الشعوب نكن البغض
للحروب
لكننا
نبحث
في
الدروب
من طلوع الشمس
إلى الغروب
عن الحرية
و التفاتة القلوب.

( ستار)
اللوحة الثانية
الراوي : البلاد التي استطاع بروس جيست تيتو أن يوحدها بقرار حاسم و ذلك بإعلانه عن قيام جمهورية فيدرالية تستجيب للتطلعات القومية لمكونات الكيان اليوغسلافي صارت اليوم تعرف تمزقا خطيرا.
الكل أراد أن ينسلخ عن الكيان اليوغسلافي و الكل أراد أن يسيطر على هذا الكيان فالصرب حاولوا في البدء التدخل في سلوفينيا و لم يفلحوا ، فولوا آلتهم الحربية في اتجاه كرواتيا التي انكمشت أمام القوة الصربية تاركة إياها تسيطر على بعض الأراضي باسم صرب كرواتيا و بعدها جاء دور البوسنة و الهرسك .
( ينسحب الراوي الذي يمكنه التحرك كيف ما أراد لكن دون أن يزعج المتفرجين )
يرفع الستار على نفس الديكور السابق ، إيهاب تبدو حزينة و هي جالسة في مكان بارز في الخشبة و أمامها أحمد يدفن حزنه في المشي ذهابا و إيابا في حيرة . فجأة يلتفت نحو إيهان .
أحمد : لا أدري متى ستتوقف هذه الحرب .. يبدو أننا سنموت هنا لا محالة .
إيهان : لا تكن متشائما إلى هذا الحد فالجنود يحاولون رد هجمات الأعداء .
أحمد : قولي يحاولون الانتحار .
إيهان : الانتحار ؟! كيف تجرأ على التلفظ بهذه الكلمة السلبية ؟! إنهم يدافعون عن المدينة . يفعلون ما يقدرون عليه . إنك فقط تنظر إلى الأشياء من زاوية سوداوية .
أحمد : أنا الذي أرى الأشياء من زاوية سوداوية ؟! ألا ترين معي أننا محاصرون ، و أن جثث المسلمين مرمية في قارعة الطريق و الحرائق تتصاعد ، و أن الرصاص يفتك بنا و القنابل تتساقط علينا كحبات البرد ، و الجوع يهددنا و العطش ... آه من العطش ، أصبحنا نقضي أغلب أوقاتنا في طابور أمام موزع الماء و ...
إيهان : كفى أرجوك .. و كأنها نهاية العالم . ( تبكي )
أحمد : الآن تبكي ، الآن فقط عرفت مدى هول الكارثة ؟! إننا نموت و العالم يتفرج . أنسيت ، البارحة فقط عندما خرجت أبحث عن الخبز سقطت قذيفة بالقرب مني كادت تودي بحياتي ( صمت ) و أمام عيني سقطت جارتنا صوديف برصاصة طائشة لم ندري من أين أتت . هكذا نموت يوميا و أكثر ( صمت ) إني خائف يا إيهان .
إيهان : لا تخف .. إنك مؤمن .. علينا أن نصبر و نصمد .
الكورس :

سبرنيتشا سبرنيتشا
موت فظيع
أجسام للرصاص تطيع
أناس يقتلون كل شيء
في صمت بديع
يقتلون ا لكل
من الكهل على الرضيع
سبرينتشا سبرينتشا
مدينة صارت بلا ربيع
أحلامها تحرق و تضيع
أمانيها تدفن في صمت وديع
سبرينتشا سبرينتشا
مدينة صارت بلا ربيع
فأين الضمير ؟!
و أين من يقف كالسد المنيع
ضد هذا المشهد الفظيع.

( ستار)
اللوحة الثالثة
الراوي : وهكذا صار الصرب و الكروات معا يحاصرون المدن البوسنية المسلمة و يشردون أهاليها الذين نزح منهم الكثير . غادروا البلاد خوفا من الموت بطريقة وحشية .
يرفع الستار على نفس الديكور . يدخل أحمد و زوجته إلى البيت ، يظهر عليهما أنهما كانا في الخارج و أنهما كانا قد بدآ حوارا .
أحمد : كل المدن من تورلا و هنا في سيبرينتشا مرورا بجوردا و موستار و صولا إلى بيهاتش ، كل المدن محاصرة . .إيهان : الجنود يقاومون .
أحمد : نعم يقاومون لكن ، بماذا يقاومون فحتى السلاح ممنوع علينا شراءه . نعيش الحصار في كل شيء . ألا ترين معي حبيبتي أن العالم بأكمله متواطئ مع الصرب ؟! فحتى المسلمون نسوا أن لهم إخوانا هنا يموتون يوميا . إنهم لا يتحركون ، يكتفون بالتنديد الذي لا يأتي بأي شيء .
إيهان : إنهم يتحدثون عن مخطط جديد للسلام . أعتقد أن هذه المرة ستتدخل أمريكا لتفرض السلام في هذه المنطقة .
أحمد : ( ضاحكا ) أمريكا .. مخطط .. يا عزيزتي في مخططاتهم يريدون فقط إضعافنا ، فالإجراءات الترابية في مخطط فانس أوين ترجح كافة الكروات و بعدهم الصرب أما نحن فالمخطط يعاقبنا لكوننا مسلمين . كل تصوراتهم للسلام فيها قتل لمعاناتنا و تضحياتنا و أحلامنا . و أمريكا بانضمامها للمخطط و بعد إدخالها بعض التحسينات عليه ، كما يقولون ( معلقا )
لم تضف شيئا يمكن التصفيق له ... أمريكا ؟! يا حبيبتي هي .. ماذا يمكنني أن أقول عنها ؟! ( يتوجه إلى الجمهور ) كلكم أعتقد لديكم فكرة عن أمريكا تلك هي فكرتي .
الكورس :

نراه فقط في الأحلام
هذا الذي يطير كالحمام
و يسمونه السلام
نراه فقط في الأحلام

ستار.
اللوحة الرابعة


الراوي : تخيلوا معي أن كل سكان المدينة يرحلون ..يفرون من النقط الساخنة خوفا من الموت ؛ يلتجئون إلى أماكن آمنة .. تخيلوا من سيدافع عن المدينة ؟ من سيقف ضد تدخل العدو ؟ .. طبعا لا أحد مادام أن الكل هرب . و العدو سيدخل المدينة بسلام و في أمن تام .
يرفع الستار على ديكور بيت أسرة إيفانوفيش . يسيطر على البيت صمت حزين . الكل مطأطأ الرأس . بعد حين يوجه أحمد لزوجته الخطاب التالي .
أحمد : ما العمل إذن ؟
إيهان : تسألني أنا ؟! عجب .. أنت الرجل .. أنت صاحب القرار .
أحمد : لا تقولي ذلك متى فرضت عليك رأيي ؟ متى قررت شيئا و طلبت منك أن تنفذيه بطريقة عمياء ؟
إيهان : لا تؤاخذني يا عزيزي إي لم أعد أقدر على التفكير ؛ فالوضعية أقوى من أن نفكر في حل لها .
أحمد : أعتقد أن علينا التشبث بالصبر .. اسمعي جيدا إن البوسنيين يحاولون الآن استرجاع بيهاتش ، و الحرب الآن تدور هناك ، فعلى الأقل نعرف بعض الهدوء المتفرق .
إيهان : يا حبيبي المنطقة كلها لا تطاق ، كلها في حالة حرب فحتى المقابر و المستشفيات ترمى بالقنابل و تتحدث أنت عن الهدوء أي هدوء ؟! الهدوء المؤقت .. ليس هناك هدوء .. يجب أن نرحل من هنا حالا .
أحمد : نرحل ، أجننت ؟! أترك بلدي في بركة دم و أرحل .. لا تفكري حبيبتي في الفرار !
إيهان : لم أقل الفرار .. نرحل و عندما تهدأ الأحوال نعود .
آه ! عندما نجد بيتنا تقطنه أسرة صربية . نعود لنسكن نحن في الملاجئ . لن أهرب من هنا . سأبقى هنا ، و إذا احتاج إلي الجيش في بيهاتش و دعاني للالتحاق بصفوفه سألبي الدعوة بكل فرح .
إيهان : لا تقل هذا يا حبيبي . حسنا ، فلنبقى إذن ، لكن لا تفكر في الذهاب إلى بيهاتش .
الكورس :

نجوع و نعرى
نموت عطشا
و خوفا نموت
لكن عن هذه الأرض لن نرحل
لا تهاجر أيها البوسني المسلم
و قاوم
بالصبر
بالسلاح
و لا تساوم

ستار
اللوحة الأخيرة
الروي : استرجع الجيش البوسني بيهاتش بعد معارك طاحنة . و لم تترك لهم فرصة الإحساس بهذا الظفر لأن الصرب قرروا احتلالها من جديد ؛ و هجموا على المدينة هجوما شرسا محاولين استرجاعها من جديد . و أمام هذا الهجوم كان البوسنيون يتراجعون متقهقرين .
يرفع الستار على نفس الديكور . أحمد يبحث عن شيء ما . تدخل عليه إيهان .
إيهان : ماذا تفعل ؟
أحمد : لاشيء .. لاشيء .
.إيهان : كيف ؟ لاشيء ؟! عماذا تبحث ؟
أحمد : أين وضعت بندقيتي ؟ البارحة كانت هنا فوق الكرسي . إني لم أجدها .
إيهان : لماذا تبحث عنها ؟ في ماذا تريدها ؟
أحمد : هذا لا يهمك .
إيهان : لا يهمني ، أفقدت صوابك ؟ كيف لا يهمني هذا ؟ كل ما يخصك يهمني .
أحمد : اسمعي حبيبتي لقد قررت هذه المرة دون أخذ رأيك بالاعتبار و سامحيني . سأقولها لك و باقتضاب شديد سألتحق بالجيش في بيهاتش المحاصرة .
إيهان : ماذا تقول ؟ جننت بلا ريب ، أنسيت أن عليك مسؤوليات هنا ؟!
أحمد : و هناك أيضا يا عزيزتي .. الدفاع عن بيهاتش فوق كل المسؤوليات .
إيهان : لن تذهب يا أحمد . قل لي أنك غيرت رأيك .
أحمد : لا يا حياتي من واجبي أن أذهب إلى الجبهة .
إيهان : و لم لا تبق هنا ؟
أحمد : أبقى هنا ليقاتل من أجلي الآخرون هناك . لا يا إيهان فهنا يمكن أن تسقط علينا قذيفة و نموت . عندها يكون موتنا بلا معنى . أما هناك إن مت في جبهة القتال فعلى الأقل سيكون لموتي معنى .. سأموت شهيدا ثم إن الإسلام يأمرنا بأن نجاهد و نناضل من أجل حياة شريفة , كريمة و حرة .
إيهان : ( بعد أن تسحب البندقية من مكان ما ) خذ يا أحمد بندقيتك ! أتمنى أن ترجع إلي سالما .
يتسلم أحمد البندقية و يخرج .
الكورس :

لكي نطرد العدو
علينا أن نحمل البنادق
و أن نبني الحواجز و الخنادق
و أن ندافع عن المدن و البيارق
بحزم و بقوة المارد
و أن نمشي وسط الموت و الحرائق
بلا خوف
و دون تراجع
حتى نكتب للعالم تلك الحقائق
و نخبرهم كيف مرت الدقائق تلو الدقائق

يسدل الستار ثم يفتح ليتقدم الممثلان و الكورس لتحية الجمهور الحاضر ثم يسدل ليقول الراوي كلمته الأخيرة .
الراوي : المسرحية أيها المتتبع الكريم لم تنته بعد . وفي خضم هذا الصمت غير المنطقي و هذا السكون الدولي المقصود لا أدري كم من لوحة يجب أن تكتب . شكرا للحضور.

02/12/1994 في ولجة السلطان



منقول الافادة


الساعة الآن 17:22

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd