2012-03-28, 18:54
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | المدرسة الخصوصية بين الجودة وسؤال الماهية؟ | المدرسة الخصوصية بين الجودة وسؤال الماهية؟ 28 مارس 2012 الساعة 22 : 09 محمد الشتاوي
لا شك أن العملية التربوية أصبحت الشغل الشاغل لكل بيت مغربي, ولا شك أن الحديث عن المدرسة الخصوصية أخذ حيزا زمانيا من نقاشاتنا كآباء ومهتمين بالشأن التعليمي. ولا شك ان أسئلة اخرى كثيرة تبقى عالقة بدون أجوبة شافية, فهل من المشروعية فتح نقاش هادف وبناء حول هذا الموضوع؟
أينما جال بصرك تصادف بنايات ملونة متناثرة هنا وهناك, شقق ومنازل من ثلاثة أو أربعة طوابق وفيلات كلها تحولت من مساكن إلى مدارس بقدرة قادر, لا تحترم المعايير المتعارف من أجل التعلم السليم من فضاءات رياضية ومرافق صحية و تهوية وإضاءة جيدة...و...و...وأغلبها مدارس تستهدف الربح المادي السريع بعيدا عن أي نظام ضريبي حازم أو مساءلة صارمة, بل إن بعضها قد تتجاوز الطاقة الاستيعابية المرخص لها بها (عدد التلاميذ- عدد الفصول- الأسلاك التعليمية), فتكدس المتعلمين في غرف صغيرة تحت مسمى فصول دراسية, وتنقلهم في سيارات تعرف بالسيارات الصفراء تذكرنا بعضها بسيارات النقل المزدوج في الأسواق الأسبوعية من شدة تزاحم الأطفال فيها, مما يتسبب لهم في أمراض متعددة من زكام, والتهاب لوزتين, وحمى, ونقل المرض من بعضهم لبعض...من كثرة التوقف المتكرر وفتح الباب وإغلاقه.
ينضاف إلى ضعف التجهيزات والبنية التحتية- ضعف تأهيل العنصر البشري بهذه المؤسسات, لا ننكر أن بعض الأساتذة العاملين بالتعليم الخصوصي لهم مؤهلات معرفية ولغوية خاصة, لكن يفتقرون إلى تكوين رصين يهتم بالجوانب البيداغوجية والديداكتيكية...فكل له طريقته الخاصة في التدريس وأساليبه التي يرى أنها الأجدر بالتفعيل.
ينضاف إلى هذا وذاك مسألة الهوية والقيم التي يجب أن تكون قاسما مشتركا بين جميع أبناء الوطن, وهو أمر مستبعد الوصول إليه تحت ظل مدارس تتبنى مناهج دراسية مختلفة المشارب والتوجهات, فمن خريجي هذه المدارس من لا يجمعه بالمغرب والمغاربة إلا الفضاء الجغرافي, أما ثقافته وتوجهاته العامة وقيمه فقد تجدها بعيدة عن المغرب بالآلاف الأميال والكيلومترات.
وحتى أثمان هذه المؤسسات لا تخضع لتعريفة موحدة أو لمسطرة معينة, فكل مدرسة لها تعريفتها ورسومها المدرسية الخاصة, وكأننا أمام سوق تجاري لا يخضع سوى لمبدأي العرض والطلب.
هذه اختلالات وغيرها كثير تعج بها ساحة التعليم الخصوصي, دون أن ننكر وجود مؤسسات ببنيات تحتية ممتازة وبأطقم تربوية وإدارية متميزة, إلا أنها تبقى مؤسسات معدودة على رأس الأصابع داخل المدينة الواحدة.
لتبقى أسئلة أخرى كثيرة معلقة تستمد مشروعيتها ووجاهتها من راهنية الوضع التعليمي, وتنتظر أجوبة مقنعة وشافية من صناع القرار التربوي, نختصر بعضها فيما يلي:
* ألم يحن الوقت بعد لتدخل عاجل وحاسم بغية تجاوز الاختلالات و الرفع من جودة الأداء بهذه المؤسسات التربوية؟؟
* أم هل أصبحت المدرسة الخصوصية (مدارس النخب) أداة إقصائية لأبناء الطبقات المقهورة اجتماعيا؟
* أم أنها موضة وظاهرة العصر الجديد ومظهر من مظاهر الرقي الاجتماعي وصراع الطبقات؟
* أم انها الية من اليات تملص الدولة من ضمان حق التعلم المجاني وفق مبادئ الإنصاف وتكافؤ الفرص بين جميع أبناء الوطن؟ مفتش تربوي | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=539558 |
| |