من أجل إنشاء جبهة للدفاع عن المدرسة - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2012-03-23, 20:48

رقم المشاركة : 1

abo fatima

نائب مدير الإشراف

إحصائية العضو

abo fatima غير متواجد حالياً

من أجل إنشاء جبهة للدفاع عن المدرسة

22 مارس 2012 الساعة 37 : 16

بقلم: محمد ﯕيـالي

لقد انطلق الربيع العربي، وطبيعي جدا أن انخرط المغاربة في التغيير في كل المستويات.. وتوج ذلك بدستور يحظى بالإجماع، ومن تم نظمت الانتخابات، وتشكلت الحكومة التي سرعان ما انخرطت في العمل.. ومهما اختلف المختلفون، وانتقد المنتقدون، وانتقص منها المنتقصون، فإن هذه الحكومة هي الأكثر جدية لحد الآن في المغرب الحديث، بالنظر للملفات التي فتحت، وبالتجاوب مع المواطن ولو بالحد الأدنى، والجدية التي يتعامل بها العديد من أعضائها مع الشأن العام، إضافة إلى المصداقية التي يتمتع بها هؤلاء، والتي شهد بها الخصوم السياسيون الموضوعيون..

إلا أن سنة الحياة تقتضي وجود الاستثناء لكل قاعدة..
الاستثناء هنا يسجله اتجاهان اثنان، وبشكل عاصف؛ أولهما الحركة العلمانية الحداثية التي بدأت تخبط خبط عشواء، تماما كمن أصيب بالعمى فجأة ولم يعد يرى أي شيء.. إذ من هؤلاء من لم ترق له الديمقراطية أبدا، لأنها أتت بالخصوم الذي طالما وصفوا بالرجعيين والظلاميين والاستئصاليين وأعداء الديمقراطية.. فهل الشعب أيضا رجعي ظلامي عندما صوت لهم؟ أم أن مرجعية الشعب ظلامية، وتفكير الشعب رجعي؟ أماذا؟؟ الواقع أن هؤلاء الذين طالما تم التمكين لهم في الإعلام وفي كافة الأصعدة لزرع سمومهم باسم الحداثة – التي تخلى عنها أهلها بالمناسبة – لم يكونوا يمثلون إلا أنفسهم وذويهم ربما.. فمن أول تجربة انتخابية شهد لها الجميع بالحد الأدنى من النزاهة والشفافية دلل الشعب على تشبثه بمرجعيته الثقافية والدينية التي لا محيد عنها مهما طبل المطبلون..

هذه الحقيقة لم ترق للذين لا يرون أي مقام لهم بين اختيارات الشعب، وعوض أن يعلنوا التوبة التي طالما طالبوا بها حاملي الفكر المخالف، بينوا عن شراسة أكثر، وتمخضت أفكارهم عن رقصات مرتعشة لعصافير تحتضر.. فمنهم من بدأ يبحث هنا وهناك عن أحداث لا علاقة لها بالسياسة ليدللوا بها على عدم أهلية "الحكام" الجدد، ومنهم من نظم المؤتمرات وخرج بالبيانات، ومنهم من بدأ يلوح باللجوء إلى الجمعيات، التي لا تمثل هي الأخرى إلا شرذمة من الناس.. ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما يبدوا أنهم مستعدون ليبدلوا تبديلا..

ولقد وجب عليهم أن يعلموا أنه ولى العهد الذي كانت الحكومة تغرد خارج سرب الشعب، وانتهى الزمان الذي لم يكن فيه أحد يولي أدنى اهتمام لصيحات الشعب.. فهاهي الحكومة مشكورة مثلا تراجع تاريخ البدإ بالعمل بالتوقيت الجديد استجابة لنداءات المواطنين. أمر رغم بساطته يسجل هدفا لصالحها.. ولابد هنا تحقيقا للحق أن نحيي بكثير احترام حاملي الفكر "المخالف" الذين أبانوا عن حب حقيقي للوطن واحترام للاختيار المواطن، فكان نقدهم للحكومة كل مرة بناءا موضوعيا. هؤلاء سيخلدهم التاريخ لا ريب..

أما الاتجاه الثاني الذي ما يزال يمارس ألاعيبه القديمة على المواطن بلا أدنى اعتبار لوعيه ومصالحه، فهي بعض النقابات، التي لم يبق لها "ماتنقب" ووجب عليها الرحيل إلى غير رجعة إن هي لم تتدارك الأخطاء وتراجع الأدبيات.. إذ كيف يعقل أن نحاول ربط أرجل الحكومة هكذا من اليوم الأول دون مراعاة لا للظرفية، ولا للجهود البينة للوزراء، ودون منحهم الوقت الكافي؟؟ كيف يعقل أن تقابل النقابات التعليمية الوزير الجديد الذي برهن عن الجدية في قراراته، واحترام رجل التعليم في تصريحاته، وتوخي الموضوعية في مراجعة المنظومة والتعامل معها – كيف يعقل أن يجابه بإضرابات متتالية وبتناسل النقابات والتنسيقيات بشكل فوضوي؟؟ ما موقع التلميذ في كل هذا؟ وأين الشعارات الجوفاء التي تضعه في مركز العملية برمتها؟ أين الأسرة مما يجري؟ أين الجودة؟ أين الواجب ونحن على أعتاب الامتحانات كلها؟ وهل نحن بصدد أشكال نضالية أم أعمال لي الذراع لتحقيق مآرب أخرى؟ هل تدخل هذه الإضرابات المتتالية في مسلسل تعطيل الورشات الحقيقية التي فتحتها الحكومة أو التي هي بصدد فتحها؟ وهل هذا التشرذم يخدم التعليم ورجالاته في شيء؟ أسئلة لا أتوقع من المعنيين محاولة الإجابة عنها بقدر ما سينهالون علي بالسب والشتم..

إني أدعو كل غيور على المدرسة العمومية وعلى مصير التلاميذ، وكل مهتم إلى تشكيل جبهة للدفاع عن صورة المدرسة، ولمساءلة النفس وممارسة النقد الذاتي ولمراجعة أشكال النضال التي يمكن اتباعها في انتزاع حقوق الشغيلة التعليمية دون المساس بحق التلميذ في التحصيل العلمي المثمر، ومن أجل عقد مصالحة بين المدرسة العمومية والأسرة التي لا حول لها ولا قوة إلا أن تسب المدرسة والمدرسين والعلم والعمل جميعا.. إني أعلم جيدا أن العديد من نساء ورجال التعليم لا يرضيهم الوضع، وكثيرا ما أثيرت التحفظات في النقاشات الجانبية. وحتى الذين يشاركون في مختلف التغيبات عن العمل يفعلون ذلك فقط لأنه واقع.. تماما مثل العديدين ممن استفادوا من المأذونيات؛ أخذوها لأنهم منحوا إياها.. لنعلنها جهرا إذن، لنقل كفى من التلاعب بمصائر أبناء الوطن. كفى من تسول الإضرابات. كفى من التغيب مع جميع النقابات دون الانخراط أو الانتماء إلى أي منها. كفـى..

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=537281


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :