قبـل أن تـصـوتــوا ...هذه حقيقة الانتخابات و حقيقة النظام السياسي بالمغرب " - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2016-10-05, 11:23

رقم المشاركة : 1

صانعة النهضة

مراقبة عامة

إحصائية العضو

صانعة النهضة غير متواجد حالياً

قبـل أن تـصـوتــوا ...هذه حقيقة الانتخابات و حقيقة النظام السياسي بالمغرب "

خالد الادريسي

يعيش المغرب مخاضا سياسيا جديدا من خلال انتخابات تشريعية ستفرز اغلبية جديدة ستقوم بتسيير و تدبير البلاد لولاية حكومية قادمة . و على الرغم من اختلاف الآراء و المواقف حول مدى اهمية هذه المحطة السياسية بالنسبة للبلاد , بين اتجاه يعتبرها لعبة ومسرحية يشارك فيها " كراكيز " يؤدون ادوارا ثانوية في العرض , و بالتالي فهو يدعو الى تجاهلها و عدم المشاركة فيها لعدم اهميتها في تحقيق البناء الديموقراطي بالمغرب .

و بين اتجاه اخر يؤكد على ضرورة الانخراط في هذه الانتخابات كتعبير عن واجب المواطنة الكاملة , و ايضا للمساهمة التي تقدمها هذه الالية في تكريس دولة حديثة قائمة على مبادئ الديموقراطية التي تحترم فيها الارادة الشعبية بناء على الانتخابات التي يساهم فيها المواطنون فعليا من اجل اختيار من يمثلهم .

و اذا كان كل رأي يحتوي على جانب من الصحة , بناء على القناعة السياسية و الايديولوجية لكل فئة , واذا كان كل توجه له مناصريه و مؤيديه يدافعون عنه بوعي شقي او بوعي براغماتي , فان الحقيقة التي ينبغي ان لا تغيب عن اي مواطن مدعو للمشاركة في هذه المحطة السياسية بناء على ما يفرضه عليه واجب المواطنة هو ان النظام السياسي المغربي ذو طبيعة خاصة , فهو لا تنطبق عليه مبادئ نظام الديموقراطية بمفهومه الغربي حيث هناك احترام صارم لمبدا الفصل فيما بين السلطات , و هناك احترام تام لإرادة الناخبين المعبر عنها , و هي الفيصل في تحديد الفريق السياسي الذي سيحكم البلاد داخليا و خارجيا تحت رقابة المؤسسة التشريعية التي تحتفظ باليات قوية لمراقبة مدى قدرة الحكومة المعينة على الوفاء بالتزاماتها التي سطرتها في برنامجها الانتخابي و برنامجها الحكومي .

اما بالنسبة للمغرب فهو يعيش حالة سياسية استثنائية ومتفردة اذ ان نظامه السياسي ينهل من المرجعية الديموقراطية الغربية بمبادئها و الياتها واهمها الية الانتخاب , و ايضا يستمد اساسه من مرجعية دينية اسلامية قائمة على نظام امارة المؤمنين التي لها الياتها و خصوصياتها ومن بينها البيعة التي تعبر عن ذلك الترابط التاريخي و الديني بين العرش و الشعب , و هو اساس مشروعية النظام الملكي بالمغرب كما انه اساس قوته و سيطرته على الحكم بالمغرب .

يتبع

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=842278

التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

2016-10-05, 11:30

رقم المشاركة : 2

صانعة النهضة

مراقبة عامة

إحصائية العضو

صانعة النهضة غير متواجد حالياً

رد: قبـل أن تـصـوتــوا ...هذه حقيقة الانتخابات و حقيقة النظام السياسي بالمغرب "

أجل , ينبغي الاعتراف و التسليم على ان النظام السياسي او نظام الحكم ذو طبيعة خاصة , و بالتالي سيكون من غير الموضوعي و السليم احداث عملية اسقاط اسس النظام الديموقراطي الغربي على النظام السياسي المغربي , لوحدة المرجعية بالنسبة للأول و لتعدد المرجعيات بالنسبة للثاني .

و بالتالي فالنتيجة التي ستترتب على هذا الاسقاط هي ان من يعتبر المرجعية الديموقراطية بمفهومها الغربي هي المرجعية الوحيدة لأي نظام سياسي , سيحكم على النظام السياسي المغربي بكونه غير ديموقراطي و يتجه نحو الديكتاتورية , بينما من يؤمن بخصوصيات النظام السياسي المغربي و تعدد مرجعياته سواء من الناحية الدينية و التاريخية والدستورية و الديموقراطية سيؤمن على النظام السياسي المغربي ذو طبيعة خاصة ومتفردة .

و ان هذه الخصوصية تجعل منه نظام له إيجابيات و سلبياته مثله مثل اي نظام سياسي اخر , لان الديموقراطية ايضا تبقى في نهاية المطاف نظام حكم نسبي قد ينجح في بيئة معينة او مجتمع معين و قد لا يصدق في بيئة او مجتمع اخر , وايضا هو نظام له إيجابيات و سلبياته و لعل اهم سلبياته ان نصف الناخبين و ليس المواطنين اضافة الى شخص واحد يخول للتيار السياسي الفائز حكم الشعب بأكمله رغم انه لا يمثل الا حوالي ربع المجتمع .

اذن من الواضح ان الملكية في المغرب نظام رئاسي قوي فوقي و مهيمن يستند في تأسيس قوته على الدستور المكتوب الذي يمنحه صلاحيات شبه مطلقة في الحكم و يعطيها المشروعية القانونية و الدستورية , و ايضا على دستور غير مكتوب اساسه امارة المؤمنين الذي تمنحها المشروعية الدينية و نظام البيعة الذي يمنحها المشروعية الشعبية , ولا يترك الا هامش بسيط للحكومة التي تتشكل من الحزب او الاحزاب الفائزة في الانتخابات والمكونة للأغلبية من اجل التدبير و التسييرو ليس الحكم , اذ ان كل توجهات الحكومة تسير في اطار التوجهات الكبرى المرسومة لها من قبل المؤسسة الملكية , و ايضا في اطار الاكراهات التي تفرضها المؤسسات النقدية والمالية العالمية الدائنة للمغرب .

و هو ما يجعل السؤال مطروحا حول ما الفائدة المرجوة من انتخاباتتشريعية في المغرب ما دامت لا تنتج اغلبية تستطيع ان تحكم وفق توجهاتها الخاصة المسطرة في البرنامج الانتخابي التي تقدمت به امام المواطنين في الحملة الانتخابية ؟

و ما فائدة انتخابات سياسية لا تستطيع ان تفرز حزب قوي يستطيع ان يشكل حكومة لوحده او يتحالف مع حزب اخر فقط له نفس المرجعية الايديولوجية؟

وما الفائدة من التصويت على نخبة سياسية اصبحت تفتقد لمناضلين حقيقيين لهم مبادئ سياسية ثابتة وراسخة ؟....

كل هذه اسئلة مشروعة في هذه الظرفية التي تعرف فيها الحملة الانتخابية أعلى مستويات التعبئة و السعار السياسي و الانتخابي .

و بالتالي يبقى هناك اشكالين اخرين مشروعين و مترتبين عن الاسئلة السابقة وهما من ناحية اولى مدى فعالية الانتخابات كآلية سياسية في ترسيخ نظام سياسي ديموقراطي بالمغرب امام التساؤلات المطروحة اعلاه ؟

ومن ناحية ثانية هل من المفترض ان يكون الحل هو المقاطعة مادام تأثير صناديق الاقتراع على تكوين المشهد السياسي و صناعة الحكم يبقى ضعيفا ؟

يتبع

التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

2016-10-05, 11:31

رقم المشاركة : 3

صانعة النهضة

مراقبة عامة

إحصائية العضو

صانعة النهضة غير متواجد حالياً

رد: قبـل أن تـصـوتــوا ...هذه حقيقة الانتخابات و حقيقة النظام السياسي بالمغرب "

كل هذه الاسئلة يبقى لها جانب من الصحة و المشروعية امام الوضع السياسي الخاص الذي يعيشه المغرب , و لكن مع ذلك قبل اتخاد قرار حاسم حول المشاركة في هذه الالية الانتخابية او عدم المشاركة فيها يجب الاقتناع بأمرين على جانب من الاهمية , الاول هو ان النظام السياسي المغربي هو نظام ملكي رئاسي دستوري تسود فيه الملكية و تحكم , و لها ادوار رئيسية على المستوى الداخلي و الخارجي , و هذه القوة كما ذكر اعلاه تستمدها من المشروعية الدستورية و التاريخية و الدينية و الشعبية .

و بالتالي فانه من الواضح ان الملكية لن تقبل ان تمارس ادوار اقل من التي تعودت على القيام بها منذ قرون , او ان تشبه ملكيات اروبا التي تسود و لا تحكم .

و هذا المعطى يعتبر من المعايير الثابتة التي يجب اخدها بعين الاعتبار عند تحليل النظام السياسي بالمغرب و الحكم عليه .

اما المعطى الثاني فهو ان المغرب مازال يعيش مرحلة انتقال ديموقراطي , و مازال يحاول ان ينضبط للآليات التي تفرضها الديموقراطية , ومازالت النخبة السياسية عاجزة عن ترسيخ خطاب سياسي واضح وواقعي , و مازالت هذه النخبة تستغل الالية السياسية من اجل تحقيق اهداف ضيقة خاصة و ليس تحقيق المصلحة العامة التي تقتضي النضال و التضحية و نكران الذات .

يتبع

التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

2016-10-05, 11:33

رقم المشاركة : 4

صانعة النهضة

مراقبة عامة

إحصائية العضو

صانعة النهضة غير متواجد حالياً

رد: قبـل أن تـصـوتــوا ...هذه حقيقة الانتخابات و حقيقة النظام السياسي بالمغرب "

نعم , من الواضح اننا امام حقيقة ثابتة هي ان الانتخابات التشريعية التي ستجرى يوم 7 اكتوبر المقبل ستكون قليلة الاهمية في التأثير على المشهد السياسي بالمغرب , وان الفاعلين السياسيين الذين يتهافتون في هذه الايام لكسب ود الناخبين لا يتمتعون من جهة أولى بالمصداقية اللازمة , و من جهة ثانية فان هامش الحكم الممنوح لهم من طرف الجهاز الحاكم فعليا وهو الملكية , يبقى جد ضعيف , بحيث ان الاغلبية التي ستتشكل منها الحكومة سيكون دورها هو التدبير و التسيير لقطاعات عمومية فقط دون ان تمتلك سلطة التقرير في الاهداف الاستراتيجية للبلاد .

و لكن مع ذلك هذا لا يعني انه يجب مقاطعة الانتخابات و حمل شعار " مامصوتينش " , لان هذه الآلية و ان كانت بالفعل لا تنتج نخبا سياسية حاكمة فإنها على الاقل تربي الشعب و المواطنين و الناخبين على مبادئ و قيم الديموقراطية , و تجعلهم يحسون ان لهم دور في اختيار من يمثلونهم ليس من اجل الحكم و لكن على الاقل من اجل التسيير و التدبير و التشريع , مادام ان الخصوصية التي يتميز بها النظام السياسي بالمغرب تمنح هذا الهامش الضئيل للتعبير عن الراي السياسي , فيجب استغلاله احتراما لواجب المواطنة و ايضا احتراما لمرحلة الانتقال الديموقراطي التي يعيشها المغرب ,

و ايضا وهذا هو الاهم احتراما لهذه الخصوصية السياسية الفريدة و الاستثنائية التي يعيشها المغرب منذ قرون .