لم يكن سكان قرية سيدي بوعلام، التابعة لقيادة «تافتاشت» إقليم الصويرة، يدركون أن زوجة إمام المسجد التي أعلن الأخير عن اختفائها منذ شهر يونيو الماضي مدفونة تحت أرضية مرحاض الأسرة بعد قيام الزوج بقتلها.

وشهدت قرية سيدي بوعلام 72- كلم عن مدينة الصويرة- أول أمس إنزالا مكثفا لعناصر الدرك الملكي التي التحقت بمنزل الإمام لإعادة تمثيل الجريمة بعد اعترافه بتصفية زوجته عن طريق شنقها بحبل، ونزع أرضية المرحاض قبل دفنها في الحفرة الموجودة تحته على عمق متر. وأفادت مصادر «المساء» بأن مصالح الشرطة العلمية والتقنية عثرت على جثة الزوجة سليمة بعد أن ساهمت الرطوبة في عدم تحللها، خاصة وأن الزوج عمد، بعد تنفيذ جريمته، إلى دفنها في الحفرة التي كانت مخصصة لمياه الصرف الصحي، ولجأ إلى تغيير مكان المرحاض ووضع كميات كبيرة من الإسمنت على الحفرة التي أخفى فيها الجثة تفاديا لتسرب الرائحة عند تحللها.

وكان الزوج، البالغ من العمر 36 سنة والأب لثلاث بنات، قد أخبر أهل الدوار بأن زوجته اختفت في ظروف غامضة، وقاد حملة للبحث عنها، كما صرح للدرك بأنه كان على خلاف مع زوجته بسب رغبته في إنجابها ذكرا، مرجحا أن يكون ذلك هو الدافع الذي جعلها تهرب من بيت الزوجية. كما لم تبد عليه خلال تلك المدة أية علامات أو تصرفات مثيرة للشك، غير أن أب الضحية لم يقتنع بالرواية التي قدمها الزوج ليقرر، في النهاية، إخبار عناصر الدرك بما يخالجه من شكوك.

الإمام، الذي تم الاستماع إليه أول أمس، أنكر في البداية وجود أية شبهة إجرامية تحيط باختفاء زوجته، أو جود أية علاقة له بموضوع الاختفاء، وأصر على نفس الرواية التي قدمها مباشرة بعد إعلانه أن أم بناته قد هربت من المنزل؛ غير أن المحققين حاصروه بالأسئلة ليعترف في النهاية بأن جثة الزوجة تقبع منذ شهور بالمرحاض، وأنه لجأ إلى تحويل هذا الأخير إلى قبر يضم الجثة حتى لا يفتضح أمره، قبل أن يحاول إقناع أهل المنطقة بأن الخلاف حول إنجاب طفل ذكر كان وراء مغادرة الزوجة للبيت.

ومباشرة بعد تقديم هذا الاعتراف، انتقلت أربع سيارات تابعة للدرك الملكي وسيارة تابعة للوقاية المدنية إلى المنزل، حيث عثر على الجثة هناك وسط ذهول السكان من الجريمة البشعة التي اقترفها إمام المسجد. وحسب ما كشفت عنه مصادر مطلعة لـ«المساء»، فإن الزوج صرح للمحققين بأنه أقدم على قتل زوجته بعد أن رفضت الترخيص له بالزواج مرة أخرى.