بسم الله الرحمن الرحيم
-10-
ومضت الأيام تسر وتسيء,ترفع وتخفض وكانت في سيرها تنتهب قوى المرأة الصابرة المجاهدة شيئا فشيئا حتى حل يوم وهنت فيه قواها ولم تعد تستطيع السير الا مستندة على شخص أو عكاز, ووجدت في محبي الخير من جيرانها كل عون, فكانوا يمدونها بالمال والطعام ويساعدونها على قضاء حاجاتها..
واستبد بها الشوق الى رؤية ابنها فأرسلت له من من يستدعيه فواعد ولم يبر بوعده..
ثم أتى يوم الخلاص ورأى الزمن أنه قد استوفى حقه من المرأة التعسة, وقد مضت يومين في شبه غيبوبة ولما أيقنت أنها على وشك أن تنعم بالراحة الابدية تمتمت لمن حولها: أريد أن أرى ولدي..قولوا له ان أمك تريد أن تراك قبل أن تموت, وأريد أن أرى نجله معه.. وحضر عادل هذه المرة ولكن زوجته رفضت اطلاقا أن يأخذ نجلهما معه.. وما أن سمعت أمه صوته حتى رفعت عينيها الوالهتين ونظرت اليه نظرة طويلة رهيبة, واذا بعادل يرتجف ومرت بذهنه حياة أمه في صور سريعة متلاحقة, واذا به يلطم وجهه بعنف ويجهش بالبكاء, وعاد الى خاطره ذكرى رؤيته لها أول مرة بالمستشفى وارتفع عويله وركع الى جانب فراشها وأخذ يحضنها ويقبلها ويقول لها بين دموعه:
أمي..أمي ..كم أنا مجرم ياأمي..كم ظلمتك وأهنتك ياامي.. أنا السبب في بؤسك ياأمي, ونظر اليها نضرة ضارعة..قابلت الأم المحتضرة نظراته بنظرة لم يستطع لها تفسيرا فقال لها مرة أخرى:
قولي كلمة ياأماه ..هل تغفرين لي؟
وعلت وجهها ابتسامة علوية وهي تنطق بآخر كلمة فاهت بها:
من كل قلبي ي..ا..ولدي..تمت بعون الله

أخي العزيز الشريف السلاوي
فخور ومعتز بقراءتك للنص المتواضع, انها لمسة من لمسات فكرك المتألق ووثبة من وثبات اقدامك التي تهز النفس وتحرك الوجدان لتجديد وتقوية حركة الأقلام في ميادين الابداع
دمت أخي الودود بهذا الألق

أجدني شاكرا لك أخي رشيدعلى مرورك ,لقد وجدت نفسي لهفة عطشى لقراءة نصوصك الا أن الحظ لم يسعفني بعد
خالص ودي