الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى المكتبة التربوية العامة > الكتب التربوية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2009-10-23, 08:59 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

important قراءة في كتاب: أدوات عمـل الـمـدرس



قراءة في كتاب: أدوات عمـل الـمـدرس
بواسطة: فضاءات
بتاريخ : الأربعاء 21-10-2009 05:15 صباحا


بقلم: ذ. طارق بيشاشي

تمهيـد:
لا يخفى علينا جميعا أن هناك تعددا في الدراسات التي تخوض في إشكالية التربية والتعليم وخصوصا في جزئية فرعية منها، تهم عنصرا جوهريا في العملية التعليمية ككل، ألا و هو أدوات المدرس وذلك من خلال طرح أبعاد التمهين في انتظار تحول المدرس إلى خبير بمهنته، لكن رغم هذا التعدد، فإن دراسات ذ. عبد الرحيم الضاقية تعد من أهم الدراسات المتسمة بالصبغة العلمية التجريبية في الحقل التربوي ببلادنا إلى جانب دراسات مجموعة من علماء التربية والأكاديميين.
إذ تتميز دراساته وأبحاثه النقدية ولاسيما في كتابيه: "مكونات الفعل التربوي (تلميذ- مدرس-معرفة)" و"أدوات عمل المدرس مساهمة في تمهين فعل التعليم والتعلم" بخبرة كبيرة في الطرح والتحليل وجدية المقاربة التي تجمع بين التأريخ والتنظير والتحليل وممارسة النقد بمزيد من الدرس والتمحيص. ويلاحظ أن الضاقية كان


ينطلق في قراءاته من رؤية باحث محنك في مجال التربية والتعليم، ومن تصور مفتش له احتكاك طويل بالميدان. مما يجعل دراسته عموما محط اهتمام العديد من المفكرين والمنشغلين بالحقل التربوي، ليس فقط على الصعيد الوطني، بل حتى على الصعيد العربي.
- إضاءة عن المؤلف:
من هو عبد الرحيم الضاقية ؟
ولد عبد الرحيم الضاقية سنة 1961. بمراكش، وتلقى دراسته الابتدائية والثانوية بين مراكش ونواحيها، وحصل على الإجازة في شعبة التاريخ والجغرافيا من مدينة فاس سنة 1981، كما امتهن التدريس بتارودانت والحوز والتحق بمركز التفتيش بالرباط منذ 1996م، وتخرج منه مفتشا للتعليم الثانوي سنة 1998 في وارزازت وزكورة، ثم أسفي.
دبج عبد الرحيم الضاقية بأنامله عدة دراسات منها: "الجودة في التعليم والتكوين" 2002م، و"التدريس بالمجزوءات" 2003م، و"مكونات الفعل التربوي (تلميذ- مدرس- معرفة)" 2006م، و"أدوات عمل المدرس مساهمة في تمهين فعل التعليم والتعلم " 2009م، هذا و له عدة مساهمات ومقالات نشرت في جرائد ومجلات وملاحق ثقافية... وسيصدر له مستقبلا "الحياة المدرسية، من تدبير الزمن إلى بناء المشروع".
ولا زال يثري الساحة الثقافية بمقالات ودراسات قيمة، منشؤها العمل والاجتهاد والإبداع والكفاح من أجل الإصلاح والنماء.
- بنية الكتاب:
1- الوصف الطبوغرافي:
أ- طبعة وإصدار:
صدر كتاب "أدوات عمل المدرس مساهمة في تمهين فعل التعليم والتعلم" في طبعته الأولى سنة 2009م، أي بعد مرور عشرية على أجرأة الميثاق للتربية والتكوين باعتباره نافذة للإصلاح في المنظومة التربوية ككل، وبعد انقضاء لأربع سنوات على المنتدى الوطني للإصلاح، وطبع الكتاب برعاية مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش، في حجم متوسط بمقاس 20.5سم في 13.5سم، لتتداخل فيه أبعاد الطول والعرض والحجم، أما عدد صفحاته فهو 259 صفحة.
ب- الغلاف الخارجي: يحتوي الغلاف الخارجي الأمامي للكتاب على لوحة فنية من إبداع الفنان عبد العزيز العباسي، وهذا التشكيل الفني ملون بألوان مختلفة تتداخل فيها الألوان الباردة والساخنة، كما يتقاطع فيها الأبيض والأسود، وتعبر هذه الألوان المتناقضة عن الجدلية الفكرية التي يطرحها الكتاب.
ج- بنية العنوان: من يتأمل عنوان الكتاب سيجده عبارة عن جملة اسمية بسيطة مركبة من مبتدأ (أدوات عمل المدرس)، والخبر محذوف وهو النص بأكمله، كما أنه مذيل بجملة ذات أبعاد توصيفية غائبة. وينبني العنوان على الاختصار والحذف الدلالي ويحمل رغم حرفيته بعدا رمزيا يحيل على أهمية الأداة/ الوسيلة/ الواسطة في الانتقال بالمدرس من انتحال المهنة إلى تمهنها والحذق بها.
2- متن الكتاب: يعتبر الكتاب من الناحية العلمية عملا رائدا في الحقل التربوي في المغرب، وتستدعي قراءته ضرورة استحضار مرجعياته النقدية المتمثلة في المؤلفات السابقة للمؤلف خاصة، وذلك لفهم بعض القضايا الممتدة وهو الأمر الذي يجعلنا أمام باحث له مشروعه التربوي. إن الكتاب بهذا التوصيف حلقة في سلسلة دراسات توخى الكاتب بوساطتها خلخلة المشهد التربوي في بلادنا، وامتداد لما قدمه في دراسته السابقة، ثم هو خلفية مرجعية لما سيأتي منها مستقبلا.
يضم الكتاب ستة فصول، وهي:
1- الفصل الأول: المدرس من المهنة إلى التمهين.
2- الفصل الثاني: مكونات مهام.
3- الفصل الثالث: توظيف مكون الزمن عند المدرس.
4- الفصل الرابع: الفضاء أداة تربوية.
5- الفصل الخامس: المدرس وتدبير الفصل الدراسي.
6- الفصل السادس: المدرس والعدة الوثائقية.
وهي مصدرة بتقديم في غياب غير مبرر لخاتمة، فضلا عن تذييل الكتاب باستمارات دلالة على ميدانية الدارسة التي ما فتئ يؤكدها الكاتب من خلال تقديم نسب بين الفنية والأخرى للاستدلال أو إثبات حالة واقعة، فجرد مفصل لمراجع الدراسة المتنوعة المشارب مما يدل على انفتاح الكتاب على تجارب وتراكمات الثقافات العالمية، ولو في غلبة صارخة للأدبيات والدراسات الفرنكفونية لحساسيات معينة لا يتسع المجال لذكرها، وإن كان المأمون الاستلهام من ثقافات أخرى (سلافية- صينية-هندية-أنكلوساكسونية...).
أ- الفصل الأول: المدرس من المهنة إلى التمهين. تناول المؤلف المهنة"التدريس" من مقاربة تحليلية تستلهم مبادءها عبر استنطاق التاريخ حيث استعرض في البداية إشكالية المصطلح وحمولاته الذهنية والاجتماعية غير غافل عن البعد المعجمي عربيا كان أو لاتينيا، فرجح مفهوم "مدرس"على بقية التسميات/ المفاهيم لاختراقه التراتبية الإدارية، ثم عرج لاستقصاء مسار مهنة التدريس عبر الحقب التاريخية وما صاحب ذلك من تطورات بدءا بالحضارات القديمة مرورا بالعصور الوسطى وما انمازت به من إيقاع عقائدي ديني (الوصايا المسيحية/ الرسالة الإسلامية) وصولا إلى آفاق المدرسة الأوروبية الحديثة دون إغفال الخصوصية المغربية، بيد أنه توقف بإسهاب عند ملمح المدرس عبر تقاطعاته الإنسانية والوظيفية والفنية إذ عقد الموازنة بين المدرس والفنان استلهاما لشيشرون في تنظيره لفن التدريس وختم الفصل باستعراض إمكانية تحول المدرس إلى صاحب مشروع و ما يصاحب ذلك من إشكاليات عميقة في التمهين والتحولات الجذرية للمهنة وأبعادها ومستجداتها.
ب- الفصل الثاني: مكونات مهام: تطرق الكاتب لما يكتنف التحديد الدقيق لمهمة التدريس من غموض لارتباطه بالتمثلات الذهنية والاجتماعية، وقد استهل مقاربة المفهوم من خلال مستويات بدء بالتحديد المعجمي والاصطلاحي انتهاء بالتناول الإجرائي حيث التقاطع مع مفاهيم الوظيفة والدور والمسؤولية، لينقل إلى مفصلة مهام المدرس على المستوى الاجتماعي والبيداغوجي مرورا بالمحددات القانونية وبعدي الحقوق والواجبات في تماس مع المحددات التربوية والديداكتيكية وصولا إلى المساءلة:
* عن قدرة المدرس في أن يكون حامل شعلة التغيير في المجتمع للتنوير والنهضة والعلم، والتأثير في المحيط...
* عن الاستراتيجيات التي سيستلهمها للتحول إلى مدرس صاحب مشروع.
* عن الأدوات والإغراءات التي سيعمل بها لبناء المقاولة، والخطط التي ستمكنه من التحول إلى محور "ومقاولة تربوية".
* عن القدرة على تكوين وعي جماعي يؤمن بالتشاركية، والمرونة في التفاوض حول المنتوج وطبيعته.
وهذا سيفرض بالضرورة تغييرا في المهام والوظائف والأدوار.
يعد هذا الفصل في الحقيقة لب الكتاب ما دام ينظر لبناء الحرفية والتمهين الحقيقيين، ومع ذلك ورد مقتضبا بشدة إذ يعد الأقل حجما بين فصول الكتاب، كما لو أن المؤلف يدعونا لقراءة ما بين السطور.
ج- الفصل الثالث: عالج الكاتب في هذا الفصل حضور البعد الزمني كمكون العملية التعليمية من خلال فحص العلاقات بين الزمن الفيزيائي والزمن الدراسي العام والخاص وأوجه الائتلاف والاختلاف بينهما، ومن تم المرور إلى الاستعراض المقطعي للزمن كبنيات صغرى وتفاعل المدرس معها بين لحظتي الشهيق والزفير في ظل إكراهات عديدة مع الوقوف عند إشكالية التدبير وهواجسه وتداخل أبعاده مع التأكيد على ضرورة إعادة الاعتبار ل "لزمن" لأن المدرسة لا تؤطر الزمن كما تفهمه المقاولة من أنه زمن الإنتاج: الزمن الذي يدر الأرباح من وجهة نظر مقاولاتية، فهل هدر للوقت هو خسارة أيما خسارة.
د- الفصل الرابع: "إن المكان يسكننا قبل أن نسكنه" من هذه المقولة الهاجس لكاستون باشلر عمل الكاتب على مفصلة وتفكيك بنية الفضاء بتناول العمارة المدرسية كوعاء يحتوي مكونات الفعل التربوي في أفق نمذجة الممارسة وذلك بين الدلالات وإرهاصات التاريخ، ومن تم الانتقال من تمثل الأشكال والوظائف في علاقتها مع الفرد البشري بين هواجس متباينة- هندسة المواقع والفضاءات وذلك بحثا عن فضاء حاضن في طرح جدلي لثنائية الأزمة وإعادة النظر.
ه- الفصل الخامس: يستقرئ المؤلف في هذا الفصل العلاقة بين المدرس والفصل الدراسي من حيث أنه المكان داخل المكان والبؤرة في رحم الفضاء وذلك بين مقاربة حيث التقاطع بين التعريفات والتسميات المجاورة وصولا إلى النسق وتداخلاته وأبعاده المعمارية (مواد البناء- التجهيز-العناصر..) والوظيفية (سبل التنشيط- العلاقة مع المعرفة- الحالة النفسية...) والعلائقية (المقاومة- الإقصاء- الاحتواء...) الرمزية (العش- القوقعة- الرحم) في تحليل لجدلية النمذجة والتنظيم حقيقيا أو مفترضا والتدبير من تدبير المسافة إلى إلغائها، إنه استنطاق لكيفية استثمار جغرافيا سلطة المجال من خلال الفتح والإغلاق حيث إيماءات القيادة/ السلطة (العدد-الخطاب-النص) في مساءلة للأبعاد الصفية ولطقوس الحضور والغياب عبر محددات ليختم الفصل بمقاربة الفصل الدراسي بين الدخول في الأزمة واستشراف آفاق التحولات الممكنة.
الفصل السادس: لأن الحياة المهنية للمدرس حياة وثائقية بامتياز ولمزيد من التمهين ولاعتبار الوضعية الإدارية التنظيمية التي يوجد عليها المدرس ختم المؤلف صنيعته بالحديث عن العدة الوثائقية، لما لها من دور حاسم في تحصين الحقوق ومعرفة الواجبات وتعزيز ثقافة النظام وثقافة المكتوب المدون. استهل الفصل بمقاربة المفهوم تعريفا وتصنيفا وأجرأة وختم باستشراف آفاق ومستقبل العدة الوثائقية.
- قيمة الكتاب:
1- المنهج: ينطلق ذ. الضاقية في هذا الكتاب الجدير بالمدارسة والمتابعة من منهج تاريخي ينفتح فيه الكاتب على المناهج الضمنية الأخرى كمنهج التلقي، والمنهج الاجتماعي.
ويتمثل المنهج التاريخي في استعراض تطورات المهنة عبر العصور التاريخية ويلتجئ ذ. الضاقية إلى منهج التلقي أثناء الحديث عن التقاطع الحاصل بين الإصلاح تنظيرا والممارسة واقعا عمليا، مما خلف نشازا يرجع إلى الوضعية الملتبسة للمدرس، مما سبب في انفصال كبير بين المرسل والمتلقي، أو بين المنظر والمنظر له، ومن الأدلة على وجود هذا المنهج قول الكاتب في التقديم: "خطاب الإصلاح بقي حبيس المنتديات والمناظرات واللقاءات وعجز عن تجاوز عتبة الفصل الدراسي ليصبح واقعا...وتتجلى القراءة الاجتماعية في ربط المدرس ببيئته الاجتماعية ووسطه الزمكاني، وربط العملية التعليمية بالواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي كما يظهر ذلك في حديثه عن ملمح مدرس ومن جهة أخرى، ينهج الكاتب منهج الظواهر والقضايا في دراسته، ويتضح ذلك جليا في عنوان الكتاب "أدوات عمل المدرس"، وتقسيم الكتاب إلى مجموعة من الفصول الدراسية تتخذ طابع القضايا والظواهر تتعلق بالمدرس الممتهن صياغة ودلالة (المدرس من المهنة إلى التمهين، مكونات مهام، توظيف مكون الزمن عند المدرس، الفضاء أداة تربوية. المدرس وتدبير الفصل الدراسي...)
ويتبين لنا من كل هذا أن الضاقية يشغل في كتابه عدة مناهج في إطار رؤية تاريخية اجتماعية تحليلية يستحضر فيها الكاتب المتلقي. الذي يتحول إلى شاهد على قيمة الكتاب وعلميته، برؤية متجددة ترفض التسليم بالأحكام الجاهزة والمقولات المسلم بها في إقصاء لليقين المطلق لفائدة اليقين النسبي.
2- اللغة: يستعمل الضاقية في كتابه "المدرس من المهنة إلى التمهين" لغة بيداغوجية أكاديمية من سماتها: التقرير والمباشرة والبيان والإيجاز واحترام قواعد الإملاء والصرف والنحو. كما تتسم هذه اللغة بقوة الإقناع والحجاج من خلال استعمال أسلوب التعريف وأسلوب الوصف وسرد الوقائع والاستعانة بالمماثلة والموازنة واللجوء إلى التقويم والحكم وتوظيف آليات عقلية ومنطقية كالافتراض والاستنتاج والاستدلال... فضلا على أن لغة الكاتب لها مواصفات البحث الأكاديمي حيث تقسيم الكتاب إلى الفصول ومباحث فرعية اتباعا للمنهج الاستقرائي تارة والمنهج الاستنباطي طورا. ويعني هذا أن الوظيفة المهيمنة في الكتاب هي الوظيفة الوصفية التي تتمثل في تبليغ خطاب نقدي، وتتفرع عنها وظيفة حجاجية إقناعية موجهة إلى القارئ، يروم الباحث من خلال التأثير على المتلقي ومحاولة إقناعه بجدوى الطرح والرؤية التي ينظر لها.
3- التناص: نجد في الكتاب تداخلا مع قراءات نقدية تتمثل في قراءات باحثين آخرين للجدلية المناقشة بين دفتيه، وإحالات بالخصوص على تنظيرات ورؤى مدعمة، كما أننا نجد هذا التناص يتقاطع مع أعمال المؤلف السابقة ذلك على مستوى المقاربة والتحليل والموضوعات والفضاءات من خلال مقاربة المهنة(التدريس) كمشروع ومزاولها (المدرس) كصاحب مشروع والمدرسة كمقاولة، وذلك في تداخل بين مفاهيم عالم المال والإنتاج (المردودية والجودة...) وضرورة الانفتاح على تجليات العولمة والثورة التقنية... ذينكم التي نجد صداها بارزا أكثر في دراساته السالفة حيث "للوصول إلى الجودة، لابد من الاهتمام بمجالات تدبيرية أربعة:
• المنتوج le produit.
• الثمن le prix.
• المكانة la place.
• الترويج la promotion " (د. رجواني، (عبد النبي)، التعليم في عصر المعلومات، كتاب الجيب، منشوراك الزمن، ع 45، 2005، ص:4).
لذا على المهنة أن تتماشى مع التطور الاقتصادي الاجتماعي والسياسي، والتقني الذي يعرفه المجتمع، وذلك بـ: "... توظيف مكتسبات تكنولوجيا المعلوماتية في العملية التعليمية التربوية (المرجع نفسه، ص: 3)، من هنا لزاما على المدرسة أن تحارب الأمية، وتقضي على الأمية الرقمية. (د.محمود، أمين، أزمة التعليم العالي: مقاومة الإصلاح والتطوير، مجلة العربي، العدد 560، يوليو 2005، الكويت، ص: 22)
4- الميدانية: إن الكتاب يحرص على أن يكون إسقاطا للواقع استنطاقا له فلا يبني من هذا المنطق سورا عاجيا بينه وبين المتلقي و المجتمع بل يعيش فيه ومعه من خلال إحالة مختلف الوقائع والحالات المستقرأة، على مكونات العينة موضوع البحث وهذا يظهر جليا في اعتماد اللغة الرقمية: لغة النسب الرياضية المبثوثة بين ثنايا الفصول والمباحث.
خاتمـة: رغم كل الجهود الإصلاحية مازالت تقوم عملية التربية على الحفظ، والاستظهار، والتقليد، والاجترار، الشيء الذي قتل في المتعلمين روح الابتكار، والإبداع، والمبادرة، والبحث... فضلا على أن الصلة بين المدرس والإدارة تنظيمية وليست علائقية وهذا يعني أن مشاريع الإصلاح تضعها الدولة بمحض إرادتها مما يجعل المدرسة غارقة في نظام عمومي ممركز يدبر ببيروقراطية تحد من سرعة نموه، وتجاوبه مع التحولات الخارجية، وهذا كله أعاق تقدم المجتمع وبالتالي أعاق تقدم المدرسة نفسها، وأقعس التنمية. ومن هنا تنبع قيمة كتاب "المدرس من المهنة إلى التمهين" ل ذ.عبد الرحيم الضاقية وسياق صدوره ليكون بحق مساهمة دسمة في أفق بناء تصور عن مهنة التدريس تحت إكراهات أفق العولمة والمستجدات في الميدان التربوي والالتقاء مع الثورة المعلوماتية من خلال مقاربات متداخلة تتكىء على التاريخ والتحليل الاجتماعي وملامسة القضايا الواقعية. وقد ركزت هذه الدراسة على ضرورة الاستجابة لمقتضى العصر لئلا تتخلف العملية التعلمية وتتحنط في قوالب منتمية إلى عهود ولت، فهي تدعو المدرس إلى تجديد وظائفه، وتغيير مهامه، والبحث عن استراتيجيات عمل جديدة، ومغايرة، تساعده على الانفتاح والتفتح، وتدفع بالمتعلم إلى أن يكون فاعلا قادرا على ممارسة وتعبئة معارفه، ومهاراته في وضعيات ملموسة. غير أنها وإن كانت تضم صوتها إلى صوت صفوة من المتدخلين في الحقل التربوي الذين يقررون ضرورة تنويع أساليب التدريس لتتماشى مع اختلاف أساليب التلقي من متعلم لآخر بدلا من أسلوب التعلم الحالي القائم على التلقين والذي يقتل ملكة الخيال والإبداع، في امتثال لقولة عالم الفيزياء إينشتاين "الخيال أكثر أهمية من المعرفة"، فإنها لم تنهل من معين أحدث الدراسات الداعية إلى عدم الاعتماد على (الفص) الأيسر من المخ فحسب في العملية التربوية، مع تعطيل تام (للفص) الأيمن من المخ والذي يعني باستخدام الألوان والخيال والأبعاد والمساحات، وتطالب بتبني أسلوب "الخريطة الذهنية" في تحقيق أهداف تغيير نمطية التعليم والتي تتضح أهميته في أنه يعكس أسلوب عمل دماغ الإنسان واستثمار طاقاته بفصي المخ معا، إضافة إلى تزويد المتعلمين بطرق جديدة ممتعة لحفظ واستعمال المعلومات وتحسين الذاكرة والتركيز والإبداع بإحياء التخيل، فهي أفضل السبل لاستخدام الموارد الذهنية (عن حوار في جريدة " الشرق الأوسط" أجراه علي مطير مع محمد المسعودي، المشرف التربوي ومدرب الاستراتيجيات التربوية الحديثة بالمملكة السعودية) لقد أزف موعد تطليق الأساليب التي أكل عليها الدهر وشرب وإحلال أدبيات علوم التنمية الذاتية والبرمجة العصبية محلها واستثمار خلاصات برامج توسيع مجال الإدراك والذكاء العاطفي في الحقل التربوي...








: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=34903
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 15:57 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd