2011-09-16, 08:08
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | الأمانة والخيانة على خط مسؤولياتنا | الأمانة والخيانة على خط مسؤولياتنا "لا تخونوا الله في توحيده ولا تخونوهُ في عبادتهِ ولا تخونوهُ في طاعتهِ لِتطيعوا غيَرهُ في معصيتهِ". يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الأنفال/ 27-29). صدق الله العلي العظيم. في هذه الآيات عدّة جوانب تتصل بحركة الإنسان في خط المسؤولية في الحياة، من خلال التزامه مع الله، والتزامه مع الرسول (ص)، والتزاماته الإنسانية في علاقاته بالناس، والله يعتبر كل ذلك عهداً لابدّ للإنسان من أن يفي به ويقف عنده ويتحمل مسؤوليته، لأن الإنسان قد يكون حراً في حركة ذاته من خلال ذاتياته، ولكنه عندما يحس بأنه إنسان فلابدّ له من أن يحيا بكل ما تفرضه الحياة من مسؤوليات. نحن، أيّها الأحبّة، عندما نحيا في هذا الكون فعلينا أن نعرف أن حياتنا مسؤولية، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا لحكمة تتصل بحركتنا في الكون لنعمّر الكون على الصورة التي أراد لنا أن نعمّرها، وهو عندما أرسل رسله وفي مقدمتهم خاتمهم المصطفى (ص) فإنه أراد لنا أن نتحرك في بناء الحياة على أساس هذه الرسالة، وتبقى لنا حرية الحركة في دائرة الرسالات لا في خارجها. والرسالة لا تحصر الإنسان في مفرداتها ليكون مجرّد إنسان ينفّذ تعليمات، بل إنّها جعلت له في كل تشريع من تشريعاتها، وفي كل مفهوم من مفاهيمها، جعلت له حرية الحركة في أن يبدع وأن ينتج وأن ينفتح وأن يتحرك في دائرة هذا الحكم الشرعي أو في دائرة هذا المفهوم الإسلامي. إنّ الله يريد ان يحدثنا عن التزاماتنا معه وقد عبّر عن ذلك بخطابه سبحانه وتعالى لبني إسرائيل، وليس الخطاب لبني إسرائيل. إلاّ بلحاظ ما يمثلونه من نموذج ممن يتحمل المسؤولية (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (البقرة/ 40) فهناك عهدٌ بين الله وبين الإنسان وهو أن يعطي الإنسان ما يريد إعطاءه في الدنيا، وأن تنفتح له أبواب النعيم في الآخرة على أساس أن ينسجم الإنسان مع الخط الإلهي (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) (فصلت/ 41). لذلك عندما ندرس – أيّها الأحبّة – هذه الآية (أوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم) فإننا نعرف أن الله احترم الإنسان وهو خالقه، ورفعه إلى أعلى مستوى، والله اعتبر التزامنا معه والتزامه معنا عهداً، وهو يملكنا بكلنا ويملك ما نملك. قال لك لتكن لك إرادتك، ولتكن لك حريتك، وليكن لك خيارك، أنت عقل خلقته من أجل أن ينتج إنسانيتك، ينتج للحياة، لذلك فنحن عباد الله وعبوديتنا مطلقة، هناك عبودية فيما تعارف عليه الناس عندما يملك بعضهم بعضاً، لكنها عبودية من جانب آخر، ومن جانب واحد فتلك تسمّى "إعتبارية" أمّا عبوديتنا لله فهي "مطلقة" فنحن عبيده بكل وجودنا، لأن كل وجودنا منه، فنحن لا نملك وجوده، ومع ذلك عاملنا الله سبحانه وتعالى في علاقتنا معه علاقة معاهدة، أراد لنا أن نختار علاقتنا، أراد لنا أن نختار مصيرنا (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (الكهف/ 29). (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (الزلزلة/ 7-8). مارس حريتك في مصيرك، وتحمل مسؤولية ممارسة هذه الحرية، فيما تقبل عليه من حركة المصير، وبالتالي فعندما يقول الله هناك معاهدة بيني وبينك، فمعنى ذلك أن الله احترمك وأكد لك إنسانيتك وأكدّ لك ذاتك، وقال لك خذ حريتك، لكن كن الواعي وأنت تمارس حريتك، فالحرية ليست انفعالاً مزاجياً، وليست انحناءً أمام شهوة الحرية، إنما هي اختيار، والاختيار يعني أن تدرس وأن تدرس معناه أن تنظر القضايا من جميع جوانبها ليكون لك الخيرة في ذلك. لذلك فعندما نريد أن ندرس موقعنا من ربّنا فعلينا أن ندرس مقام ربّنا وموقع ربّنا منّا وأن نعرف الله في مواقع عظمته ومواقع نعمته ثم نفي له ونخلص له، وهو الذي أعطانا كل شيء وهو الذي فتح لنا كل الآفاق لو وعيناها لما أمكننا إلاّ أن نحبه. جرّب نفسك وأنت تحب الناس، لماذا تحب هذا وتحب ذاك؟ هذا لجماله، والله هو الذي خلق الجمال، وهذا لعلمه، وعلمه قطرة في بحر علم الله. وتحب ذاك لقوته (أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) (البقرة/ 165). ولعزته (فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) (النساء/ 139). وتحبه لغناه (اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ) (الممتحنة/ 6). المطلق وكل غني فغناه منه، هل تملك أن لا تحبه؟ ولكن بعض الناس لا يفهمون ربّهم جيداً، إنهم يعيشون الغفلة، ولذلك فهم يواجهون الموقف على أساس أنهم ينظرون إلى الله كما ينظرون إلى مخلوق من مخلوقات الله.
منقووووول | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=435108 |
| |