السينما هي مصطلح يشار به إلى التصوير المتحرك الذي يعرض للجمهور اما في أبنية فيها شاشات كبيرة تسمى دور السينما أو على شاشات أصغر خاة التلفزيون و يسميه البعض بالفن السابع .
أن لفظ السينما أكبر من أن نعطيه تعريفا محددا حيث تظهر اشكالية التعريف من خلال نوع المنتوج السينمائي أو الغرض المنه وأنماطه . هناك اختلاف في وجهات النظر تصل أحياناً إلى حد التناقض .. فالبعض ينظر لها بأنها فن أو مجموعة من الفنون الجميلة , وبوابة متسعة بما يكفي لرؤية شيء من عالم الخيال .. بينما ينظر لها بعض آخر بأنها صناعة وحرفة , وأنها أدوات وآلات وُظفت وفقاً لقوانين وتقنيات معينة فصارت صالحة لأن تصنع للإنسان ما يعجبه ويمتعه .. هنالك من يراها مزيجاً بين الاثنين .. أو بشكل أوسع يراها وسيلة إعلامية نفاذة ومؤثرة تستعين بمعظم إنجازات الإنسان وترحب بآخر ما تصل إليه قدراته .. مجموعة تراها وسيلة ترفيهية لا غير .. مجموعة أخرى تعتبرها شيئاً لا يمكن تعريفه لأنها هلامية وتختلف باختلاف معايير متغيرة دائماً .. فئة تبتعد عن هذا كله وتجرد السينما قدر الإمكان لتقول أنها مجرد صور فوتوغرافية تعرض بتتابع توهم بالحركة , مزودة بالأصوات .. فئة أخرى تراها ثقافة ولغة بصرية كما هي الثقافة واللغة اللفظية .. آخرون يعتبرونها علماً متكاملاً له أصوله وفروعه يدرس في المعاهد .. آخرون يعتبرونها تجارة في المقام الأول .
هذا فعلا يبين مدى صعوبة تحديد تعريف مدقق للسينما لكن مع ذلك تبقى كل هذه التعريفات صحيحة و من منظورنا نرى أن تاريخ ظهور و تطور السينما كفيل بتحديد دقيق لمفهوم السينما التي تعرف تطورا سريعا تصعب معه الجزم بوجود مفهوم واحد للسينما يتفق عليه الجميع .
لكن هل أي عمل توافرت فيه بعض من هذه المنظورات يعتبر عملا سينمائيا ؟


تعريف الصحراء :

الصحراء لفظ يطلق على المناطق الحارة الجافة قليلة الأمطار، إلا أن المناطق الصحراوية ليست بالضرورة جرداء خالية من النمو النباتي.
يوجد في معظم التربة الصحراوية كثير من الموارد الطبيعية التي تتجدد دومًا. والتربة الصحراوية وإن قلّ بها وجود الحياة النباتية والحيوانية، إلا أن هناك أنواعـًا من الحيوانات والنباتات تتأقلم مع المناخ الصحراوي، وتتكيف على العيش فيه.
اختلف العلماء في تعريف ما يسمى بالصحراء، حيث إن بعض العلماء يقول: "كل منطقة لايسقط فيها من الأمطار أكثر من 25 سم سنويـًا، فهي صحراء". ومن العلماء من يعتبر نوع التربة وأصناف النباتات أساسـًا لتحديد المنطقة وتصنيفها، وعلماء آخرون يجمعون بين هذه العناصر كلها، فيطلقون اسم صحراء على كل منطقة قليلة النبات، بسبب قلة الأمطار وجفاف التربة.
لكن هذا المفهوم يبقى مفهوم جغرافي للصحراء حسب طبيعتها إلا أنها في عيون الفنان المتأمل تبقى من أصدق تعبير من مئات الكلمات، وتبقى الرمال الصورة التي تضفي سحرا أخاذا يسلب كل العيون ويعطي الرغبة في اكتشاف خباياها . وعلى امتداد الصحراء تتكون الواحات، وأكثرها مناطق خصبة، وتجري تحتها العيون والجداول لتعطي صورة رائعة لمدى تعايش الشئ و نقيضه .
وعلى هذا الأساس الذي ينظر للصحراء من منظورها الجمالي و الفني نجد إرتباطا و ثيقا بين الصحراء و الفنان لكن ليس عل طرفي النقيض بل تجمعهما وحدة الإبداع و الخلق الذي يعطي تكاملا محسوسا بين الطرفين و توظيف هذه الطبيعة لتصبح صورة تابتة أو متحركة على حد سواء و حسب اختلاف تخصص الفنان .
و بإعتبار السينما فنا يوظف بالدرجة الأولى الطبيعة التي نعيش فيها كأحد العناصر الأساسية في خلق فن جميل فإن بعض السينمائيين يجد ضالته في طبيعة الصحراء. فماذا نقصد بسينما الصحراء ؟
الصحراء برمالها الذهبية كانت ومازالت تشكل صورة آخذة بعقول وعيون وخيال المخرجين في السينما العالمية من خلال تصوير أفلامهم في مناطق صحراوية و لعل الأفلام التي لها ارتباط بالطبيعة الصحراوية هي مايطلق عليه بسينما الصحراء . هذا و تجدر الإشارة إلى أن من بين أكبر الأعمال السينمائية و التي حققت نجاحا كبيرا لا على المستوى الفني أو المادي صورت مجمل لقطاتها بمناطق صحراوية كفيلم لورانس العرب و كذلك بعض الأفلام الحديثة العهد و أخص بالذكر الأفلام التي صورت بالمغرب خاصة بمنطقة ورزازات و أرفود التي أضحت تتوفر على إمكانيات هامة في مجال السياحة والصناعة السينمائية والتقليدية (واحات، قصور، كثبان، رخام...) و من بين هذه الأفلام على سبيل المثال لا الحصر فيلم المومياء و الريشات الأربع و أسرار الصحراء و فيلم الصحراء و هيدالكو و أقدم فيلم صور بمنطقة أرفود ماركو بولو ناهيك عن مجموعة من الأفلام الوثائقية و الإشهارات لبعض المنتوجات لكن بطبيعة صحراوية تضفي على الإنتاج السينمائي صبغة فنية تثير المشاهد بجمالها خاصة المشاهد الأجنبي إلا أنه لا تطرح مبادرات تنموية حقيقية تستقطب رؤوس الأموال للإستثمار بالمنطقة التي توفر مجالا خصبا لإنتاج أفلام بالصحراء خاصة منطقة مرزوكة.
و لاننكر بعض الصعوبات التي تواجه المنتجين السينمائين عند التفكير بإنتاج فيلم بالصحراء خاصة الظروف الطبيعية المعقدة بإعتبار ها تعرف مناخا متقلبا جداً خصوصاً العواصف الرملية التي تشكل بيئة معقدة تقف عائقاً أمام حركة الكاميرا ووضوح صورتها، كما أن العمل لأكثر من 17 ساعة يومياً أمر مرهق ، خصوصاً في مشاهد تتطلب صدقاً لدى المشاهد.
لكن رغم كل المعيقات تبقى سينما الصحراء أكثر صدقا و تأثيرا على المشاهد خصوصا إذا تدخلت عوامل أخرى من قبيل التقنيات السينمائية الحديثة.
وبالنظر إلى خصوصية عيش سكان الصحراء و موروثهم الشعبي نطرح التسائل حول إمكانية توظيف هذا الموروث في سينما الصحراء ؟
لاشك أن هذا الطابع السينمائي سيكون – و هذا من جهتنا بطبيعة الحال – أكثر صدقا و أبلغ تعبيرا خصوصا إذا وظف هذا الموروث بشكل لايعكس تعصبا أو تشويها بثقافة الأخر و حضارته .