2011-08-21, 15:04
|
رقم المشاركة : 9 |
إحصائية
العضو | | | رد: اغتيــــــــــــــــــــــــــــــال .. |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطيفة المزاج
ماذا نريد من أبنائنا ؟ للأسف الشديد نحن شعوب مليئة بالتناقضات في تصرفاتنا فنحن نطالب بشئ و نفعل عكسه و لكن دائما نجد لأنفسنا الأعذار هل نستطيع الإمساك حقا بالحكايات القديمة؟ لكل الأطفال حكايات الجن و العفاريت و اللصوص و الثعالب و القمع و الضرب في ليالي الغضب من منا لم يعرف الإحساس بالرعب؟ حيث تتسارع نبضات القلب و تتلاحق الأنفاس و يقشعر البدن و قد يتصبب عرقا ... دائما نجد لأنفسنا الأعذار و لا أعلم اذا كان السبب خجلنا ام مجرد أمل بسيط للتغيير نحو الأفضل ام هي غريزة الأهل في نقل قيمهم تماما كما فعل أهلهم معهم و أهل أهلهم من قبل العطف الحقيقي على الطفولة هو الذي يرعى مصالحها في مستقبلها لا الذي يدمر كيانها و يفسد مستقبلها من الصعب أن نخفي ماضينا و نتجاهله لأن بصماته تبقى قائمة و فاعلة فمنه نستمد العبر و الحكمة و من خلاله نرسم تجاربنا في هذه الحياة أضف إلى ذلك أننا غالبا ما نستعيده من خلال بعض الطقوس التي نمارسها بفرح أو بتعاسة و التي تغرقنا في دوامة و تضعنا في مواجهة الزمن الإخفاق سمة أساسية من سمات حياة الطفل في سنوات عمره الأولى يتمنى الكثير و يحاول الكثير يحاول الوقوف فيسقط و يقف مرة أخرى ثم يخفق و يبدأ من جديد..إلخ وهو كما قد يتعلم على مبدأ التجربة الخطأ فإذا لم ينجح في الوصول إلى مبتغاه على الأهل أن يمدوه بالثقة و التشجيع لان الأطفال الذين يخفقون و تواجه إخفاقاتهم بالنقد المتواصل من قبل المحيطين يفقدون حب المغامرة و يكرهون المخاطرة فيتوقفون عن طرح الأسئلة و خوض التجارب . إن تصرفاتنا و سلوكيلتنا في الحاضر تحددها تأثيرات اللحظات و الأحداث و التجارب القوية و الآثار الباقية من الطفولة و التي تراكمت على مر الأعوام. علينا أن نراعي إحترامنا لكيان الصغير و تقديرنا له كإنسان لذلك لابد من الوسائل العقلانية و العاطفية من أجل التغيير من خلال الحوار و النصح والتوجيه و الإرشاد لخلق علاقة حب حميمة متبادلة يكتنفها الاحترام و المحبة الخالصة. اسعدني المرور هنا و أسعدني اكثر كتاباتك الباذخة التي تتطرق إلى مواضيع دقيقة حتى نعيد حساباتنا و نراجع افعالنا و سلوكياتنا لتقويم ما إعوج منها. محبتي و احترامي الصادقين اخي الكريم محمد الورزازي المحمدي أهلا بالمبدعة الراقية .. أهلا بعاشقة الفكر والإبداع .. أهلا بالشاعرة الحكيمة الساحرة ..وسحرك في بيانك - إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحرا - وفي خصوبة خيالك وعمق طروحاتك وتصوراتك .. أهلا بالباحثة السوسيولوجية .. والله إني لأفخر بأن أكون من ضمن من تقرئين لهم/ن وتردين بعمق وغنى ليسا بغريبين عنك فور عودتك أستاذتي الكريمة لطيفة المزاج .. فكل إناء بما فيه ينضح .. وما نضح إناؤك - والله - في ردودك وإبداعاتك غير الفكر والشهد .. 1 - ماذا نريد من أبنائنا ؟ ذاك هو السؤال الجوهري ، ولكن هل يطرحه كل الآباء والأمهات وكل الجهات المشاركة في صياغة وجدانات وعقليات وكيانات أطفالنا منطلقين من خلفيات تربوية سليمة ؟ ذاك هو لب الإشكال .. 2- الحكاياااااات القديمة ؟ ذاك منبع خصب للأفكار والنماذج والسلوكات والقيم ... لكنها وليدة مرحلة تاريخية وظروف تاريخية وسوسيولوجية وسيكولوجية محددة في الزمان والمكان ،ومن إبداع/صنع عقليات ونفسيات وخلفيات معينة قد تختلف بكثير عن المُحايِثِ لنا ولأطفالنا .. مما يجعل تأثيرها على وعينا الفردي والجمعي محفوفا بالمخاطر من كل نوع .. فهذه الحكايات إذن رصيد ثمين لكنه لا يخلو من تراكمات سلبية، مما يجعلها في حاجة ماسة دائمة ومتجددة للغربلة والانتقاء : فمن منا لا يخاف من الظلام والكهرباء-لاحظي معي أختي الفاضلة هذه المفارقة العجيبة - ومن الغول(ة) (بالمناسبة هل من آبائنا وأمهاتنا من رأى غولا وبالأحرى أنيابه ؟ههههه) ، ومن الحيوانات ، ومن النار والماء( مفارقة أخرى عجيبة ) ، ومن الكبار ، ومن الأبطال الخرافيين لحكايات الجدات ، ومن رهبة والقوة الخرافية ل"حمو نمير"( بطل حكاية أمازيغية ) وتاغزنت(ربما هي حيوان لكنه بطل لحكاية أمازيغية أيضا) ههههه ووووو ، إذ لكل حكاياته ؟؟؟!!!!! وكثير منا تختزن ذاكرته مغالطات أسطورية أو خرافية غير قابلة لا للتصديق ولا للتنفيذ ، لكننا تشرَّبْنا تفاصيلها وجزئياتها ونحن صغار أبرياء يفعل فينا " المداد الشفوي" ما يفعله المداد الأسود بالأوراق والثياب البيضاء .. ألم يقولوا إن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر ؟هكذا إذن نقشوا-بدون وعي في الغالب لأننا ،طبعا وبكل ثقة ،على يقين بأنهم يحبوننا ويحرصون على نمونا العقلي والنفسي لكن بطريقتهم-في أذهاننا ووجداناتنا بل وشموا بعضا من تصوراتهم وما جادت به بعض من حكاياتهم وخيالاتهم ..ولإزالة الوشم لابد من عملية جراحية ، وكل عملية جراحية لا تخلو من نسبة -مهما صغرت أو كبرت- من المخاطر .. 3- العطف والحنان كعاملين مؤثرين إيجابيا : أجل أستاذتي الفاضلة ، لكن بجرعات مناسبة ، يضاف إليهما حسن المصاحبة والتعليم ، والحرص على التحاور والتواصل والإصغاء طريقة ومنهجا في الإقناع ، وعدم الانزعاج من الأسئلة الحرجة أو الخوف من نتائج الإجابة عنها - بحكمة ووعي وحذر طبعا -أو الخوف منها أو قمع من يطرحها/ تطرحها ، مع مساعدة أطفالنا - تأطيرا وتوجيها وتوعية - فيما يعجزون عن فك ألغازه المحيرة،وفي ما يفتح الآفاق أمامهم ليشقوا الطريق باستقلالية وكفاية وجرأة وشجاعة ، بعيدا عن كل ألوان التردد وكل أشكال الحيرة وكل أنواع الشك وكل درجات الخوف .. 4 - من لا ماضي له ، أستاذة لطيفة المزاج - لا حاضر له ، غير أن الماضي- كما أشرتُِ- لا يخلو من بؤر توتر ومن فراغات وعلامات سوداء يجب العمل - بكل الوسائل المتاحة - على التخلص منها ( اغتيالها ) لتفسح المجال لأطفالنا لاستشراف المستقبل بثقة وتفاؤل ووضوح هدف ورؤيا .. 5 - سلوكاتنا / تصرفاتنا مرجع حاسم ( إيجابا أو سلبا أو هما معا )يلعب دوره الفاعل في بلورة شخصيات أطفالنا واختياراتهم وقناعاتهم وتصوراتهم ... هي التربية بالقدوة : فلا تلومن طفلا قلدك أيها الأب، أيتها الأم في أي شيء .. 6 - أيتها الأمهات ، أيها الآباء ، علينا إشباع حاجيات أطفالنا العاطفية والعقلية بما يكفي من الحب والرعاية ،وبكل ما يساهم في بناء شخصياتهم السوية ، بعيدا عن كل أنواع وأشكال وأحجام الترهيب والرعب والتخويف والشك والحيرة .. فالله سبحانه وتعالى سيحاسبنا على ما اقترفت وتقترف أيدينا في حق أبنائنا ، وسيكافئنا على كل حسنة وجميلِ صنعٍ حُيالهم .. بوركت أستاذتي الكريمة لطيفة المزاج على طرحك المتميز .. لك صادق تقديري واحترامي . | التوقيع | ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه ( أبو الطيب المتنبي ) *********** | آخر تعديل محمد الورزازي المحمدي يوم 2011-08-21 في 15:13. |
| |