منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   التراث الأصيل (https://www.profvb.com/vb/f281.html)
-   -   الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي . (https://www.profvb.com/vb/t73522.html)

الشريف السلاوي 2012-02-24 08:30

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
بارك الله فيك أخي الكريم محمد الزاكي
يسعدني مرورك البهي .

الشريف السلاوي 2014-03-11 22:23

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
طقوس الركيص الشعبي الحساني

زخر التراث الصحراوي بألوان فنية كثيرة في الموسيقى والرقص...، تعكس طبيعة وهوية الإنسان الصحراوي واهتمامه بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة لـ "الركيص" الذي شغل اهتمام المجتمع الحساني وظل حاضرا باستمرار في ذاكرة ووجدان وحياة إنسان الصحراء، ومصاحبا له في كل اللحظات وفي المناسبات الاجتماعية أو في الاحتفالات العائلية كالأعراس والولادة والختان وغيرها..
"الركيص" عند الصحراويين يعني الرقص بإيقاع وحركات معينة ودقيقة تخضع لميزان "الجماعة"، كما هو شائع عند الحسانيين وتختلف باختلاف السن والجنس، كما أن هذا الأخير لا يقتصر على النساء فقط، بل إن للرجال رقصهم الخاص بهم، الذي يتسم بحركية أكثر من "ركيص النسا" وهو مقتصر في كثير من الأحيان على الشباب.


رقصة الكيرة للرجال


من الرقصات الرجالية المعروفة "كيرة" التي يؤديها رجلان متقابلان في الوضع بالاقتصار فقط على تحريك الأرجل، وذلك على إيقاعات رياضية منسجمة مع نغمات الموسيقى، وفيما يردد المغني: "سير أما.. سير أردح" لرفع من حماسة الشابين وخلق جو من الألفة بين الحاضرين، كمايرافق الرقص الشعبي الرجالي بالصحراء العديد من الحمّايات "فونيمات ملازمة"، منها على سبيل المثال:

"يا ويل لمدفع كان طاح

ابيشيدي يلكط حبة

ابيشدي حبة حبتين"



طقوس الرقص النسائي


يخضع "الركيص" عند النساء الصحراويات لعادات وتقاليد متوارثة تعطى فيها الاعتبارات لعوامل السن والوضع الاجتماعي أيضا، ويتم احترام الضوابط الإيقاعية التي يمارسها المؤدون، فخطوة واحدة تغير مضمون وشكل الرقصة، إذ نجد أن النساء الطاعنات في السن يرقصن وهن يضعن اللحاف على وجوههن ويكتفين فقط بتحريك اليدين ومدهن إلى الأمام مع إمساك الأصابع وإطلاقها في تناغم مع إيقاع موسيقي بطيء وهادئ وخال من الصخب، لكنه ممتزج بتصفيقات الحاضرين تبعا للإيقاع أيضا، وهذا النوع من الرقص يطلق عليه الصحراويون " التريتيم"، من الريتم أو الإيقاع المشروط احترامه حتى يتماشى مع أداء النسوة المتقدمات في السن.


كمبة بي بي ولعجام لرقص الطفايلات


تتميز رقصات الفتيات "الطفايلات" كما في عرف الصحراويين بالتنوع والجمع بين الخفة والسرعة والبطء والهدوء، حيث نجد أن رقص"الشرعة" يختلف عن الصنف الأول، لأن حركة اليدين فيه تتم بكيفية أكثر سرعة، وهو أصناف كثيرة أشهرها رقصة "كمبة بي بي" الحماسية التي تتسم بالخفة والقدرة على التحكم في الذراعين وتدوير اليدين، أما "لعجام" وهو رقص هادئ يعتمد بالأساس على تحريك الكتفين والخصر، وتختص بأدائه المتمرسات الماهرات في فن الرقص والغناء نظرا لصعوبته و تتسم أنغامه بالعذوبة والجمال.


رقصة الكدرة للعازبات والمطلقات


لم يهمل "الركيص" الصحراوي أي جزئية مهما بدت بسيطة، فنجده خص الفتيات العازبات والنساء المطلقات برقصة الكدرة التي يكون فيها الرقص من اختصاصهن، بعد أن تتكلف بإحضارهن وصيفة "خادم أو معلمة" بعد تهيئتهن وتوصيتهن بعدم فتح الأعين سوى وفق القدر اللازم الذي يمكنهن من رؤية ما بحولهن.. فضلا عن تحريك الأصابع انسجاما مع حركات الأذرع والتلويح باليدين.

وتعد رقصة "الكدرة" من أشهر الفنون الإيقاعية التي تمارس بشكل شعبي بمنطقة وادي نون جنوب المغرب، فهي تنتشر بين سكان منطقة واسعة تمتد من الحمادة شرقا عبر أقاليم درعة وزمور إلى الساقية الحمراء، وتكاد في واقعها اليوم أن تكون من خصوصيات مدينة كلميم حيث ترتبط بالرجال الزرق..

إنها ذلك الشكل الإبداعي الشعبي الذي ينحو فيه الأداء الغنائي/ الحركي نحو ما يعرف بالعرض الجماعي الذي يقوم على الاستجابة الجماعية للغناء والرقص، وهما من التعبيرات التي تجسد تعلق وحب الصحراويين بالموسيقى والرقص أكثر من غيرهما من الفنون، ويختص الرقص بالنساء ويقتصر على سيدة واحدة تقوم بالرقص وسط حلقة من الرجال يحيطون بها ويشجعونها بالتصفيق ويرددون بعض اللوازم.. كما يقول الباحث إبراهيم الحيسن، وحينما عاين الرحالة الإنجليزي جاكسون مشهدا احتفاليا من مشاهد هذه الرقصة الشعبية، كتب: "تقوم الفتيات العربيات بالرقص بطريقة بارعة جدا، وخصوصا نساء قبيلتي مغافرة وأولاد بوسبع العربيتين، فإني أذكر أني أمضيت ليلة في ديارهم على أطراف الصحراء..عندما أرسل الشيخ في طلب ست فتيات ممشوقات شغلن إعجابنا حتى الصباح، وهن يقمن بحركات تبدو ماجنة، غير أن تقاليد وعادات أهل البلد تستسيغ هذه الحركات الجريئة".


الكارة لرقصة الكدرة

ترتبط رقصة الكدرة بفضاء لعبها الدائري التي تتوسطه الراقصة، وهو فضاء يطلق عليه الحسانيون اسم " الكارة" التي تعود في الاشتقاق اللفظي إلى المصطلح اللاتيني (أكورا) التي تعني الساحة ذات الشكل الدائري، وقد يضيق الفضاء مثلما يتسع بحسب عدد المشاركين من الرجال والنساء في الأداء الجماعي المميز لهذه الرقصة الشعبية.

تستغرق رقصة الكدرة مجموعة من الجولات الإيقاعية، وكل جولة تمثل في الأصل إنشاد ثلاث حمايات وفق خط لحني يبدأ انفراديا "مونوفونيا" ليصير متصاعدا، حيث ينخرط في أدائه أفراد المجموعة، وقد يطول إنشاد الحماية مثلما يقصر تبعا لقدرة الراقصة على الاستمرار في الرقص... مع أن الأساسي هو ترديد هذا الإنشاد على الخط اللحني الذي تشترك في أدائه الجماعة.

الهول وإيكاون

تظل الموسيقى حاضرة باستمرار في ذاكرة ووجدان وحياة إنسان الصحراء ومصاحبة له في كل لحظات وجوده.. في نبضات قلبه كما في خطواته.. بل في الغناء والإنشاد ورواية الشعر لتصبح هي الأصل والفعل والحركة المتناغمة التي تعطي لوجوده معناه وحضوره الحقيقي. وهي بذلك تشكل انطباعا انفعاليا للعازف أو المغني الذي يسميه الحسانيون "إيكيو" الذي يتفانى بصدق وعفوية في التعبير الوجداني والتصوير الدقيق لمكامن النفس وأغوار العواطف، أو لمعالم الواقع الموضوعية الملموسة..

فالغناء أو الطرب أو الهول بالتعبير الحساني يشكلان عند الحسانيين نزعة تصوفية، ويعتبر حضورهما أساسيا بإحياء الأعياد والمسامرات والرقصات الفردية والجماعية ومظاهر الأفراح الاجتماعية.

إن الموسيقى الحسانية وبحكم طبيعتها الإيقاعية والنغمية هي عبارة عن ترانيم وأصوات منظمة تنتج عن استعمال مجموعة من الآلات الموسيقية المتنوعة تسمى "أزوان" وهي تحريف للوزن والأوزان، وذلك وفق نظام صوتي جمالي غاية في التوليف السمعي المنسجم..مثال ذلك

"نعرف ليل فوك زيرَ
كاعد بينات اشويبتين
بين البدع اوبامير
لاهي ايغنولي ذاك زين".

ترتبط الموسيقى الحسانية أيضا بالشعر الحساني انطلاقا أولا من كون الشعر يسمى في الحسانية بـ "لغن" لذلك يطلق على الشاعر اسم "لمغني" وثانيا باعتماد مصطلحين متلازمين هما لغن وأزوان، فاللغن مصطلح ذائع الاستعمال والتداول في مجال الشعر العامي الحساني، أما أزوان فهو مصطلح يستعمل بصورة واسعة في الموسيقى، بحيث يعني فن الآلات الموسيقية التي يستعملها الإيكاون الذين يضعون عمائمهم على أفواههم لإبراز ألحان الغناء. وعندما يتعبون يتناولون شرابا يسمى "كركيطا" لامتصاص التعب والعياء، وهو مشروب شعبي يشكل من السمن الممزوج بقليل من الملح والسكر والماء.


الساعة الآن 08:10

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd