منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   التراث الأصيل (https://www.profvb.com/vb/f281.html)
-   -   الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي . (https://www.profvb.com/vb/t73522.html)

الشريف السلاوي 2011-06-28 18:24

الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
" رقصة الكدرة "



جذورها أفريقية وصيتها ارتبط بمنطقة وادي نون وتسميتها جاءت من الإناء المستدير.
تعرف رقصة «الكدرة» انتشارا واسعا بين سكان منطقة واسعة من جنوب المغرب تمتد من تيسينت بطاطا إلى حدود الساقية الحمراء، إلا أن صيتها ارتبط بمنطقة وادي نون الواقعة بأقصى الجنوب الغربي للأطلس الصغير. وتعد هذه الرقصة ذات الجذور الإفريقية من أشهر الفنون الايقاعية التي «ينسجم فيها الصوت والحركة وينحو فيها الأداء نحو العرض الجماعي الذي يقوم على الاستجابة للغناء والرقص».
واستمدت رقصة «الكدرة» تسميتها، حسب العديد من الباحثين، من الإناء المستدير الذي يستعمل أداة موسيقية في هذه الرقصة، وهو عبارة عن جرة من الطين تغلق فوهتها بقطعة من الجلد، وعلى إيقاع معين يتم الضرب عليها بواسطة قضيبين يطلق عليهما محليا اسم «المغازل» فيحدث ذلك إيقاعا موسيقيا متناغما تواكبه عملية تصفيق مستمرة. وتبدأ رقصة «الكدرة» بتشكيل حلقة دائرية يتوسطها رجل يسمى «النكار» يتولى مهمة الضرب على الأداة الموسيقية «الكدرة» لإحداث الإيقاع المطلوب كما يضطلع بمهمة توجيه باقي أفراد المجموعة وإثارة انتباههم إلى الخلل الذي قد يحدث أثناء عملية الإنشاد.
وقد تضيق الحلقة الدائرية أو «الكارة» التي يتمركز بها «النكار» مثلما قد تتسع وذلك حسب عدد المشاركين في الأداء الجماعي المميز لهذه الرقصة الشعبية. وتمثل الراقصة أو «الركاصة» بالتعبير المحلي في هذا المشهد الاحتفالي عنصرا أساسيا إذ تتكلف سيدة (خادم أو معلمة) بإحضارها بعد إعدادها وحثها بعدم فتح أعينها سوى بالقدر الذي يمكنها من رؤية ما بحولها، ثم تبدأ في عملية الرقص وهي في حركة مستمرة داخل الدائرة معتمدة في ذلك على ركبتيها في حين يظل باقي أفراد المجموعة في أماكنهم ويتدافعون بأكتافهم يمينا ويسارا فيما يعرف بـ«التداويح» وذلك حسب تحرك الراقصة نحوهم التي تقوم بتحريك الأصابع وتقليب الكفين، أما «النكار» فتفرض الرقصة عليه التحرك وسط الدائرة لكن بهدوء لكي يظل مقابلا للراقصة ولآلته الموسيقية.
وتستغرق الرقصة مجموعة من الجولات الإيقاعية، وكل جولة تمثل إنشاد ثلاث حمَّايات وفق إيقاع لحني يبدأ انفراديا ويتصاعد لينخرط في أدائه باقي أفراد المجموعة، وقد يطول إنشاد الحَمَّاية أو يقصر حسب قدرة الراقصة على الاستمرار في الرقص، وتختتم كل جولة بعملية «أهوتش» وهي تعبير عن بلوغ جولة الرقص مداها النهائي.
ويجمع معظم الباحثين في التراث الحساني على أن «الحمايات» التي يتم ترديدها أثناء عملية الرقص يغلب عليها طابع الغزل وغالبا ما تكون الراقصة هي المعنية بهذا الموضوع لمناجاتها. ويرى عدد من الباحثين أن رقصة «الكدرة» لا تقتصر على المظهر الاحتفالي بل تختزل في عمقها تجليات مرتبطة بالتصوف.
وفي هذا السياق، يرى إبراهيم الحيسن، الباحث في التراث الشعبي الحساني أن «الحمايات» التي يتم خلالها ترديد مجموعة من الأدعية والأهازيج الشجية والتي تملأ النفس بمواجيد الحماس والشعور بالروح الجماعية ضمن أنساق مقامية متواترة الرجات والإيقاعات، تحفل بمفاهيم ومعان دينية يراد منها طلب العفو والمغفرة من الله ليقيهم شر العقاب من نار جهنم. وأضاف الحسيني في تصريح لوكالة الانباء المغربية، أن الراقصة في هذا الفن الإبداعي ترسم بجسدها نوعا من الوجد الصوفي يساعدها في ذلك الحركة والصوت باعتبارهما عنصرين أساسيين لوصول حالة الوجد وبلوغ الحقيقة الإلهية حيث تفقد (أي الراقصة) إحساسها بالعالم المادي وتنسى جسدها الذي لم يعد ملكا لها لتنخرط في عالم روحاني غامض يصعب فهمه وتفسيره في الكثير من الأحيان.
وتظل رقصة «الكدرة» التي تختزل ثقافة الإنسان الصحراوي في تقاطعها مع ثقافات أخرى مجاورة معرضة للاندثار والزوال وذلك في غياب مهرجان دائم ومستمر يحافظ عليها، وانعدام الحوافز لتشجيع من يترنمون بها سيما أنها أصبحت من وسائل الطرب النادرة في المجتمع الصحراوي المغربي.

الشريف السلاوي 2011-06-28 18:28

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
الآلات الموسيقية الصحراوية


http://www.etteyssir.com/local/cache...on85-905fa.jpg



توجد لدى مجتمعنا آلات موسيقية متعددة منها ما يستخدم منفردا ومنها ما يستخدم جماعيا (أو في إطار جماعي) ومنها ما يجمع بين الاستخدامين.
ومن آلات موسيقى البيظان:
ارباب: وهو من وترين فأكثر، ويستخدم منفردا لدى رعاة البقر، وفي حوض النهر، كما يستخدم نادرا في العزف الجماعي.
النيفارة أو الژوژايه: وهي يراع مثقـّـب يستخدم منفردا كما يعمل بتناغم مع آلات موسيقية أخرى.
الطبل: أداة تصلح للاستخدامين.
"بوزغيب": وهو عود يشد وترا واحدا ولا يستخدم إلا في العزف المنفرد.
التاغپميت: "أشغل" (تصنع من لغشاشه) مغلق على بذوره.. يحرك كما تحرك الشكوة فيعطي إيقاعا معينا.
وينقسم استخدام هذه الآلات (في الإطار الجماعي) إلى نمطين هما "بنچه": وهي جلسات موسيقية خالية من المقامات، و"الهول": وهو جلسات موسيقية مجزأة إلى مقامات.
وأما "الهول" فيعتمد على آلتين (قد تصاحبهما بعض الآلات السابقة) وهما:
التدنيت وهي آلة موسيقية تقليدية تتكون من طبل قاعدي صغير مصنوع من الخشب ومغطى بجلد غنم، وعود من الخشب مصنوع من شجرة الدوم المعروفة محليا بـ"التيدوم"، ولها أوتار تدعى "لعصب" (الأعصاب) أو "ازغب" (الزغب) وكانت قديما تصنع من ذيول الخيل.
وآلة التيدنيت خاصة بالرجال. وأوتارها خمسة: ثلاثة تسمى "لمهار" واثنان يسميان "تشبطن". مع العلم أن بعض الأسر الفنينة (إيگاون) زاد الأوتار بواحد.
آردين: آلة موسيقية تتكون من طبل متوسط الحجم مصنوع من الخشب وعليه طبقة من جلد غنم وعود من الخشب مصنوع عادة من شجرة التيدوم، وهذه الآلة خاصة بالنساء.

الشريف السلاوي 2011-06-28 18:31

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
المقامات الموسيقية الصحراوية

http://www.etteyssir.com/IMG/arton96.jpg


تنقسم موسيقى البيظان إلى خمسة مقامات تحتضنها ثلاث طرق.
أما المقامات فهي: كرْ و فاغوُ و لكحالْ و لبياظْ و بيگي.
أما الطرق فهي الجانبه الكحله و الجانبه البيظه و لگنيديه ..
ويعتبر كَـرْ المقام الأول ولا يقبل من الشعر الفصيح غير بحري الكامل والوافر على أن يكونا مديحا.
وأما الشعر اللهجي فيقبل منه "بوعمران" و"امريميده".
في حين يقبل مقام فاغو كل الشعر الفصيح على أن يكون فخرا أو حماسا.
ومن الشعر اللهجي "لغنه" فهو يتناسب مع "البت لكبير" أو "المومايه"، كما يتناسب مع "لكرز".
وينقسم المدح في مقام فاغو إلى "اتهيدين" (خاص بطبقة العرب)، و"الشكر" (خاص بالزوايا وغيرهم).
ويختص مقام لكحال ببحر "اسغير" من الشعر اللهجي، ويغنى فيه بكل أبحر الشعر الفصيح.
وأما مقام لبياظ فيحبذ فيه غرض الغزل بجميع بحور الشعر الفصيح، غير أنه لا يقبل من أبحر الشعر اللهجي غير بحر "لبير".
ويقبل مقام "بيگي" جميع أبحر الشعر الفصيح، فيما يختص من اللهجي ببحري "لبتيت التام" و"لبتيت الناقص".
مع العلم أن مقام "المصري" انقرض نهائيا ولم يبق له أثر في الموسيقى الحسانية المعزوفة حاليا، وكان آخر المقامات إذ يعزف مباشرة بعد مقام بيگي.
وفي كل هذه المقامات تفاصيل معقدة؛ فمثلا ينقسم مقام فاغو إلى "تنچوگه" و"مغچوگه" و"اسروزي" حسب الطرق.
كما تنقسم المقامات الأخرى إلى فروع مماثلة مع اختلاف التسميات. وتعزف فيها جميعها مقاطع ملحنة تسمى "لشوار" أو "انحايه" حسب حالتها.

الشريف السلاوي 2011-06-28 18:34

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
أقسام الأغنية الشعبية الصحراوية :

تنقسم الأغنية الشعبية الصحراوية من حيث بنيتها ومضمونها إلى أربعة أقسام تتباين في مضامينها وأساليب صياغتها وأشكالها.

أولاَـ الشور : ومعناه في اللهجة الحسانية الاتجاه والقصد. والشور اصطلاحا في الأدب الشعبي الحساني هو الأغنية الشعبية، ويرتكز هذا اللون الأدبي على محل شاهد يلازمه بصفة دائمة، ولا يمكنه أن يستقيم إلّا به ، فهو الذي يحدد أصالته ومضمونه ووزنه.

وتتعدد موضوعات الشور التقليدي وتتنوع من شور إلى آخر، فمن الغزل إلى أشوار الأفراح ، إلى اشوار العمل والاجتهاد وأغاني الأطفال ... وغيرها.

وتعتمد الأغنية الشعبية في نسجها على الكيفان المقسمة بنسب مختلفة يتحكم الوزن وزمن الإيقاع في تتابعها ، ويتم بناء "الكيفان" في الأغنية الشعبية بناء على الشور. والكيفان في الشعر كما رأينا هي اللبنة الأساسية في تكوين القصيدة الحسانية " الطلعة "، وهي أبيات شعرية تتألف من أربعة إلى ثمانية مصاريع ، أما في فن الأغنية الشعبية فلا يتعدى الكاف أربع مصاريع ، وفي هذا اللون تتعدد الكيفان وتنساب وتتلون دون أن تخرج عن المضمون والوزن والقافية.

ويعتبر الشور التقليدي بمثابة الوجه المجسد والمختصر لتعريف فن الأغنية الشعبية الصحراوية ، وسنورد ههنا بعض النماذج التقليدية بمضامين مختلفة.

ففي الزواج يتم غناء الشور التقليدي "لا تجونا ما جبتوها"، ويقول شاهده :


لا تجونا ما جبْتوها يا امَّاتْ الْوايا سودْ

راشْكاتْ البندْ اوراها سارياتْ والناسْ اركودْ


أما في الغزل فهناك شور "اللّالَ ياللّالّ ياللّالَ ياتيمّو" ، وشاهده :


ريْمي تلياعو مزَيّنْ يَمّوْ

من صَبْع اكراعو زينْ إلى فمّو


وفي أغاني الأطفال فيغنى شور "يابيلولْ انبلبلْ لَكْ "، وشاهده :


يابيلول انبلبل لكْ حيوانْ الصحرا كاملْ لَكْ


ثانيا ـ النحيَة : ومعناها " انتحاء منحى آخر" ، وهي في الأدب الشعبي الحساني كل شور تأثر ببيت شعر عربي أو عجمي ، ومن ذلك " هجرتَ كل النساء"، وشاهدها :


هَذي النحيّه ذاتْ وقيمه كَايلْ ماهو باستهزائي

جمَّاعة لهوالْ وفيما بينَ الأرضِ والسَّماءِ


ثالثا ـ الحمّاية : وهي الأغاني التي تصاحب فن الرقص الشعبي ، وعادة ما يأتي هذا النوع لغرض التحفيز والتسخين أثناء الرقص . وتختلف الحمايات باختلاف مضامين الرقصات ، فهناك حمايات خاصة بالرقص الرجالي ، كما هناك حمايات أخرى تختص بالرقص النسائي.

ومن حمايات الرقص الخاص بالرجال :


ـ هذي الدرَّاعة اللّا كَدكْ خلّاها لَكْ بوكْ وجدَّكْ

ـ يا ويل المدفَعْ كانو طاحْ

ـ أبيْشيدي ينْكَبْ حَبَّة


ويمكن الوزن على هذه الحمايات إلى أقصى حد ، إلّا أنها تبقى محل الشاهد للحمايات الشائعة التي تُغنى أثناء الرقص .


أما الحمايات التي تقال أثناء رقص النساء فهي متعددة ، ففي رقصة " الشرعة " تُغنى حماية :


الريمْ اللّي ذيْ حرْفتها من يوم اجمعنا مولانا

ما تزركْ حَدْ بليعتها ماجات الزرْكَه فيَّا انا


وفي رقصة " لبليدة " فتغنى الحماية "حَكْ اتفودايْ أمشي واوطاي ، وشاهدها :


كَابلْ تزماككْ وتعسريكْ وتفوديْك اللّيْ تتفودايْ

وكَابلْ زاد انتَمْ انداريك كون اتعودي ما تُدارايْ


رابعا ـ المدح : وهو لون فني غنائي استقل بذاته وشكله ومضمونه ، وهو يختص بمدح الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، وصحابته، ويُسمى بالمدح التقليدي ، ويمتاز بالطول والثبات ، ومن أمثلته :


محمد مالو كَاع امثيلْ

جبريلْ انزلْ مَن عند الله واسْكي اباشْ انزل جبريلْ

واكْراه النبي مادمكاه ذوكوما عيلْ ذيكْ الحيل

محمد مالو كاع امثيل

لُمَّة من بَركةْ محمد جبرت لحوالة واسراويل

وامللّي جبرت ماهو رَدْ لعشارْ وجبرت لمخاليلْ

محمد مالو كاعْ امثيلْ

يوكيْ يالخير المَا تنْساسْ الى عدنان وذاك اطويل

حمزتَّ هو والعباس والنبيْ واتفاكو جبريل

محمد مالو كاع امثيل

ونِّي ياعطَّاي المُباح الياسر منو والقليل

أعطانا احنا هاذو لمداح ونِّي يا تصريف الجليلْ

محمد مالو كاع امثيل


ويتميز المدح التقليدي عن أقسام الأغنية الشعبية الأخرى في كونه ينبني في الأساس على غرض محدد ، ثم أنه يخلو من الرقص والتصفيق والزغاريد ، يعتمد على الصوت بالدرجة الأولى ثم الإيقاع.

الشريف السلاوي 2011-06-28 18:46

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
http://www.swissinfo.ch/media/cms/im..._9915326_2.jpg

الشريف السلاوي 2011-06-28 18:49

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
http://zagharit.sinapto.net/imagenes...n/25_thumb.jpg

الشريف السلاوي 2011-06-28 21:10

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
الشعر و الطرب الحساني المغربي


تشكل الفنون الشعبية بمختلف ألوانها، جزءا من الثقافة الشعبية الموروثة المتأصلة في الذاكرة الاجتماعية، و رغم اختلاف ألوانها حسب تنوع المناطق التي تنبثق عنها، إلا أنها تتحد في مجموعها لتكون ثقافة شاملة لمجتمع ما.
و المغرب كغيره من المجتمعات، يتميز بتنوع ثقافي كبير، من بينه للشعر و الطرب الحساني الذي يشكل ثقافة خاصة لها كيانها و مقوماتها الأدبية و الفنية... و الطرب الحساني يعتمد في مادته على القصيدة الشعرية الحسانية التي تعتبر امتدادا للشعر النبطي العربي القديم. و قد نشأ فن الطرب الحساني كضرورة للتعبير عن مشاعر و أحاسيس الانسان الصحراوي، حيث ارتبط بالذات الشاعرة بكل انفعالاتها، و على هذا النحو نجد الشاعر الحساني متعلقا بشغف بالمرأة مما يدفعه إلى التغني بجمالها... و في تغنيه يركز على الجانب المعنوي أكثر من الجانب الحسي لأن المجتمع الحساني تحكمه كثير من العادات و التقاليد... هذا فيما يتعلق بالغزل، ثم يأتي شعر الفخر و الحماسة في المرتبة الثانية، لأن الحسانيين كانوا قبائل متصارعة على الماء و الكلأ و الطرق التجارية...
و لا يقتصر نظم الشعر على الرجال فقط، فالمرأة أيضا لها نصيبها في الإبداع لكن ذلك يتم في من السرية بسبب الحشمة و الرقابة، و يسمى الكلام الشعري الذي تنظمه المرأة بـ (التَّبْراعْ)، و هي قصيدة تعبر بها عن مشاعرها و تغزلها بالرجل... و غالبا ما تصاحب الطرب الحساني طقوس معينة تعتمد على الخيمة، و هي رمز للانسان الصحراوي تحضير الشاي، حيث لا يجتمع اثنان إلا و أتايْ (الشاي) ثالثهما بما يمثله من رمز لحسن الضيافة و الكرم ورقصة الكدرة al gadra و هي من أشهر الفنون الإيقاعية التي تجمع بين الأداء و الحركة في عرض جماعي، و تختص هذهالرقصةبالنساء حيث ترقص امرأة واحدة وسط حلقة من الرجال (الكارة) يصفقون و يرددون الأهازيج تحميسا لها. و قد استمدت رقصة < الكدرة > تسميتها حسب العديد من الباحثين من الإناء المستدير الذي يستعمل كأداة موسيقية في هذه الرقصة، و هو عبارة عن جرة من الطين تُغلَق فوهتها بقطعة من الجلد و يتم الضرب عليها بقضيبين من العود << لْمْغازْلْ > وفق إيقاع معين. و قد يعتمد المطرب الحساني على قصائد من الشعر العربي الفصيح و لا يقع الاختلاف إلا في اللهجة التي تتسم بنبرة خاصة و هو الشيء الذي يضفي عليه الصبغة الحسانية. و قد برع في هذا الفن من الطرب فنانون كثر، سنحاول تقديمهم كلما توفرت المادةالخاصة بهم. الشعر الصحراوي أو (لغنى) مكون أساس في الثقافة الصحراوية وله ارتباط وثيق بالذات الشاعرة بكل انفعالاتها وعلى هذا النحو نجد أن الشاعر الحساني متعلق بشرف المرأة مما يدفعه إلى التغني بجمالها وحسن حديثها ولباقتها، وفي تغنيه يركز على الجانب المعنوي أكثر من تركيزه على الجانب الحسي لان المجتمع الصحراوي يحيط كيانه بكثير من العادات والتقاليد.
ويأتي شعر الفخر والحماسة في المرتبة الثانية لا يقتصر نظم الشعر على الرجال فقط، فللنساء حضورهن في إبداعه لكن ذلك في أجواء تطبعها السرية بسبب الحشمة والرقابة، ويسمى الكلام الشعري الذي تدعه النساء بـ(التبراع ) وهي قصيدة صغيرة يعبرن بها عن مشاعرهن وتغزلهن بالرجال... وعموما لا تختلف أغراض الشعر الحساني عن مثيلاتها في الشعر العربي الفصيح، ولازالت القصيدة متوهجة في وجدان الصحراوي رغم حياة التمدن. أما الموسيقى الصحراوية فهي مرآة تعبيرية للإحساس النفسي والجمعي لمبدعها، فالغناء أو -الهول- بالتعبير الصحراوي يشكل نزعة تصوفية عند الحساني ويعتبر شرطا لإقامة الحفلات والأفراح الاجتماعية كالزفاف والولادة الاسم . العازف أو (ايكيو) يتفانى في نغماته الموسيقية مستعينا بالات موسيقية تسمى (أزوان ) وفق نظام صوتي متناغم... ومن مميزات الموسيقى الصحراوية ارتباطها بالشعر الحساني، فلا انفصال بين لغنى وأزوان، إنهما كل متجانس. الرقص أو(الركيص) فن إيقاعي لدى الرجال أكثر حركية وأكثر التصاقا بالشباب ومن الركيص نذكر: (ركصة سيرامّا) التي يؤديها رجلان متقابلان يقتصران على تحريك الأرجل. فيما يخص الرقص النسائي، نلاحظ أن المسنات يرقصن وهن متنكشات مكتفيات بحركات اليدين (التريتيم) على إيقاع موسيقى هادئة بعكس ركيص الفتيات الأكثر صخبا كرقصة(كمبة بي بي . وتبقى رقصة (سيرمّا) أشهر الفنون الإيقاعية لما تجمعه من أداء غنائي وحركي في عرض جماعي، وتختص هذه الرقصة بالنساء حيث ترقص امرأة واحدة وسط حلقة من الرجال (الكارة) يصفقون ويرددون الأهازيج تحميسا للراقصة. الـتَّـبْراعْ "نساء صحراويات جنوب المغرب يتغزلن بالرجال
برعت النساء الصحراويات في مبدأ المساواة مع الرجال في نظم الشعر حيث ابدعن في قول الغزل اذ وجدن ضالتهن في رمزية الشعر وغموضه للبوح بمشاعر الحب والعشق في مجتمع يعاب فيه على الفتاة الحديث عن العواطف تحت طائلة الممنوع. حيث برز " الـتَّـبْراعْ " في الثقافة الحسانية بكونه شعرا نسائيا خالصا على مستوى الإبداع موضوعه الغزل،والمخاطب به هو الرجل،وتتضارب الآراء والدراسات حول نشأته وتكونه. الباحثة العالية ماء العينين في حديثها تعترف مسبقا أن الكتابة عن هذا الموضوع مغامرة في ظل انعدام التواصل العربي على مستوى الثقافة الشفوية، خصوصا في جزءها المغاربي الذي لا زال يعاني من مشكلة عدم شيوع أو فهم لهجاته المحلية لاعتبار أن الشعر الشفوي عموما لا يكتمل بهاءه إلا بالسماع، لكن إيمانها بأهمية هذا الشعر ،و حمولاته الثقافية والاجتماعية والنفسية بالإضافة إلى قيمته الفنية ، فقد خصصت أطروحة الدكتوراه، لدراسة هذا الموضوع . فالتبراع حسب الباحثة هو إبداع شفوي نسائي محض،مستطردة بأمثلة أن الـتّـَبــْريعَ ، عبارة عن بيت شعري من شطرين في نفس الوزن والقافية وأي كسر أو خطإ بسيط في الوزن يسمع نشازا في الإلقاء وخصوصا في الغناء ، ولمجلس التبراع طقوسه الخاصة التي يؤثثها مجموعة من الفتيات المجتمعات للسمر ، فتبدأ الواحدة منهن بالإنشاد في موضوع أو مغزى معين ، قد يعنيها وقد يكون عاما ، المهم أن يكون داخل إطار الغزل...فتطفق الواحدة تلو الأخرى في "التَّبَرُّعْ" ويستمر الأمر على شكل مساجلة أو محاورة تبراعية.... وعادة ما تكون التبريعة الافتتاحية، بذكر الله على عادة الطرب أو الغناء الحساني عموما... فيقال:
لايْلاهَ إلًّ اللـــــــــــــه """" """" يا خُّوتّي أُ لايْلاهَ إلَّ الله
وبعدها :
لايْلاهَ إلَّ اللـــــــــــه """""""" مَغْلَ عْلِِيَّ رسول الله
مَغْلَ عْلي : ما أغلى عندي ، والمعنى طبعا في حب ومكانة رسول الله (ص عند المتبرعة بعد هذه المقدمات يبدأ الدخول في صلب موضوع التبراع والذي قلنا سابقا أنه غزلي، تقول إحدى العاشقات وهي تشعر ببداية أعراض حب جديد يطرق بابها:
وَانا فُــــــــــؤَادي """"""" طارِي لُو شِي مَاهُو عَادي
طاري لو : طرأ عليه.
ومعنى التبريعة ، أن الفتاة تشعر أن فؤادها على غير عادته فماذا طرأ عليه يا ترى؟ ويظهر من خلال النماذج السابقة بساطة الوزن ولكن رغم قصره فإن بعض المتبرعات يحملن ،هذا البيت البسيط ، صورا غاية في الروعة والإبداع ... مثل قول إحداهن :
أًلاَ يَكَْــدَرْ يَنْعــــافْ """"" """"" لَخْظَارْ فْعٍيمان الجَفافْ
لا يقدر أحد أن يَعاف أو يكره منظر الخضرة (لخْظارْ) في سنوات (عيمان) الجفاف... فالخضرة جميلة في كل أوان فما بالك في أيام الجفاف ، إلى هنا يبدو المعنى عاديا يتحدث عن صورة طبيعية . ولكن المعنى الحقيقي الكامن وراء المعنى الظاهر مختلف تماما ... ف "لَخْظَارْ" أو الخُضرة في اللهجة الحسانية لها معنى آخر أيضا وهو السمرة أي اللون الأسمر فيقال فلان أخظر أو فلانة خظْرَ بمعنى أن لونها أسمر

الشريف السلاوي 2011-06-28 21:14

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
تابع

نفهم أن القائلة تتغزل في رجل أسمر، في استعارة تامة للصورة الطبيعية.... انه إفصاح علني وانقلاب في الادوار، رغم ان الباحثين في الثقافة الصحراوية يرون ان هذا الابداع ليس عيبا ،فهو تعبير عن العذرية في العلاقة بينالمرأة والرجل ، وعن معاناة داخلية وانه نتاج طبيعي لوضعية متميزة للمراةفي بلد لاتزال الحياة البدوية بمعانيها ودلالتها النقية وقيمها الاصيلة تتجلى بابهى صورها. والحقيقة أن هذا النوع من الغزل الجريء تقول الباحثة الغالية له مكانة لا بأس بها في ديوان التبراع ويعززه كون قائلة التبراع تبقى دائما مجهولة ، بحيث أنه ينتشر بسرعة وتتناقله الألسن ولكن بدون معرفة مبدعاته... وهذا ما يعزز من مساحة الحرية التي تتبارى فيها الفتيات ... مثلا تقول إحدى الفتيات وقد شاهدت من تحبه وفي فمه مَسْواكًا أو سٍواكا على عادة أهل الصحراء ... فالتفتت إلى صديقاتها قائلة :
لُو كَنْتَ لْ هُـــــــــــوَ"""" """" ما نَحْرَكَ لُو جاتْ القٌُوَّة
والمعنى : لو كنت أنا ، هو( أي المسواك) لما تحركت (من فمه)حتى ولو بقوة الجيش... ويبقى الطابع الرومانسي هو الغالب أكثر على هذا الشعر ويتوزع بين الشكوى واللوعة والسهر وهجران الحبيب والنسيان ....
كَيْفَ أنْســــــــــــاهُ """ """"" ذلٍّ في الجَفْنٍ سُكْناهُ
ذَلٍّ : هذا الذي
كيف أستطيع نسيان من يسكن أجفان عيوني ...
عَــــنْـــدُو تَبْسٍيمَة """" """" تُحْيي لْعِظَامْ الرَّميمَة
تقول المتبرعة أن ابتسامة حبيبها تحيي العظام وهي رميم... أي تعيد الحياة وهي هنا تمتح من القرآن الكريم ...
والمعجم الديني حاضر بقوة في التبراع ولكن دائما لخدمة الغرض الرئيسي : الغزل ...ومن ذلك قول إحداهن :
حُبِّي ذَا اطَّــــــــــارِي "" """"" ثَابَتْ رَواهْ البُخَاري
اطَّارِي : الذي طرأ علي الاستعانة بقوة وبيان وحقيقة ما يُروى عن البخاري للتدليل على مدى صحة وقوة حبها الجديد ...
وكعادة الشعراء عندما يجنح بهم الخيال إلى الإبحار فوق الفواصل والحدود تقول التبريعة:
مَنْدَرْتِــــــــي يَكـــَانْ """" """ رَكَْ المَحْشَرْ فِيهْ الصَّبْيانْ
مَنْدَرْتي : يا هل ترى
الرَّكَْ : الفضاء الواسع المفتوح
الصَبْيانْ : الأحباب ، الصْبِي في اللهجة الحسانية معناه الصاحب والحبيب...
تتساءل العاشقة هنا : هل يا ترى سيكون أحبابها موجودين يوم يبعث الناس وهو ما عبرت عنه بقولها "رك المحشر" ...
وهناك معاجم متنوعة ينهل منها التبراع لا مجال لذكرها كلها ولكن نعطي فقط بعض الأمثلة على استعمال بعض الرموز التي لها علاقة بموضوع التبراع مثلا : قَيْس المُلَوَّحْ "" """" أطَـمْ أنا مَنُّ وَاشَحَ
تقارن نفسها وحالتها بقيس المجنون الذي ملأ الدنيا بعشقه وتجد أنها أكثر منه وتعبر عن ذلك بقولها:
أطم وأشح : بمعنى أكثر وأشد
وقول أخرى:
حُبَّكَ يالقَدِّيـــــــــــس """ """" حَيَّرْ نِزارْ وَ كْتَلْ بَلْقِيس
إن قوة حبها ، حيرت نزار قباني الذي يعتبر أستاذا في هذا الميدان وفي التبريعة إشارة إلى موت بلقيس زوجة الشاعر ... والقدِّيس هنا اسم مستعار ، وقد دأبت الفتيات كثيرا على اختيار اسم مستعار تطلقنه على الحبيب ولا يعرف حقيقته إلى الصديقات المقربات واللواتي يتضامن مع القائلة، بالتبراع على الاسم المقترح ...حتى لا يثير الاسم الحقيقي أي شبهة على صاحبته ،وقد شاعت الكثير من الأسماء المستعارة في التبرع من أشهرها /: القديس،سامي ،جوَّاد ،سهيل....... وفي علاقة بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية،عرف التبراع اتجاها عند بعض الشاعرات اللائي اصبحن يتغزلن برجال بعيدين كالزعماء والسياسيين وابطال المسلسلات حسب الباحث في التراث الصحراوي الأستاذ إبراهيم الحيسن.
الإبداع النسائي في الشعر الحساني
والموضوع كما هو واضح من العنوان يتحدث عن نوع من الشعر الشعبي النسائي السائد/المنتشر على امتداد فضاء الثقافة الحسانية (جنوب المغرب وموريتانيا) وأقول الشعر النسائي، بعيدا عن النقاش الأزلي حول مصطلح الأدب النسائي ذلك أن هذا شعر نسائي فعليا ولا يحق للرجال الخوض فيه...- و رغم أنني شخصيا لا أعاني أية عقدة اتجاه المصطلح .. و يطيب لي جدا أن توضع خربشاتي تحت مسمى الكتابة النسائية... فإني أعتذر مسبقا لمن لهن حساسية من المصطلح لأنه سيتكرر كثيرا... قي شيء يشبه الاستفزاز.. ولكنه ليس كذلك..- وبالرجوع إلى الموضوع، أقول إن هذا البحث مكنني من الإطلاع على العديد من النماذج الشعرية الشعبية النسائية.. محليا وعلى مستوى ثقافات أخرى أجنبية... هناك ما يسمى بالعروبيات أو الرباعيات. وهو شعر المرأ ة الفاسية. وقد سبق للمرحوم محمد الفاسي أن كتب بحثا قيما جمع فيه الكثير مما تفرق من هذه الأشعار.. هناك أيضا بعض النماذج في الشعر الأمازيغي السوسي... وعلى مستوى خارجي يبرز شعر نساء البشتون كواحدة من أهم التجارب الإبداعية النسائية الشعبية... والحقيقة أن المتأمل لهذا الإبداع المتنوع سيقف مشدوها.. أمام العديد من الملاحظات, من أهمها مسألة الكم الهائل (العصي على الحصر) وهي مسألة لها دلالتها خصوصا أن هذا النزيف يتركز بالأساس على الجانب الحميم عند النساء أي العلاقة مع الرجل، والذي يأتي في صورة المجتمع أحيانا الملاحظة الثانية أن هدا الشعر النسائي يتميز بنوع من الوضوح والمباشرة في التعبير عن العاطفة... و المقصود هنا ,وضوح المعنى العام وليس الفقر الإبداعي... ذاك أن هذه النصوص على قصر بعضها ( بيت واحد).. تعتمد الاستعانة ببعض الأدوات البلاغية لإحداث الأثر والدهشة من خلال الصور التي تعتمدها الشاعرات... تقول إحدى النساء العاشقات في "التبراع" أي الشعر النسائي الحساني :
أُ لا يَكْدَرْ يَنْعــــــــــافْ
لَخْظارْ فْعيمانْ الجفافْ
والبيت بالمعنى الفصيح يقول: لا يمكن أن نكره منظر الخضرة عموما.. فما بالك بأيام الجفاف... وإلى هنا تبدو التبريعة مجرد صورة طبيعية... ساذجة.. ولكن إذا علمنا أن "لَخْظارْ" في اللهجة الحسانية هو السمرة أي اللون الأسمر فإن المعنى الخفي يصبح غزلا في حبيب أسمر وكيف السبيل إلى عدم حبه.. وهو الخصوبة في عز الجفاف... ونقرأ في نموذج لإحدى العروبيات الفاسية.
يا ساداتي بغيتكم وبغيت الله
والتوبة غاليهْ..عْلِيَ و عْليكُمْ
نَطْلَبْ رب لكْريمْ
سجَّادهْ مْقابْله حومتكمْ
السَّجْدة لَكْريم والشُّوفة فيكُمْ
تحب الله وتحب أحبتها... وتطلب التوبة.. فهي لا تتمنى إلا السجود لله والنظر إلى وجه من تحب... أما بالنسبة لنساء البشتون فإن في شعرهم المدهش بكل المقاييس، و المعروف باللاندي... نماذج مذهلة.. وقد قام بنقل بعض أشعارهم إلى الفرنسية سيد بهاء الدين مجروح بمساعدة اندري فيلتير...
تقول إحدى البشتونيات :
إذا مات حبيبي لأكن كفنه
هكذا نتزوج الرماد معا...
في يدي وردة تذبل
فأنا لا أعرف لمن أعطيها
في هذه الأرض الغريبة..
وبالرجوع إلى هذه النماذج وغيرها... سنلاحظ أن المرأة تتحرر من مراقبة المجتمع وسلطته لأن القائلة مجهولة..لذلك فهي بعيدة عن المحاسبة وعصية على القيود... ولهذا فإن بعض هذه الأشعار يتميز بالجرأة أحيانا واقتحام مناطق محرمة قد تعرض صاحبتها للسخط الاجتماعي والإقصاء..لولا أنها غير معروفة... تقول إحدى بنات حسان في التبراع :
مَنْ عَـــــــــزَّتْ كَــــــمْيَ
بَكْمَ طَرْشَ عَدْتْ آُ عَمْيَبل

الشريف السلاوي 2011-06-28 21:16

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
تابع



كيفان من شعر" الـتَّـبْراعْ "
- وان زر الكزر التلـي
لاجيتو ماتيـت انولـي
- المـا مـنـو مــل
ما ينعـاف ولا يتخـل
- بيكـنـك بيـكـنـك
أعليك أقليبـى محنـك
- ولا قــد أمـنـيـن
يمركَ لخلاق أجى فالعين
- مـن متـن أسقـامـو
نسمع مـن باريز اكـلام
- طـارى سقـم أجديـد
ألا يا هـادى يا رشيـد
- و الله و و الله
يا كد لفوت مـا ننسـاه
- و هــذا التكـنـاوي
ما خلا حد تلا سـاوي
- و كولو لـو صرتـو
الا نبغيـه و عاشكتـو
- و الله مــا ننـسـى
ليلة لثنيـن مـع لمسـا
- و السـقـم لـبـيـا
صحراوي مية فالميـة
- و مجـيـه الـبـارح
فرحو بيه اسبع جوارح
- و الله و والله
الا نبغيه و نبغي ملكـاه
- لـيـلـة وداعـــو
كلبي ولساني ماراعـو
- عـنــد تبسـيـمـه
باني فيه أبليس أخويمـه
- أبنـيـات الشـعـره
كالعه من كومو حمـره
- أولا فـيـه حـفـره
من حبو ترفد م لخـره
- أرفــد ذا الـسـلام
للي سوحل كامل ذا العام
- أتفـكـد يالمجـحـود
ليالي فيهم كـن أكعـود
- أتفـكـد يالمجـحـود
ليـام أثنـوه لا يعـود
- شـي واسـي حــد
أسقام أصبيه ألا تشتـد
و الله و و الله
يا كد لفوت ما ننسـاه
و هــذا التكـنـاوي
ما خلا حد تلا ساوي
و كولو لـو صرتـو
الا نبغيه و عاشكتـو
و الله مــا ننـسـى
ليلة لثنين مـع لمسـا
و السـغـم لـبـيـا
صحراوي مية فالميـة
و مجـيـه الـبـارح
فرحو بيه اسبع جوارح
و الله و والله
الا نبغيه و نبغي ملكاه
موضوع التبراع شيق جدا
وشرح استاذ نقوس اعطى فكرة وافية وبسيطة للجاهل في هذا المجال
اكثر ما استوقفني
ان تبدا الحسانيات تبريعتهن بذكر الله والصلاة على رسوله
وبهذا تحاكين النمط الجاهلي الغزلي بشكل ما والذي كان فيه الشاعر يستهل قصيدته بالوقوف على الاطلال
في التبريعة الحسانية وجدت ذكر الله يحل محل الوقوف على الاطلال
نقطة ثانية اثارت انتباهي ايضا وهي التلميح لاسم الحبيب باسم مستعار
وهو ايضا من دأب الشعراء في تسمية الحبيبة باسماء مستعارة مثل فاطم او سعاد والى ما ذلك
ونقطة وقفت مطولا امامها وهي اطلاع الحسانيات بالرغم من البعد الجغرافي على ابداع نزار قباني وسيرته الذاتية واعجابهن به كشاعر وانسان وعاشق ومعشوق
مما ينم عن رهافة حسهن ومستوى رقي افكارهن
ومما يؤدي بالتالي الى احترام هذا الموقف والتقدير الحضاري تجاه الثقافة الحسانية
... .وشرحك استاذ نقوس اعطى فكرة وافية وبسيطة للجاهل في هذا المجال
اكثر ما استوقفني
ان تبدا الحسانيات تبريعتهن بذكر الله والصلاة على رسوله
وبهذا تحاكين النمط الجاهلي الغزلي بشكل ما والذي كان فيه الشاعر يستهل قصيدته بالوقوف على الاطلال
في التبريعة الحسانية وجدت ذكر الله يحل محل الوقوف على الاطلال
نقطة ثانية اثارت انتباهي ايضا وهي التلميح لاسم الحبيب باسم مستعار
وهو ايضا من دأب الشعراء في تسمية الحبيبة باسماء مستعارة مثل فاطم او سعاد والى ما ذلك
ونقطة وقفت مطولا امامها وهي اطلاع الحسانيات بالرغم من البعد الجغرافي على ابداع نزار قباني وسيرته الذاتية واعجابهن به كشاعر وانسان وعاشق ومعشوق
مما ينم عن رهافة حسهن ومستوى رقي افكارهن
ومما يؤدي بالتالي الى احترام هذا الموقف والتقدير الحضاري تجاه الثقافة الحسانية
جميلة وصائبة هذه الملاحظات اختي ريما اود فقط البدء بالاشارة الى ان موريتانيا هي بلد المليون شاعر وليس غريبا في بلد كموريتانيا او الصحراء المغربية ان يكون للنساء ايضا اشعارهن التي يتغنين بها ومجالسهن التي يفشين عبرها اسرارهن الحميمية
ويستهلونها بالمقدمة الدينية عوض الطللية الاثيرة ، ثم يعرجن على ذكر اسم الحبيب ويكون اسم علم شهير لغرض التورية والمداراة والتمويه

الشريف السلاوي 2011-06-28 21:18

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
تتمة


الشئ المميز فعلا هو تلاقي المشاعر النسائية سواء بافغانستان او بالجنوب المغربي وهذه ميزة يفلح فيها الشعر والمشاعر
في المرأة عجبان… أم لها سيرتان….
العالية ماء العينين
“الإبداع النسائي في الشعر الحساني - التبراع نموذجا”: هذا هو عنوان البحث (الأطروحة) الذي أنكب على دراسته منذ أكثر من أربع سنوات.. والموضوع كما هو واضح من العنوان يتحدث عن نوع من الشعر الشعبي النسائي السائد/المنتشر على امتداد فضاء الثقافة الحسانية (جنوب المغرب وموريتانيا) وأقول الشعر النسائي، بعيدا عن النقاش الأزلي حول مصطلح الأدب النسائي ذلك أن الأمر يتعلق فعليا بشعر نسائي، ولا يحق للرجال الخوض فيه…- ورغم أنني شخصيا لا أعاني أية عقدة اتجاه المصطلح.. ويطيب لي جدا أن توضع خربشاتي تحت مسمى الكتابة النسائية… فإني أعتذر مسبقا لمن لهن/م حساسية من المصطلح لأنه سيتكرر كثيرا في شيء يشبه الاستفزاز.. ولكنه ليس كذلك..- وبالرجوع إلى الموضوع، أقول إن هذا البحث مكنني من الإطلاع على العديد من النماذج الشعرية الشعبية النسائية محليا وعلى مستوى ثقافات أخرى أجنبية… وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك ما يسمى بالعروبيات أو الرباعيات. وهو شعر المرأة الفاسية. وقد سبق للمرحوم أحمد الفاسي أن كتب بحثا قيما جمع فيه الكثير مما تفرق من هذه الأشعار.. هناك أيضا بعض النماذج في الشعر الأمازيغي السوسي.. ولكنها تدخل في إطار المحاورة بين الرجال والنساء… وعلى مستوى خارجي يبرز شعر نساء البشتون كواحدة من أهم التجارب الإبداعية النسائية الشعبية…والحقيقة أن المتأمل لهذا الإبداع المتنوع سيقف مشدوها أمام العديد من الملاحظات, من أهمها مسألة الكم الهائل (العصي على الحصر) وهي مسألة لها دلالتها خصوصا أن هذا النزيف يتركز بالأساس على الجانب الحميم عند النساء أي العلاقة مع الرجل، والذي يأتي في صورة المجتمع أحيانا الملاحظة الثانية أن هدا الشعر النسائي يتميز بنوع من الوضوح والمباشرة في التعبير عن العاطفة… والمقصود هنا وضوح المعنى العام وليس الفقر الإبداعي… ذاك أن هذه النصوص على قصر بعضها ( بيت واحد).. تعتمد الاستعانة ببعض الأدوات البلاغية لإحداث الأثر والدهشة من خلال الصور التي تعتمدها الشاعرات…
تقول إحدى النساء العاشقات في “ التبراع ” أي الشعر النسائي الحساني :
أُ لا يَكْدَرْ يَنْعــــــــــافْ
لَخْظارْ فْعيمانْ الجفافْ
والبيت بالمعنى الفصيح يقول: لا يمكن أن نكره منظر الخضرة عموما.. فما بالك بأيام الجفاف… وإلى هنا تبدو التبريعة مجرد صورة طبيعية… ساذجة… ولكن إذا علمنا أن “لَخْظارْ” في اللهجة الحسانية هو السمرة أي اللون الأسمر فإن المعنى الخفي يصبح غزلا في حبيب أسمر وكيف السبيل إلى عدم حبه.. وهو الخصوبة في عز الجفاف…
ونقرأ في نموذج لإحدى العروبيات الفاسية…
يا ساداتي بغيت الله وبغيــــــتكـــــــــــم
والتوبة غاليهْ.. عْلِيَ و عْليكُــــــــــــــمْ
نَطْلَبْ رب لكْريمْ سجَّادهْ مْقابْله حومتكمْ
السَّجْدة لَكْريم والشُّوفة فيكُـــــــــــــــــمْ
تحب الله وتحب أحبتها… وتطلب التوبة.. فهي لا تتمنى إلا السجود لله والنظر إلى وجه من تحب… أما بالنسبة لنساء البشتون فإن في شعرهم المدهش بكل المقاييس، و المعروف باللاندي… نماذج مذهلة.. وقد قام بنقل بعض أشعارهم إلى الفرنسية سيد بهاء الدين مجروح بمساعدة اندري فيلتير…
والمعنى الفصيح هو : من فرط رغبتي في شد سيجارة (كمية) أصبت بالصمم والعمى والبكم…. المعنى هنا جريء بالنسبة لهن في فضاء تقليدي.. مسيج بالحياء.. والضوابط الدينية والأعراف.. ولكن الأجرأ هو عندما نعرف أن” الكمية “.. أيضا تقال كناية عن اللثم… وفي نفس الإطار.. نورد نماذج لتوظيف رموز وطقوس دينية لخدمة غرض الغزل : مثل قول إحداهن :
حُبَّكْ ذا الطَّـــــــــــاري..
ثابَتْ… رواه البخاري..
حبك الذي دق بابي… ثابت في صحيح البخاري
وتقول أخرى:
وَمْنَيـــــــنْ نْصَلِّي…
يَحْجَلِّي وَ نْعَلْ مَّلِّ…
في عز صلاتي أتذكرك… فأعيد الصلاة من جديد
وتقول إحدى البشتونيات :
أخِّرْ صياحاتك قليلا يـــا ديك..
للتو آويت إلى حضن حبيبي..
والحقيقة أن هناك نماذج تصل إلى درجة عالية من الإباحية، خصوصا في شعر نساء البشتون… وأظن أن الأمر يتعلق برد فعل يشتد باشتداد الضغط والقيود على هذه المرأة… والتي عانت الفقر والذل والحروب بالإضافة إلى الكبت العاطفي ….إن الإطلاع المتزايد على جوانب.. مغيبة من الإبداع أو المعبر عنه بشكل عام … لدى المرأة.. يجعلنا نطرح سؤالا عن التاريخ أو المسار الفعلي، الاجتماعي والفكري والأدبي للنساء في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، بعيدا عن العناوين الجامعة الشاملة والتي رغم اهتمامها ببعض الألوان والأشكال إلا أنها في العمق نادرا ما تخرج عن الإطار الواحد. وبالرجوع إلى التاريخ.. سنجد أن هذا الأمر ليس إلا استكمالا لتغييب نماذج كثيرة من النساء تركن أثرا.. ولكنهن اعتبرن خارج الإطار الرسمي.. باعتبار ارتباطهن بطقوس اللهو والمجون الذي غرقت فيه الخلافة الإسلامية في أوج قوتها… والحديث هنا عن الجواري وقد برز فيهن شاعرات وعالمات وحافظات وناسخات للكتب… ولا ننسى هنا أنهن من جنسيات مختلفة وبالتالي ثقافات وحضارات متنوعة… ولولا اهتمام بعض المتقدمين كصاحب كتاب الأغاني لما وصلنا شيء عن تلك الفئة من النساء واللاتي لم ينجح تغيبهن في طمس مظاهر الفساد والتبذير التي طبعت تاريخ الخلافة الإسلامية.. خصوصا إبان العهدين الأموي والعباسي… والحقيقة أن الإطلاع على هذا التراث سيجعلنا نتبين أن ما يدهشنا من الإبداع الشفوي أو يصدمنا أحيانا… ليس بالشيء الغريب ولا الكثير… بل إن بعض المصادر تحدثنا عن نساء يعتبرن من الصفوة الاجتماعية والفكرية… خلفن أشعارا حملنها عواطفهن وتجاربهن بدون حجاب.. ولا أدل على ذلك مما ورد عن سيدة نساء بني العباس وأشهرهن علية بنت المهدي والتي تقدم في المصادر بالمغنية والشاعرة ابنة المهدي وأخت الخليفة العباسي هارون الرشيد.. والتي توصف بالأديبة الحافظة والقارئة للقرآن الكريم.. وهي أيضا الشاعرة التي لا تتوانى عن التغني بعشقها لأحد غلمان قصر أخيها الخليفة. وما هي بالجارية ولا المجهولة تقول:
يا رب إني قد عرضتُ بجهْلها
فإليك أشكو ذاك يا ربــــاه
مولاة سوء تستهين بعبدها
نعم الغلام وبئست المولاة
طلُّ ولكني حرمت نعيمه
ووصاله إن لم يــغثني الله
يا رب إن كانت حياتي هكذا
ضرّاً علي فما أريد حيــــاه
ومما يحكى عنها ( الأغاني - زهر الآداب…) أن الخليفة تنامى إلى علمه حكايتها مع طلِّ هذا فقال لها ” والله لئن ذكرته لأقتلنك ” فدخل عليها يوما على غفلة تقرأ في آخر سورة البقرة قوله سبحانه وتعالى ” فإن لم يصبها وابل فطلٌّ”… فقالت “ فالذي نهانا عنه أمير المؤمنين ” وحسب صاحب الأغاني فإن الخليفة قبل رأسها وقال وهبت لك طلا (هكذا) ولا أمنعك بعد هذا شيئا تريدينه…يبدو أن أكثر الباحثين والمؤرخين يركزون على سيرة امرأة خاصة لا تنتمي للعامة ولا خاصة الخاصة ولا الجواري ولا….والواقع أن كل هذه الشرائح تشكل المرأة… شئنا أم أبينا.. اتفقنا أم اختلفنا.
يقال إن في النساء عجبان.. وقد لا يعدو الأمر أن.. لهن سيرتان……
هذه مقاطع من قصائد...اخدت منها ما يسهل فهمه وفي نفس الوقت نصائح
الغايب خليـلو لحمو==والحاضر خليلو وقرو
لاتشكر حد على شحمو==لاتحكر حـد على فقرو
.....
اللي كلل ياناس الغيث==والسر انتازع والبركــــا
عاد الذيب على ظهر الليث== يلعب والليث بلا حركا
......
لاتتكل فخبار التعدال==على تعدال البو والخــال
عدل راسك بزين لفعال==واترك عنك سوف سوف
واخبارك مزالت تنكال== واخبارك مزالت تـــوف
......
سرك يامحمد لاتعطيه === للي ماه مفلوش اعليه
ول من حد ابغاك ابغيه=== اسو كرب واسو بعد
.....
واعط واخلاكك لاتظياك==واعكد فمنين اسو تعكد
جهل اللغة يامحمد شين==وجهل النحو الا ماهو زين


مما راق لي

ابو العز 2011-06-28 22:55

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
http://www.saharazik.com/audio/varitie/tabla/tabla.jpg

http://www.saharazik.com/audio/varit...a/aichata2.jpg


طرب جميل هذا الطرب الصحراوي يا أخي العزيز
إني من المعجبين بهذا الفن الصحراوي المتوارث عبر قرون وقرون وله تاريخ طويييل
شكرا لك على هذه الالتفاتة الطيبة لتراثنا المغربي الزاخر
مودتي لك خالدة

الشريف السلاوي 2011-06-29 11:56

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العز (المشاركة 392383)
http://www.saharazik.com/audio/varitie/tabla/tabla.jpg

http://www.saharazik.com/audio/varit...a/aichata2.jpg


طرب جميل هذا الطرب الصحراوي يا أخي العزيز
إني من المعجبين بهذا الفن الصحراوي المتوارث عبر قرون وقرون وله تاريخ طويييل
شكرا لك على هذه الالتفاتة الطيبة لتراثنا المغربي الزاخر
مودتي لك خالدة

الشكر موصول لك أخي العزيز أبو العزّ على الإضافة المفيدة و المتميّزة .
تحياتي لك و لطيورك البهية .

همس الروح 2011-06-29 20:35

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
مجهود تشكر عليه مولاي الشريف
تحياتي



http://1.bp.blogspot.com/-Qj6LjPrTxB...1600/taksi.jpg

الشريف السلاوي 2011-06-30 13:43

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الروح (المشاركة 392596)
مجهود تشكر عليه مولاي الشريف
تحياتي



http://1.bp.blogspot.com/-Qj6LjPrTxB...1600/taksi.jpg


بارك الله فيك يا همس .

tagnaouite 2012-02-21 14:19

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف السلاوي (المشاركة 392263)
" رقصة الكدرة "




جذورها أفريقية وصيتها ارتبط بمنطقة وادي نون وتسميتها جاءت من الإناء المستدير.
تعرف رقصة «الكدرة» انتشارا واسعا بين سكان منطقة واسعة من جنوب المغرب تمتد من تيسينت بطاطا إلى حدود الساقية الحمراء، إلا أن صيتها ارتبط بمنطقة وادي نون الواقعة بأقصى الجنوب الغربي للأطلس الصغير. وتعد هذه الرقصة ذات الجذور الإفريقية من أشهر الفنون الايقاعية التي «ينسجم فيها الصوت والحركة وينحو فيها الأداء نحو العرض الجماعي الذي يقوم على الاستجابة للغناء والرقص».
واستمدت رقصة «الكدرة» تسميتها، حسب العديد من الباحثين، من الإناء المستدير الذي يستعمل أداة موسيقية في هذه الرقصة، وهو عبارة عن جرة من الطين تغلق فوهتها بقطعة من الجلد، وعلى إيقاع معين يتم الضرب عليها بواسطة قضيبين يطلق عليهما محليا اسم «المغازل» فيحدث ذلك إيقاعا موسيقيا متناغما تواكبه عملية تصفيق مستمرة. وتبدأ رقصة «الكدرة» بتشكيل حلقة دائرية يتوسطها رجل يسمى «النكار» يتولى مهمة الضرب على الأداة الموسيقية «الكدرة» لإحداث الإيقاع المطلوب كما يضطلع بمهمة توجيه باقي أفراد المجموعة وإثارة انتباههم إلى الخلل الذي قد يحدث أثناء عملية الإنشاد.
وقد تضيق الحلقة الدائرية أو «الكارة» التي يتمركز بها «النكار» مثلما قد تتسع وذلك حسب عدد المشاركين في الأداء الجماعي المميز لهذه الرقصة الشعبية. وتمثل الراقصة أو «الركاصة» بالتعبير المحلي في هذا المشهد الاحتفالي عنصرا أساسيا إذ تتكلف سيدة (خادم أو معلمة) بإحضارها بعد إعدادها وحثها بعدم فتح أعينها سوى بالقدر الذي يمكنها من رؤية ما بحولها، ثم تبدأ في عملية الرقص وهي في حركة مستمرة داخل الدائرة معتمدة في ذلك على ركبتيها في حين يظل باقي أفراد المجموعة في أماكنهم ويتدافعون بأكتافهم يمينا ويسارا فيما يعرف بـ«التداويح» وذلك حسب تحرك الراقصة نحوهم التي تقوم بتحريك الأصابع وتقليب الكفين، أما «النكار» فتفرض الرقصة عليه التحرك وسط الدائرة لكن بهدوء لكي يظل مقابلا للراقصة ولآلته الموسيقية.
وتستغرق الرقصة مجموعة من الجولات الإيقاعية، وكل جولة تمثل إنشاد ثلاث حمَّايات وفق إيقاع لحني يبدأ انفراديا ويتصاعد لينخرط في أدائه باقي أفراد المجموعة، وقد يطول إنشاد الحَمَّاية أو يقصر حسب قدرة الراقصة على الاستمرار في الرقص، وتختتم كل جولة بعملية «أهوتش» وهي تعبير عن بلوغ جولة الرقص مداها النهائي.
ويجمع معظم الباحثين في التراث الحساني على أن «الحمايات» التي يتم ترديدها أثناء عملية الرقص يغلب عليها طابع الغزل وغالبا ما تكون الراقصة هي المعنية بهذا الموضوع لمناجاتها. ويرى عدد من الباحثين أن رقصة «الكدرة» لا تقتصر على المظهر الاحتفالي بل تختزل في عمقها تجليات مرتبطة بالتصوف.
وفي هذا السياق، يرى إبراهيم الحيسن، الباحث في التراث الشعبي الحساني أن «الحمايات» التي يتم خلالها ترديد مجموعة من الأدعية والأهازيج الشجية والتي تملأ النفس بمواجيد الحماس والشعور بالروح الجماعية ضمن أنساق مقامية متواترة الرجات والإيقاعات، تحفل بمفاهيم ومعان دينية يراد منها طلب العفو والمغفرة من الله ليقيهم شر العقاب من نار جهنم. وأضاف الحسيني في تصريح لوكالة الانباء المغربية، أن الراقصة في هذا الفن الإبداعي ترسم بجسدها نوعا من الوجد الصوفي يساعدها في ذلك الحركة والصوت باعتبارهما عنصرين أساسيين لوصول حالة الوجد وبلوغ الحقيقة الإلهية حيث تفقد (أي الراقصة) إحساسها بالعالم المادي وتنسى جسدها الذي لم يعد ملكا لها لتنخرط في عالم روحاني غامض يصعب فهمه وتفسيره في الكثير من الأحيان.
وتظل رقصة «الكدرة» التي تختزل ثقافة الإنسان الصحراوي في تقاطعها مع ثقافات أخرى مجاورة معرضة للاندثار والزوال وذلك في غياب مهرجان دائم ومستمر يحافظ عليها، وانعدام الحوافز لتشجيع من يترنمون بها سيما أنها أصبحت من وسائل الطرب النادرة في المجتمع الصحراوي المغربي.

لقد أبدعت بكل أعمالك ولوحاتك الفنية ...دمت مبدعا لهذا المنتدى .

الشريف السلاوي 2012-02-24 08:30

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
بارك الله فيك أخي الكريم محمد الزاكي
يسعدني مرورك البهي .

الشريف السلاوي 2014-03-11 22:23

رد: الطّرب الشعبي الصحراوي المغربي .
 
طقوس الركيص الشعبي الحساني

زخر التراث الصحراوي بألوان فنية كثيرة في الموسيقى والرقص...، تعكس طبيعة وهوية الإنسان الصحراوي واهتمامه بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة لـ "الركيص" الذي شغل اهتمام المجتمع الحساني وظل حاضرا باستمرار في ذاكرة ووجدان وحياة إنسان الصحراء، ومصاحبا له في كل اللحظات وفي المناسبات الاجتماعية أو في الاحتفالات العائلية كالأعراس والولادة والختان وغيرها..
"الركيص" عند الصحراويين يعني الرقص بإيقاع وحركات معينة ودقيقة تخضع لميزان "الجماعة"، كما هو شائع عند الحسانيين وتختلف باختلاف السن والجنس، كما أن هذا الأخير لا يقتصر على النساء فقط، بل إن للرجال رقصهم الخاص بهم، الذي يتسم بحركية أكثر من "ركيص النسا" وهو مقتصر في كثير من الأحيان على الشباب.


رقصة الكيرة للرجال


من الرقصات الرجالية المعروفة "كيرة" التي يؤديها رجلان متقابلان في الوضع بالاقتصار فقط على تحريك الأرجل، وذلك على إيقاعات رياضية منسجمة مع نغمات الموسيقى، وفيما يردد المغني: "سير أما.. سير أردح" لرفع من حماسة الشابين وخلق جو من الألفة بين الحاضرين، كمايرافق الرقص الشعبي الرجالي بالصحراء العديد من الحمّايات "فونيمات ملازمة"، منها على سبيل المثال:

"يا ويل لمدفع كان طاح

ابيشيدي يلكط حبة

ابيشدي حبة حبتين"



طقوس الرقص النسائي


يخضع "الركيص" عند النساء الصحراويات لعادات وتقاليد متوارثة تعطى فيها الاعتبارات لعوامل السن والوضع الاجتماعي أيضا، ويتم احترام الضوابط الإيقاعية التي يمارسها المؤدون، فخطوة واحدة تغير مضمون وشكل الرقصة، إذ نجد أن النساء الطاعنات في السن يرقصن وهن يضعن اللحاف على وجوههن ويكتفين فقط بتحريك اليدين ومدهن إلى الأمام مع إمساك الأصابع وإطلاقها في تناغم مع إيقاع موسيقي بطيء وهادئ وخال من الصخب، لكنه ممتزج بتصفيقات الحاضرين تبعا للإيقاع أيضا، وهذا النوع من الرقص يطلق عليه الصحراويون " التريتيم"، من الريتم أو الإيقاع المشروط احترامه حتى يتماشى مع أداء النسوة المتقدمات في السن.


كمبة بي بي ولعجام لرقص الطفايلات


تتميز رقصات الفتيات "الطفايلات" كما في عرف الصحراويين بالتنوع والجمع بين الخفة والسرعة والبطء والهدوء، حيث نجد أن رقص"الشرعة" يختلف عن الصنف الأول، لأن حركة اليدين فيه تتم بكيفية أكثر سرعة، وهو أصناف كثيرة أشهرها رقصة "كمبة بي بي" الحماسية التي تتسم بالخفة والقدرة على التحكم في الذراعين وتدوير اليدين، أما "لعجام" وهو رقص هادئ يعتمد بالأساس على تحريك الكتفين والخصر، وتختص بأدائه المتمرسات الماهرات في فن الرقص والغناء نظرا لصعوبته و تتسم أنغامه بالعذوبة والجمال.


رقصة الكدرة للعازبات والمطلقات


لم يهمل "الركيص" الصحراوي أي جزئية مهما بدت بسيطة، فنجده خص الفتيات العازبات والنساء المطلقات برقصة الكدرة التي يكون فيها الرقص من اختصاصهن، بعد أن تتكلف بإحضارهن وصيفة "خادم أو معلمة" بعد تهيئتهن وتوصيتهن بعدم فتح الأعين سوى وفق القدر اللازم الذي يمكنهن من رؤية ما بحولهن.. فضلا عن تحريك الأصابع انسجاما مع حركات الأذرع والتلويح باليدين.

وتعد رقصة "الكدرة" من أشهر الفنون الإيقاعية التي تمارس بشكل شعبي بمنطقة وادي نون جنوب المغرب، فهي تنتشر بين سكان منطقة واسعة تمتد من الحمادة شرقا عبر أقاليم درعة وزمور إلى الساقية الحمراء، وتكاد في واقعها اليوم أن تكون من خصوصيات مدينة كلميم حيث ترتبط بالرجال الزرق..

إنها ذلك الشكل الإبداعي الشعبي الذي ينحو فيه الأداء الغنائي/ الحركي نحو ما يعرف بالعرض الجماعي الذي يقوم على الاستجابة الجماعية للغناء والرقص، وهما من التعبيرات التي تجسد تعلق وحب الصحراويين بالموسيقى والرقص أكثر من غيرهما من الفنون، ويختص الرقص بالنساء ويقتصر على سيدة واحدة تقوم بالرقص وسط حلقة من الرجال يحيطون بها ويشجعونها بالتصفيق ويرددون بعض اللوازم.. كما يقول الباحث إبراهيم الحيسن، وحينما عاين الرحالة الإنجليزي جاكسون مشهدا احتفاليا من مشاهد هذه الرقصة الشعبية، كتب: "تقوم الفتيات العربيات بالرقص بطريقة بارعة جدا، وخصوصا نساء قبيلتي مغافرة وأولاد بوسبع العربيتين، فإني أذكر أني أمضيت ليلة في ديارهم على أطراف الصحراء..عندما أرسل الشيخ في طلب ست فتيات ممشوقات شغلن إعجابنا حتى الصباح، وهن يقمن بحركات تبدو ماجنة، غير أن تقاليد وعادات أهل البلد تستسيغ هذه الحركات الجريئة".


الكارة لرقصة الكدرة

ترتبط رقصة الكدرة بفضاء لعبها الدائري التي تتوسطه الراقصة، وهو فضاء يطلق عليه الحسانيون اسم " الكارة" التي تعود في الاشتقاق اللفظي إلى المصطلح اللاتيني (أكورا) التي تعني الساحة ذات الشكل الدائري، وقد يضيق الفضاء مثلما يتسع بحسب عدد المشاركين من الرجال والنساء في الأداء الجماعي المميز لهذه الرقصة الشعبية.

تستغرق رقصة الكدرة مجموعة من الجولات الإيقاعية، وكل جولة تمثل في الأصل إنشاد ثلاث حمايات وفق خط لحني يبدأ انفراديا "مونوفونيا" ليصير متصاعدا، حيث ينخرط في أدائه أفراد المجموعة، وقد يطول إنشاد الحماية مثلما يقصر تبعا لقدرة الراقصة على الاستمرار في الرقص... مع أن الأساسي هو ترديد هذا الإنشاد على الخط اللحني الذي تشترك في أدائه الجماعة.

الهول وإيكاون

تظل الموسيقى حاضرة باستمرار في ذاكرة ووجدان وحياة إنسان الصحراء ومصاحبة له في كل لحظات وجوده.. في نبضات قلبه كما في خطواته.. بل في الغناء والإنشاد ورواية الشعر لتصبح هي الأصل والفعل والحركة المتناغمة التي تعطي لوجوده معناه وحضوره الحقيقي. وهي بذلك تشكل انطباعا انفعاليا للعازف أو المغني الذي يسميه الحسانيون "إيكيو" الذي يتفانى بصدق وعفوية في التعبير الوجداني والتصوير الدقيق لمكامن النفس وأغوار العواطف، أو لمعالم الواقع الموضوعية الملموسة..

فالغناء أو الطرب أو الهول بالتعبير الحساني يشكلان عند الحسانيين نزعة تصوفية، ويعتبر حضورهما أساسيا بإحياء الأعياد والمسامرات والرقصات الفردية والجماعية ومظاهر الأفراح الاجتماعية.

إن الموسيقى الحسانية وبحكم طبيعتها الإيقاعية والنغمية هي عبارة عن ترانيم وأصوات منظمة تنتج عن استعمال مجموعة من الآلات الموسيقية المتنوعة تسمى "أزوان" وهي تحريف للوزن والأوزان، وذلك وفق نظام صوتي جمالي غاية في التوليف السمعي المنسجم..مثال ذلك

"نعرف ليل فوك زيرَ
كاعد بينات اشويبتين
بين البدع اوبامير
لاهي ايغنولي ذاك زين".

ترتبط الموسيقى الحسانية أيضا بالشعر الحساني انطلاقا أولا من كون الشعر يسمى في الحسانية بـ "لغن" لذلك يطلق على الشاعر اسم "لمغني" وثانيا باعتماد مصطلحين متلازمين هما لغن وأزوان، فاللغن مصطلح ذائع الاستعمال والتداول في مجال الشعر العامي الحساني، أما أزوان فهو مصطلح يستعمل بصورة واسعة في الموسيقى، بحيث يعني فن الآلات الموسيقية التي يستعملها الإيكاون الذين يضعون عمائمهم على أفواههم لإبراز ألحان الغناء. وعندما يتعبون يتناولون شرابا يسمى "كركيطا" لامتصاص التعب والعياء، وهو مشروب شعبي يشكل من السمن الممزوج بقليل من الملح والسكر والماء.


الساعة الآن 13:02

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd